علي سمير يكتب: لو كنت مدرباً لـ«شهد»
تاريخ النشر: 18th, July 2024 GMT
الرياضة كما تعلمناها منذ الصغر هى تنافس شريف وتدريب مستمر ومواجهة ومبادرة، وليست ضرباً من الخلف أو استخدام الأساليب غير المعروفة لتحقيق النصر، واللجوء لهذه الأساليب مرفوض رفضاً تاماً من الأب والأم، وأن يجىء الفوز بالطرق الصحيحة والمعروفة.
الرياضة كانت ولا تزال وستظل تمثل مكانة عالية وضرورية للإنسان فى كل زمان ومكان، فهى تعلم الإنسان القدرة على الدفاع عن نفسه وممتلكاته وعِرضه ودمه من خلال بعض الألعاب القتالية فيها، كذلك الرياضة فى بناء الجسم، والوقاية من الأمراض الخطيرة بالاستمرار فى ممارسة الرياضة.
فى السنوات الأولى لنا داخل المدرسة كانت حصص الألعاب لها قيمة كبيرة، فكان كل منا يتعلم لعبته التى يفضلها، وكان الدرس الأول هو التدريب المستمر وتنمية المهارات بشكل جيد، بعدها الدخول فى المنافسات الرسمية، سواء على المستوى الداخلى فى إطار المدرسة أو بين المدارس المختلفة.
كانت المنافسة بيننا كطلاب قوية للغاية، فكلٌ منا يريد أن يتفوق على الآخر، لم نكن نعرف أى غش أو خداع، وكانت محاولة التفكير فى الخداع سيكون عقابها شديداً يجعلك تطرد أى تفكير فى هذا الأمر من الأساس، وكان ارتكازنا على تحقيق مجد الفوز بالمجهود من خلال استخدام مهاراتنا التى تدربنا عليها، دون مساعدة أحد، ودون اكتساب مجهود أو حقوق آخرين، وكان ذلك بمثابة الجُرم الكبير.
ولا شك أننى ذُهلت مما رأيته فى الفيديو الخاص باللاعبة شهد سعيد، ضد زميلتها جنة عليوة فى سباق بطولة الجمهورية بالسويس الذى أقيم فى أبريل الماضى، واعتدائها عليها وتعمد إيذائها، فى رياضة أساسها الاحترام والأخلاق.
كيف وصل هذا التفكير الخطير إلى ذهن هذه الفتاة؟.. هناك تقصير كبير فى تعليمى لها أصول الرياضة قبل أصول التدريبتخيلت أننى المدرب لهذه الفتاة، فوجّهت لنفسى عدة أسئلة: كيف وصل هذا التفكير الخطير إلى ذهن هذه الفتاة؟.. كيف تجرأت على فعل هذا الحدث مع زميلتها التى تأكل معها فى نفس المعسكر، بل وربما استخدمت نفس زجاجة المياه منها؟ كيف ستتقابلان مرة أخرى بعد السباق؟.. ما رد فعلى لهذا التصرف المُشين تجاه لاعبة أقوم بتدريبها؟
لم أجد إجابات مقنعة لى فى هذا التصرف غير الأخلاقى من جانب لاعبتى، فوجدت أن هناك تقصيراً كبيراً فى تعليمى للاعبتى أصول الرياضة قبل أصول التدريب، أننى أهملت فى طرد أى تفكير لها فى تحقيق الفوز بطرق غير مشروعة، لم أعلمها كيفية احترام المنافس والتصفيق له حتى فى الخسارة، لم أغذِ عقلها بأن لذة النصر فى الفوز بالمجهود والمهارة، وغير ذلك فهو فوز مُزيف لا طعم له، أهملت الكثير، حتى وصلت الحال فى النهاية لمشهد لا يليق وإلصاقه بالرياضة التى أساسها الأخلاق، وفى النهاية حمدت الله أننى لست مدربها ولا هى لاعبتى.
خيراً فعلت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية التى قامت بدورها على أكمل وجه، فى ردع جانب غير أخلاقى فى الرياضة المصرية، جانب لو تم تركه كانت ستكون عواقبه وخيمة، بعدما سلطت الضوء على هذه الظاهرة غير الطبيعية فى ملاعبنا وبين رياضيينا، كانت ستنتشر كرياح الخماسين إذ لم يتم الوقوف والتصدى لها بكل قوة.
الشركة المتحدة سلطت الضوء على أن أى رياضة تحقق التنافس وتُنمّى الدفاع عن الحق، وليس شيئاً آخر، الشركة انتصرت للمظلوم ومنحته حقه حتى لا يتم تكرار هذا المشهد غير الأخلاقى فى ملاعبنا مرة أخرى، انتصرت للمبادئ والأخلاق، انتصرت للرياضة الحقيقية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الرياضة الرياضة المصرية
إقرأ أيضاً:
كاتب مصري: أمن ليبيا جزء لا يتجزأ من أمن مصر
قال الكاتب الصحفي المصري محمد فايز فرحات، إن مصر لا تدخر جهداً فى سبيل تعزيز فرص الوصول إلى تسوية للأزمة فى ليبيا، يمكن من خلالها الحفاظ على مقدرات الشعب الليبي، وتحقيق الاستقرار على المستويين السياسي والأمني، بعد مرحلة تخللتها صراعات مسلحة وتدخلات قوى خارجية تتبنى أجندات مختلفة، كان من شأنها انتشار الفوضى وانعدام الأمن. ومن دون شك، فإن ذلك ينطلق من مبدأ أساسي هو أن «أمن ليبيا جزء لا يتجزأ من أمن مصر».
أضاف في مقال بصحيفة الأهرام المصرية، “من هنا، اكتسب مؤتمر آلية دول الجوار الثلاث (مصر وتونس والجزائر) الذي عقد بالقاهرة فى 31 مايو الماضى، أهميته. إذ إنه جاء فى لحظة مصيرية بالنسبة لليبيا، التي تصاعدت حدة المواجهات المسلحة فيها، خاصة فى العاصمة طرابلس، خلال الفترة الأخيرة”.
وتابع قائلاً “في ضوء إدراك الدول الثلاث أنها معنية أكثر من غيرها بتحقيق الاستقرار في ليبيا، فقد أكدت فى البيان الختامي للمؤتمر ضرورة مواصلة دعم الجهود التي تبذلها اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» لتثبيت وقف إطلاق النار، وخروج كل القوات الأجنبية الموجودة على الأرض الليبية، باعتبار أن هذه القوات كانت أحد الأسباب التي أدت إلى اضطراب الأوضاع الأمنية، وتصاعد حدة الصراع العسكري بين الأطراف المختلفة المنخرطة في الأزمة”.
واختتم بقوله “من دون شك، فإن توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية يحظى باهتمام خاص من جانب الدول الثلاث، باعتبار أنه يمثل أحد الأركان الأساسية التى لا غنى عنها فى سبيل الحفاظ على وحدة الدولة واستقرارها، وإنهاء الفوضى التى تسبب فيها اتساع نطاق الأدوار التى تقوم بها المؤسسات الموازية، والتى كان لها دور رئيسى فى عرقلة كل الجهود التى بذلت من أجل إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية”.