يمانيون – متابعات
يتواصل مسلسل الانهيار الاقتصادي الصهيوني بالتوازي مع الحرب الظالمة على المدنيين في قطاع غزة.

وخلال الأشهر الماضية تلقى اقتصاد العدو صفعات موجعة، يقول اقتصاديون إن آثارها ستستمر على المدى البعيد، وستنهك خزائن الاحتلال، وتسبب له المتاعب المستمرة، حتى وإن أوقف عدوانه وحصاره على القطاع.

وفي المقابل فإن استمرار الحرب الصهيونية مع عدة جبهات، ومنها الجبهة اليمنية، قد يضاعف معاناة الكيان الاقتصادي، ويسرّع عجلة النزيف الاقتصادي، وصولاً إلى تكبيده خسائر غير مسبوقة لها ما بعدها من التداعيات على مستقبل هذا الكيان المغتصب.

أضرار طويلة الأجل

وتوصلت دراسة أجراها معهد بحوث الأمن القومي الصهيوني إلى أن الاقتصاد “الإسرائيلي” سيعاني من أضرار طويلة الأجل حتى لو توقفت الحرب، مؤكدةً أن الأضرار ستكون كبيرة في حال استمرارها، أو تصعيدها، في إشارة إلى تكهنات نتائج العمليات المنطلقة من اليمن أو لبنان، وكذلك الاستنزاف الكبير الذي يتكبده العدو حيال الملاحم التي يسطرها أبطال المقاومة الفلسطينية، ويجرعون العدو بها الويلات والهزائم وكل أشكال المعاناة.

وقال المعهد الصهيوني إن “إسرائيل” تقف عند مفترق طرق سواء من حيث استمرار القتال في قطاع غزة أو من حيث الحملة الأوسع ضد “محور المقاومة”، مضيفاً : “من المؤكد أن أي قرار بشأن المستقبل سيكون له عواقب اقتصادية كبيرة، وهذا في الوضع الأولي، حيث سيتجاوز العجز المتوقع لعام 2024 بشكل كبير التوقعات بناءً على ميزانية الدولة الحالية، وفي ضوء تأثير الحرب على الإنفاق الدفاعي، والنمو في الاقتصاد، والاستثمارات الأجنبية، وتصنيفها الائتماني، وغيرها من المعايير الحاسمة للقوة الاقتصادية”.

وناقشت الدراسة ثلاثة سيناريوهات، تتمثل في استمرار الوضح الحالي، والتصعيد في جبهة الشمال مع لبنان، أو التسوية وفقاً للمخطط المقترح للصفقة الخاصة بالأسرى، ووقف القتال في غزة، متطرقة إلى احتمالية احتدام المواجهة بين اليمن، وكيان العدو الإسرائيلي، وما قد يترتب على ذلك من مخاوف ومتاعب اقتصادية كبيرة للعدو، إضافة الى الخسائر التي يتكبدها جراء العمليات في البحار، الأحمر والعربي، والأبيض المتوسط، والمحيط الهندي.

ولفتت الدراسة إلى أنه وحتى مع استمرار الوضع الحالي، فمن المتوقع أن ينمو الناتج المحلي داخل الكيان خلال العام الجاري بنسبة 1% فقط، موضحة أن الكيان سيواجه متاعب في سد العجز والدين، مرجحة نتائج أكثر سوءًا على الكيان، و أن استمرار الوضع القائم من شأنه أن يؤدي إلى تدهور كبير، علاوة على المخاطرة بشكل أكبر، لأن نفقات الدفاع سوف ترتفع، وبالتالي سوف تعمل على تعميق العجز، وزيادة نسبة الدين إلى الناتج، وسوف يكون تصور “إسرائيل” في الخارج كدولة غير مستقرة اقتصادياً، والتي تعيش في حرب لا تنتهي، وبالتالي فإن جاذبية الأصول الخطرة الإسرائيلية سوف تنخفض بشكل أكبر، في حين أنه وبناء على هذه الدراسة من المتوقع أن تزداد وتيرة هروب الأموال من داخل الكيان وعزوف الاستثمارات.

عجز في الإنفاق

وقد عرّجت الدراسة أيضاً على مخاطر التجنيد الإسرائيلي المستمر، وسحب عشرات الآلاف من العمال إلى المجال العسكري، وهو ما يفاقم أيضاً النزيف الاقتصادي الحاصل، وأيضاً إغلاق 77% من الشركات الإسرائيلية الصغيرة والمتوسط.

وتوقعت الدراسة أن يرتفع العجز في الإنفاق بشكل كبير إلى حوالي 15% لتمويل الحرب وتمكين الروتين، من توفير الطعام والشراب إلى نقل الناس إلى أماكن الاختباء، كما أن انكماش الناتج المحلي الإجمالي بالتزامن مع الإنفاق الحكومي الضخم سوف يؤدي إلى ارتفاع نسبة الدين إلى نحو 80-85% من الناتج المحلي الإجمالي، موضحةً أنه ستتجاوز الخسائر 10 مليار شيكل إذا ما تصاعدت الجبهة اللبنانية “الإسرائيلية”.

إلى ذلك تؤكد وسائل إعلام عبرية أن العجز المالي للاحتلال اتسع منذ بداية العام الميلادي الراهن إلى 62.3 مليار شيكل (17 مليار دولار)، موضحةً أن الإنفاق “الحكومي” ارتفع منذ بداية العام فوق 300 مليار شيكل، فيما تتوقع وزارة المالية الصهيونية بلوغ العجز ذروته بحلول سبتمبر المقبل.

يشار إلى أن تقارير عبرية عديدة سلطت الضوء على العمليات اليمنية في البحر، وتأثيراتها على اقتصاد الكيان الإسرائيلي، حيث شلّت ميناء “أم الرشراش” وأوقفت جميع صادرات الكيان عبر البحر الأحمر، ما كلفه أكثر من 444 مليون دولار منذ بدء العمليات، فضلاً عن الاضطراب الذي أحدثته العمليات على القطاعات الإنتاجية من خلال عرقلة وصول مواد الإنتاج الخام ووصول السلع المختلفة كالأجهزة والسيارات وغيرها، وهو ما فتح أبواباً متعددة للخسائر، ما يؤكد على أهمية هذه الجبهة الفاعلة، وتأثيرها على حسابات العدو الصهيوني.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

دراسة: الجمهور يرغب في عناوين بسيطة ومباشرة على عكس الصحفيين

ذكرت دراسة نشرت مؤخرا في مجلة "ساينس أدفانسز" (Science Advances) أن المحررين والصحفيين يمكنهم جذب المزيد من الجمهور للنقر على الأخبار باستخدام إستراتيجية قائمة على كتابة عناوين بسيطة.

وبحسب الدراسة، فإن الصحفيين لا يفضلون العناوين البسيطة على عكس مستهلكي المحتوى الرقمي، مشيرة إلى أنه حتى إذا كانت القصة معقدة، فقد يتمكن المراسلون والمحررون من زيادة عدد الزوار باستخدام عناوين سهلة القراءة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الذكاء الاصطناعي يفضّل الاستشهاد بالمحتوى الصحفيlist 2 of 2شبكة الجزيرة تحذر من استهداف صحفييها في غزة بتحريض من الاحتلالend of list

وبحسب الدراسة أيضا، فإنه واستنادا إلى أكثر من 30 ألف تجربة أجرتها صحيفة واشنطن بوست ومنصة "أب وورثي" (Upworthy) التي تركز على القصص الإيجابية، تعد هذه النتيجة تذكيرا مهما للمؤسسات الإخبارية.

وتشير الأبحاث السابقة إلى أن وسائل الإعلام الرئيسية تميل إلى استخدام صياغة أكثر تعقيدا من وسائل الإعلام الحزبية، التي تستخدم جملا أقصر ولغة أقل رسمية.

لكن تفضيل العناوين قد يكون أمرا نسبيا، فقد وجدت استطلاعات أخرى أن الصحفيين المحترفين لا يفضلون العناوين البسيطة، مما يشير إلى أن من يكتبون الأخبار قد يقرؤونها بشكل مختلف عمن يستهلكونها". وهذا يتناقض مع دراسات سابقة تشير إلى أن المهنيين الآخرين، مثل المحامين، يفضلون الكتابة البسيطة.

ولا تقدم الدراسة المذكورة قواعد لتحرير العناوين، مثل الكتابة بمستوى قراءة معين أو البقاء دون عدد معين من الأحرف. لكن نتائجها تشير إلى قاعدة عامة يجب على الصحفيين أخذها في الاعتبار: إذا كنت توازن بين عنوانين، وكلاهما منطقي ودقيق ومتساويان في جميع النواحي الأخرى، فاختر الأقل تعقيدا.

وبحسب الدراسة فإن تقييم البساطة في غرف الأخبار قد يكون ذاتيا، ويوصي البروفيسور تود روجرز الأستاذ بجامعة هارفارد وأحد مؤلفي الدراسة الصحفيين باختيار كلمات أقصر وأكثر شيوعا، والسعي إلى استخدام تراكيب نحوية بسيطة عند كتابة العناوين.

إعلان

وتذكر نتائج هذه الدراسة بشعار (KISS) الذي يستخدم أثناء تدريب الصحفيين، ويعني "اكتب باختصار وببساطة" (Keep It Short and Simple)، و"اكتب ببساطة أيها الغبي!" (Keep It Short, Stupid).

اختبارات العناوين

وقد لا يدرك القرّاء أن العناوين التي يرونها على موقع إخباري ما قد تختلف عما يراه قارئ آخر لنفس الموقع. وغالبا ما تختبر وسائل الإعلام العناوين لتقييم أيها يفضلها الجمهور، وتسمى هذه الاختبارات "إيه/ بي" (A/B)، حيث يحصل جزء من زوار الموقع على العنوان (A)، ويحصل الآخرون على العنوان (B).

وقد حصل مؤلفو الدراسة على جميع اختبارات العناوين التي أجرتها صحيفة واشنطن بوست في الفترة من 3 مارس/آذار 2021 إلى 18 ديسمبر/كانون الأول 2022. وحللوا ما يقرب من 20 ألف عنوان، وتم تحديد شعبيتها من خلال معدل النقرات، أو النسبة المئوية للأشخاص الذين نقروا على ذلك العنوان.

آلاف التجارب الميدانية على مواقع إخبارية تقليدية مثل واشتطن بوست وغير تقليدية مثل أب وورثي  أوضحت أن قراء الأخبار أكثر ميلا للنقر على العناوين البسيطة والتفاعل معها مقارنة بالعناوين المعقدة.

بواسطة ساينس أدفانسز

وقد تضمنت بعض اختبارات العناوين في صحيفة واشنطن بوست 3 أو 4 عناوين لخبر واحد، وبغض النظر عن محتوى العنوان، يربط تحليل المؤلفين بين العناوين الأبسط ومعدلات النقر الأعلى.

ويشير مؤلفو الدراسة إلى أنه نظرا للعدد الكبير من قرّاء واشنطن بوست، فإن حتى زيادة طفيفة في معدلات النقرات قد تعني عشرات الآلاف من القراء الإضافيين.

ووجدت الدراسة أن العناوين البسيطة ليست بالضرورة أقصر. وفي حين أن استخدام الكلمات الشائعة والأسلوب غير الرسمي وسهولة القراءة ارتبطت بمعدلات نقر أعلى، لم يكن عدد الأحرف كذلك.

فعلى سبيل المثال، يتكون عنوان واشنطن بوست حول مقابلة أوبرا وينفري في مارس/آذار 2021 مع دوق ودوقة ساسكس، من 14 كلمة: "ميغان وهاري يتحدثان إلى أوبرا.. إليكم الأسباب التي تجعلهما لا ينبغي أن يتحدثا كثيرا". وقد وجدت تحليلات مؤلفي الدراسة أن هذا العنوان أقل تعقيدا من النسخة المكونة من 13 كلمة: "هل يكشف ميغان وهاري أسرار العائلة المالكة لأوبرا؟ لا تراهنوا على ذلك".

وأجرى مؤلفو الدراسة نفس التحليل على عناوين من موقع "أب وورثي" تم جمعها بين يناير/كانون الثاني 2013 وأبريل/نيسان 2015، وشملت أكثر من 105 آلاف عنوان، وكانت النتيجة واحدة.

وأوضح مؤلفو الدراسة أن آلاف التجارب الميدانية على مواقع إخبارية تقليدية مثل واشنطن بوست وغير تقليدية مثل "أب وورثي"، أظهرت أن قراء الأخبار أكثر ميلا للنقر على العناوين البسيطة والتفاعل معها مقارنة بالعناوين المعقدة.

وخلصوا إلى أن "اكتشاف أن القراء يتفاعلون بشكل أقل مع الكتابة المعقدة له آثار عملية مهمة على وجه التحديد، يمكن أن تساعد الكتابة البسيطة منتجي الأخبار على زيادة تفاعل الجمهور حتى مع القصص المعقدة في حد ذاتها".

ويختتم البروفيسور روجر بأن هذا هو الدرس الرئيسي الذي يجب أن يستخلصه الصحفيون "كن على دراية بأن تجربتك وتجربة جمهورك في تفسير العناوين قد تكون متباينة للغاية، واعتمد على البساطة".

إعلان

مقالات مشابهة

  • دراسة تحذر: هذا ما يفعله الحزن الشديد في الجسم
  • رئاسة مجلس الشورى تبارك قرار القوات المسلحة إعلان المرحلة الرابعة من الحصار البحري على العدو
  • صنعاء : المرحلة الرابعة سيكون لها تداعيات اقتصادية على الكيان
  • القوات اليمنية: قررنا تصعيد العمليات العسكرية في ظل استمرار الإبادة بغزة
  • العجز التجاري الإسرائيلي يزداد 25% في النصف الأول من 2025
  • هدنة العشر ساعات في غزة .. مناورة صهيونية لامتصاص الغضب الدولي
  • كاتب بريطاني: إبادة غزة كانت متوقعة نظرا لخطاب صراع الحضارات والإسلاموفوبيا لسنوات
  • دراسة: الجمهور يرغب في عناوين بسيطة ومباشرة على عكس الصحفيين
  • خبراء فلسطينيون: العمليات اليمنية تعيد رسم خارطة الصراع مع الكيان الإسرائيلي
  • دراسة تحل لغزاً عمره 5 آلاف عام