يمن مونيتور:
2025-05-21@18:04:02 GMT

معارك الشكل والمضمون

تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT

معارك الشكل والمضمون

بدا إعلان المبعوث عن تلقيه موافقة مكتوبة من طرف الحكومة اليمنية والحوثيين بالتراجع عن إجراءات خاصة بالقطاع المصرفي والنقل الجوي كأنه إعلان هزيمة بالنسبة لانصار الشرعية.

‏طبيعي لان كثير من الناس متحفزون لمواجهة حادة مع الحوثيين ويرون في المعركة المصرفية اختزالا لمعركة اكبر شاملة وحاسمة. بمعنى آخر ان توجه هذا الطرف الشعبي لتسوية الصراع في اليمن مغايرة تماما للتوجهات الدبلوماسية الإقليمية والدولية التي انخرطت فيها الحكومة.

‏وهل يمكن ان تمضي الأمور على غير رغبة الشارع ؟

‏ما هو الوقت اللازم لترويض هذا الشارع وما هي التقنيات المدخرة لتنفيذ هذا الترويض؟

‏حسناً، التواطؤ في حرمان الشرعية من الموارد، اختطاف القرار اليمني، افتعال مشاكل ونعرات، افتعال أزمات مالية، حروب كلامية، تهيئة الأذهان للانفصال، ترك البلاد بين الحياة والموت.

‏ثم ماذا بعد؟

‏بل ان هناك من يرى التفاوض استسلاما بالتقسيط طالما وحالة المراوحة عالية الكلفة.

‏الفجوة الكبيرة التي تفصل بين الحكومة والغاضبين كبيرة ومردها غياب تواصل مناسب  وغياب اتساق في الأهداف والأدوات. الحكومة لا تلقي بالاً لغضب الناس وتوجهاتهم. بمعنى آخر انها لا تعبر عنهم كل التعبير. هذا يترجم القطيعة الحقيقية بين النخب السياسية والبيرقراطية وبين الشعب. أحزاب مستترة، مجتمع مدني هائم وراء فتات المنظمات الدولية ومشاريع بناء السلام، لا توجد قوى سياسية حية، والقوى السياسية – العسكرية منقسمة ولديها حساباتها الخاصة ومرتهنة كليا للتمويل الخارجي

‏لكن لدي بعض الأسئلة حول الاتفاق وحول خلفية الاتفاق.

‏أولا هل كانت الشرعية قادرة على الذهاب إلى نهاية المطاف في إنفاذ قراراتها بسحب السويفت؟

‏امامها تحديات داخلية وخارجية. اول التحديات انها معتمدة كليا على الدعم الخارجي بالتالي فهي بلا قرار. والثاني انها منذ عشر سنوات لم تعد بناء المؤسسات المصرفية بشكل كاف. هناك صعوبات فنية. قرار سحب السويفت لا يتعلق بإرادة البنك فقط بل يتعلق بالمؤسسات الدولية التي تدير المعاملات المصرفية الدولية. ماذا لو تقدمت بطلب وقوبل بالرفض؟

‏لوحت الحكومة بهذه الورقة وظهر انها ورقة فاعلة. لكن قبل الوصول اليها هناك سلسلة من الإجراءات كان ينبغي العمل عليها أولها التوافق مع وسط المال والأعمال وتحسين أوعية التحصيل الجمركي والضريبي.

‏فهل خسرت الشرعية هذه الورقة مستقبلاً؟

‏أتوقع ان الحوثي سيفعل ما بوسعه لأبطال هذه الورقة. بل ان الاتفاق فيه ما يشير إلى عدم استخدام هذه الورقة.

‏ثالثاً الصراع المصرفي مع الحوثي يخفي بعدا اخراً في الصراع بين قوى المال القديمة والجديدة.

‏رجوعا إلى الاتفاق. بيان المبعوث مختصر جدا ورد الحكومة المرحب مخاتل. الاتفاق يتضمن بنودا اكبر من الصراع المصرفي؛ قطاع النقل، إجراءات مصرفية والعودة إلى مسار المفاوضات الاقتصادية واهم من هذا تنفيذ خارطة الطريق.

‏المفاوضون الدوليين يريدون ابتلاع لقمة كبيرة. او ضربة نرد حاسمة اسمها خارطة الطريق. يجمّعون كل الأوراق لتصب في خارطة الطريق.

‏لكن الشرعية فقدت في الطريق شروطها الثلاثة وقدمت تنازلات غير واضحة ولا تراهن إلا على نية الحوثي واستجابته وربما تدخّل الصين. قابل الرئيس العليمي القائم بالأعمال في سفارة الصين قبل يوم من الموافقة.

‏فهل أصبحت الصين ضامنا للاتفاق وتراجَع الدور العماني؟

‏لا يوجد توضيح لمصير الطائرات المدنية ولا العملة المعدنية ولا العملة الورقية وتوحيدها.

‏عودة الرحلات وإفراج الحوثي عن الطائرات مكسب لكن الصيغة غامضة.

‏اسوا من هذا ان استئناف تصدير النفط مرحّل فكيف يمكن تخفيف معاناة الشعب دون موارد؟ هل هناك تعهدات بتمويل مركزي عدن؟

‏ في السياق العام قصف ميناء الحديدة يجعل الحوثي في هشاشة كبيرة لمدة شهور قادمة. خصوصا إذا تضرر ميناء الحاويات. سارع الحوثي على اخفاء الاضرار والتأكيد على قدرة الميناء على استئناف العمل حتى لا يكشف انكشافه.

‏الحوثي لا يأتي إلى طاولة المفاوضات إلا وهو عاجز وحينها يمكن انتزاع مكاسب اكبر للشعب اليمني.

‏الدبلوماسيون الدوليون معنيون بعودة استئناف المفاوضات. وهذه رغبة سعودية ملحة. أي الجميع مهتم بالشكل. لكن الحوثي معني بموضوع ومحتوى المفوضات نفسها. اما الشرعية فهي معنية بلا ادري ماذا.

‏لا اريد ان اصب غضبي عليها كما يفعل الكثيرون. اعرف تكتيكات الشرعية في الإفلات من الضغوط بتقديم تنازلات في ظاهرها كبيرة لكنها غير قابل للتنفيذ إذا استطاعت الثيبات عند المستوى الذي تقف عليه. واعرف انها تراهن على جشع وحماقة الحوثيين افساد أي طبخة مفروضة. لكنها إذ تفعل ذلك قد تزل قدمها شيئا فشيئا واخشى وقوعها من حافة الهاوية التي تقف عليها.

نقلاً من صفحة الكاتب على حسابه بــ”فيسبوك”

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: المركزي اليمني كتابات مصطفى ناجي

إقرأ أيضاً:

بعد معارك عنيفة مع “الدعم”.. الجيش السوداني: الخرطوم خالية من التمرد

البلاد – الخرطوم
أعلن الجيش السوداني، أمس (الثلاثاء)، استعادة سيطرته الكاملة على العاصمة الخرطوم، بعد معارك ضارية خاضها مع قوات الدعم السريع في ضاحية “الصالحة” جنوب مدينة أم درمان، التي كانت آخر معاقل تلك القوات في ولاية الخرطوم.
وأكد المتحدث باسم الجيش، العميد نبيل عبد الله، في بيان رسمي، أن “الخرطوم أصبحت خالية تماماً من أي وجود لقوات الدعم السريع”، مشيراً إلى أن العمليات العسكرية لا تزال مستمرة في مناطق جنوب وغرب أم درمان لتعقب الجيوب المتبقية وتطهيرها من أي عناصر مسلحة.
وكانت أصوات انفجارات كثيفة وتصاعد أعمدة الدخان قد رُصدت صباحاً في محيط كلية التربية بجامعة الخرطوم، تزامناً مع تقدم وحدات الجيش داخل منطقة الصالحة، التي خضعت لعمليات تمشيط دقيقة خلال الساعات الماضية.
وبحسب شهود عيان ومصادر محلية نقلت عنها وسائل إعلام، فإن قوات الجيش تمكنت من السيطرة على عدة مواقع استراتيجية داخل الصالحة، من بينها محطة “ود بكراوي”، منطقة “القيعة”، وسوق الصالحة الرئيسي، بالإضافة إلى معسكر تابع لقوات الدعم السريع كان يمثل آخر قاعدة عسكرية لها بالعاصمة.
وبثت القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم الشعبي المساندة لها مقاطع فيديو من داخل المقرات التي تم انتزاعها من “الدعم السريع”، حيث ظهر الجنود وهم ينتشرون في شوارع وطرقات الصالحة رافعين العلم السوداني.
تأتي هذه التطورات بعد أكثر من عام على اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في منتصف أبريل 2023، في نزاع دموي ألقى بظلاله الثقيلة على العاصمة ومناطق واسعة من البلاد، وأسفر عن آلاف القتلى وملايين النازحين. ويُتوقع أن تُحدث السيطرة على الخرطوم تحولاً كبيراً في مسار النزاع المستمر، وسط ترقب داخلي وخارجي لمآلات الوضع الأمني والسياسي في البلاد خلال المرحلة القادمة.

مقالات مشابهة

  • المنفي يرحب بالبيان المصري ويؤكد: تسمية رئيس الحكومة من اختصاص المجلس الرئاسي
  • الحكومة اليمنية تُحذِّر من بيع “الحوثي” أصول بنوك خاصة في مناطق سيطرتها
  • مسؤولة بهيومن رايتس: يجب التحقيق بشكل عاجل في الانتهاكات خلال معارك طرابلس الحالية
  • مواصفات الحجر الأسود .. بيضاوي الشكل ومُحاط بالفضة الخالصة
  • بعد معارك عنيفة مع “الدعم”.. الجيش السوداني: الخرطوم خالية من التمرد
  • عاجل- جيش الاحتلال يعلن مقتل صهر مسؤول كبير بوزارة الدفاع في معارك شمال غزة
  • الاحتلال يعلن مقتل جندي من سلاح الهندسة العسكرية في معارك غزة
  • مدن ولدت من رماد معارك شط العرب
  • الاستحقاقات والملفات سالكة ولا معارك صلاحيات
  • وفد النواحي الأربعة: ندعم إجراءات الحكومة، ولن نسمح بأي تشكيلات خارج الشرعية