تربية الثعابين توفر استجابة مرنة وفعّالة لانعدام الأمن الغذائي في العالم
تاريخ النشر: 21st, July 2024 GMT
يتخلّص أحد مربي الثعابين في وسط تايلاند من لحم هذه الزواحف بسبب سوقها المحدود، على الرغم من إشادة العلماء بفوائدها الغذائية. ويقول إميليو مالوتشي لوكالة فرانس برس "إنّه هدر فعلي"، مضيفاً "أنا أتناول لحم الثعابين لأنني أُدرك كيف ربّيتها ونحن بحاجة إلى تثقيف الناس بشأن فوائد لحومها.
ويُخَصَّص نحو 9 آلاف ثعبان في مزرعة إميليو مالوتشي في مقاطعة أوتاراديت (شمال)، لقطاع تصنيع المنتجات الفاخرة إذ يلقى جلدها القوي إقبالا لصناعة الأحزمة والحقائب والأحذية.
وفي سياق الطلب العالمي المتزايد على اللحوم، تمثل الزواحف خياراً مُهملاً حتى اليوم، على ما يرى العلماء، خصوصاً وأنّ مكافحة التغير المناخي تدفع إلى إعادة النظر في عادات الاستهلاك والإنتاج الغذائي.
وخلصت دراسة نُشرت خلال مارس في مجلة "نيتشر" وشملت خمسة آلاف من الثعابين الشبكية والبورمية من مزرعتين في تايلاند وفيتنام، إلى أنّ "تربية الثعابين قد توفر استجابة مرنة وفعّالة لانعدام الأمن الغذائي في العالم".
ويقول باتريك أوست، وهو عالم متخصص بالزواحف والبرمائيات وأحد معدّي الدراسة، "يمكن للثعابين البقاء قيد الحياة لأشهر عدة من دون طعام أو ماء، ومع الحفاظ على حالتها الجسدية"، مشيراً إلى أنها تتكاثر بسرعة.
ولحوم الثعابين التي تُستهلك منذ فترة طويلة على نطاق صغير في مختلف أنحاء جنوب شرق آسيا، لم تجد بعد أسواقاً دولية على الرغم من أنّ ملمسها قريب من الدجاج وتحتوي على كمية منخفضة من الدهون المشبعة.
وصُنّفت لحوم الحيوانات المجترة وخصوصاً لحم البقر، "مرات عدة على أنها أكثر أطعمة لها تأثير على البيئة"، بحسب الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ. ويُتَرجَم هذا التأثير بانبعاثات غازات الدفيئة وتغييرات في استخدام الأراضي.
وتدعو الأمم المتحدة والمدافعون عن المناخ إلى الاعتماد بصورة متزايدة على الأنظمة الغذائية النباتية، لكنّ منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي تشير إلى أنّ الطلب على اللحوم سيزداد بنسبة 14% بحلول عام 2032، مدفوعاً بالنمو السكاني في المناطق ذات الدخل المنخفض، وارتفاع مستوى المعيشة في الدول الآسيوية.
وفي الوقت نفسه، تزيد الظواهر المناخية المتطرفة مثل الجفاف من صعوبة الزراعة التقليدية في مناطق كثيرة بالعالم لا يتناول السكان فيها ما يكفي من البروتين. وفي العام 2021، أدّى سوء التغذية الناجم عن نقص البروتين والطاقة إلى وفاة نحو 190 ألف شخص في مختلف أنحاء العالم، بحسب دراسة "غلوبل بوردن اوف ديزيس".
ودفعت هذه النتيجة إلى استكشاف بدائل للحوم، سواء أكانت من حشرات صالحة للأكل أو لحوماً مُنتَجة داخل مختبرات.
لكنّ هذه الأطعمة الجديدة لا تزال في مراحلها الأولى، فيما يستوفي بيع لحوم الثعابين المعايير الصحية المشددة خصوصاً في الأسواق الكبرى كالولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي.
وعلى الرغم من كل العقبات، يرى باتريك أوست أنّ لحم الثعابين يظهر "قدرات هائلة".
ويقول "يمكن شواؤه أو طهيه على نار خفيفة مع الكاري واليخنة"، مضيفاً "أحب أن أقليه حتى يصبح طرياً ومقرمشاً وأتناوله مع صلصة الزبدة والثوم".لكنّ ناشطين في مجال حقوق الحيوان ينتقدون ظروف قتل الثعابين.
وفي مطلع العام، اتهمت منظمة "بيتا" غير الحكومية مزرعة إميليو مالوتشي بالوحشية في التعامل مع الأفاعي، بعدما صوّرتها سرّاً تُقتل بالمطارق قبل تقطيعها. ووضع المربي ملصقات كبيرة على جدران منزله تشرح كيفية قتل ثعبان "بطريقة غير وحشية"، وقال إنّ مهنته لا تختلف عن تربية أنواع أخرى من الحيوانات.ويضيف "تُقتل الحيوانات داخل المزارع في مختلف أنحاء العالم، والأمر مماثل مع الثعابين".
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
لتحسين الإنتاجية.. الزراعة: لدينا برامج لدعم منظومة تربية الجاموس المصري
استعرض علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي تقريرا عن الجاموس المصري تلقاه من قطاع تنمية الثروة الحيوانيّة والداجنة متضمنا حالة الجاموس وأهميته الاقتصادية ودوره في منظومة إنتاج اللحوم والالبان.
وقد أعلنت وزارة الزراعة في التقرير انها بتكليفات من وزير الزراعة واستصلاح الأراضي تقوم بتنفيذ عملية حصر شاملة لأعداد الجاموس في مصر سنوياً، كجزء من الحصر الميداني العام للثروة الحيوانية لرفع كفاءة المنظومة ووضع برامج النهوض بالثروة الحيوانية لزيادة إنتاج مصر من اللحوم والألبان.
واشار علاء فاروق أن هذه الإجراءات والجهود لابد وان تنعكس في بناء قواعد بيانات إلكترونية اكثر دقة، والتي تُعد بمثابة أداة حيوية لدعم اتخاذ القرار، فيما يتعلق بقواعد التحسين الوراثي للثروة الحيوانية وخاصة الجاموس المصري نظرا لانه الأكثر تحملا للاثار السلبية للتغيرات المناخية موضحا أن ذلك سيسهم في زيادة انتاجية اللحوم والألبان وكذلك في تحسين دخل صغار المزارعين في مصر، وتوفير الأمصال واللقاحات البيطرية ، وإدارة التغذية السليمة لزيادة الانتاجية للثروة الحيوانية .
وشدد فاروق على أن مصر لديها برامج لدعم منظومة تربية الجاموس المصري لتحسين إنتاجيته من اللحوم والألبان موضحا ان السلالات المصرية أكثر تحملا للاثار السلبية للتغيرات المناخية.
فيما اوضح التقرير الذي أصدرته وزارة الزراعة أن الجاموس المصري يتميز بالعديد من الخصائص، من حيث تحمله لدرجات الحرارة والرطوبة العالية وتكيفه مع البيئة المصريه، كما يتصف بالمقاومه الطبيعية للأمراض مقارنة بالسلالات الأخرى مشيرا إلي أن عمليات التحسين الوراثي للجاموس المصري تخضع إلى العديد من القواعد والضوابط النظامية على أسس علمية.
واضاف التقرير ان هذه الإجراءات من شأنها الحفاظ على السلالة المصرية والعمل على تحسينها بشكل علمي تطبيقي، وذلك من خلال الخلط والتهجين بين السلالات المحلية المقاومة للأمراض والمتأقلمة مع الظروف البيئية المصرية، والسلالات المستوردة عالية الإنتاجية موضحا أن ذلك يتم من خلال تقنيات التلقيح الاصطناعي للحصول على سلالات تتميز بالإنتاجية العالية والمقاومة للأمراض وبما يتناسب مع الظروف المناخية المصرية، ولا يتم السماح بدخول قصيبات السائل المنوي للسلالات الأجنبية عالية الإنتاجية إلا من خلال ضوابط وقواعد تربويه ومحجريه لضمان عدم العشوائية ، والحصول على أجيال تتميز بمعدلات الأداء العالى.
وأوضح التقرير الذي أعلنت عنه وزارة الزراعة ان الجاموس المصري يتميز بانه حيوان ثنائي الغرض، يتميز بقدرته العالية لإنتاج الألبان واللحوم، وقدرته على التغذية على العلائق الناتجة من المتبقيات الزراعية مثل متبقيات الناتجه عن زراعة محصول القمح والمحاصيل الحقلية قليلة التكلفة ، والنواتج الثانوية للصناعات الغذائية موضحا ان أعداد الجاموس في مصر تشهد نمواً وتطوراً ملحوظاً خلال الفترة من عام 2020 إلى 2024، حيث بلغ إجمالي عدد رؤوس الجاموس في عام 2020حوالي 1,3 مليون رأس، منها (341) ألف رأس من عجول التسمين و(958) ألف رأس من الإناث.
واضاف تقرير وزارة الزراعة استمرار هذا النمو، ليصل العدد في عام 2022 إلى حوالي 1,4 مليون رأس منها (414) ألف عجول تسمين ومليون رأس إناث، و ارتفع إجمالي أعداد الجاموس إلى حوالي 1,5 مليون رأس عام 2024 منها (450) ألف عجول تسمين و(1,1) مليون رأس إناث، مما يمثل زيادة تقدر بـنحو 18% مقارنة بأعداد عام 2020 بسبب حزمة من التسهيلات التي قدمتها وزارة الزراعة لتشجيع تربية عجول البتلو من الجاموس والابقار.
وأوضح التقرير أنه تم توفير قروض ميسرة لتمويل عمليات تربية الجاموس ورعايته وتغذيته، مما يسهل على المربيين تطوير مشاريعهم والتوسع فيها مشيرا إلي ان تربية الجاموس شهدت تطوراً ملحوظاً مع ظهور مزارع نظامية متخصصة في إنتاج الجاموس، سواء للألبان أو اللحوم، وتبرز من بينها مزارع نموذجية تابعة لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى.
وشدد التقرير على أنه في إطار دعم الدولة المصرية للجاموس المحلي، فقد عملت الوزارة على تسهيل عمليه تأسيس الرابطة المصرية للجاموس المصري، اضافةً الي ان الوزارة قامت بالتعاون مع البنوك الوطنية بتوفير منظومة ارشادية لخدمة مربي الجاموس والنهوض بها.
وأوضح التقرير أنه انطلاقاً من إستراتيجية شاملة للتحسين الوراثي للثروة الحيوانية، فقد شهد قطاع الجاموس المصري تطوراً ملحوظاً بدعم وتوجيه من القيادة السياسية ووزارة الزراعة، وأشار التقرير إلي ان نسبة مساهمة الجاموس فى إنتاج اللحوم الحمراء تبلغ حوالي 28 % من إجمالي الإنتاج المحلي، أما بالنسبة لإنتاجه من الألبان فهو يمثل حوالي23 % من إجمالي الألبان المنتجة محليًا.
وقد اشار التقرير إلى أن جهود وزارة الزراعة ساهمت في تحقيق نتائج إيجابية على صعيد الإنتاج، بما ساهم في تحسين انتاجية مربي الجاموس وبالتالي تحسين دخولهم، حيث ارتفع معدل النمو اليومي لعجول الجاموس المحسّن وراثياً إلى 1200 جرام، مقارنة بـ 850 جرام فقط للجاموس الغير محسن، بزيادة اكثر من ٤٠ ٪ في معدل النمو اليومي ، كما تضاعف إنتاج الألبان اليومي ليبلغ من (10 إلى 16) كجم لبن للجاموس المحسن، مقابل متوسط 5 كجم لبن فقط للجاموس الغير محسن بزيادة تقترب من ١٠٠ ٪ مما يعزز الأمن الغذائي والعائد الإقتصادي.