بعد انتهاء المهلة.. قبائل الديس في حضرموت تُعلن بدء التصعيد وتهدد بالزحف إلى رأس باغشوة لمنع إقامة معسكر إماراتي
تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT
الجديد برس:
جددت قبائل مديرية الديس الشرقية في محافظة حضرموت رفضها القاطع لإقامة معسكر تابع للمجلس الانتقالي الموالي للإمارات في منطقة رأس باغشوة، معلنة بدء التصعيد من يوم أمس الثلاثاء.
وأكد بيان صادر عن لجنة لقاء “يثمون”، التي تمثل أبناء قبائل الديس، أن المهلة التي أعطتها اللجنة للسلطة المحلية قد انتهت، وذلك بناءً على تدخلات ومطالبات بالتهدئة وإيقاف الاحتشاد الذي كان مقرراً في 13 يوليو، لإعطاء فرصة للوصول لحلول بشأن المطالب التي أعلن عنها في بيان “يثمون” السابق.
وأوضح البيان أن المطالب التي تضمنها البيان السابق لم يتم تنفيذها خلال المهلة المحددة بأسبوع، والتي انتهت السبت الماضي. هذا الأمر دفع اللجنة للتصعيد والدعوة للاحتشاد يوم الثلاثاء في رأس باغشوة.
ودعا البيان جميع شباب الحموم ومناصبهم وأبناء الديس خاصة وشباب حضرموت عامة للاحتشاد والوقوف مع إخوانهم حتى انتزاع كامل المطالب.
وحسب مصادر مطلعة، نفذت قبائل الديس وقفتها الاحتجاجية أمس الثلاثاء في “رأس باغشوة” بأسلحتها، لمطالبة السلطات بوقف العمل في المعسكر وفتح مطار الريان، وتوقيف العبث بثروات أبناء حضرموت، إلى جانب الوقوف مع المعلمين ووقف التعسفات بقطع أرزاق الصيادين من أبناء حضرموت وحرمانهم من لقمة عيشهم.
ونفت المصادر أن تكون الوقفة بغرض المواجهة المسلحة، مشيرة إلى أن حمل قبائل الديس لسلاحهم الشخصي يأتي لحماية أنفسهم في حال تعرضوا لأي هجوم أو إطلاق للرصاص كما حدث في حوادث سابقة.
ومساء الثلاثاء، احتشد المئات من شباب قبائل الحموم في الديس الشرقية بمحافظة حضرموت، بهدف الزحف نحو منطقة رأس باغشوة؛ للمطالبة بوقف استحداث المعسكر الإماراتي وإلغاء إنشاءه، وذلك بعد انتهاء المهلة المحددة للسلطة المحلية.
وقال مصدر قبلي، إن قوات عسكرية من المنطقة العسكرية الثانية تمركزت قرب منطقة “يثمون”، لمنع مرور المحتشدين إلى منطقة راس باغشوة.
وأكد المصدر، أن وفداً من السلطة المحلية بقيادة “صالح عبود العمقي” و”سالمين بن مجنح”، وصلا إلى منطقة الحشود القريبة من “يثمون”، والتقيا بالمقدم “سالم الغرابي”، أحد مقادمة الحموم.
وذكر المصدر، أن المقترحات التي تم طرحها من قبل وفد السلطة المحلية تضمنت “تجنيد أبناء الديس الشرقية، وتمديد المهلة أسبوع إضافي لحل الخلاف”، إلا أنه فشل في إقناعهم.
وأشار المصدر، إلى أن القبائل رفضت طلب الوفد، وحددوا مهلة 24 ساعة للرد على مطلبهم بعدم استحداث معسكر رأس باغشوة، والانسحاب من المنطقة، مهددين بالزحف إلى المكان المخصص لإقامة المعسكر، ومحذرين القوات من اعتراض الحشود.
ومطلع الشهر الجاري، كانت قبائل الحموم وأبناء الديس الشرقية، قد منحت السلطة المحلية في حضرموت والمنطقة العسكرية الثانية، مهلة ثلاثة أيام، لتنفيذ مطالبها، ثم مددت المهلة إلى عشرة أيام، إلا أنه لم يتم الاستجابة لمطالبهم.
ويطالب أبناء قبائل الحموم وأهالي منطقة رأس باغشوة، بإيقاف أي استحداثات وإنشاء معسكر في منطقة رأس باغشوة، على أن “الموقع يعتبر المنتزه والمتنفس الوحيد لأهالي المنطقة”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: الدیس الشرقیة قبائل الدیس
إقرأ أيضاً:
وهم ضعف إيران.. هل يقود التصعيد إلى حرب إقليمية؟
ناقش تقرير في مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، التصورات الغربية عن ضعف إيران ويشكك في فعاليتها، موضحًا أن سياسة "التفاوض أو القصف" تعتمد على وهم هشاشة إيران التي لا تزال تملك نفوذًا معتبرًا رغم ما تكبدته من خسائر إقليمية فضلا عن تطوريها قدرات ردع متقدمة تشمل الصواريخ والطائرات المسيّرة.
وقالت المجلة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن الدبلوماسية الجارية بين إيران والولايات المتحدة تُبشّر بأملٍ حذرٍ في كسر الجمود بشأن البرنامج النووي الإيراني. ولكن رفض إيران التخلي عن تخصيب اليورانيوم ونقل مخزونها إلى الخارج قد يؤدي إلى انهيار المحادثات. وقد تلجأ الولايات المتحدة أو إسرائيل إلى شنّ غارات جوية على البنية التحتية النووية الإيرانية.
وذكرت المجلة أن سياسة "التفاوض أو القصف" ترتكز على اعتقاد بأن إيران ضعيفةٌ حاليًا، وبالتالي يُمكن إجبارها على قبول مطالب مُبالغ فيها. تُصوَّر إيران عادةً على أن دفاعاتها الجوية مُتدهورة، واقتصادها مُنهك، وسياساتها الداخلية هشة. و
قد أدّى اغتيال قاسم سليماني في 2020 إلى تراجع محور المقاومة الإيراني، كما أثار هجوم حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 ردا عنيفًا ضد حماس في غزة وحزب الله في لبنان، مما عجّل من تراجع نفوذهما، ومثّل سقوط نظام الأسد في سوريا أخطر انتكاسة استراتيجية لإيران منذ عقود.
وأشارت المجلة إلى أن إيران لا تزال قوة لا يمكن تهميشها رغم تراجعها. لقد ضعفت حماس وقُتل العديد من قادتها، لكنها لم تُهزم بل عززت الحركة صفوفها ولا تزال تحتجز رهائن رغم القصف الإسرائيلي المتواصل والعمليات البرية. وتُشير زيارة كبار قادة حماس إلى طهران في فبراير/ شباط إلى استمرار العلاقات بينهما.
أما حزب الله، جوهرة الردع الإيرانية، فقد تلقى ضربات موجعة حيث أسفرت الغارات الإسرائيلية عن مقتل زعيمه وكبار قادته، لكنه لا يزال مسلحًا وله نفوذ سياسي من خلال تحالفه مع حركة أمل، وربما يردّ إذا تعرضت إيران لهجوم. ورغم انسحاب القوات الإيرانية من سوريا، فإن فلول نظام الأسد والأقلية العلوية قد لا تُتيح لإيران القدرة على تسليح حزب الله.
ورغم الانتكاسات التي واجهتها إيران فإن نجاحات إسرائيل الميدانية لم تُترجم إلى انتصارات استراتيجية مستدامة. وفي الوقت نفسه، تتغلغل إيران بعمق في العراق من خلال وحدات الحشد الشعبي، وتحافظ على علاقات وثيقة مع رجال الدين الشيعة والحكومة في بغداد. لكن هذه الشبكات الخاملة قد تهدد المصالح الأميركية إذا تعرضت إيران للهجوم، بحسب المجلة.
وأضافت المجلة أن الحوثيين في اليمن أصبحوا الحليف الأكثر صمودًا لإيران؛ حيث عطّلوا حركة الملاحة في البحر الأحمر، وهاجموا إسرائيل الشهر الماضي، وأفادت التقارير باختراقهم الدفاعات قرب مطار بن غوريون.
وقد فشلت حملة قصف أمريكية حديثة في اقتلاعهم ومن شبه المؤكد أن الحوثيين سيدعمون طهران إذا تعرضت لهجوم. كما حققت إيران أيضًا مكاسب دبلوماسية ملحوظة؛ فقد طبّعت العلاقات مع جميع دول الخليج العربي، وأصبحت جميع تلك الدول اليوم تدعم الحل السلمي للأزمة النووية.
وقد عزّزت طهران علاقاتها مع الصين وروسيا أيضا، ففي 2021، وقّعت اتفاقيةً مدتها 25 سنة مع الصين وصادقت مؤخرًا على اتفاقيةٍ مدتها 20 سنة مع روسيا، وتهدف كلتا الاتفاقيتين إلى توسيع التعاون في مجالاتٍ مثل الدفاع والاقتصاد. وعلى الرغم من أن بكين وموسكو قد لا تدافعان عن إيران مباشرةً في حال نشوب حرب، إلا أنهما قد تدعمان المجهود الحربي الإيراني بطرقٍ أخرى.
كما أوضحت المجلة أن بعض المتشددين الأمريكيين ينادون بتفكيك برنامج التخصيب الإيراني بالكامل، إما سلميًا على غرار ما فعلته ليبيا سنة 2003، أو عبر ضربات عسكرية. لكن على عكس جهود الرئيس الليبي السابق معمر القذافي البدائية، فإن برنامج إيران متقدم حيث أصبحت إيران الآن قوة نووية على عتبة التخصيب. وبالنسبة لطهران، فإن قبول النموذج الليبي سيكون بمثابة الانتحار خوفًا من الموت.
وأشارت إلى أن شن ضربات عسكرية بناءً على فكرة خاطئة عن ضعف إيران هو تكرار للخطأ الذي ارتكبه الديكتاتور العراقي صدام حسين عام 1980، عندما افترض أن إيران بعد الثورة هشة للغاية بحيث لا تستطيع مقاومة أي هجوم، فبدأ عن غير قصد ما أصبح حربًا استمرت قرابة عقد من الزمان. وبالمثل، في 2003، غزت الولايات المتحدة العراق بناءً على معلومات استخباراتية خاطئة، والثقة اليوم في ضعف إيران تعكس تلك الحسابات الخاطئة المكلفة.
وأكدت المجلة أن طهران ستعتبر أي ضربة إسرائيلية عملية أمريكية إسرائيلية مشتركة، معتقدةً أن إسرائيل تفتقر إلى القدرة على التصرف بمفردها، ويمكن أن يتصاعد الهجوم الإسرائيلي بسرعة إلى صراع أوسع؛ بدون تغيير النظام أو غزو بري - وكلاهما مستبعد - فمن المرجح أن تؤدي الضربة إلى تأخير البرنامج النووي الإيراني، وليس تدميره.
ويمكن أن تؤدي بحسب تقرير المجلة، إلى تداعيات إشعاعية، ووفيات بين المدنيين، وأضرار بيئية، ومن المرجح أن تنسحب طهران من معاهدة حظر الانتشار النووي، وتسرع في صنع القنابل، وتهمش المعتدلين الذين يسعون إلى المشاركة الأمريكية، كما يمكن أن تزعزع خلافة المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، مما يزيد من خطر ظهور خليفة أكثر تشددا.
وغالبا ما يتم التغاضي عن أن عقيدة محور المقاومة ترتكز في جوهرها على حماية الوطن والنظام، مدعومة بترسانة ضخمة من الصواريخ والطائرات المسيرة، ومنصات إطلاق متنقلة، وقواعد محصنة، وقوات مختبرة في المعارك قادرة على خوض حرب تقليدية وغير متماثلة. ورغم أن الضربات الإسرائيلية ألحقت أضرارًا بدفاعات إيران الجوية، إلا أن قدراتها الهجومية لا تزال سليمة إلى حد كبير، مع القدرة على الرد بشكل غير متماثل وإحداث اضطراب في المنطقة.
ولفتت المجلة إلى أن العواقب المترتبة على مثل هذه الضربة قد تشمل ضرب القواعد الأمريكية أو المدن الإسرائيلية أو مواقع الطاقة في الخليج العربي، وقد تعطّل طهران بالتعاون مع الحوثيين مضيقي هرمز وباب المندب في آنٍ واحد، وهذا التهديد وحده كفيلٌ برفع أسعار النفط، وزعزعة الأسواق العالمية، وعرقلة الانتعاش الاقتصادي.
وأوضحت أن استمرار الصدام الأمريكي الإيراني يتعارض مع تعهد ترامب الانتخابي بتجنب المزيد من "الحروب التي لا تنتهي"، ومن المرجح أن يُعرقل تحوّل المنطقة البطيء من الحرب إلى التنمية الاقتصادية، ورغم التكلفة الباهظة التي قد تدفعها إيران في أي مواجهة عسكرية، إلا أن كلًا من إسرائيل والولايات المتحدة ستدفعان ثمنًا باهظًا أيضا.
كما يعتقد البعض أن الضربات العسكرية قد تؤدي إلى انهيار النظام الإيراني أو تُشعل انتفاضة تُشلّ ردّه الانتقامي، لكنها مجرد تمنيات. فالنظام يسير على مسارٍ غير مستدام، لكنه ليس على شفا الانهيار.
وأكد تقرير المجلة، أن الصعوبات الاقتصادية والقمع خلقت حالة من التقلب، لكن النظام لا يزال متماسكًا ومدعومًا بجهاز أمنيّ قاسٍ، والمعارضة مُجزّأة وتفتقر إلى الرؤية، بينما تخشى الطبقة الوسطى الحذرة الاضطرابات دون وجود بديلٍ قابلٍ للتطبيق. ومن المُرجّح أن تُوحّد ضربةٌ خارجية القاعدة السياسية الإيرانية المنقسمة، وتُؤجّج العزيمة الوطنية، وتُحشد حتى المُنتقدين للدفاع عن الوطن.
وختمت المجلة بأن الهجوم على إيران قد يمنح النظام طوق نجاة بدلًا من تهديده، وقد يعتقد الغرب أنه قادر على إكراه إيران بالتصعيد العسكري، لكن كل ما قد يُحققه هو تجاوز استراتيجي قد يندم عليه في النهاية. وبهذا يُعدّ الاتفاق النووي، القائم على التنازلات المتبادلة أقلّ الطرق خطورةً للمضي قدمًا.