الحلبوسي والخنجر: لعبة الكراسي تنذر بالتعطيل الطويل لرئاسة البرلمان
تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT
1 أغسطس، 2024
بغداد/المسلة الحدث: تشهد الساحة السياسية العراقية أزمة حادة في اختيار رئيس البرلمان، الأمر الذي يلقي بظلاله الثقيلة على أداء رئيس الحكومة محمد السوداني، ويبدو أن هذه الأزمة قد تكون متعمدة لعرقلة مسيرة الإعمار وديمومة الاستقرار الأمني والسياسي.
وتتداخل المصالح السياسية والطائفية في تعقيد هذه الأزمة، مما يجعلها جزءًا من مشهد سياسي مضطرب ومتعدد الأبعاد.
تؤثر أزمة اختيار رئيس البرلمان بشكل مباشر على أداء الحكومة، إذ أن وجود برلمان غير مكتمل النصاب القيادي يعرقل سن القوانين واتخاذ القرارات الهامة، مما يضعف قدرة الحكومة على تنفيذ مشاريعها الإصلاحية والإنمائية.
رئيس الحكومة محمد السوداني يجد نفسه في موقف صعب، حيث أن غياب رئيس البرلمان يعطل التعاون بين السلطة التشريعية والتنفيذية، وهو أمر ضروري لتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي.
الأطراف المستفيدة من الأزمةهناك جهات متعددة لها مصلحة في إدامة هذه الأزمة، أبرزها القوى السياسية التي ترغب في إبقاء الوضع على ما هو عليه لاستغلال الفراغ القيادي في البرلمان لتحقيق مكاسب سياسية خاصة. هذه الأطراف قد تكون من داخل المكون السني نفسه أو من خارجه، وتعمل على إبقاء الحالة البرلمانية من دون رئيس من المكون السني لتعزيز حالة الفوضى والشلل السياسي.
الانقسامات الداخلية في القوى السنيةتعيش القوى السنية حالة من الانقسام الداخلي الحاد، مما يزيد من صعوبة التوصل إلى توافق حول اختيار رئيس البرلمان. عدم حسم حكومة ديالى داخل الإطار التنسيقي يعقد الأمور أكثر، حيث أن الملفات مرتبطة ببعضها البعض. الصراعات الداخلية بين القوى السنية تبرز بوضوح من خلال تبادل الشتائم واللكمات بين النواب السُنة في جلستين سابقتين للبرلمان، مما يعكس حجم التوتر والانقسام.
تأثير قانون العفو العاميمثل قانون العفو العام المؤجل أحد الملفات المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بأزمة اختيار رئيس البرلمان. هذا القانون يحمل أهمية كبيرة للعديد من الأطراف السياسية، ويبدو أن تأجيله يرتبط بشكل مباشر بعدم حسم ملف رئاسة البرلمان، حيث أن التوافق على القانون قد يكون جزءًا من صفقة أكبر تشمل التوافق على رئيس البرلمان.
دور الزعيم الكردي مسعود بارزانيتفويض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني لحل المشكلة قد يعقد الأمور أكثر، نظرًا لوجود أطراف سنية وشيعية تعارض التدخل الكردي في هذا الشأن. هذا الرفض يعكس التوتر العرقي والطائفي المستمر في العراق، حيث يسعى كل مكون للحفاظ على استقلاليته في اتخاذ قراراته السياسية.
الانشقاقات داخل البيت السنيوشهد البيت السني أربعة انشقاقات رئيسية خلال العامين الأخيرين، بالإضافة إلى أربعة انشقاقات جانبية في السنة الأخيرة، ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي ويجعل التوصل إلى توافق حول رئيس البرلمان أكثر صعوبة.
وجزء من السنة المعارضين لمحمد الحلبوسي، زعيم تحالف تقدم، اجتمعوا مع “الإطار التنسيقي” من أجل تفاهمات حول رئيس البرلمان، مما يعكس الانقسامات العميقة والتنافس الشديد على هذا المنصب.
دعم المرشحين وتبادل المصالحيعد خميس الخنجر، رئيس تحالف السيادة، داعمًا قويًا لسالم العيساوي، بينما تدعم قوى شيعية ومحمد الحلبوسي محمود المشهداني. هذه التحالفات تعكس تداخل المصالح بين القوى السياسية المختلفة، مما يجعل حل الأزمة أكثر تعقيدًا ويؤكد على أن الصراع حول رئاسة البرلمان ليس مجرد صراع داخلي في المكون السني، بل يمتد ليشمل توازنات القوى السياسية في العراق ككل.
والحلول التي قدمها الحلبوسي، تضع كل القوى السياسية في موقف الاحراج، والحل الأول يقضي بأن يقدم منافسوه السنة ثلاثة مرشحين لرئاسة البرلمان، على أن يختار هو أحدهم.
في مقابل ذلك، يشترط الحلبوسي أن يُمنح وزارة التجارة، وهي وزارة تُعتبر بمثابة الدجاجة التي تبيض ذهباً لأي حزب يسيطر عليها، نظرًا للعوائد المالية والفرص الاقتصادية الكبيرة المرتبطة بها.
في المقترح الثاني، اقترح الحلبوسي أن يقدم هو ثلاثة أسماء للمرشحين لرئاسة البرلمان، ليختار منافسوه السنة أحدهم.
وفي هذه الحالة، يتنازل الحلبوسي عن مطلبه بوزارة التجارة. يبدو أن الحلبوسي يضمن أن أحد المرشحين الثلاثة سيكون على هواه، مما يدفعه للتخلي عن الوزارة في هذا السيناريو.
المقترح الثالث يقضي بأن يقدم الحلبوسي ثلاثة أسماء من النواب السنة الأكبر سناً ليتم اختيار أحدهم رئيساً للبرلمان. هذا الحل يعزز من موقف الحلبوسي، حيث يضمن وجود مرشحين كبار في السن ذوي خبرة قد تكون محسوبة لصالحه.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: اختیار رئیس البرلمان القوى السیاسیة
إقرأ أيضاً:
الصحة العالمية: سوء التغذية بغزة بلغ مستويات تنذر بالخطر
حذرت منظمة الصحة العالمية من أن سوء التغذية في قطاع غزة بلغ "مستويات تنذر بالخطر"، مشيرة إلى أن "الحظر المتعمد" للمساعدات أدى إلى "خسائر فادحة في الأرواح".
وأضافت المنظمة في بيان "يشهد قطاع غزة حالة من سوء التغذية الخطير الذي اتسم بارتفاع حاد في عدد الوفيات في يوليو".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ممرضات يغمى عليهن والجوع يطارد مستشفيات غزةlist 2 of 2الإغاثة الطبية: موت جماعي يهدد آلاف الرضع في غزةend of listوأشارت إلى أنه من بين 74 وفاة مسجلة مرتبطة بسوء التغذية في عام 2025 وقعت 63 حالة في يوليو/تموز الجاري، من بينها 24 طفلا دون سن الخامسة، وآخر يزيد عمره على 5 سنوات، و38 بالغا.
وتابعت المنظمة "أُعلن عن وفاة معظم هؤلاء الأشخاص لدى وصولهم إلى المرافق الصحية أو توفوا بعيد ذلك، وبدت على أجسادهم علامات واضحة على الهزال الشديد".
وأكدت أنه "لا يزال من الممكن تجنب الأزمة بشكل كامل، أدى المنع والتأخير المتعمد لوصول المساعدات الغذائية والصحية والإنسانية واسعة النطاق إلى خسائر فادحة في الأرواح".
ونقلت المنظمة عن شركائها في مجموعة التغذية العالمية أن طفلا من كل 5 دون سن الخامسة في مدينة غزة يعاني الآن من سوء التغذية الحاد.
وأضافت أن نسبة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و59 شهرا ويعانون من سوء التغذية الحاد قد تضاعفت 3 مرات منذ يونيو/حزيران الماضي في المدينة، مما يجعل منها المنطقة الأكثر تضررا في القطاع الفلسطيني.
وأشارت إلى أن هذه المعدلات تضاعفت في خان يونس ووسط غزة خلال أقل من شهر.
ورجحت المنظمة "أن تكون هذه الأرقام أقل من الواقع نظرا للقيود الأمنية الشديدة المفروضة على الوصول، والتي تمنع العديد من العائلات من الوصول إلى المرافق الصحية".
وبحسب منظمة الصحة العالمية، تلقى أكثر من 5 آلاف طفل دون سن الخامسة خلال الأسبوعين الأولين من يوليو/تموز الجاري العلاج من سوء التغذية، وكان 18% منهم يعانون من الشكل الأكثر خطورة، وهو سوء التغذية الحاد الشديد.
إعلانوفي يونيو/حزيران الماضي تم علاج 6500 طفل من سوء التغذية، وهو أعلى عدد منذ بدء الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وفي يوليو/تموز الجاري تم إدخال 73 طفلا إلى المستشفى يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد ومضاعفات طبية، مقارنة بـ39 طفلا في الشهر السابق.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن "هذه الزيادة في الحالات تثقل كاهل مراكز علاج سوء التغذية الأربعة المتخصصة".
أما بالنسبة للنساء الحوامل والمرضعات فإن أكثر من 40% منهن يعانين من سوء التغذية الحاد، بحسب بيانات صادرة عن "مجموعة التغذية العالمية" نقلتها منظمة الصحة العالمية.
وأضافت المنظمة "ليس الجوع وحده ما يفتك بالناس، بل أيضا البحث اليائس عن الطعام، تجبر العائلات على المخاطرة بحياتها من أجل حفنة من الطعام، غالبا في ظروف خطيرة وتسودها الفوضى".