الحسين شهيد الحق والعدالة والإيمان
تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT
إن الحديث عن الحسين بن علي، رضوان الله عليهما وعلى آل بيت رسول الله الطيبين الطاهرين، هو حديث عن الفضيلة والإيمان والحق والعدالة، لأن مثل هؤلاء الأعلام يمثلون القدوة والأسوة الحسنة في الدعوة والجهاد ونشر الفضيلة ومحاربة الرذيلة والظلم والطغيان.
الحسين بن علي سيد شباب أهل الجنة، وصفه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو الذي لا ينطلق عن الهوى فقال ” من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى الحسين بن علي”، وأكد على أن الحسين سيكون على منهاج وسيرة النبوة، فقال “حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا، حسين سبط من الأسباط”، وفي الحديث الآخر جمع بين سيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين، فقال صلى الله عليه وآله وسلم “الحسن والحسين سبطان من الأسباط” صحيح رواه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة.
ابتلي نبي الله إبراهيم -عليه السلام- بذبح ابنه قرباناً لأمر الله وامتثل ونجى الله إسماعيل، وابتلي الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم في أخيه ووصيه وباب مدينة علمه مولانا الإمام علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه- حينما بشره المصطفى بأنه سيموت شهيدا من أجل الحق والعدل والإيمان، قال صلى الله عليه وآله وسلم “أشقى الأولين عاقر الناقة، وأشقى الآخرين الذي يطعنك يا علي، وأشار حيث يطعن” وهو حديث صحيح، ولذلك لما اعتدي عليه قال كرم الله وجهه: “الحمد لله الذي رزقني الشهادة” لقد تحققت النبوة ونال الشهادة في سبيل الله، ومن أجل رضوان الله، وهذا الابتلاء الأول، أما الابتلاء الثاني فكان إخباره صلى الله عليه وآله وسلم أن حفيده الحسين سيقتل شهيدا حيث قال: “أتاني جبريل عليه الصلاة والسلام فأخبرني أن أمتي ستقتل ابني هذا (يعني الحسين)” فقلت هذا: فقال : “نعم وأتاني بتربة من تربته حمراء” والحديث الصحيح، عن أم الفضل بنت الحارث أنها دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت: يا رسول الله إني رأيت حلما منكرا الليلة، قال: “وما هو؟” قالت إنه شديد: قال: “وما هو؟” قالت: رأيت كأن قطعة من جسدك قطعت ووضعت في حجري، فقال: “رأيت خيرا تلد فاطمة إن شاء الله غلاما فيكون في حجرك”، فولدت فاطمة الحسين فكان في حجري كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فدخلت يوما إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فوضعته في حجره، ثم حانت مني التفاتة فإذا علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نهريقان من الدموع قالت: فقلت يا نبي الله بأبي أنت وأمي مالك … فذكر الحديث.
لقد أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن الحسين شهيد، وأنه سيكون في منهجه وسلوكه على منهاج النبوة، ولذلك فإن خروجه لمواجهة الظلم والظالمين على قلة من العدد والناصر والمعين، يمثل قمة الإيمان والتوكل والشجاعة والرجولة والمروءة، رفض أن يكون الحكم مغنماً وأن تصبح الإمامة بيد من لا يخاف الله ولا يعمل بأوامر الله وسنة رسوله، ولا يسير في المسلمين بالعدل والإيمان، وقد حاول الصحابة والتابعون وأهله المشفقون على أن يردوه ويمنعوه من الخروج، لكنه أبى، ولذلك ودّعوه على أنه الشهيد الذي بشره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالجنة، لم يهتم بنفسه ولا بمن معه ولكن اهتم بمواجهة الظلم والطغيان حتى لو كان في ذلك أن يقدم دمه فداء وتضحية في سبيل إعلاء كلمة الله وتبليغ رسالة خاتم الأنبياء والمرسلين وحتى لا تتحول إمامة وخلافة المسلمين إلى ملك عضوض ويظفر بها كل فاسق وظالم وفاجر وذلك حتى لا يتقاعس الناس عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومواجهة الانحراف برسالة الإسلام، على غير هدى من الكتاب والسنة.
حشدت السلطة الحاكمة (يزيد الملقب بالفاسق) وأتباعه جيوشهم وبذلت الأموال الطائلة لمواجهة سبط رسول الله، لكنه ظفر بالشهادة والجنة، فماذا يكون مصير ومآل من تجرأ على قتل وإيذاء من أشبه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم خَلقَا وخُلِقَا، ونهجا وسيرة؟ ولماذا نعيد التذكير بسيرته وما كان؟، حتى تظل تلك المعاني العظيمة منهجا يتعلم منه المؤمنون دروس التضحية والفداء والشجاعة والإقدام لمواجهة الإجرام والطغيان والفساد، وخاصة في عالم اليوم الذي تمكنت فيه قوى الإجرام العالمي بفسادها وظلمها وجبروتها من أن تحكم سيطرتها وسلطانها على معظم البلدان والأقطار، سواء تحت سيطرة اليهود، كما في فلسطين أو غيرها من الأقطار الخاضعة للهيمنة الأمريكية والحلف الصليبي الصهيوني، أو على مستوى الأقطار العربية والإسلامية التي يتحكم فيها من تم تنصيبهم لخدمة اليهود والنصارى وخذلان قضايا الأمة العربية والإسلامية.
إنها سيرة لا تحيد عن منهاج النبوة، تتمثل في كل مجالاتها رضوان الله وتطبيق أوامره واتباع القول بالعمل والإيمان بالجهاد والصبر والثبات على كل الشدائد والأهوال مهما كانت، ولذلك فإننا نجد الإمام زيد بن علي بن الحسين -رضوان الله وسلامه عليهم أجمعين- يوجز مواصفات من يكون إماما وخليفة لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم :”لا ينبغي لأحد منا أن يدعو إلى هذا الأمر حتى تجتمع فيه هذه الخلال: يعلم التنزيل والتأويل، والمحكم والمتشابه، والناسخ والمنسوخ وعلم الحلال والحرام والسنة الناسخة.. وحتى يعلم السيرة في أهل البغي وأهل الشرك، قويا على جهاد أعداء المؤمنين، يدافع عنهم، ويبذل نفسه لهم، لا يسلمهم حذر دائرة ولا يخالف فيهم حكم الله تعالى، هذه صفة من يجب طاعته من آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أما إذا كان على غير ذلك فيجب الخروج عليه إذا ظهر منه أدنى جور ومحاربته”.”1″
إنها إمامة في الدين والعلم والإيمان والاتباع ونصرة المستضعفين ومواجهة الظالمين وإقامة شعائر الدين، فهي إمامة العزة والكرامة لا الذل والهوان، هي إمامة للمؤمنين وقد أكد عليها سيد شباب أهل الجنة بالمبشر بالشهادة من رسول رب العالمين حينما أرادوه أن ينزل على حكمهم، ويسكت على جورهم وبغيهم وطغيانهم قال: ” ألا إن الدعي بن الدعي، قد ركّز بين اثنتين بين السلة والذلة، وهيهات منا الذلة، يأبي الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون”، فالثبات والمواجهة لقوى الفساد التي يمثلها يزيد والتي مازالت تشكل انحرافا واتباعا لمناهج الشيطان، تغير المناهج لإرضاء اليهود، وتسوق لهم الثروات وتساند القتلة والمجرمين في إبادة الأشقاء في أرض فلسطين واليمن والسودان وغيرها من الأقطار وتعبث بشعائر الإسلام من صوم وصلاة وحج وغيرها من أجل إرضاء اليهود والنصارى ولذلك اجتمع (قرن الشيطان والشيطان الأكبر) على حرب الإسلام والمسلمين ومارسوا أبشع الجرائم في حق الضعفاء والأبرياء ولن يردع ويرد هؤلاء المجرمين إلا كل مؤمن يسير على منهاج النبوة والعترة الطاهرة، ومن اقتدى بهم من المؤمنين الذين لا يخشون في الله لومة لائم، مسترشدين بقوله تعالى ” مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ”.
مجموع رسائل الإمام زيد
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
عضو رابطة علماء اليمن العلامة الحسين السراجي لـ “الثورة “: لا تكتمل فرحة العيد إلا بمواساة المحتاجين وأسر الشهداء والجرحى
العديد من الأسر أضربت عن إحياء كماليات العيد تضامناً مع أهل غزة
حوار/ أسماء البزاز
فضيلة الحسين بن أحمد بن قاسم السراجي -عضو رابطة علماء اليمن يتحدث لـ”الثورة” عن جماليات العيد اليمنية المنطلقة من الهوية الإيمانية وعن أساسيات مبادئ الإحسان والتكافل إلى المحتاجين وأسر الشهداء والمرابطين والجرحى، وأهمية صلة الأرحام وعدم قطيعتها تحت أي ظرف من الأسباب خاصة في الأيام العيدية المباركة، مشيرا إلى عدد من السلوكيات الدينية والأخلاقية التي ينبغي التحلي بها في المنتزهات والحدائق العامة..
بداية فضيلة العلامة ما هي أبرز العادات والسلوكيات التي يجب أن يحييها المسلمون في هذه الأيام العيدية المباركة؟
الحمد والشكر والتكبير والتهليل ﴿ لَن يَنالَ اللَّهَ لُحومُها وَلا دِماؤُها وَلكِن يَنالُهُ التَّقوى مِنكُم كَذلِكَ سَخَّرَها لَكُم لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُم وَبَشِّرِ المُحسِنينَ ﴾ فـالله أكبر الله أكبر ولله الحمد، والحمد لله على ما هدانا وأولانا وأحل لنا من بهيمة الأنعام والله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله بكرة وأصيلاً .فما أجمل وأروع الحمد والشكر والثناء على الله سبحانه ورعاية نعمه فرعاية النعم سبب لدوامها .وكذلك الزيارات والتواصل وتجاوز الضغائن والمحن والعداوات وليكن العيد في مواساة الأسر النازحة الفقيرة . في تفقد الأسر البائسة. في مسح رؤوس اليتامى ومواساتهم، في زيارة عوائل الشهداء والمرابطين ومواساتهم، في توزيع اللحم على هذه الأسر المحتاجة، في توزيع الجعالة عليهم وعلى الأرامل، في مشاركتهم البهجة والسعادة وإدخال السرور إلى قلوبهم، في زيارة المرضى والجرحى، في التكافل الاجتماعي الشرعي والإنساني، في إطعام المحرومين والمنكوبين، في الصبر والثبات.
بين فرحة العيد وغصة غزة
معاناة غزة الحاضرة في قلوب اليمنيين في هذه المناسبة كيف تقرأون تلك المفارقات بين فرحة العيد وغصة معاناة أهلنا في غزة؟
غزة حاضرة مع اليمنيين في قلوبهم ومناسباتهم ولم تغب عنا القضية الفلسطينية على الإطلاق. غزة جرحنا وآلامنا ووجعنا وقد شهدت وسمعت الكثير ممن أضربوا عن فرائحية العيد تضامناً مع غزة وحصار أبنائها وجوعهم. واليمنيون أكثر العرب والمسلمين استشعاراً لوجع غزة وقياماً بالواجب الديني والأخوي والإنساني كما قال النبي الأكرم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله ((من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم)). فهذا هو الإسلام. هذا هو الدين. هذه هي القيم. هذه هي العروبة. هذه هي الأخوة. هذه هي الإنسانية. فنحن نعيش آلام غزة منذ اليوم الأول للعدوان عليها ونستشعر كل وجع فيها، فالمسلمون الحقيقيون كما ذكرهم النبي الأكرم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله ((مثل المسلمين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)).
وكيف لا نعيش نكبة غزة وجوعها ودمارها والله سبحانه يقول ﴿إِنَّمَا المُؤمِنونَ إِخوَةٌ﴾.
قطيعة الأرحام
مقاطعة الأرحام والأقارب بذريعة تجنب المشاكل أو نتاج لمشاحنات سابقة.. هل هذه الأسباب مبرر للقطيعة؟
لا والله فلا مبرر للقطيعة إطلاقاً. العيد تصافٍ، وتلاقي العيد رحمة وصلة العيد حب وتسامح العيد تقوى وأبرز مظاهر التقوى ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾ كيف تكون القطيعة والقاطع يقرأ قول ربه سبحانه ﴿فَهَل عَسَيتُم إِن تَوَلَّيتُم أَن تُفسِدوا فِي الأَرضِ وَتُقَطِّعوا أَرحامَكُم﴾
وفي التاريخ اليمني صور موحشة للقطيعة والوحشة والعداوة على أمور أبرزها المواريث وأدناها خلافات الأبناء. وما يحدث غريب على دين الله ومرفوض من الشريعة المطهرة وكل ما يخالف الشريعة وبال على صاحبه. وقاطع رحمه لا ارتباط له بكتاب الله. قاطع رحمه لا دين له. قاطع رحمه عدو الله ورسوله. قاطع رحمه وليه الشيطان. المواريث ليست مبرراً فأنصفوا الأرحام. المشاكل ليست مبرراً للقطيعة. خلافات الأبناء والنساء ليست مبرراً. توافه يصنع منها القاطعون مبرراً. المؤمنون بعضهم أولياء بعض وهذه هي الحقيقة التي لا مناص منها.
ومن يتق شعائر الله
كيف يمكن أن نحيي شعائر الله في هذه المناسبة العظيمة؟
– التبسم وإدخال السرور على الأهل للابتسامة في هذا الدين شأن عظيم وأجرها كأجر الصدقة وهي مطلوبة في سائر الأوقات ، إلا أن التبسم والبشاشة في وجوه الإخوة وعدم العبوس يكون أدعى في العيد الذي فيه يتجلى الفرح بكل أشكاله ، وهذا مما حث عليه النبي الأكرم صلوات الله عليه وعلى آله ((تبسُّمُكَ في وجهِ أخيكَ صدقةٌ))، ومن الجميل إدخال السرور على أهل البيت وصلة الرحم وتفقد الأقارب في أيام العيد لتعم السعادة ويسود الفرح في هذا اليوم العظيم الذي جعله عيداً للمسلمين .وليكن العيد مناسبة الشعيرة العظيمة التي تؤلف المسلمين وتجمع شملهم .وقد شرع الله لنا من الأعياد ما يفرحنا دون بطر ، وما يحدد شخصيتنا دون تقليد ، وما يشيع في حياتنا السعادة والاستقرار .وجاء الإسلام وفي الناس عادات وتقاليد ، فكان شأنه من تلك العادات والتقاليد أن أقر منها الصالح الذي يسمو بالإنسانية ويرقى بها ، ويعطيها القوة والصلاح ، ورفض ما عدا ذلك .وللعيد صولات وجولات في تجسيد الإخاء وقيم المحبة والتسامح فالشعيرة المباركة تجمع المسلمين من كل الأرض على اختلاف مسمياتهم وألوانهم وأعراقهم وألوانهم ومناطقهم ودولهم في صعيد واحد يعبدون إلهاً واحداً ويحيون شعيرة واحدة ويرددون : لبيك اللهم لبيك .
الشهداء والمرابطون
أين أبناء الشهداء والأسرى والمفقودين من هذه المناسبة وما واجبنا تجاههم؟
– لن يكتمل عيد ما لم يكن لذوي الفضل والحق مكانة في عيدنا ومناسباتنا. هؤلاء الذين بذلوا وضحوا وقدموا فلذات أكبادهم وخيرة أبنائهم في سبيل الله. هم أهل العطاء والتضحية. لن ننساهم فلهم مكانة وقدر وقيمة: نزاورهم ونمسح على قلوبهم ورؤوسهم. نزاور روضات الشهداء ونستلهم قيم العطاء. ننظر في حقيقة أشجع رجالات اليمن والدين والعروبة وحجم تضحياتهم. نتأمل القيمة الروحية التي عاشوها. نقدم الإجلال والتقدير لهم. نعاهدهم المضي على دربهم وسبيلهم. ثم نتوجه نحو بيوتهم ونتفقد آباءهم وأمهاتهم فنستلهم منهم الرضا واليقين والثبات. نحتضن أبناءهم ونشعرهم بالحب والحنان فهم ثمرات القرابين التي قُدمت لله سبحانه وابتغاء مرضاته.
شهداؤنا رموز العطاء وأسرانا لم ولن يغيبوا عن بالنا فهم ثروة البلاد التي تم تغييبها فنتذكر معاناتهم وندعوا لهم بالفرج والخلاص بانتظار عودتهم ونتعامل مع ذويهم كما نتعامل مع ذوي الشهداء. مقودينا جرح وألم نؤكد أننا على العهد حتى يعودوا لأحضان وطنهم وأسرهم ولا يمكن أن نكون مع ذويهم إلا كما نحن مع ذوي الشهداء والأسرى.
آداب عامة
فضيلة العلامة في أماكن التنزه والمتنفسات العامة ما هي الآداب التي ينبغى التحلي بها؟
– وضعتم اليد على أمر هو في غاية الأهمية للحديث عنه. الذوقيات فن ينم عن الخلق الرفيع، وهو لا يقتصر على الكبار فقط بل يتعداه لزهرة الحياة لتشذيب سلوكهم وتقليم تصرفاتهم الغير اللائقة مع زرع قيم ومبادئ تتماهى مع الآداب العامة، مما ينعكس بجلاء على مهارات التواصل وأدب الحوار. مما تجدر الإشارة إليه في أداب الأماكن والذوق الذي يجب التحلي به: الالتزام الديني والسلوكي في جميع المظاهر التي يظهر بها الناس هناك. الحفاظ على الأماكن العامة والحدائق والمتنفسات ومراعاة حرمتها. الالتزام بقواعد النظافة وآدابها. ضرورة الحفاظ على نظافة المكان عند مغادرته حيث يعتبر ترك بقايا الطعام والأطباق والأكواب الورقية على الأرض انتهاكاً لقواعد الأماكن العامة والخروج عن الآداب الحميدة، ففي حالة اصطحاب الطعام من الضروري وضع العلب والأواني على طاولة أو منشفة أو قطعة قماش نظيفة، والتخلص منها في كيس بلاستيك بسلة المهملات. مراعاة مشاعر الموجودين جميعاً ومن فيه شيء من «الزقعة فليزقع» لوحده وكما جاء في الأثر ((إذا بُليتم فاستتروا)).
قوة اليمن
كلمة أخيرة لكم مع خالص التقدير؟
عيد مبارك ميمون على اليمن قيادة وشعباً وجيشاً وقوة صاروخية وأجمل التهاني لسيد هذا العز وصانعه السيد القائد عبدالملك يحفظه الله.
الشكر الجزيل لكم لإتاحة هذه الفرصة للحديث عن العيد وجمالياته.
ثم في الأخير يتساءل الكثير عن السر في كل هذه القوة التي بات اليمن يمتلكها؟ من أين أتى بكل هذه القوة؟! الهيبة التي صارت لليمن أمام العالم؟! المكانة والشهرة التي بات اليمن يتمتع بها ؟!اليمن لم يكن أحد يعرفه واليوم العالم يتحدث عن اليمن. اليمن كان مقبوراّ منذ عقود حتى أنني وجدت شباناً مصريين ذات مرة لا يعرفون اليمن ولم يسمعوا عن دولة اسمها اليمن. اليمن صار قوة مرهوبة والفضل لله سبحانه ولعزم القائد والأبطال الواثقين بالله. مددنا إليك أكف الرجاء وعمن سواك غضضنا البصر
فررنا إلى الله واعتصمنا بالله وتوجهنا إليه وتركنا البشر ولم نعول على غيره سبحانه فأغنانا عمن سواه. الطيور الأبابيل تتوارد من يمن الإيمان باتجاه الأراضي المحتلة إسناداً للمستضعفين فتنزل برداً وسلاماً على قلوبهم.