نتنياهو يتسبب في تراجع الإجماع المؤيد للاحتلال داخل واشنطن
تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT
شدد مقال في صحيفة "الغارديان" البريطانية، على أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "هو السبب في التراجع الحاد للإجماع المؤيد لإسرائيل داخل الولايات المتحدة".
وقال الكاتب إيلي كليفتون في المقال، إن "خطاب نتنياهو أمام جلسة مشتركة لمجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين، يبدو وكأنه انتصار سياسي، غير أن الأحداث السياسية التي شكّلت خلفية الخطاب تكشف عن تراجع حاد في الإجماع الحزبي المؤيد لإسرائيل في الولايات المتحدة".
والأربعاء، ألقى نتنياهو خطابه الرابع أمام الكونغرس، والذي استمر لما يقرب من 53 دقيقة قام خلالها الحضور بالتصفيق خلال حديث رئيس وزراء الاحتلال نحو 50 مرة.
في غضون ذلك، شهد محيط مبنى الكونغرس احتجاجات عارمة شارك فيها الآلاف احتجاجا على نتنياهو وتنديدا بالجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة للشهر العاشر على التوالي.
كما احتج ذوو الأسرى الإسرائيليين على خطاب نتنياهو مطالبين بإبرام صفقة مع حماس تضمن عودة الأسرى، وذلك بالتزامن مع التصعيد المتواصل داخل دولة الاحتلال ضد حكومة نتنياهو بسبب فشلها في تحقيق أي من أهداف العدوان.
وبحسب كاتب المقال، فإنه "من غير المتوقع في الداخل الإسرائيلي أن يجد نتنياهو جمهورا داعماً له أيضاً، حيث يريد 72 في المئة من الإسرائيليين استقالته بسبب الإخفاقات التي سمحت لهجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ويفضلون التوصل إلى اتفاق للإفراج عن الرهائن على تدمير حماس".
ولفت كليفتون، إلى أنه "على الرغم من قول نتنياهو إنه يبذل قصارى جهده لإعادة جميع الرهائن، إلا أنه بدا وكأنه يرفض صراحة اتفاق الرهائن في خطابه أمام الكونغرس، حيث أعلن أن إسرائيل يجب أن تحتفظ بالسيطرة الأمنية الشاملة لمنع عودة الإرهاب، ولضمان عدم عودة التهديد من غزة".
وأشار الكاتب إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يؤكد أن هذا الهدف "غير قابل للتحقيق، وشرط لن توافق عليه حماس".
وأضاف الكاتب أن "رحلة نتنياهو إلى واشنطن، التي خطط لها قبل أن ينهي بايدن حملته لإعادة انتخابه، تأتي الآن مع حالة من عدم اليقين السياسي بشأن كيفية تعامل كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية المحتملة، مع العلاقة بين واشنطن وإسرائيل، حيث فقدت الإدارة التي لا تزال هاريس جزءاً منها، قدراً كبيراً من التأييد، خاصة في الولايات المتأرجحة الحيوية مثل ميشيغان".
وأوضح أنه "ربما بدا الخطاب وكأنه انتصار لرئيس وزراء إسرائيلي محاصر، لكن الاختبار الحقيقي لمناورة نتنياهو السياسية لن تتضح إلا عندما تحدد هاريس أجندة السياسة الخارجية لحملتها الرئاسية".
واختتم الكاتب مقاله، بالقول إن هاريس يمكن أن "تستنتج أن الوقت قد حان لمزيد من الوضوح بين الولايات المتحدة ونتنياهو، والنأي بالولايات المتحدة عمّا يجري في القطاع، وربط المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل بإنهاء الحرب على غزة".
ولفت إلى أن "من شأن ذلك يكون بمثابة نقطة تحول رمزية وواضحة للغاية في الدعم الأميركي الحزبي الذي تمتع به نتنياهو طوال حياته السياسية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الاحتلال نتنياهو بايدن هاريس نتنياهو الاحتلال بايدن هاريس صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
هل ينجر ترامب لإرضاء نتنياهو أم العكس؟
رغم إقرارهم بوجود تباين بين واشنطن وتل أبيب بشأن طريقة التعامل مع بعض القضايا، استبعد محللون -تحدثوا لبرنامج "ما وراء الخبر"- أن يؤدي هذا التباين إلى خلافات إستراتيجية، وقال أحدهم إن الإدارة الأميركية لا تزال تزود إسرائيل بالأسلحة التي تقتل بها الغزيين واليمنيين.
وتحدث الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات، الدكتور لقاء مكي عن وجود خلافات بين واشنطن وتل أبيب في الرؤى وفي طريقة التعامل مع القضايا التي تهم الطرفين، مشيرا إلى أن العلاقة بين إدارة الرئيس دونالد ترامب وحكومة بنيامين نتنياهو هي في أسوأ حالاتها.
واتضح الخلاف بين ترامب ونتنياهو من خلال موضوع المفاوضات الأميركية الإيرانية والاتفاق الأميركي مع جماعة أنصار الله (الحوثيين) وقرار رفع العقوبات عن سوريا، بالإضافة إلى المفاوضات المباشرة التي أجرتها واشنطن مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والتي جرت -يضيف مكي- بدون علم إسرائيل ورغما عنها وخلافا لما تريد.
وقال إن إسرائيل ترى أنها تعرضت لنوع من التهميش خلال الزيارة التي قام بها ترامب لمنطقة الخليج وشملت السعودية وقطر والإمارات، وأنها بقيت خارج ترتيبات الشرق الأوسط.
ومع إقراره بوجود خلافات عميقة، استبعد مكي وجود أو حصول تباين إستراتيجي بين الولايات المتحدة وإسرائيل، نظرا لعمق العلاقة بين الطرفين، وتساءل عما إذا كان ترامب سينجر لإرضاء نتنياهو أم العكس؟
إعلانوفي نفس النقطة، قال مارك فايفل، مستشار سابق للأمن القومي ومسؤول الاتصالات السابق للبيت الأبيض إن الرئيس الأميركي ترامب يتفاوض ويعقد الصفقات ويود أن يقدم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، ويعمل بشكل مباشر مع حركة حماس ومع جماعة أنصار الله، لكن نتنياهو يريد القضاء على حماس، وهو الهدف الذي وضعه منذ بداية الحرب.
ولكنه أضاف أن "المسارين يؤديان إلى نفس النتيجة وهو القضاء على الوكلاء الذين يتبعون لإيران في المنطقة".
أسلحة وقنابلوذكّر في نفس السياق بأن "الولايات المتحدة الأميركية لا تزال تزود إسرائيل بالأسلحة وبالقنابل التي تستخدم في قطاع غزة واليمن"، مشيرا إلى أن ترامب يستخدم إسرائيل كورقة ضد إيران، وهو جزء من إستراتيجية أوسع، حسب الضيف الأميركي، الذي ذكر أن نزع السلاح النووي الإيراني لن يتم في حال الاستمرار بنفس الوتيرة التي يعتمدها نتنياهو من حيث التصعيد والبعد عن المسار الدبلوماسي.
وخلص الضيف الأميركي إلى أن إدارة ترامب تركز على منطقة الخليج لإحداث تقارب أكثر بينها وبين الولايات المتحدة على الصعيد الاقتصادي، مشيرا إلى أن زيارة ترامب وسعت الآفاق، وهو "ما يرسم صورة لإيران أنها إذا تعاونت مع واشنطن ومع إسرائيل يمكن أن ترفع العقوبات عنها وتفتح أسواق العالم أمامها".
وحسب الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي، إيهاب جبارين، فإن ترامب ونتنياهو يلعبان لعبة أخرى، ومن يسيطر على قواعد هذه اللعبة هو الرئيس الأميركي، بينما رئيس الوزراء الإسرائيلي -يضيف نفس المتحدث- بات مثل الفيل الأبيض حتى في علاقته مع حلفائه. وقال إن ترامب يراهن على ورقة الضغط على نتنياهو، لكن هذا الأخير ربما يتجه نحو موجة تصعيد في غزة.
وبشأن سحب حاملة الطائرات هاري ترومان، أشار الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات إلى أن سحب حاملة الطائرات هاري ترومان ليس له علاقة بالقصف الإسرائيلي على اليمن، لأن القرار كان معدا سلفا.
إعلان