تحذيرات من «مجاعة وشيكة» في سنار بسبب الحصار ونقص الغذاء
تاريخ النشر: 18th, July 2024 GMT
تعيش ولاية سنار السودانية اختفاء دقيق الخبز والأرز بشكل كامل، ما يهدد بدخول الولاية، التي تُحاصرها قوات «الدعم السريع»، منذ الشهر الماضي، في أزمة غذائية حادة ونُذُر مجاعة وشيكة، خصوصاً بعد قطع طرق الإمداد من النيل الأبيض ومن شرق البلاد. وفي غضون ذلك، أطلق تجمع نسوي في العاصمة الأوغندية كمبالا حملة لمناهضة الجوع، يُنتظر أن تستمر لمدة شهر؛ بهدف حشد الدعم لإنقاذ السودانيين من مخاطر الجوع.
وقالت «تنسيقية لجان مقاومة سنار»؛ وهي تنظيم شبابي مستقل برز، خلال ثورة ديسمبر (كانون الأول) 2019، إن مدينة سنار تشهد انعداماً كاملاً لدقيق الخبز والأرز، موضحة أن المطاحن توقفت نتيجة انقطاع التيار الكهربائي منذ قرابة ثلاثة أسابيع، وتبع ذلك توقف طحن «الذرة والدخن»، وهو ما أدخل الولاية الزراعية في حيّز المجاعة، وحذّرت من وفيات بسبب الجوع تهدد سكان الولاية، المقدَّر عددهم بأربعة ملايين، حال استمرار هذا الوضع لأكثر من أسبوع.
ووفقاً لبيان صادر عن «التنسيقية»، فإن دقيق القمح والوقود اختفيا تماماً من سنار، على أثر قطع الطرق إلى شرق السودان، وسيطرة قوات «الدعم السريع» على عاصمة الولاية سنجة ومدينة الدندر، في حين اتسعت دائرة أعمال النهب على الطرق الترابية، ما جعل وصول المواد الغذائية أمراً معقداً.
وفي 26 يونيو (حزيران) الماضي، حاصرت قوات «الدعم السريع» مدينة سنار، بعد أن سيطرت على منطقة جبل موية، ثم حاضرة الولاية سنجة، وقطعت الطريق البري الرابط بين ولاية النيل الأبيض وولايات غرب البلاد وشرقها، والتي تصل عن طريقها المواد الغذائية والسلع من الشرق أو الغرب.
ودعت لجان المقاومة إلى حشد القوى الشعبية لإنشاء تعاونيات زراعية في القرى والأحياء؛ بهدف زراعة الخضراوات سريعة الإنتاج لمكافحة الجوع، وتشغيل طواحين الحبوب عبر الطاقة الشمسية، وجمع التبرعات لأجل هذه الأغراض، في وقت تمنع فيه الاستخبارات العسكرية من استخدام الوقود في طحن الحبوب.
ووجّهت لجان المقاومة نداء لمن سمّته «الضمير الإنساني العالمي»، معلنة أن سنار «دخلت حيز المجاعة بالفعل، وما لم يجرِ تقديم حلول عاجلة، خلال هذا الأسبوع، فإن الوفيات بسبب الجوع ستصبح أمراً واقعاً»، ما يشكل تهديداً لنحو 4 ملايين شخص هم عدد سكان الولاية والنازحون إليها من الولايات الأخرى.
ودعت «شعوب العالم» إلى ممارسة الضغوط اللازمة على حكوماتها لتوفير جسر إغاثة جوي لمناطق الولاية، وتوفير الدقيق والزيوت حتى انتهاء فصل الخريف، على الأقل.
من جهة أخرى، قامت منظمة «الحارسات» بتدشين حملة لمدة شهر، للفت أنظار العالم إلى المجاعة التي تهدد السودانيين، وهي مجموعة نسوية انطلق عملها إبان الثورة الشعبية في ديسمبر 2019، وكان شعارها حراسة قيم الثورة (حرية، سلام، وعدالة)، قبل أن ينتقل مقرها الرئيس لمدينة كمبالا الأوغندية بسبب الحرب.
وقالت المنظمة، في الحملة المنظمة تحت شعار «لا تغمض عينيك عن المجاعة في السودان»، إنها تهدف لـ«لفت الانتباه العالمي للكارثة الإنسانية الحادة في البلاد»، إزاء ما سمّته تجاهل العالم لأكبر أزمة إنسانية في العالم.
ووفق تقارير «الأمم المتحدة»، فإن أكثر من نصف سكان البلاد (نحو 25 مليوناً)، بحاجة لمساعدات إنسانية، وصل منهم إلى مرحلة المجاعة نحو 880 ألفاً، بينما يعيش 18 مليوناً منهم تحت طائلة انعدام الأمن الغذائي الشديد. كما انضافت إليهم، وفقاً لمنظمة «حارسات»، نحو 7 آلاف أم جديدة معرضات لخطر الوفاة، بسبب قلة الغذاء والرعاية الصحية والطبية.
الشرق الاوسط
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
65 شهيدا بغزة منذ الفجر وسط تحذيرات أممية من تجاوز عتبة المجاعة
استشهد 65 فلسطينيا على الأقل، بينهم 36 أثناء انتظارهم استلام المساعدات، منذ فجر اليوم الجمعة، جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، في وقت حذّرت فيه منظمات أممية من أن القطاع تجاوز بالفعل عتبة المجاعة.
وأعلن مستشفى الشفاء في مدينة غزة استشهاد فلسطينيين اثنين من أفراد تأمين المساعدات في قصف إسرائيلي على حي الكرامة شمال غربي المدينة، في حين أفاد المستشفى المعمداني باستشهاد مدني آخر جراء قصف على ساحة الشوا في حي الدرج شرق المدينة.
وأعلن الدفاع المدني انتشال 18 جثمانا من تحت الأنقاض في حيّي الزيتون والشجاعية شرق مدينة غزة، جراء قصف إسرائيلي مكثف استهدف منازل المدنيين.
كما أفادت مصادر فلسطينية باستهداف مدفعية الاحتلال لمنطقة شرق مخيم البريج وسط القطاع.
ضحايا التجويع وسوء التغذيةفي غضون ذلك أفاد مصدر طبي بارتفاع عدد الضحايا جراء الاستهداف الإسرائيلي المتواصل لمنتظري المساعدات شمالي القطاع الجمعة إلى 36 شهيدا.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة في غزة وفاة 3 أشخاص خلال الـ24 ساعة الماضية نتيجة الجوع وسوء التغذية، بينهم طفلان، لترتفع حصيلة ضحايا سياسة التجويع الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 162 حالة وفاة بينهم 92 طفلا.
وفي هذا السياق قال مدير مجمع الشفاء الطبي إن المستشفى لا يملك أسرّة كافية لعلاج الجرحى، محذرا من دخول مرحلة خطيرة بسبب النقص الشديد في الأدوية والمواد الطبية.
وأكد ماجد الطوال، نائب الممثل الخاص لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في فلسطين، في تصريحات للجزيرة أن هناك أكثر من 5 آلاف حالة سوء تغذية حاد في غزة، لافتا إلى أن الوضع الغذائي في القطاع "تجاوز بالفعل عتبة المجاعة"، وأن "واحدا من كل 3 أشخاص يقضي أياما دون طعام".
وقال مسؤول اليونيسيف: "الوضع في غزة صادم ويزداد سوءا. نحتاج إلى إدخال مساعدات إنسانية بكميات ضخمة وعاجلة عبر جميع المعابر والمنافذ، ولا يمكننا انتظار نهاية الحرب لبدء التحرك".
إعلانومنذ استئناف العدوان على غزة في مارس/آذار الماضي، استشهد نحو 9100 فلسطيني وأصيب أكثر من 35 ألفا، بحسب أحدث بيانات وزارة الصحة في القطاع.