"المصدرين": مصر تعتمد على استيراد نحو 96 % من الزيوت المستخدمة في الإنتاج
تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT
طالب أحمد زكي، أمين عام شعبة المصدرين ورئيس لجنه الشئون الأفريقية باتحاد الغرف التجارية، ورئيس لجنة التصدير بمجلس الوحدة الاقتصادية بجامعة الدول العربية، بسرعة البدء في التوسع في إنتاج السلع الزراعية الاستراتيجية التي تدخل في صناعة زيوت الطعام مثل الاستفادة من زراعة النخيل في مصر بالتعاون مع دول مثل ماليزيا لتكون مصر مركز إقليمي لصناعة خام الزيت من الأولين أو زيت النخيل أو زراعة نبات دوار الشمس والذرة لصناعة زيت دوار الشمس والذرة، والتوسع في التصدير لإفريقيا والوطن العربي وأوروبا في ظل العقوبات المفروضة على روسيا والتى تعتبر فرصة لمصر لتكون مركز إقليمي ولوجيستي لتجاره الزيوت.
وأكد زكي، على ضروروة أن يكون هذا التوجه برعاية رئاسة الجمهورية وفتح الاستثمار المحلى والأجنبي بقوه لسرعة التنفيذ.
واوضح رئيس لجنة الشؤون الافريقية بشعبة المصدرين بالاتحاد العام للغرف التجارية في تصريحات له اليوم، إن ارتفاع فاتورة استيراد الزيوت من الخارج يرجع إلى تدهور زراعات القطن في السابق، بجانب تدخلات محتكري استيراد الزيوت في فترة التسعينيات، والارتفاع الكبير في الزيادة السكانية، مؤكدا أن خطط الدولة حاليًا للنهوض بالزراعات الزيتية ستقضي على تلك الفاتورة المرتفعة والتي تصل إلى نحو 96% حاليًا.
أوضح زكي، أن أهم الحلول المقترحة للتغلب على هذه المشكلة وسد العجز بين الإنتاج والاستهلاك وتحقيق الاكتفاء الذاتي محليًا من زيوت الطعام، هي زيادة المساحة المخصصة لزراعة المحاصيل الزيتية، والاهتمام بزراعة القطن وتحسين نسبة الزيت في البذور والتوسع في استصلاح الأراضي الصحراوية الجديدة القابلة للزراعة، بالإضافة لتوفير مستلزمات الإنتاج من بذور محسَّنة وأسمدة ومبيدات وآلات وماكينات زراعية، كما يجب أن تقوم وزارة الزراعة بتشجيع التمويل والإقراض الموجه للمحاصيل الزيتية.
أضاف امين عام شعبة المصدرين، أن صناعة الزيوت في مصر تعتمد على استيراد نحو 96% من الزيوت المستخدمة في الإنتاج ونسبة الـ4% يتم توفيرها محليا، حيث تبلغ عدد الشركات المنتجة للزيوت في مصر 40 مصنعا.
أكد زكي أن الفرصة مهيأة في مصر كذلك لتوسيع دائرة الزراعات الاستراتيجية، ومن بينها النباتات العطرية، واستخلاص الزيوت منها، خصوصًا أن البيئة مهيأة لذلك في سيناء على سبيل المثال، والتي لها عائد اقتصادي كبير ويمكن الاستفادة منها في التصدير.
قال أحمد زكي، أن الحكومة بالفعل أعلنت عن استهداف زيادة الإنتاج المحلي من الزيوت النباتية، وتعميق الصناعة الوطنية في هذا المجال، وذلك في إطار خطة الدولة للنهوض بمختلف الصناعات وخاصة تلك التي تُسهم في تقليل الواردات، مشيرا إلى أن صناعة استخلاص الزيوت من الصويا في مصر قد بدأت في ٢٠٠٤ وتوسعت الاستثمارات في مجال استخلاص الزيوت في مصر لتحقيق فائض حقيقي من الطاقة الإنتاجية وتلبية احتياجات السوق المصرية والإقليمية المستقبلية.
يذكر أن خلال المواسم من 2017-2018 إلى 2021-2022 استوردت مصر زيوت نخيل وعباد شمس وفول صويا بإجمالي 8.3 مليون طن، موزعة على 5.5 مليون طن زيت نخيل و1.5 مليون طن زيت عباد الشمس، و1.3 مليون طن فول صويا.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
خبرات متراكمة أم طاقات متجددة!
أ. د. حيدر أحمد اللواتي**
من أكبر التحديات التي تواجه الخريجين الجدد هي أنهم يُقارنون عادة بموظفين ذوي خبرات طويلة، وهذا يجعلهم في موقف صعب، خاصةً وأن هذه الوظائف غالبًا ما تطلب خبرات متراكمة أكثر من الحاجة إلى أفكار جديدة ومرونة في التعلم.
لذلك، ليس غريبًا أن نرى أصحاب الخبرات يتفوقون بشكل واضح على الخريجين الجدد، ومن هنا، تقع على عاتق المؤسسات والشركات، سواء كانت حكومية أو خاصة، مسؤولية فهم هذا الواقع بدقة، فيجب عليها أن تفتح أبوابها أمام الخريجين الجدد في وظائف تبرز قدراتهم الحقيقية وتمنحهم فرصة لإثبات تفوقهم، وفي الوقت ذاته تعود بالنفع الكبير على المؤسسة نفسها.
إن الوظائف التي تناسب الخريجين الجدد تعتمد بشكل رئيسي على ما يعرف بالذكاء السائل، وهو القدرة على التفكير المرن، وحل المشكلات الجديدة، والتعلم السريع، فهذه المهارات تجعلهم مثاليين للأدوار التي تعتمد على الابتكار، والتعامل مع تقنيات حديثة، والعمل في بيئات سريعة التغير، فعلى سبيل المثال، في شركات التكنولوجيا الحديثة، مثل شركات تطوير البرمجيات، يحتاج الفريق إلى مبرمجين ومطورين شباب قادرين على مواكبة أحدث لغات البرمجة وأطر العمل، وهؤلاء الشباب يمتلكون القدرة على استيعاب الأدوات الجديدة بسرعة، والتفكير خارج الصندوق لإيجاد حلول مبتكرة لمشكلات لم يسبق لها مثيل، كذلك، في مجالات التسويق الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي، يعتمد السوق بشكل كبير على جيل جديد يفهم الاتجاهات الحديثة، ويعرف كيفية التواصل مع جمهور متغير بسرعة.
وبالمقابل هناك وظائف تتطلب ما يعرف بالذكاء المتبلور، والذي يعتمد على تراكم المعرفة والخبرة عبر سنوات طويلة، فهذه الوظائف تحتاج إلى أشخاص يمتلكون حكمة عميقة، وفهمًا شاملًا للمجال، وقدرة على توجيه الآخرين بناءً على تجاربهم السابقة، فعلى سبيل المثال، في مجال الطب، لا يمكن للطبيب المبتدئ أن يحل محل الطبيب الذي قضى عقودًا في التشخيص والعلاج، فالخبرة هنا لا تعوضها سرعة التعلم أو الذكاء السائل، بل هي نتاج سنوات من الممارسة والتعامل مع حالات متنوعة، وكذلك في مجال الإدارة العليا، يحتاج القائد إلى خبرة متعمقة في التعامل مع الأزمات، وفهم ديناميكيات السوق، وبناء العلاقات مع الشركاء والمستثمرين، وهو أمر لا يمكن تحقيقه إلا عبر سنوات من العمل والتعلم المستمر.
بعض المؤسسات تحتاج إلى نسب أكبر من أصحاب الخبرة بسبب طبيعة عملها التي تعتمد على الاستقرار، والدقة، والتراكم المعرفي، المؤسسات الأكاديمية، على سبيل المثال، تعتمد بشكل كبير على أساتذة ذوي خبرة يمتلكون معرفة متعمقة تساعدهم على تقديم تعليم عالي الجودة، فلقد أظهرت الدراسات أن أساتذة الجامعات الأكبر سنًا يحصلون على تقييمات تدريسية أفضل، خاصة في العلوم الإنسانية، حيث تزداد جودة التدريس مع تقدم العمر والخبرة، كذلك، في المؤسسات الحكومية أو الشركات الكبرى التي تعتمد على عمليات معقدة، تحتاج إلى خبراء يتمتعون بفهم عميق للنظم والإجراءات، مما يضمن تنفيذ الأعمال بكفاءة وأمان، لذلك فتجديد هذه الوظائف واستبدال الخبرات فيها بدماء جديدة، سيولد نتائج عكسية، وبدل أن تتقدم تلك المؤسسات ستتراجع إلى الخلف، لأن الخبرة المكتسبة عبر سنين لا يمكن استبدالها بالمعرفة العلمية الجديدة.
وبالمقابل، هناك مؤسسات تعتمد بشكل أكبر على الشباب والخريجين الجدد بسبب حاجتها المستمرة للتجديد والابتكار، شركات التكنولوجيا الناشئة، على سبيل المثال، تميل إلى توظيف شباب يمتلكون ذكاءً سائلًا عاليًا، يمكنهم من التكيف مع التغيرات السريعة في السوق، وهذا ما يجعلهم أكثر قدرة على تقديم أفكار جديدة، ونماذج أعمال مبتكرة، كذلك في مجالات الإعلام، والإعلانات، وابتكار المحتوى الرقمي، يفضل الاعتماد على جيل جديد يفهم توجهات الجمهور بطريقة طبيعية ويستطيع خلق محتوى يتفاعل معه الناس، في مثل هذه الوظائف، الخبرة قد لا تغدوا ذات فائدة كبيرة، بل ربما تصبح عائقا أمام التطور، ولذا لا بد من تجديد مستمر فيها وعدم الانتظار ليصل الموظف لسن التقاعد ليتم تغييره بل لا بد من استبداله بشكل دوري وسريع.
**كلية العلوم - جامعة السلطان قابوس
رابط مختصر