تربينا على أن الرياضة أخلاق، ونشأنا على هذا الأمر، فقبل كل شىء ونحن كلاعبين نعلم أن الأخلاق تأتى قبل ممارسة الرياضة، فالرياضة جاءت لكى تسمو بالنفس وتعلو بها إلى أعلى مرتبة، وترتقى بالرياضى وتضعه فى المكانة التى يجب أن يكون عليها.
الأخلاق الرياضية تظهر فى وقت الفوز والخسارة، فتجعل الفائز لا يتكبر أو يغتر بالانتصار سواء كان ببطولة أو بميدالية، ويكون متواضعاً لأبعد حد بعيداً عن الغرور والتعالى على منافسه، والأخلاق أيضاً تظهر فى حالة الخسارة بأن يهنئ منافسه ويبارك له على فوزه والأداء الذى ظهر عليه.
الرياضة تعليم وتهذيب، فخسرنا مباريات، وفزنا بمباريات كثيرة، وحصلنا على العديد من البطولات، وخسرنا بطولات أيضاً طوال مشوارنا الكروى، ولا بد فى الرياضى أن يكون متماسكاً، فالرياضة تبنى الشخص، وتبنى شخصيته الأساسية وتجعله يدرك جيداً تصرفاته ويكون مسيطراً تماماً على كل أفعاله.
لا توجد رياضة بدون أخلاق، فالرياضة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالأخلاق، لأنها تعلم الجميع، بداية من النشء الصغير والأطفال واللاعبين الكبار وحتى الجماهير، الأخلاق، ركن أساسى فى الجماهير المشجعة لناديها أن تكون بعيدة تماماً عن العصبية.
ظهرت بعض العصبية فى المدرجات خلال الفترة الماضية، فرأينا مجموعة من الجماهير لا تقبل الهزيمة، وهى عملية صعبة للغاية لأن هذه الفئة من الجماهير تحاول الضغط على منظومة الرياضة بشكل عام بداية من اللاعبين والمدربين وإدارات الأندية، والمجال سيصبح صعباً، فالجماهير عليها إدراك أن الرياضة مكسب وخسارة وكل الأمور واردة فيها.
علينا التعلم من بطولة يورو 2024، التى انتهت قبل أيام قليلة، رأينا فى البطولة منتخبات خسرت وودعت البطولة فى الثوانى الأخيرة فى مفاجأة كبيرة، وقد لا تعبر هذه النتيجة عن سير المباراة، فعلى سبيل المثال، ودّعت بلجيكا البطولة أمام فرنسا من الدور ربع النهائى بعد أن تلقت هدفاً فى الدقائق الأخيرة، ومنتخب هولندا خسر أمام إنجلترا فى الوقت الضائع بالدور نصف النهائى بهدفين مقابل هدف، وقبلهما ودّعت كرواتيا (ثالث العالم فى مونديال قطر 2022) اليورو من دور المجموعات بعد الخسارة فى الدقائق الأخيرة أمام إيطاليا.
رغم قوة المنتخبات التى خرجت وودّعت بطولة اليورو 2024، فإننا رأينا صورة جميلة عن الأخلاق والحب؛ المدربون صافح بعضهم البعض، وكذلك اللاعبون والحكام نفس الأمر، ولم نرَ أى شغب أو صورة خارجة عن النص؛ هذه الرياضة التى لا بد أن تقودنا إلى هذا الطريق، وأى طريق آخر غير ذلك فهو طريق خاطئ.
لم أكن سعيداً بواقعة شهد سعيد مع زميلتها جنة عليوة فى بطولة الجمهورية لسباق الدراجات، السلوك الذى قامت به «شهد» عدائى والرياضة ليست بها هذه السلوكيات، الرياضة تهذيب للنفس، و«شهد» تعمدت إيذاء زميلتها وتسببت فى إصابتها عن عمد، والفيديو يوضح أنها توجهت إليها، وهذه ليست الروح الرياضية المعروفة عنا جميعاً فى مصر، فالرياضة الحقيقية والأخلاق هى أن أحاول أن أتخطاها فى السباق، وأحاول التفوق عليها وأطور مهاراتى، ولا يمكن أن تكون هذه الرياضة أو الأخلاق.
استبعادها من الأولمبياد وتمثيل منتخب مصر طبيعى ومنطقى، وقرار صائب تماماً لأن الرياضة بها ردع وعقاب شديد لأى تجاوز خاصة فى الأخلاق لأنها أساس الرياضة، وهناك لوائح ونظام، لأن العقاب هنا ضرورى للغاية، فلو تم تركها كان من الممكن أن يتكرر هذا الموقف فى بطولة عالمية أمام العالم أجمع وتكون المشكلة أكبر وأعمق.
انظروا لما حدث فى بطولة ويمبلدون، بعدما حقق الإسبانى كارلوس ألكاراز لقب ويمبلدون للتنس، للعام الثانى على التوالى، بعد التفوق على الصربى نوفاك ديوكوفيتش، وعلى الرغم من صغر سن «ألكاراز»، فإن الأخلاق والروح الرياضية ظهرت فى كل لقطة بين الثنائى بعد أن توجها نحو بعضهما وصافحا بعضهما البعض فى صورة جميلة، عقب نهاية المباراة.
تصريحات «ألكاراز»، اللاعب الصغير الذى فاز بالبطولة للمرة الثانية على «ديوكوفيتش»، أحد أفضل لاعبى العالم، كانت مليئة بالاحترام والحب، عندما قال إنه يتمنى أن يصل لمستوى «ديوكوفيتش» على الرغم من أنه فاز عليه للمرة الثانية فى نهائى ويمبلدون، ما جعل الجميع يصفق له، فى المقابل ظهر النجم الصربى الكبير بتصريحات معتدلة واحتضن «ألكاراز» فى رسالة بأنه نجم كبير وقادم فى اللعبة.. هذه هى الرياضة وهذه هى الأخلاق
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الرياضة الرياضة المصرية
إقرأ أيضاً:
"محافظ بورسعيد يعلنها: كامل أبو علي مستمر رئيسًا للنادي المصري استجابة لصوت الجماهير"
أكد اللواء محب حبشي خليل، محافظ بورسعيد، دعمه لاستمرار السيد كامل أبو علي في رئاسة مجلس إدارة النادي المصري، مشيرًا إلى أن قرار قبول أو رفض الاستقالة لا يدخل ضمن اختصاصات المحافظ، بل يُحسم وفقًا لما تقرره لائحة النظام الأساسي للنادي.
جاء ذلك عقب إطلاع المحافظ على المذكرة الرسمية الصادرة عن مديرية الشباب والرياضة، والتي أوضحت أن الاستقالة المقدمة من كامل أبو علي لا تُعد سارية حتى تاريخه، لعدم تقديمها بشكل رسمي للنادي وفقًا لما تنص عليه المادة 40 من لائحة النظام، التي تشترط مرور أسبوع على تقديمها دون سحبها حتى تُعتبر نافذة.
وفي رد رسمي، أبدى المحافظ ترحيبه الكامل باستمرار كامل أبو علي في منصبه، مؤكدًا دعم المحافظة الكامل لمجلس الإدارة الحالي، تلبيةً لرغبة الشارع البورسعيدي الذي أبدى تمسكًا كبيرًا ببقاء "أبو علي"، لما قدّمه من جهود بارزة للنادي خلال الفترة الماضية.
وكان مجلس إدارة النادي المصري قد خاطب مديرية الشباب والرياضة رسميًا بشأن تأجيل النظر في الاستقالة، لحين استيفاء الإجراءات القانونية، وهو ما وافقت عليه المديرية استنادًا للوائح المنظمة.
وعلى مدار الأيام الماضية، تصاعدت موجات الدعم الشعبي لرئيس النادي، حيث عبّرت جماهير المصري عن رفضها للاستقالة، مُشيدة بالدور الذي لعبه في دعم الفريق ماديًا ومعنويًا، ومساهماته في إطلاق مشروعات كبرى، على رأسها المشروع الاستثماري المنتظر على أرض مركز شباب الاستاد، إلى جانب الخطوات الفعلية نحو إنشاء استاد جديد للنادي.
وفي تطور موازٍ، أعلن عبد الرحمن بصلة، رئيس مجلس إدارة مركز شباب الاستاد، تقدمه باستقالته، مؤكدًا عدم صدور قرار رسمي من المحافظة حتى الآن بتخصيص أرض المركز لصالح المشروع الاستثماري للنادي المصري، وذلك في تصريحات صحفية عقب الجدل المُثار مؤخرًا حول المشروع.
يُشار إلى أن استقالة "أبو علي" كانت قد نُسبت لأسباب صحية، بينما أفادت مصادر مطلعة أن القرار جاء أيضًا على خلفية التأخير في تنفيذ المشروع الاستثماري، والمطالب المتزايدة حول ملكية الاستاد، فضلًا عن تعرضه وأسرته لانتقادات متكررة، رغم تحمله نفقات تشغيلية شهرية تتجاوز 600 ألف جنيه تشمل المعسكرات والملاعب.
وبين الإجراءات القانونية والدعم الجماهيري، يبقى استمرار كامل أبو علي على رأس مجلس إدارة النادي المصري هو السيناريو الأقرب للواقع، مدفوعًا بإجماع رسمي وشعبي على استكمال مسيرته.