جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-05@11:10:20 GMT

عُمان والصين.. إبحار نحو المستقبل

تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT

عُمان والصين.. إبحار نحو المستقبل

 

 

محمد رامس الرواس

العلاقات بين سلطنة عمان وجمهورية الصين الشعبية علاقات دولية يُحتذى بها في نسج الصداقة والتعاون بين الشعوب والدول؛ من خلال نشر قيم السلام وترسيخ الحوار؛ كونهما ينتميان للحضارة الشرقية التي ترتكز في جوهرها على التفاهم والوئام.

هناك شعوب قد لا تجمعها لغة أو دين أو حدود مشتركة، وقد لا تجمعها ثقافة واحدة، لكن تجمعها قيم ورؤى ومبادئ إنسانية تم الاتفاق عليها ضمنيًّا؛ من خلال ما تمتاز به هذه الشعوب من تصديرها للعطاء الإنساني والوجداني للبشرية.

وسلطنة عُمان وجمهورية الصين الشعبية تعتبران مثالًا لهذا الطرح، فهما قد لا تشتركان في أشياء كثيرة، ولكن تجتمعان على أسس تقوم على أحترام الإنسان والأخلاق والمبادئ والحكمة؛ فلذلك لُقِّب ذاك التاجر العماني أثناء إقامته في الصين ومن خلال تعامله معهم بأنه "جنرال الأخلاق".. فالأخلاق هي مقياس أساسي لتعايش البشرية؛ لأنها تحمل هذه المنزلة العالية من حسن التفاهم والتآلف والتعايش والعطاء والخير وحسن التعامل.

ولقد كانت التجارة واحدة من أهم أسباب اختلاط الشعوب وتفاعلها وتعارفها وتواصلها، ولقد كان للتجار العمانيين باع طويل في هذا الشأن، فلقد كانوا يسافرون ببضائعهم شرقا وغربا، ويجلبون البضائع من أنحاء المعمورة رغم المشقة التي يكابدونها خلال ترحالهم بسفنهم، فيستوردون شتى أنواع البضائع ويعيدون تصديرها؛ مما أوجد خطوطَ اتصال وتلاقي ثقافات بينهم وبين حضارات العالم، ورغم بُعد المسافات بينهما ومشقة الترحال في البحار، كان للعلاقات العمانية الصينية السبق في وجود تبادل اقتصادي وثقافي وتكوين علاقات قوية وإقامة مصالح مشتركة قبل 1200 عام؛ من خلال التبادل التجاري والدبلوماسي بينهما، ولقد تكوَّنت العلاقات العمانية-الصينية على مر العصور والقرون عبر مراحل متعددة، فذكر لنا التاريخ رموزًا وشخصيات عمانية وصينية قامت بهذا الدور الثقافي؛ منهم على سبيل المثال لا الحصر: العُماني جنرال الاخلاق عبد الله بن القاسم الشهير بأبي عُبيدة العماني، والأدميرال الصيني تشينج خه الذي عرفه العمانيون باسم "حجّي محمود شمس الدين"، الذي  يوجد له اليوم نصب تذكاري بمدينة صلالة؛ تخليدا لزياراته المتكررة وعلاقته الوثيقة من خلال جلبه اللبان من ظفار للصين.

والأمر لا يقف عند تبادل تجاري واقتصادي فقط، بل امتد للجوانب الثقافية وتعزيز التفاهم والتواصل والتعارف والتجارب، وهذا ما حدث بالضبط للعلاقات العمانية الصينية؛ فلقد كونت هذه العلاقات تعزيزا قويا لقيم التفاهم والاحترام المتبادل؛ من خلال نشر الأخلاق السامية؛ مما مهد السبل لنقل الافكار والرؤى والمعتقدات، بذلك كانت سماحة المتلقي والناقل من الطرفين في العلاقات الصينية العمانية قد سمحت لمثل هذه الأفكار والمعتقدات بأن تصل، فانتشر الإسلام بفضل من الله ثم بفضل هؤلاء التجار الذين ضربوا أروع الأمثلة عند تعاملهم مع الحضارات والشعوب الأخرى، لقد عزَّز التجار العمانيون الانفتاح على العالم من خلال سماحة دينهم وجمال أسلوبهم وروعة ثقافتهم وتنوع تواصلهم، واليوم من خلال ما نشهد من تبادل ثقافي بين السلطنة وجمهورية الصين الشعبية إنما يأتي من خلال نقاط التقاء قد تمَّت في الماضي، ورسخت بتواصل هذه العلاقات الثقافية والإنسانية والتجارية، وانعكس ذلك بلا شك على العلاقات السياسية التي يشهدها البلدان، فلقد أسهمت التأثيرات الإيجابية للعلاقات في امتداد هذه العلاقات وتواصلها وتطورها ونمائها واستدامتها من خلال المشروع الصيني العالمي "الحزام والطريق" ورؤية عُمان 2040، وإقامة الأسابيع الثقافية، ولا يزال سجل العلاقات العمانية الصينية يكتب في صفحاتة مزيدًا من التطورات والنماء في مجالات الصناعة والتجارة والصحة والتكنولوجيا والتعليم والادارة، إضافة إلى تنامي الاستثمارات المتنوعة بينهما حاليا ومستقبلا.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

جنرال هندي: الصين زودت باكستان بمعلومات لحظية خلال الحرب الأخيرة

قال الجنرال راهول سينغ نائب رئيس أركان الجيش الهندي، إن الصين قدمت "معلومات لحظية" لباكستان عن مواقع هندية رئيسية أثناء المواجهة العسكرية بين البلدين في مايو/أيار الماضي، ودعا إلى تحديث أنظمة الدفاع الجوي في البلاد عاجلا.

ووفقا لتصريحات سينغ خلال مؤتمر للصناعات الدفاعية في نيودلهي، اليوم الجمعة، فقد خاضت الهند الحرب ضد خصمين، باكستان "مباشرة"، والصين التي قدمت "كل أنواع الدعم الممكنة"، وفق ادعائه.

ولم يوضح سينغ، كيف توصلت الهند إلى أن الصين زودت باكستان بمعلومات عن المواقع الهندية.

وكانت الهند قالت في وقت سابق، إنها لم ترصد مؤشرات على أي مساعدة فعلية من الصين لباكستان خلال الحرب، رغم العلاقة الوثيقة بين الطرفين.

وقالت وكالة رويترز، إن مسؤولين باكستانيين نفوا في السابق مزاعم تلقي دعم نشط من الصين في الصراع، لكنهم رفضوا الحديث عمّا إذا كانت بكين قدمت أي مساعدة بالأقمار الصناعية والرادارات أثناء القتال.

واستخدم البلدان المسلحان نوويا صواريخ وطائرات مسيرة ونيران المدفعية في القتال الذي استمر 4 أيام، وهو الأسوأ بينهما منذ عشرات السنين.

مقالات مشابهة

  • جنرال هندي يتهم الصين بدعم باكستان بمعلومات استخباراتية خلال المواجهة الأخيرة
  • جنرال هندي: الصين زودت باكستان بمعلومات لحظية خلال الحرب الأخيرة
  • الهند تتهم الصين بالتعاون مع باكستان خلال الحرب
  • موقف أمريكا من العلاقات الاقتصادية بين الصين وإيران| تحليل إخباري
  • «صندوق خليفة» يطلق برنامج «رائد أعمال المستقبل»
  • مبادرة أميركية مع حلفائها لمواجهة هيمنة الصين على المعادن النادرة
  • وكالة ترويج الاستثمار تستعرض سبل تعميق التعاون الاستثماري بين قطر والصين
  • مجلس الشورى.. دبلوماسية برلمانية ترسخ مكانة قطر الدولية وتعزز التفاهم بين الشعوب
  • الدالاي لاما يتحدث عن خلافته والصين تشترط موافقتها
  • العمانية للعناية بالقرآن تفتتح فرعها الـ 12 في بركاء