هل يا تري ستكون جنيف الفرصة الأخيرة للحيلولة دون انهيار الدولة «32»
تاريخ النشر: 3rd, August 2024 GMT
هل يا تري ستكون جنيف الفرصة الأخيرة للحيلولة دون انهيار الدولة «32»
السفير الصادق المقلي
أولا تبقي الحقيقة أن كلا طرفي النزاع لا يأبهون بهذه الكارثة الإنسانية غير المسبوقة في تاريخ السودان الحديث…فقد وصفها المجتمع الدولي و الإقليمي وصفها بانها افظع كارثة انسانية يشهدها العالم اليوم…
فالعالم شهد عدة نزاحات مسلحة …إلا أن ما يحدث في السودان لم يكن له مثيل من حيث التداعيات الخارجية و الاثار الكارثية علي الوطن و المواطنين…موجات من النزوح و اللجوء لم يشهد فعلا العالم مثيلا لها.
…و منهم من مات بنقص في الأدوية و المعينات الطيبة…بل منهم من مات حسرة و هو بري بأم عينيه الحرب تأكل شقي عمره .
تعرضت البنية التحتية و المرافق الصحية و التعليمية و الثقافية و الخدمية لدمار شامل ..نزحت الي خارج حدود الوطن جامعات و طلاب و صناعات و مبدعون و صحفيون و اعلاميون…اختفي تماما الاعلام الرسمي و الخاص فيما عدا التلفزيون القومي الذي نزح الى بورتسودان التي جعلت منها الدولة عاصمة بديلة…لأول مرة في تاريخ النزاعات في السودان…
نزحت صالات الأفراح و مآتم الاتراح الي العاصمة المصرية..كما لاح في الأفق شبح المجاعة..و قد بدأت بالفعل في بعض معسكرات النازحين كما اشارت لذلك تقارير دولية..
كما هذه الدولة تشهد عزلة دولية و إقليمية غير مسبوقة..عزلت حتي من محيطها الافريقي .كما شهدت توترا في دول الجوار..و علقت علاقاتها مع كافة المؤسسات المالية الدولية متعددة الأطراف بما فيها بنك التنمية الذي كان السودان من النؤسسين له..بل كان مامون بحيري عليه الرحمة والمغفرة اول المحافظين له..
كل هذه الكارثة الإنسانية و الأزمة الوجودية التي تهدد بانهيار الدولة…تضع المتقاتلون أمام مسؤوليتهم التاريخية…أمام وطن يكون أو لا يكون.أمام مواطن ظل يدفع فاتورة هذه الحرب العبثية المدمرة علي مدار الساعة و خلال عام و نيف.
و لعل ما يدعو إلي الاحباط و الحسرة فشل النخبة السياسية عسكر و مدنيين في التوصل علي مدار العقود الماضية الي حل مشاكل السودان داخل البيت السوداني…مما جعل الباب مواربا أمام التدخلات الأجنبية…لاسباب منها انسانية و منها لتمرير أجندة اقتصادية و استراتيجية…
و الحال كذلك..و في ظل فشل المبادرات السابقة. فقد وفرت مفاوضات جنيف المرتقبة فرصة اخيرة لكي يشعر المواطن السوداني بعد كل هذه المعاناة ضوءا في اخر النفق..
فعلي الدولة التقاط القفاز باعتبارها المسؤول الاول عن حماية المواطن و الدفاع عن الوطن و الحيلولة دون انهياره..
فالانتهكات و التعدي علي ممتلكات المواطن و ماله و عرضه و حياته…من قبل الدعم السريع و استهداف المواطنين و الاعيان المدنية من قبل الجيش. .هي نتاج طبيعي للحرب و أن استمرارها سوف يفاقم من كل هذه التداعيات الكارثية علي الوطن و علي المواطن ..و يهدد في نهاية المطاف بيضة الوطن..
فلا مناص من ان يحتكم الكل الي صوت العقل و أن يذهبوا الي جنيف بقلب مفتوح.. فالحصة اليوم وطن…
و لعل يضفي علي اجتماعات جنيف أهمية كبيىر الاهتمام الخاص و المتصاعد للادارة الأمريكية ..و من هذا المنطلق اولا نقلت المفاوضات من جده الي جنيف المقر الثاني للأمم المتحدة خارج نيويورك. و جنيف كما هو معروف تستضيف كافة المنظمات الدولية التي تعني بالشؤون الإنسانية. فهناك المفوضية السامية لحقوق الانسان و اللجنة الدولية للصليب الاحمر الدولي راعي اتفاقات جنيف الأربع و بروتوكولاتها الإضافية التي تعني بالحروب و قوانين النزاعات..و هناك وكالات الأمم المتحدة و علي رأسها المفوضية السامية لشوؤن اللاجئين..و الصحة العالمية و غيرها ،،كما تحتضن منظمة الهجرة الدولية و غيرها
..ثانيا رفع مستوي الوسيط و المسهل من قبل الولايات المتحدة الأمريكية الي مستوي وزير الخارجية حيث سيراس بلنكن نفسه هذه الاجتماعات سيما في ظل فشل الدبلوماسية الأمريكية في النزاع في الشرق الأوسط و بصفة خاصة العدوان الاسرائيلي علي غزة .و في ظل الحملة الانتخابية التي بدأت في امريكا للانتخابات الرئاسية و التى تمثل تحديا كبيرا للادارة الأمريكية الحالية
..كما أن مبعوث الأمم المتحدة للسودان صرح بأن هذه المفاوضات المرتقبة في جنيف سبقتها اجتماعات و تفاهمات وراء الكواليس دون أن يفصح عن مخرجاتها..الأمر الذي يحتم علي طرفي النزاع الاخذ في الإعتبار هذا الاهتمام الملحوظ لواشنطن بالازمة في السودان…و ما تشكله هذه المبادرة الأمريكية التي استصحبت معها السعودية و سويسرا من تحد كبير للدبلوماسية الأمريكية. .
كما يجب أن لا نستبعد أن يفضى فشل مفاوضات جنيف الي فتح الباب علي مصرعيه لتدخل اجنبي متعللا بحماية المدنيين…و أن لم يكن هذا التدخل من خلال مجلس الأمن ، ليس من المستبعد أن يتم من خلال تحالف دولي إقليمي كما حدث في عدد من بؤر النزاع في العالم…من خلال ما عرف بمبدأ مسؤولية الحماية The responsibility to protect. تدخل لا تحمد عقباه في حالة تفاقم هذه الكارثة الإنسانية الوجودية.
الي الجزء الثالث لاحقا
الوسومالسفير المقلي حرب السودان مفاوضات جنيفالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: حرب السودان مفاوضات جنيف
إقرأ أيضاً:
بَللو: الديناميكية التي يشهدها قطاع السينما تعكس التزام الدولة إلى بعث الصناعات الإبداعية
أكد وزير الثقافة والفنون زُهير بَللو أن الديناميكية التي يشهدها قطاع السينما الوطني تعكس التزام الدولة الهادف إلى بعث الصناعات الإبداعية وتعزيز حضورها في الفضاء العمومي، وعلى رأسها الصناعة السينمائية باعتبارها إحدى ركائز السيادة الثقافية ورافدًا لترقية الذوق العام.
وفي تصريح لوسائل الإعلام الوطنية، على هامش زيارته إلى المركب السينمائيTMV الواقع بالمركز التجاري GARDENCITY في الشراقة، كشف الوزير أن برنامج العروض السينمائية خلال الفترة الصيفية متميز، ويشمل كل قاعات السينما التابعة لقطاع الثقافة والمركبات السينمائية التابعة للقطاع الخاص في المدن الساحلية.
وفي السياق ذاته، أكد الوزير أن عدد العروض السينمائية المبرمجة يفوق 1300 عرض، تشمل 145 فيلمًا وطنيًا و500 فيلم أجنبي، دون احتساب عروض سينما الشاطئ وعروض سينما المدينة.
وخلال هذه الزيارة أشار بَللو أن هذه الديناميكية تعكس وعيا متزايدا لدى المستثمرين الخواص بأهمية النشاط السينمائي، وانخراطًا تدريجيًا في الرؤية الجديدة التي تتبناها الدولة لإعادة بعث ثقافة العرض السينمائي وتوسيع دائرتها.
وكان الوزير خلال الزيارة مرفوقا بعدد من أصحاب المشاريع السينمائية و المنتجين و المخرجين و التقنيين.
وجاءت هذه الزيارة في إطار تنفيذ استراتيجية الوزارة الهادفة إلى مرافقة الفاعلين الخواص، وتوسيع شبكة القاعات، وتعزيز الإنتاج الوطني من خلال تنويع فضاءات التوزيع.