المملكة تخطو باتجاه الصدارة عالميا على صعيد إجراءات أمن البيانات الفائقة المرونة
تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT
الرياض : البلاد
مع توجه المملكة الحثيث والطموح نحو التحول في إطار رؤية 2030، فقد بات من المهم بالنسبة لها تعزيز قدرتها على التكيف ومواجهة الصعوبات وتحقيق التقدم في عالم سريع التغير وحافل بالتحديات في جميع المجالات..
وفي تصريح سابق لوسائل الاعلام وفي تعبيره عن هذا التوجه الذي تقوده المملكة، اشار معالي المهندس/ خالد الفالح، وزير الاستثمار بقوله: ” إن المملكة تمر بمرحلة من التحولات العميقة على صعيد تنويع القاعدة الإقتصادية وتحديث المجتمع.
وتشير التقديرات الصادرة عن مؤسسة” ستاتيستا ” الألمانية بأنه يتوقع للتكلفة المترتبة على الجرائم الإلكترونية عالميا أن تزيد من 34.3 تريليون ريال سعودي في عام 2024 إلى 51.82 تريليون ريال سعودي في عام 2028. وتعرف الجرائم الإلكترونية عادة بأنها ” العمل العمدي المنصب على الاحتيال بغرض إتلاف وقرصنة الأنظمة والبيانات المالية والشخصية وحقوق الملكية الفكرية، والحط من مستوى الإنتاجية والسير الطبيعي للأعمال التجارية والتحقيقات الجنائية والقدرة على استعادة البيانات والأنظمة بعد قرصنتها… إلخ”
جدير بالذكر أن عمليات القرصنة الإلكترونية باتت أكثر تعقيدا وتكرارا وضررا من أي وقت مضى بالبنية التحتية الرقمية والبيانات والمعلومات الحساسة والعمليات التجارية والصناعية المختلفة. ومن هنا، فإن الإجراءات التقليدية المنصبة على الحماية من تلك العمليات – والمقتصرة على الدفاع فقط – لم تعد كافية لمجابهتها والوقوف في وجهها، وخاصة مع تزايد التحديات التي باتت تشكل هاجسا للشركات الساعية نحو التحول الرقمي، وأيضا بسبب تطور أجهزة الاتصال والهجمات الإلكترونية بشكل غير مسبوق، الأمر الذي خلق حاجة لنوع من الأمن الإلكتروني فائق المرونة وقادر على التعامل مع تلك الهجمات.
والأمن الإلكتروني الفائق المرونة يقصد به ذلك المفهوم المنصب على بناء أنظمة وشبكات رقمية فائقة المرونة وقادرة ليس فقط على التصدي للتهديدات الإلكترونية والتعافي منها، بل إسباغ المزيد من القوة والكفاءة على الأنظمة المعنية بالتصدي لمثل تلك التهديدات. وعلى عكس إجراءات أمن البيانات التقليدية السابقة المصممة أساسا للدفاع، فإن أسلوب أمن البيانات الفائق المرونة يقوم على الرقابة المستمرة وكشف التهديدات الإلكترونية في الزمن الحقيقي لمنع حدوثها من الأساس، أو التعافي السريع منها إن هي وقعت، وذلك باستعمال تقنيات الذكاء الإصطناعي وتعليم الآلة التي تفيد في التعلم من الحوادث السابقة وتحسين الدفاعات الإلكترونية والأتمتة بهدف التنبؤ بالتهديدات الإلكترونية والتصدي لها بفعالية أكبر.
من الأساليب المندرجة في إطار أمن البيانات الفائق المرونة تقنية المعلومات والتقنية العملياتية وإنترنت الأشياء وإنترنت الأشياء الصناعي، وهي أساليب نجحت في ابتكار مبدأ شامل لحماية جميع عناصر البنية التحتية الرقمية لأية شركة أو مؤسسة أو حكومة..
ومع التطور الكبير الذي طرأ على تقنيات الذكاء الإصطناعي وإنترنت الأشياء الصناعي والأنظمة السحابية المهجنة، فقد باتت هناك حاجة لدى المملكة للاستعانة بها نظرا للتحديات التي تواجهها على صعيد أمن البيانات، والحاجة للعمل وفق إجراءات أمن معلومات أكثر مرونة لحماية البنية التحتية الرقمية لجميع القطاعات الإقتصادية لديها من خطر التهديدات الإلكترونية.
نجحت المملكة بفضل رؤية 2030 وما انبثق عنها من مبادرات تتعلق بأمن المعلومات؛ كإنشاء المركز الوطني للأمن السيبراني، في أن تصبح في مقدمة الدول الرائدة في مجال أمن المعلومات، مما مكنها من تعزيز جاهزيتها الرقمية والأمنية لحماية اقتصادها وبنيتها الرقمية االسريعة التطور، الأمر الذي أهلها لأن تغدو الدولة الأولى عالميا على مؤشر أمن المعلومات، والثانية عالميا على مؤشر التحول الرقمي ومؤشر التطور التقني والتطبيقات، وذلك طبقا للتقرير الوارد في الكتاب السنوي للتنافسية الدولية الصادر هذا العام عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية.
من أبرز معالم التطور الرقمي في المملكة هو ظهور العديد من المنصات الرقمية مثل “أبشر” و”قوى” و”نسق” وغيرها من المنصات الأخرى، والتي ساهمت في تحسين جودة الحياة والخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين على السواء، مع وجود خطط لدى المملكة لزيادة مساهمة القطاع الرقمي في الناتج الوطني الإجمالي من 5.48 بالمائة في عام 2021 إلى 19 بالمائة بحلول عام 2030.
وفي هذا السياق، صرح السيد/ سمير عمر، كبير استشاريي أمن المعلومات والرئيس التنفيذي لشركة فيرتوبورت قائلا: ” إزاء التهديدات الإلكترونية التي تتطور باستمرار في عالمنا اليوم، فقد بات الأمر يتطلب مرونة على صعيد أمن البيانات، مرونة لا تعنى فقط بالدفاع، بل تضمن التفاعل والتكيف والإبتكار واستباق الأحداث قبل وقوعها مع جعل العاملين في المجال الرقمي في الخطوط الدفاعية الأولى. وهذه دعوة للجميع للإنضمام لنا لاكتشاف مفهوم أمن البيانات المرن الذي لا يقتصر على كونه حاميا للبيانات، بل ميزة استراتيجية تعزز مستقبل القطاع الرقمي للمملكة. “
جدير بالذكر أن مؤتمر شركة فيرتوبورت حول أمن المعلومات لدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام 2024 برز كمنصة ومنتدى عالمي للتصدي للتهديدات المحدقة بأمن البيانات عالميا. والمؤتمر بنسخته الثانية عشرة الآن سوف يستضيف العديد من ممثلي الشركات العالمية مثل شركة سلام وشركة سيايبرنايت وشركة سايبر بوليجون، علاوة على ذلك صناع القرار والخبراء في مجال الأمن السيبراني، لمناقشة آخر التحديات والحلول المتعلقة بحماية المؤسسات والشركات من أي خطر مستقبلي.
وفي تصريح له حول أهمية المؤتمر، نوه السيد/ أفيناش أدفاني، الرئيس التنفيذي لشركة سايبرنايت إلى أن ” المؤتمر يلعب دورا أساسيا في بناء قدرات المملكة العربية السعودية فيما يتعلق بأمن المعلومات، علاوة على أنه يشكل حجر الزاوية في سبيل تعزيز التطوير والتعاون بين المهتمين بهذا المجال. وبالنسبة لشركة سايبرنايت فإن مثل هذا الحدث الهام يعد منصة ذات قيمة كبيرة لتسليط الضوء على مدى التزامنا بتطوير قطاع أمن المعلومات في المنطقة العربية، ذلك لأنه يسمح لنا بالتشارك مع العديد من الجهات والأطراف الفاعلة في هذا المجال الحيوي، وطرح الحلول المبتكرة، والمساهمة في رؤية المملكة 2030 فيما يتعلق ببناء مستقبل رقمي آمن. أيضا، فإن مشاركتنا في هذا المؤتمر توضح أهمية مثل هذه اللقاءات في تبادل المعرفة وبناء العلاقات وتعزيز وسائل الدفاع أمام التهديدات الإلكترونية، وبالتالي السير بالمنطقة نحو مرونة أكبر على صعيد أمن المعلومات. ”
أيضا، سوف يركز المؤتمر على إنشاء إطار شامل حول أمن البيانات يعزز من نقاط القوة والقدرات لدى كل من القطاع العام والخاص والحكومي والشركاء الدوليين، مع التركيز على تشجيع الشراكات بين القطاعات المختلفة واللاعبين الكبار لخلق بيئة رقمية أكثر مرونة وقدرة على مجابهة التحديات المتسارعة.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: المملكة المملكة العربية السعودية رؤية 2030 التهدیدات الإلکترونیة أمن المعلومات أمن البیانات على صعید
إقرأ أيضاً:
شنايدر إلكتريك تطلق العلامة التجارية "لوريتز نودسون" في السعودية لدعم تحول المملكة في مجالي إدارة الطاقة والتحول الرقمي
إطلاق هذه العلامة التجارية الاستراتيجية يأتي تماشيًا مع رؤية السعودية 2030 وتلبية للطلب المتزايد على البنية التحتية الذكية والمستدامة
أطلقت شنايدر إلكتريك، الشركة الرائدة عالميا في التحول الرقمي لإدارة الطاقة والأتمتة، رسميا علامتها التجارية العالمية "لوريتز نودسون" المتخصصة في حلول التوزيع الكهربائي والأتمتة ذات الجهد المنخفض في السوق السعودي. يمثل هذا الإطلاق المرحلة التالية في التحول الاستراتيجي للعلامة التجارية "لوريتز نودسون"، والمعروفة سابقًا بأسم L&T، وذلك عقب استحواذ شنايدر إلكتريك على أنشطة الكهرباء والتحكم الآلي للشركة في عام 2020، مما يؤكد التزام شنايدر إلكتريك المستمر بالابتكار وتوسيع نطاق عملها في المملكة.
أقيم حفل الإطلاق بمدينة الرياض في فعالية حصرية شهدت حضور أكثر من 150 ضيفًا من كبرى الشركات العاملة في القطاع الصناعي، وشركاء استراتيجيين، إلى جانب ممثلين عن وسائل الإعلام المختلفة. وقد حضر الفعالية محمد شاهين، الرئيس التنفيذي لشركة شنايدر إلكتريك في المملكة العربية السعودية، باكستان، اليمن والبحرين، جولسا فولادينجاد، نائب الرئيس للإستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في شنايدر إلكتريك، وعدد من قيادات الشركة.
ويعكس دخول لوريتز نودسون إلى السوق السعودي التزام شركة شنايدر إلكتريك الثابت بدفع عجلة التحول الرقمي وتحول الطاقة في المملكة بالتزامن مع تسريع الانتقال نحو اقتصاد رقمي منخفض الكربون بما يتماشى مع رؤية 2030، حيث تتميز لوريتز نودسون بكونها أكبر شركة تقوم بتقديم أحدث حلول التوزيع الكهربائي والأتمتة التي تدعم البنية التحتية الحيوية، والصناعات، والمباني، والمنازل، مما يعزز كفاءة الطاقة، ويضمن موثوقية التشغيل، ويحسّن معايير السلامة ويرسخ مبادئ الاستدامة.
صرّح محمد شاهين، الرئيس التنفيذي لشركة شنايدر إلكتريك في المملكة العربية السعودية وباكستان واليمن والبحرين قائلاً: " تشهد المملكة العربية السعودية تحولًا ملحوظًا مدفوعًا برؤية 2030، نحو اقتصاد رقمي مستدام" وأضاف: " في شنايدر إلكتريك، نفخر بأننا نلعب دورًا فعالاً في هذه الرحلة، حيث يمثل إطلاق لوريتز نودسون فصلاً جديدًا في مهمتنا لتقديم حلول مبتكرة وفعالة في قطاع الطاقة إلى المملكة. ونثق أن فريق لوريتز نودسون سيسهم في دفع عجلة الابتكار المستمر وتقديم مساهمات جوهرية ضمن هذا السوق الديناميكي والمتنوع، وذلك من خلال الاستفادة من الخبرات التكنولوجية للشركة ونهجها الرائد."
وتتمتع شنايدر إلكتريك بتواجد محلي قوي داخل المملكة العربية السعودية، والذي يتضمن منشأة تصنيع خاصة في الدمام تبلغ مساحتها 7000 متر مربع، مخصصة لإنتاج لوحات الجهد المنخفض والحلول ذات الصلة من لوريتز نودسون، تضمن هذه القدرة الإنتاجية المحلية سرعة الاستجابة لاحتياجات السوق المتغيرة، وسرعة الوصول للعملاء، مما يعزز التزام الشركة طويل الأمد بتوطين الابتكار في المملكة العربية السعودية.
من جانبه، قال ناريش كومار، نائب الرئيس الأول لشركة لوريتز نودسون: "تأسست لوريتز نودسون على إرث من التميز الهندسي والابتكار. واليوم، نحن متحمسون لجلب هذا الإرث إلى المملكة العربية السعودية من خلال شنايدر إلكتريك. وتتمثل مهمتنا في تمكين شركائنا وعملائنا من الحصول على حلول توزيع كهربائية آمنة وموثوقة وفعالة، والتي من شأنها أن تجمع بين الريادة التكنولوجية العالمية والفهم العميق للسوق. كما نتطلع إلى دعم تطورات البنية التحتية للمملكة من خلال محفظة منتجاتنا المبتكرة والمستدامة ."
وتأسست لوريتز نودسون التي كانت تُعرف سابقًا بأسم L&T Switchgear – منذ أكثر من سبعة عقود، وتُعدّ واحدة من أكثر الأسماء الموثوقة في مجال حلول التوزيع الكهربائي والأتمتة. وتنتشر حلول العلامة التجارية لتشمل البنية التحتية الحيوية في قطاعات عديدة منها الطاقة، المياه، المطارات، التصنيع، المباني الذكية، والرعاية الصحية، وذلك بفضل قاعدة تصنيعية تبلغ مساحتها 2.1 مليون قدم مربع في الهند وأكثر من 30 مكتبًا فرعيًا.
يعتمد تحول المملكة نحو الرقمنة والطاقة المتجددة، على التقنيات التي تتسم بالمرونة، الفاعلية، والجاهزية للمستقبل. وبينما تسعى المملكة العربية السعودية لتوليد 50% من طاقتها من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030 وتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2060، تلعب البنية التحتية الكهربائية دورًا حاسمًا في تمكين هذه الأهداف الطموحة. وتستعد لوريتز نودسون لدعم هذا التطور من خلال تقديم حلول تساهم في مرونة الطاقة والتنمية المستدامة في المملكة.
ويؤكد هذا الإطلاق التزام شنايدر إلكتريك طويل الأمد تجاه المملكة، والذي يقوم على سلسلة من الشراكات والتعاون الناجحين عبر القطاعين العام والخاص على مدار أكثر من أربعة عقود.