الروايات التاريخية تقول إن قوات الكونت ألفونسو الأول تمكنت من هزيمة قوات للمرابطين في الأندلس بقيادة حاكم قرطبة، أبو محمد الزبير المعروف لدى المؤرخين المسيحيين باسم "الملك الأسمر".

هذا النصر يكرس في التاريخ البرتغالي باعتباره حدثا مفصليا أفضى إلى نيل البرتغال استقلالها الكامل وظهورها كمملكة مستقلة.

تلك المعركة التي جرت قرب بلدة "أوريك" هي واحدة من أشهر المعارك في تاريخ البرتغال بأسره، على الرغم من وجود شكوك كبيرة وشكوك حول تلك المواجهة، وتضاربت الروايات حتى حول المكان الذي حدثت فيه.

في الغالب يُذكر أن المعركة دارت في منطقة ألينتيخو السفلى، فيما تتحدث روايات أخرى عن منطقتي ريباتيجو وبيرا ليتورال.

لا تعرف تفاصيل عدد القوات التي شاركت في المعركة من الطرفين ولا ملابسات هذا الحدث التاريخي التي اكتسب مع الزمن أهمية كبرى، ونسجت حوله فيما بعد الأساطير، وخاصة معجزة تدخل القديس سانتياغو في المعركة وترجيحه كفة البرتغاليين. كان يوم المعركة مكرس من قبل للاحتفال بهذا القديس الشهير.

يصف عدد من المؤرخين البرتغاليين المصادر التاريخية التي تطرقت إلى معركة "أوريك" بأنها مقتضبة للغاية أو متأخرة، مشيرين إلى أن المتوفر من معلومات عن المعركة يأتي من مجموعة من السجلات البرتغالية في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، وهي مصادر تمجد أعمال ألفونسو هنريك الذي أصبح فيما بعد ألفونسو الأول.

في تلك الحقبة المتأخرة جدا، بحسب هؤلاء، ظهرت الأسطورة التي تتحدث عن خمسة ملوك مغاربة هزمهم البرتغاليون في معركة واحدة مشكوك فيها. يصف الكاتب البرتغالي جوس بيريرا، أسطورة تدخل القديس سانتياغو في تلك المعركة بالقول إنها سعي "لإضفاء الشرعية على الذاكرة التاريخية القائمة على واقع هائل من الفضائل، وتمجيد الماضي وتعظيمه".

الكاتب يرصد أيضا عدم معقولية أن تجري المعركة في منطقة وسط أراضي الخصوم بعيدة لمسافة خمسمئة كيلو متر عن مناطق سيطرة البرتغاليين في عام 1139، والمحددة بنهر مونديغو.

بيريرا يصل على استنتاج مفاده أن الملوك المغاربة الخمسة الذين هزموا في تلك المعركة الغامضة، ربما يكونون معادلين لخمس معارك أخرى أو كمائن أو مناوشات حدثت بشكل منفصل.

تضارب المعلومات في المصادر الشحيحة العربية والإسبانية عن تلك المعركة، طال حتى اسم قائد المسلمين فيها. الروايات تعددت بين أن يكون "الملك الأسمر"، أو إسماعيل أو أبو زكريا، فيما تذكر إحدى الروايات أن المعركة من جانب المسلمين المغاربة قادها دفعة واحدة خمسة أمراء. في تلك الحقبة، وبعد تفكك الاندلس أوائل القرن الحادي عشر، ظهر ما يعرف بدويلات الطوائف. دويلات كادت الدسائس لبعضها، وتحالفت مع الخصوم في هذا السبيل، وكان بعضها يدفع "الجزية".

مع ذلك، لا يجد أغلب المؤرخين المعاصرين ما يؤكد الروايات التاريخية الإسبانية التي تحدثت عن هذه المعركة في فترات متأخرة، ويعتقد هؤلاء أن معركة "أوريك" في أقل تقدير ضخمت وقد لا تكون حدثت بالفعل. واقع أم نسج خيال؟.. معركة مصيرية ضد المسلمين في الأندلس أبطالها 5 ملوك تصادف أن الكونت ألفونسو أصبح بعد عام من ذلك الحدث ملكا على البرتغال، ولم تعد هذه المنطقة مجرد اقطاعية تابعة لمملكة ليون. هذا الاستقلال ترسخ في عام 1143 باعتراف مملكة ليون، ومنها بدأ تاريخ هذا البلد، انطلاقا من معركة غامضة غُلفت بالأساطير

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: تلک المعرکة فی تلک

إقرأ أيضاً:

ترامب يكشف أرباح زيارته التاريخية للشرق الأوسط وتكلفة بناء «القبة الذهبية».. الصين تعلّق!

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن جولته الأخيرة في الشرق الأوسط حققت مكاسب اقتصادية تُقدر بحوالي 5.1 تريليون دولار، مع إمكانية ارتفاع المبلغ إلى 7 تريليونات بحلول وقت قريب، واصفاً الزيارة بأنها من أنجح الزيارات التي قام بها أي مسؤول أمريكي.

وجاء ذلك خلال كلمة ألقاها في “مركز كينيدي” أمام جمهور، ثم في مؤتمر صحفي عقده قبل اجتماع مع أعضاء مجلس النواب الجمهوريين في مبنى الكابيتول. وأوضح ترامب أن هذه المكاسب المالية هي جزء من اتفاقيات استثمار وتعهدات قدمتها دول الخليج خلال زيارته الأخيرة.

وفي جانب منفصل من حديثه، أكد ترامب أن تكلفة بناء نظام الدفاع الصاروخي الجديد المعروف باسم “القبة الذهبية” تعد جزءاً صغيراً من هذه العوائد الضخمة، مشيراً إلى أن المشروع سيكلف حوالي 175 مليار دولار، ويهدف إلى حماية الولايات المتحدة من كافة أنواع الصواريخ، بما في ذلك الصواريخ الفرط صوتية وحتى التهديدات القادمة من الفضاء.

وأوضح أن نظام القبة الذهبية الجديد يتفوق تقنياً على النظام الإسرائيلي، مشدداً على أن كل مكونات النظام سيتم تصنيعها في أمريكا لتعزيز الأمن الوطني، مع هدف تحقيق حماية كاملة بنسبة 100%.

وأضاف أن المشروع يتطلب ما بين عامين ونصف إلى ثلاثة أعوام حتى يكتمل ويبدأ العمل به، وهو جزء من برنامج دفاعي متعدد الطبقات أطلقه في يناير الماضي، يدمج تقنيات الدفاع الصاروخي الحالية مع تقنيات جديدة مثل المستشعرات والأسلحة الفضائية.

يُذكر أن البيت الأبيض لم يصدر حتى الآن أي توضيح رسمي حول تصريحات ترامب الأخيرة بشأن المكاسب المالية من الشرق الأوسط.

الصين تعبر عن قلقها البالغ إزاء مشروع “القبة الذهبية” الأميركي

أعربت الصين، اليوم الأربعاء، عن قلقها العميق إزاء مشروع “القبة الذهبية” الدفاعي الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، معتبرةً إياه تهديداً للأمن الدولي والاستقرار الاستراتيجي العالمي.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، خلال مؤتمر صحفي صباح الأربعاء، إن هذا النظام الهجومي “ينتهك مبدأ الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي بدرجة عالية”، مؤكدةً أن المشروع “يزيد من خطر تحويل الفضاء إلى ساحة معركة ويهدد بإطلاق سباق تسلح جديد، كما يهزّ أسس الأمن الدولي ونظام الحد من التسلح”.

وأضافت ماو نينغ أن الولايات المتحدة، من خلال وضع مصالحها أولاً واتباعها سياسة السعي وراء أمن مطلق، “تنتهك مبدأ الأمن المتبادل وتضعف أمن الجميع، مما يؤدي إلى زعزعة التوازن والاستقرار الاستراتيجي العالمي”.

واختتمت المتحدثة دعوتها للولايات المتحدة إلى التخلي عن تطوير ونشر هذا النظام في أسرع وقت ممكن، مشددة على ضرورة اتخاذ خطوات ملموسة لتعزيز الثقة الاستراتيجية المتبادلة بين الدول الكبرى، والحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي العالمي.

آخر تحديث: 21 مايو 2025 - 11:51

مقالات مشابهة

  • أعلن انتهاء المعركة ضد الجيش.. هل يتجه الدعم السريع لتأسيس دولة جديدة؟
  • رئيس الهيئة الملكية يقوم بجولة ميدانية للمواقع التاريخية والإثرائية في مكة المكرمة
  • الشربيني يؤكد أهمية توطين الصناعة فيما يخص كافة المهمات التي تحتاجها محطات التحلية
  • لا أشك أبدا في نزاهة القضاء المصري.. محمد رمضان يروي جانبه من القصة فيما يتعلق بقضية نجله
  • الدعم السريع تعلن انتهاء المعركة العسكرية على نحو مفاجئ بعد سيطرة واسعة للجيش السوداني
  • تضارب الروايات بشأن دخول المساعدات إلى غزة
  • وزير الثقافة يكرّم الحارسين اللذين حميا إرث سوريا في لحظة مصيرية
  • في قلب المعركة الرقمية.. الأمن السيبراني العراقي نحو خط الدفاع الأول ويستعد لهجوم الـAI
  • ترامب يكشف أرباح زيارته التاريخية للشرق الأوسط وتكلفة بناء «القبة الذهبية».. الصين تعلّق!
  • الصادق الرزيقي يكتب: 4 تحديات مصيرية تواجه رئيس وزراء السودان الجديد