منح جائزة الإمام القرافي لـ مفتي البوسنة والهرسك بالمؤتمر العالمي للإفتاء
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
قال الشيخ حسين كفازوفيتش، رئيس العلماء والمفتي العام في البوسنة والهرسك: إِنَّ التَّطَوُّرَ التِّكْنُولُوجِيَّ، والتَّغَيُّرَاتِ المَنَاخِيَةَ، وَالبَحْثَ عَنْ مَصَادِرَ جَدِيدَةٍ لِلطَّاقَةِ، وَالكِفَاحَ مِنْ أجْلِ أَسْوَاقٍ جَدِيدَةٍ، وَالحُرُوبَ، وَغَيْرَهَا، مَا هِيَ إِلَّا تَغَيُّرَاتٍ تُؤَدِّي إلَى تَغْيِيرِ مَوَازِينِ القِوَى في العَالَمِ، أمَّا مَدَى انْعِكَاسِهَا عَلَى عَالَمِنَا فَهُوَ مِنَ الضَّخَامَةِ مَا يَفْرِضُ عَلَينا أن نُكَافِحَ لِجَعْلِ تِلكَ التَّغَيُّرَاتِ مُفِيدَةً لَنَا قَدْرَ المُسْتَطَاعِ.
وأضاف خلال كلمته في احتفالية تسليم جائزة الإمام القرافي المقامة على هامش المؤتمر العالمي التاسع للأمانة العالمة لدور وهيئات الإفتاء في العالم المنعقد تحت مظلة دار الإفتاء المصرية، التي تُمنح هذا العام لفضيلته، إنَّ الإيمانَ ـ فِي هَذَا الكِفَاحِ ـ سَنَدُنَا المَوْثُوقُ، وَمَصْدَرُ قُوَّتِنَا وَعَزِيمَتِنَا، وإنَّ قِيَمَ الإيمانِ وَالخَيرِ والأَخْلَاقِ الحَمِيدَةِ، التي يَنْبَغِي أنْ يَقُومَ عَلَيهَا الجِنْسُ البَشَرِيُّ، هِيَ مُرْشِدُنَا الأَمِينُ في كُلِّ الأَزْمَانِ، وَنَحْنُ نَخْضَعُ لِامْتِحَانٍ مُتَوَاصِلٍّ حَتَّى نُؤَكِّدَ هذه القِيَمَ في تَصَرُّفَاتِنَا وَفِي اتِّخَاذِ المَوَاقِفِ الأَخْلَاقِيَّةِ تُجَاهَ مَا يُحِيطُ بِنَا مِنْ أَحْوَالٍ وَظَوَاهِرَ.
وتابع: يَجِبُ أَنْ يَتَرَكَّزَ اهْتِمَامُنَا عَلَى احْتِيَاجَاتِ الإِنسَانِ فِي عَصْرِنَا، فَالحَيَاةُ فِي الأَرْضِ صَعْبَةٌ بِذَاتِهَا، وَالإِيِمَانُ هُوَ الوَسِيلَةُ لِلتَّخْفِيفِ مِنْ وَطْأَتِهَا، وَفِي هَذَا أَجِدُ الاهْتِمَامَ وَالمَسْؤُولِيَّةَ الكبرى بِالنِّسْبَةِ لَنَا جَمِيعًا، نَحْنُ الذِينَ مُنِحْنَا الفُرْصَةَ لِإِرْشَادِ الآخَرِينَ، مؤكدًا أننا إِذْ نَسْعَى لِتَحْقِيقِ ذَلِكَ، فَلْنَضَعْ دَائِمًا نُصْبَ أَعْيُنِنِا حَدِيثَ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ صَلى الله عليه وسلمَ: "بَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا وَيَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا".
وأضاف: "اِسْمَحُوا لِي، وَأَنَا أَسْتَلِمُ هَذَا التَّقْدِيرَ، أنْ أَشْكُرَ القَائِمِينَ على جَائِزَةِ الإِمَامِ القَرَافِيِّ التِي تَمْنَحُهَا الأَمَانَةُ العَامَّةُ لِدُورِ وَهَيْئَاتِ الإِفتَاءِ في العَالَمِ، فَفِي مَنْحِي إِيَّاهَا شَرَفٌ عَظِيمٌ لِي، وَاسْمَحُوا لِي في هذهِ المُنَاسَبَةِ أنْ أَقُولَ بِضْعَ كَلِمَاتٍ عَنْ بَلَدِي: "وَطَنِي البُوسْنَةُ وَالهرْسكُ بَلَدٌ أُورُوبِيٌّ صَغِيرٌ، كان عَلى مَرِّ الأَزْمِنَةِ والعُصُورِ مُلْتَقًى لِمُخْتَلَفِ الأَدْيَانِ والثَّقَافَاتِ والتُّرَاثَاتِ، وَقَبْلَ أَكْثَرَ مِنْ خَمْسَةِ قُرُونٍ، اعتنق شَعْبِي البُوشْنَاقِيُّ الإسلامَ، وَتَبَنَّى مَعَ هَذَا الدِّينِ الجَدِيدِ، ثَقَافَةً وَحَضَارَةً عَظِيمَتَيْنِ، فَبَنَى بِهِمَا رُوحًا بُوسْنِيَّةً فَرِيدَةً، أَصَبَحَتْ بِهَا البُوسْنَةُ والهرْسك مَعْرُوفَةً فِي أُورُوبا".
وأكد أنَّ مُسلِمِي البوسنةِ والهرسكِ ـ مُشَبَّعِينَ بِالحُبِّ وَمُقْتَدِينَ بِسَمَاحَةِ الإسلامِ وَبَهْجَتِهِ ـ بَنَوْا عَالَمًا جَدِيدًا في قَلْبِ أُورُوبا، عَالَمًا أَثْرَى أُورُوبا وَجَعَلَهَا أَكثَرَ تَنَوُّعًا، وَيَعُودُ الفَضْلُ الكَبِيرُ فِي هَذَا المَسَارِ إلَى النَّاسِ العَادِيِّينَ وَالحِرَفِيِّينَ والمَهَرَةِ، وَخَاصَّةً إلى العُلَمَاءِ، الذِينَ كَانُوا وَمَا زَالُوا حَمَلَةَ مِصْبَاحِ الإِيمانِ والحُرِّيَّةِ وَالمَحَبَّةِ في شَعْبِنَا، قائلًا: لَقَدْ أَرَدْتُ تَأكِيدَ ذلكَ فِي كَلِمَتِي التِي أخْتِمُهَا كَمَا بَدَأْتُهَا، متقدمًا بِعِبَارَاتِ الشُّكْرِ العَمِيقِ وَالصَّادِقِ لِكُلِّ مَنْ اعْتَرَفَ بِجُهْدهم، جُهْدِ مُسْلِمِي البوسنةِ والهرسكِ، مِنْ أَجْلِ تقديمهم قِيَمَ الدين فِي أحْسَنِ صُورَةٍ، فِي الجُزْءِ الذِي يعيشون فِيهِ مِنْ هَذَا العَالَمِ.
كما توجه بِالشُّكْرِ إلى فضيلة مفتي الجمهورية وشَعْبِ مِصْرَ الذِي مَكَّنَه -على حد قوله- مِنْ تَلَقِّي التَّعْلِيمِ فِي الأَزْهَرِ الحَبِيبِ مُنْذُ أَرْبَعِينَ عَامًا.
اقرأ أيضاًالكلمة الكاملة لـ مفتي الجمهورية في المؤتمر العالمي التاسع للإفتاء
مستشار مفتي الجمهورية يكشف أهم ملامح المؤتمر العالمي التاسع للإفتاء
a>
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الدكتور شوقي علام الفتوى والبناء الأخلاقي في عالم متسارع المؤتمر العالمي التاسع للإفتاء جائزة الإمام القرافي دار الإفتاء المصرية مفتي الجمهورية ی البوسنة
إقرأ أيضاً:
جولة تفقدية لمستشار رئيس الجمهورية لإدارة مواقع التراث العالمي في مارمينا
أجرى اللواء أركان حرب الدكتور خالد فودة مستشار رئيس الجمهورية للتنمية المحلية رئيس اللجنة العليا لإدارة مواقع التراث العالمي يرافقه الفريق أحمد خالد حسن سعيد محافظ الإسكندرية، اليوم السبت، جولة تفقدية بدير مارمينا الأثري غرب الإسكندرية، وذلك لمتابعة مستجدات الموقف التنفيذي لأعمال الترميم والتطوير بالمنطقة، ومشروع خفض منسوب المياه الجوفية في الموقع المدرج ضمن قائمة التراث العالمي المعرض للخطر.
جاء ذلك بحضور اللواء عمرو عبد المنعم مساعد مستشار رئيس الجمهورية للتخطيط العمراني، والدكتور محمد اسماعيل الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والمستشار محمد أبي زيد نائب رئيس محكمة النقض ومستشار الصندوق السيادي، العميد حسنى رضوان مدير مكتب مستشار رئيس الجمهورية للتنمية المحلية، الدكتور عبدالله عيسي الشريف مساعد مستشار رئيس الجمهورية للتنمية المحلية، محمد فاروق مساعد مستشار رئيس الجمهورية للتنمية المحلية، الدكتور محمد متولي مدير عام إثار الاسكندرية، والنائب وجيه سنبل عضو مجلس الشيوخ، وممثلي الوزارات والجهات المعنية.
وقد أكد رئيس اللجنة العليا لإدارة مواقع التراث العالمي علي أهمية منطقة مارمينا الأثرية باعتبارها أحد المواقع المصرية السبع المصنفة على قائمة مواقع التراث العالمي، لما تتميز به من أهمية حضارية ومقومات أثرية عظيمة بجانب قدسيتها الدينية. وأن هذه الزيارة تأتي في ضوء توجيهات السيد رئيس الجمهورية بالاهتمام بالمواقع الأثرية والتراثية، والتغلب على أية تحديات في هذا الشأن.
وأكد محافظ الإسكندرية أن الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية تضع صون التراث القومي على رأس أولوياتها، لما له من دور محوري في ترسيخ الهوية الثقافية والحضارية لمصر. وأوضح أن دير مارمينا يُمثل محطة رئيسية على خريطة السياحة الدينية والتاريخية القبطية، مشيرًا إلى التنسيق الكامل بين المحافظة ووزارات السياحة والآثار والري، والجهات المعنية كافة، لتوفير البنية التحتية اللازمة، من طرق ومرافق وخدمات.
كما أشار إلى أن المشروع يهدف إلى تحويل المنطقة إلى وجهة عالمية للسياحة الثقافية والدينية، بما يسهم في تنشيط الاستثمار في قطاع السياحة وتعزيز جهود التنمية المستدامة، من خلال تعظيم الاستفادة من المواقع الأثرية ذات القيمة الاستثنائية.
وخلال اللقاء تم عرض عن الحقب الزمنية التي مرت بها المدينة الأثرية مارمينا ومراحل تطويرها ومراحل الاندثار حتى الاكتشاف من قبل القمص تداوس أفامينا منسق العلاقات بين وزارة السياحة والأثار
واختُتمت الزيارة بتفقد المحافظ والوفد المرافق له للمنطقة الأثرية، حيث قدم الأستاذ محمد متولي شرحًا وافيًا حول أعمال مشروع خفض منسوب المياه الجوفية، مؤكدًا على تكاتف مؤسسات الدولة لإنقاذ منطقة آثار أبو مينا والحفاظ عليها كجزء لا يتجزأ من التراث الإنساني
inbound143091446969383371 inbound5756444294433589405 inbound463909308051757795 inbound1110499839460997493