الجزيرة:
2025-06-03@07:26:37 GMT

هل ستقدم موسكو أسلحة متطورة لأنصار الله اليمنية؟

تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT

هل ستقدم موسكو أسلحة متطورة لأنصار الله اليمنية؟

موسكو- لا تزال موسكو صامتة حيال ما نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" بأن وكالة الاستخبارات الأميركية "سي آي إيه" تحذر من احتمال قيام روسيا بتسليح جماعة "أنصار الله" اليمنية بصواريخ متطورة مضادة للسفن، ردا على دعم واشنطن لأوكرانيا في شن ضربات داخل روسيا.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صرح في 5 يونيو/حزيران الماضي خلال لقاء مع صحفيين أجانب، بأن بلاده يمكنها الرد على توريد أسلحة بعيدة المدى لأوكرانيا من قبل الدول الغربية، وذلك بتقديم أسلحة روسية إلى من وصفهم بأعداء الغرب.

ووفق مراقبين روس، من الممكن أن يكون الصمت الروسي تجاه ما نشرته الصحيفة الأميركية تكتيكا دبلوماسيا وسياسيا هدفه إبقاء موقف موسكو في دائرة الغموض، وإفساح المجال لأبعد مدى من التأويلات مع عدم الانجرار إلى محاولة استدراجها لإعطاء توضيحات حول ما يتعلق بدعم الحوثيين تحديدا.

تبادل تهديدات

ومما لا شك فيه أن النقطة المتعلقة باحتمال تقديم دعم عسكري روسي لجماعة أنصار الله -في الوقت الراهن- لها حساسية خاصة بالنظر إلى مواصلة الجماعة شن ضربات للسفن والمدمرات الأميركية والغربية في البحر الأحمر، واستهداف السفن التجارية المتوجهة إلى إسرائيل ودخولها في مواجهة مباشرة مع واشنطن.

يشير المحلل الإستراتيجي رولاند بيجاموف إلى أن الحديث الأميركي عن موضوع احتمال تزويد روسيا جماعة أنصار الله بأسلحة نوعية جديدة، هو تهديد مبطن وتحذير استباقي بأن واشنطن قد تلجأ -ردا على ذلك- إلى إمداد كييف بأسلحة قادرة على استهداف العمق الروسي.

وفي حديث للجزيرة نت، يوضح أن واشنطن تعتبر أن المناطق التي انضمت إلى روسيا، بما فيها القرم، هي "أوكرانية محتلة" وبالتالي لا تجد مانعا في توفير ما يلزم للقوات الأوكرانية "لتحريرها"، وفق المصطلح الذي تستخدمه.

لكن ذلك -حسب رأيه- لا يعني أن موسكو سترد بالضرورة من خلال بوابة البحر الأحمر وخليج عدن لأسباب عدة، من بينها أن الجماعة اليمنية تمتلك من الأسلحة ما يكفيها لمواصلة شن الهجمات ضد القوات الأميركية والغربية، فضلا عن إمكانية استهداف العمق الإسرائيلي، كما حصل مؤخرا في تل أبيب.

أعداء كُثر

إضافة إلى ذلك، لا تسعى روسيا إلى الإضرار بعلاقاتها مع دول في المنطقة كالسعودية التي لا تزال في حالة نزاع مع "أنصار الله"، إلى جانب أن الجماعة تتمتع بخط إمداد تسليحي وتقني قوي مع إيران، وهو ما ينفي الحاجة أساسا إلى الأسلحة الروسية، أيا كان نوعها، كما يضيف بيجاموف.

ووفق رأيه، فإن الدول المرشحة للحصول على أسلحة روسية نوعية هي -بالدرجة الأولى- كوبا وفنزويلا، أو أي جهة أخرى من العالم قد تحتاج إلى أسلحة روسية يمكن من خلالها شن "ضربات حساسة" ضد أهداف غربية.

ويلفت المحلل إلى أن الغرب وبفضل سياساته الاستعمارية الجديدة، قد أوجد لنفسه الكثير من الأعداء سواء دولا أو جماعات، وعليه فإن جغرافيا إمدادات الأسلحة الروسية بشكل مباشر أو من خلال طرف ثالث، باتت أوسع من أي وقت مضى.

من جانبه، لا يستبعد الخبير في شؤون الشرق الأوسط أندريه أونتيكوف أن تطرأ تغيرات على الموقف الروسي فيما يخص إمداد "أنصار الله" بالأسلحة أو بتقنيات الحرب الإلكترونية عند الضرورة، وذلك بناء على معطيات جديدة قد تطرأ في المستقبل ويمكن أن تغير من الحسابات الروسية مع تمدد نوع ورقعة النزاع مع الغرب.

فالموقف الأميركي تجاه استخدام أسلحة بعيدة المدى ضد روسيا لا يمكن الوثوق به، باعتقاده، ويمكن أن يخرج في أي لحظة عن القواعد القائمة حاليا.

إشارات جديدة

ويوضح أونتيكوف أنه في الوقت الذي يقول فيه الرئيس الأميركي جو بايدن إنه سمح للأوكرانيين باستخدام الأسلحة الأميركية لمهاجمة روسيا بالقرب من الحدود، فإنه لم يسمح لهم بمهاجمة أهداف على عمق يتجاوز 200 ميل أو استهداف موسكو.

ويضيف أن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي يقول إنه في حال حدوث ذلك، فإن الولايات المتحدة غير قادرة على السيطرة على الأوكرانيين.

من هنا، فإن موسكو لا ترسل إشارات جديدة إلى الغرب فحسب، بل تتحدث بوضوح عن الكيفية التي تستطيع بها الرد بإعلانها الاحتفاظ بالحق في إرسال أسلحة بعيدة المدى إلى البلدان والجهات التي تتعرض لضغوط، بما فيها العسكرية، لمواجهة الدول التي ترسل الأسلحة نفسها إلى أوكرانيا وتدعو إلى شن ضربات في عمق الأراضي الروسية.

ووفق تقديرات أونتيكوف، فإن دعم موسكو لأي جهة منضوية في صراع مع واشنطن، بما في ذلك "أنصار الله"، محكوم -حاليا- بحسابات وضوابط، لكنها جميعها مرشحة للتبدل تبعا للتغيرات التي يمكن أن تطرأ على قواعد الاشتباكات القائمة مع الغرب في ظل المعطيات الحالية المرتبطة بالنزاع مع أوكرانيا.

ويشير إلى أهمية امتلاك الحوثيين -من بين أمور أخرى- أسلحة سوفياتية ما زالت صالحة للاستخدام "المؤثر"، وأجروا تعديلات وتحسينات عليها شملت تفعيلها بما يتلاءم مع نظام الملاحة العالمي لمواكبة خصوصية الصدام العسكري القائم حاليا مع الولايات المتحدة وإسرائيل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات أنصار الله

إقرأ أيضاً:

من مكة إلى الكرامة… الرصاصة التي أصبحت جيشًا

صراحة نيوز ـ بقلم: جمعة الشوابكة

في العاشر من حزيران من كل عام، لا يمرّ اليوم على الأردنيين مرور الكرام، بل ينبض التاريخ في وجدانهم من جديد. إنه اليوم الذي تختصر فيه الأمة مسيرتها المجيدة بين سطرين خالدين: الثورة العربية الكبرى التي أطلقها الشريف الحسين بن علي عام 1916، ويوم الجيش العربي الأردني، حين توحّدت البندقية بالراية، والعقيدة بالوطن.

لم تكن الرصاصة الأولى التي انطلقت من شرفة قصر الشريف في مكة مجرد إعلان تمرّد على الحكم العثماني، بل كانت البيان التأسيسي للسيادة العربية الحديثة، وبداية مشروع تحرر قومي لا يعترف بالتبعية، ولا يرضى بأقل من الكرامة. قاد الشريف الحسين بن علي هذا المشروع بوعي تاريخي عميق، وسلّمه لابنه صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن الحسين آنذاك، الذي جاء إلى شرقي الأردن مؤمنًا بأن الثورة لا تكتمل إلا ببناء الدولة، وأن الدولة لا تنهض إلا بجيش عقائدي يحمل راية الأمة ويحميها. وهكذا، وُلد الجيش العربي، من رحم الثورة، ومن لبّ الحلم القومي، لا تابعًا ولا مستوردًا، بل متجذرًا في الأرض والهوية.

كان الجيش العربي الأردني منذ تأسيسه أكثر من مجرد تشكيل عسكري، كان المؤسسة التي اختزلت روح الوطن. شارك في معارك الشرف على ثرى فلسطين، في باب الواد والقدس واللطرون، ووقف سدًا منيعًا في وجه الأطماع والعدوان، حتى جاءت اللحظة المفصلية في معركة الكرامة عام 1968، حين وقف الجندي الأردني بصلابة الرجولة خلف متاريس الكرامة، وردّ العدوان، وسطّر أول نصر عربي بعد نكسة حزيران، بقيادة جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال – طيب الله ثراه – ليُثبت أن الكرامة لا تُستعاد بالخطب، بل تُنتزع بالدم. لقد كان هذا النصر عنوانًا حيًا للعقيدة القتالية الأردنية، القائمة على الانضباط، والولاء، والثبات، وفهم عميق للمعركة بين هويةٍ تُدافع، وقوةٍ تُهاجم.

وفي قلب هذه المسيرة، وقف الشهداء، الذين قدّموا دماءهم الزكية ليظل هذا الوطن حرًا شامخًا. شهداء الجيش العربي الأردني لم يكتبوا أسماءهم بالحبر، بل خلدوها بالدم، في فلسطين، والجولان، والكرامة، وفي كل ميدان شريف رفرف فيه العلم الأردني. لم يكونوا أرقامًا في تقارير، بل رسل مجدٍ وخلود، يعلّموننا أن السيادة لا تُمنح، بل تُحمى، وأن كل راية تُرفع، تحمل في طياتها روح شهيد.

ومن بين هؤلاء، كان جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال – رحمه الله – أول القادة الذين ارتدوا البزة العسكرية بإيمان وافتخار. تخرّج من الكلية العسكرية الملكية في ساندهيرست، وخدم جنديًا في صفوف جيشه، ووقف معهم في الخنادق، لا على المنصات. كان القائد الجندي، الذي يرى في الجيش رمزًا للسيادة، وركنًا من أركان الدولة، وظل يقول باعتزاز: “إنني أفخر بأنني خدمت في الجيش العربي… الجيش الذي لم يبدل تبديلا.” فارتقى بالجيش إلى مصاف الجيوش الحديثة، عقيدةً وعتادًا، قيادةً وانضباطًا، ليبقى المؤسسة التي لا تتبدل ولا تساوم.

واليوم، يواصل المسيرة القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية، جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم – الملك الممكِّن والمعزّز – الذي تربّى في صفوف الجيش، وتخرّج من الميدان قبل أن يعتلي عرش البلاد. يرى جلالته في الجيش العربي الأردني شريكًا استراتيجيًا في بناء الدولة، لا مجرد مؤسسة تنفيذية. ولهذا، شهدت القوات المسلحة في عهده قفزة نوعية في الجاهزية القتالية، والتحديث، والتسليح، والتعليم العسكري، حتى أصبح الجيش الأردني عنوانًا للانضباط والسيادة الإقليمية والإنسانية، وصوت العقل في زمن الفوضى.

ويأتي تزامن يوم الجيش مع ذكرى الثورة العربية الكبرى تتويجًا لهذه المسيرة، ليس كمجرد مصادفة تاريخية، بل كتجسيد حي لوحدة الرسالة، واستمرارية المشروع الهاشمي، من الشريف الحسين بن علي، إلى الملك المؤسس عبد الله الأول، إلى الملك الباني الحسين بن طلال، إلى جلالة الملك الممكِّن والمعزّز عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم. فهذه ليست محطات منفصلة، بل خط سيادي واحد، يبدأ بالتحرر، ويُترجم بالجيش، ويُصان بالسيادة. لقد بقي الجيش العربي منذ نشأته على العهد، حاميًا للوطن، وحارسًا للهوية، ودرعًا للشرعية، لا يُبدّل قسمه، ولا يخون ميثاقه.

في العاشر من حزيران، لا نحتفل فقط، بل نُجدد القسم: أن هذا الوطن لا يُمس، وأن هذه الراية لا تُنكّس، وأن هذا الجيش لا يُكسر. من مكة إلى الكرامة، الرصاصة أصبحت جيشًا، والجيش أصبح عقيدة، والعقيدة أصبحت وطنًا لا يُساوم على كرامته، ولا يُفرّط بذرة من ترابه.

مقالات مشابهة

  • رؤية الحج الإنسانية التي تتسع للعالم أجمع
  • بعد هجوم العنكبوت أو "بيرل هاربر روسيا".. ترقب حذر ومفاوضات في اسطنبول بين موسكو وكييف
  • رسميا.. روسيا توافق على ترشيح طالبان سفيرا لها لدى موسكو
  • روسيا توافق رسميا على ترشيح طالبان سفيرا لها لدى موسكو
  • حذر من رد موسكو .. رئيس الأركان الألماني يدعو حلف الناتو لمواجهة روسيا قبل 2029
  • من مكة إلى الكرامة… الرصاصة التي أصبحت جيشًا
  • بعد أخذ الإذن منهم.. أنصار الله الحوثيون يسمحون بمرور حاملة طائرات بريطانية بالبحر الأحمر
  • بريطانيا تعلن استعدادها لمواجهة مسلحة مع روسيا
  • حرب غزة.. مقاربة لفهم استعصاء جبهة اليمن
  • موسكو: الاتصالات السياسية الثنائية بين روسيا والسويد جمدت بمبادرة من ستوكهولم