السودان: المعارك تجبر سكانا على النزوح والسيول تدمر مئات المنازل
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
ما زالت المعارك المستمرة في السودان تجبر السكان على النزوح في ظل مجاعة
أجبر سودانيون في منطقة أبو روف السكنية بمدينة أم درمان ضاحية غرب الخرطوم الكبرى، على مغادرة منازلهم اليوم الاثنين (السابع من أغسطس/ آب) بسبب احتدام القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأفاد أحد سكان أبو روف بوسط أم درمان وكالة فرانس برس بوقوع اشتباكات وصفها بأنها "الأعنف" للسيطرة على المنطقة.
وقال "الجيش يقصف بالمدفعية والطيران باتجاه جسر شمبات (الذي يربط بين أم درمان وبحري شمال الخرطوم) لوقف الامداد عن قوات الدعم السريع". وفي هذا الصدد أفادت "لجان مقاومة أبو روف" بأن المنطقة شهدت "إخلاء عاما لكل المنازل بأمر من القوات المسلحة من ناحية والدعم السريع من ناحية أخرى وإعلانها منطقة عمليات".
ودعت لجان المقاومة "جميع سكان الأحياء المجاورة إلى مساندة أهالي أبو روف". وتحدث آخرون عن تواصل "القصف المدفعي والصاروخي" على مناطق وسط مدينة أم درمان وشمال الخرطوم وجنوبها. وأكد مواطنون بحي الشهداء وسط أم درمان "سقوط قذائف على المنازل".
السيول تضاعف معاناة السودانيين
في ذات السياق تسببت السيول في تدمير وتضرر أكثر من 400 منزل بـ"الولاية الشمالية"، على ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية (سونا)، وسط استمرارالمعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ نحو 4 أشهر.
ونقلت وكالة أنباء السودان في تقرير ليل الأحد الاثنين "تعرضت أجزاء واسعة من محليات دنقلا ومروي والدبة والقولد والبرقيق وحلفا خلال اليومين الماضيين إلى أمطار وسيول أدت إلى حدوث بعض الأضرار والخسائر في المنازل السكنية والمزارع".
وأضافت أن التقارير الأولية رصدت "تضرر 300 منزل كليا وجزئيا بمحلية مروي و58 منزلا بمحلية القولد و56 منزلا بمحلية الدبة و50 منزلا بمحلية دنقلا".
حلت هذه المأساة بالسودانيين بعد قرابة أربعة أشهر من الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو في 15 نيسان/ابريل وتركزت في العاصمة وضواحيها وفي إقليم دارفور غرب البلاد وبعض المناطق الجنوبية.
منذ اندلاع القتال في السودان في منتصف أبريل/ نيسان وحتى بداية شهر أغسطسّ/ آب، أجبرت الحرب ثلاثة ملايين شخص على النزوح من أماكن سكناهم وفقا لأرقام الأمم المتحدة
بالإضافة إلى ذلك، فر حوالي 900 ألف شخص إلى البلدان المجاورة إثيوبيا، وتشاد، وجمهورية أفريقيا الوسطى، ومصر، ودولة جنوب السودان.
في حين يعاني أكثر من 20 مليون سوداني منالجوع وسوء التغذية، وهو ما يمثل 42 بالمئة من السكان. ولا يستطيع أكثر من ستة ملايين سوداني توفير وجبة الغذاء التالية دون مساعدة خارجية. وأسفرت هذه الحرب عن مقتل 3900 شخص على الأقل
ومنذ 15 نيسان/ابريل، يستمر النزاع بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو وتتركز المعارك في العاصمة وضواحيها وفي إقليم دارفور غرب البلاد وبعض المناطق الجنوبية.
ويعد السودان من أكثر دول العالم فقرا حتى قبل اندلاع النزاع الحالي. ويستمر العاملون في المجال الإنساني في المطالبة من دون جدوى بالوصول إلى مناطق القتال، ويقولون إنّ السلطات تمنع وصول المساعدات إلى الجمارك ولا تُصدر تأشيرات دخول لطواقم الإغاثة.
ع.أ.ج/ ع ج م (د ب ا، أ ف ب)
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: السودان جنوب السودان المعارك في السودان السودان جنوب السودان المعارك في السودان وقوات الدعم السریع بین الجیش أم درمان أبو روف أکثر من
إقرأ أيضاً:
السودان.. ميليشيا الدعم السريع تستهدف بورتسودان بطائرات مسيرة
أفادت مصادر رسمية بأن، الدفاعات الجوية السودانية تصدت فجر اليوم لمسيرات أطلقتها ميليشيات الدعم السريع على بورتسودان.
وفي وقت سابق، اعتمد مجلس الأمن الدولي، الخميس، قرارًا بتمديد تفويض بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان حتى 30 أبريل 2026، داعيًا إلى وقف شامل وفوري للقتال الذي تجدد خلال الأسابيع الأخيرة، وأثار مخاوف دولية من انزلاق البلاد مجددًا نحو حرب أهلية.
القرار الذي حظي بموافقة 12 دولة، امتنع عن التصويت عليه كل من روسيا، والصين، وباكستان، وسط انتقادات للمجتمع الدولي بعد تقارير عن استخدام "عشوائي" للأسلحة الفتاكة ضد المدنيين.
ودعا القرار كافة الأطراف المسلحة في جنوب السودان إلى الانخراط في حوار سياسي شامل يهدف إلى إنهاء الصراع، مع التشديد على ضرورة وضع حد لأعمال العنف ضد المدنيين.
وتزامن ذلك مع تقارير مقلقة نشرتها منظمة "هيومن رايتس ووتش"، اتهمت فيها الجيش باستخدام طائرات لإسقاط قنابل حارقة على مناطق في شمال شرق البلاد، ما أسفر عن مقتل العشرات من المدنيين. هذا التصعيد أعاد إلى الواجهة ذكريات الحرب الأهلية السابقة التي مزقت البلاد عقب الاستقلال.
بحسب نص القرار، سيظل قوام بعثة الأمم المتحدة عند 17 ألف جندي و2101 شرطي، مع فتح المجال أمام إجراء "تعديلات" على العدد والمهام بحسب تطورات الوضع الأمني الميداني.
وشدد المجلس على أهمية إزالة العقبات التي تعترض عمل البعثة وتهيئة مناخ سياسي وأمني مناسب يمهد الطريق نحو انتخابات حرة ونزيهة، كان من المفترض إجراؤها هذا العام، لكن تأجلت إلى 2026.