بوابة الوفد:
2025-07-29@18:29:58 GMT

مستشارة شيخ الأزهر: قوة الشعوب تتجلى في شبابها

تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT

قالت الدكتورة، نهلة الصعيدي، مستشارة شيخ الأزهر لشؤون الوافدين، رئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب، إن قوة الشعوب تتجلى في شبابها وتتحقق النهضة على أكتاف أبنائها.

مستشارة شيخ الأزهر تتناول نموذج المرأة الصابرة السيدة آمنة بنت وهب مستشارة شيخ الأزهر تبحث مع وزيرة مالية إندونيسيا إغاثة غزة

وأضافت وأن كانت للأمم رؤى وأحلام، فإن لأندونيسيا الحبيبة رؤيتها الثاقبة نحو المستقبل رؤية 2045، حيث تتكامل الأهداف وتتضافر الجهود لإعداد أجيال من الشباب تكتسي بلباس العلم والمعرفة، وتسير في درب التقدم والإبداع، موضحة الأهمية الفائقة لدور الطلاب في تحقيق هذه الرؤية الطموحة، ليكونوا بحق ركيزة النهضة وصناع التغيير، عن طريق تحقيق الوعي بالذات ومحاولة استردادها وإعادة الاعتزاز بالإسلام والالتزام به والانتماء إلى أمته والولاء لرسالته.

وتابعت مستشار شيخ الأزهر خلال كلمتها في المؤتمر «خريجو الأزهر الشريف ودورهم في تعزيز مستقبل إندونيسيا الذهبية ٢٠٤٥» الذي نظمته مؤسسة السلام في العالمين، والسفارة الإندونيسية بالقاهرة، بالتعاون مع مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب، وجامعة الأزهر الشريف ‏أن الأزهر تفرد بالإمامة في الدين والزعامة في المعرفة فأصبح الحرم الآمن الذي لجأ إليه العلماء بعد النكبات المتلاحقة على الأمة بعد أن نكبت معاهد بغداد بالغزو التتاري ومعاهد قرطبة بالغزو الأسباني، وأصبح الكعبة العلمية التي يقصدها طلاب العلم من جميع أرجاء العالم الإسلامي ليتفقهوا  في الدين ثم يعودوا إلى أوطانهم حملة المعرفة ورسل الهداية وقادة الإصلاح وزعماء النهضة.

وأوضحت الدكتورة نهلة الصعيدي، أن الأزهر الشريف ظل محافظًا على مقوماته وخصائصه لا ينفصل عن ماضيه ولا ينعزل عن حاضره محققًا للآمال التي علقت عليه في حفظ تراث الإسلام وفي حمل لواء الدعوة إليه؛ لتظل مصر الذي هو جزء من تاريخها مميزة بأستاذيتها في حفظ القرآن الكريم ودراسة علوم الشريعة وأصول الدين واللغة العربية وفي حمل رسالة الإسلام وجديرة بتقدير العالم الإسلامي الذي يعتبر الأزهر قلب الإسلام النابض وحافظ تراثه الخالد ولسان دعوته الصادق ومنارة أمره الهادية.

وشددت مستشار شيخ الأزهر على المسؤولين في حقول التعليم، إدراك أن التعليم ليس مجرد وسيلة لنقل المعلومات فحسب، بل هو رحلة لاكتشاف الذات وتحقيق الإمكانيات الكامنة، و في إطار رؤية إندونيسيا 2045، يجب أن يصبح التعليم حاضنة للإبداع ومنارة للمعرفة، وأن يتعلم الطلاب كيفية التفكير النقدي والتحليلي، وكيفية استخدام المعرفة لحل المشكلات الحقيقية، وهنا يكمن دور الجامعات والمؤسسات التعليمية لأنها هي المحرك الرئيس لتشكيل قادة المستقبل وتطوير قدراتهم، لافتة إلى أن الجامعات هي مراكز التميز الأكاديمي والبحثي، حيث يلتقي الطلاب مع الأساتذة والباحثين لتبادل الأفكار وتطوير الحلول المبتكرة، لذا يجب على هذه المؤسسات أن تتبنى مناهج تعليمية تفاعلية تركز على البحث والاستكشاف، وأن توفر للطلاب الفرص لتطبيق معارفهم في مشروعات حقيقية تسهم في تطوير المجتمع.
 

 الابتكار والإبداع في بناء المستقبل

وأكدت الدكتورة الصعيدي على أهمية الابتكار والإبداع في بناء المستقبل، حيث يعد الإبداع جوهر التقدم، والابتكار هو القلب النابض لأي نهضة، متوجهه بكلمتها إلى المؤسسات الأندونيسية الداعمة للطلاب ومنها تلك المؤسسة العظيمة في عملها الجليلة في أدائها مؤسسة السلام في العالمين، أقول أنه يجب أن يُمنح الطلاب الإندونيسيون الفرصة لاختبار أفكارهم وتحويلها إلى مشاريع واقعية تساهم في تحسين حياتهم وحياة مجتمعهم، مؤكدةً أن دعم المشاريع الابتكارية وتوفير البيئة المناسبة للإبداع يعدان من أهم العوامل التي تسهم في تحقيق رؤية إندونيسيا 2045، وبالتالي لابد من توفير بيئات محفزة للإبداع لأنها السبيل الأوحد لتفجير الطاقات الكامنة لدى الطلاب، كما يجب أن تكون هناك مختبرات ومراكز بحثية مجهزة بأحدث التقنيات، وتوفير الدعم المالي والفني للمشاريع الناشئة، كما يجب تعزيز التعاون بين الجامعات والصناعات لتطوير حلول مبتكرة تلبي احتياجات المجتمع، وفي ظل ما يواجهه الطلاب اليوم من تحديات متزايدة تتطلب حلولاً مبتكرة وتعاونًا دولياً، بدءًا من التغير المناخي، والتفاوت الاقتصادي، والتحديات الصحية وكلها تتطلب عقولاً واعية قادرة على التفكير بطرق جديدة.

وأضافت مستشار شيخ الأزهر أن المجتمع الإندونيسي يلعب دورًا فعالًا في دعم طلابه، من خلال توفير بيئة مشجعة ومحفزة، وبالتالي فالأسرة والمجتمع يساهمان في بناء شخصية الطالب، وتعزيز قيم التعاون والتضامن مشيرة أن تحقيق رؤية إندونيسيا 2045 يتطلب جهداً مشتركاً وعزيمة لا تلين، والطلاب الإندونيسيون هم العمود الفقري لهذه الرؤية، وهم الذين سيحملون راية النهضة والتغيير؛ ولذا يجب العمل على تمكينهم وتوفير الفرص لهم ليبدعوا ويسهموا في بناء مستقبل مشرق في ظل تحديات بيئية  تواجه العالم تتطلب جيلًا واعيًا ومدركًا لأهمية الاستدامة، فعليهم أن يتعلموا كيفية الحفاظ على البيئة واستخدام الموارد الطبيعية بطريقة مستدامة، لأنهم القوة الدافعة لتحقيق التنمية المستدامة، من خلال مشاريعهم وأبحاثهم التي تركز على الحلول البيئية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مستشارة شيخ الازهر نهلة الصعيدي الأزهر إندونيسيا مستشارة شیخ الأزهر فی بناء

إقرأ أيضاً:

غضب مكبوت.. قنابل في داخل الشعوب

د. عبدالله باحجاج

تعتمد الحكومات في المنطقة على مبدأ كسب الشعوب كشرعية وجودية لها ومن ثم ديمومتها في السلطة، مما يجعل هذا المبدأ سياسيًا يقابل مبدأ التمثيل السياسي في حكومات أخرى حول العالم.

 والفرق بين الشرعيتين كبير -شكلًا وجوهرًا- وهو يعكس طبيعة الأشكال السياسية للدول، وهي ليست موضوع حديثنا هنا.. الأهم أن هناك شرعية قد بُنيت عليها أساس العلاقة الجوهرية-الوجودية- بين الأنظمة وشعوبها في المنطقة، استطاعت من خلالها الأنظمة الإقليمية تحقيق الاستقرار والسلم الأهلي.

وهنا نتساءل: لو تغيّر هذا المبدأ (كسب الشعوب)، فما هي نتائجه أو تداعياته؟

تساؤل ستكون الإجابة عليه متعددة وعميقة، ولن نتناول منها سوى مفهوم واحد مفترض بفرضية الوجوب الزمني الراهن، وهو: أن تظل الحكومات ممثلًا لشعوبها ومعبّرًا ومدافعًا عن هويتها، وإلا ستظهر مؤسسات وقوى أفقية تنافسها بقوة على الشرعية، ولديها مداخلها المفتوحة القديمة/الجديدة، مما قد يؤدي إلى ممارسات يتم من خلالها تجاوز الحدود من تحت الحكومات، وقد تتحول إلى وقود عنف.

وهذا الطرح عام، ويمكن إسقاطه على كل مجالات التدبير والتسيير العمومي في أي بلد لرؤية تطبيقاته. لكننا هنا سنركّز على مدى تماهي مواقف الحكومات الإسلامية والعربية مع مواقف شعوبها تجاه ما يجري لإخوة الإسلام في غزة من إبادة وحشية، تستخدم فيها قوات الكيان الصهيوني ترسانة عسكرية مدمّرة ومدعومة من الأمريكان والغرب عامة، على بقعة لا تتجاوز مساحتها 365 كيلومترًا مربعًا، مستهدفة ما يزيد على مليونين من الفلسطينيين المحاصرين فيها، في صمت أنظمة وتواطؤ أخرى، لقرابة سنتين متواصلتين.

وكل يوم يمرّ تحترق فيه شعوب المنطقة من الداخل، وقد وصل الحريق الآن إلى مستويات لا يمكن التنبؤ بانفجارها. وقد اعتبر أبو عبيدة، المتحدث الرسمي باسم الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية، قادة ونخب الأمة الإسلامية والعربية خصومًا أمام الله عز وجل، في ظل مشاهد استشهاد كبار السن والأطفال من الجنسين بسبب التجويع، مما حرّك علماء الأمة، وتعالت صرخات ودعوات الشعوب، بين من يطالب بفتح الحدود أو بمواقف سياسية بحجم الإبادة، أو فتح باب التبرعات... وحتى هذا الأخير -وهو أضعف الإيمان- تُحرم منه أغلب الشعوب، وبالتالي يزداد غضبها المكبوت داخل الصدور، رغم ما يظهر على السطح... ولا نظن أنه سيظل طويلًا هناك.

لن يستمر ذلك إلى ما لا نهاية، لأنه ليس هناك أفق لنهاية التجويع كوسيلة للإبادة الجماعية. ولأن المحتلين الصهاينة يتفنّنون في الإبادات، وآخرها -ولن تكون الأخيرة- مصائد المساعدات التي أُعدم فيها العشرات إن لم يكن المئات رميًا بالرصاص أمام عدسات الكاميرات. وعند الاستشهاديين، لا فرق: فالموت واحد، جوعًا أو رصاصًا. ومن فنونهم أيضًا رشّ رذاذ الفلفل في العيون، وتشاركهم في ذلك قوات أمريكية، كشف عن ذلك أحد جنودها بعد أن فرّ تائبًا أمام فظاعة المشهد الإنساني، وقد اعترف بذلك على الهواء.

تأتي حروب التجويع بعد أن انتشرت القبور في كل مكان بغزة، وتحولت المباني إلى أكوام من الركام فوق الجثث المتحللة.. ويأتي قرار ما يسمى بـ "الكنيست الصهيوني" سحب السيادة الفلسطينية من الضفة الغربية، ليُسقط كل الأقنعة المزيفة عن مسرحيات التطبيع ووقف إطلاق النار، ويضع العرب المطبعين -والسائرين نحوه- أمام انكشافات الشعوب.

لن نصدق المناشدات الأوروبية، وخاصة الفرنسية والبريطانية، بوقف هذه الإبادات أو بالتعبير عن الاستعداد للاعتراف بالدولة الفلسطينية كما فعل ماكرون، فهذه مجرد فصل من فصول مسرحية التهجير.

لن نصدق الإرهابي الصهيوني نتنياهو في نواياه بوقف إطلاق النار، فهو يتبادل الأدوار مع جناح الإرهاب المتشدد بن غفير وسموتريتش، الذين يرفضون مطلقًا أي انسحاب من أي منطقة في غزة... لن يتنازل الإرهابي نتنياهو عن ترك السلطة بسهولة، ولا عن طموحه في العودة لها خلال الانتخابات المقبلة.

واشنطن تكذب، وأوروبا تكذب، وللأسف بيننا من يتماهى معهم في الكذب.. كلهم يمهّدون لتهجير غزة من سكانها.

وما سياسة التجويع، التي تمس الوجود البشري في غزة، إلا نوع من حروب تفريغ الديموغرافيا من جغرافيتها، وهذا قد أصبح معلومًا، ولم يعد محل شك... والرئيس ترامب نفسه سبق أن اقترح التهجير. إذًا، التهجير هو الهدف الواضح الآن، وهو ما يسحب من الأنظمة الإسلامية والعربية كل حجج التطبيع واستمراريته.

ورغم ذلك، هناك كثير من الأدلة العقلية الأخرى التي نعتمدها في كشف المزاعم الكاذبة لمسرحيات وقف إطلاق النار والتطبيع، الهادفة إلى كسب الوقت حتى يتم دفع أهالي غزة إلى طلب التهجير طوعًا، هربًا من مشانق التجويع أو الموت رميًا بالرصاص.

وفي وقت حروب التهجير، يجري الموساد الصهيوني محادثات مع عدة دول عربية وإفريقية، حددتها مواقع صهيونية وأمريكية مثل وكالة "أسوشيتد برس" وموقع "أكسيوس"، وكشفت عن موافقات مبدئية من بعض تلك الدول.

من هنا، يستوجب التحذير من الغضب المكبوت داخل الشعوب، ولا يمكن التقليل من شأنه، فكيف إذا ما التقى مع الإحباطات الداخلية وما أكثرها؟ المطلوب الآن، على الأقل، الحد الأدنى من الوعي السياسي، قبل أن تتحول بوصلة الغضب من مساراتها الطبيعية إلى مسارات داخلية وخارجية، قد تتقاطع مع أجندات متربصة.

وهناك دول -للأسف- تمنع شعوبها حتى من التبرع بالمساعدات المالية لإخوانهم في الدين.

ولله الحمد والمنة، فإن حكومتنا تستوعب معاني وغايات هذه الأخوة الوجودية، وتفتح باب التبرعات عن طريق الهيئة العُمانية للأعمال الخيرية، وشهادة المسن الفلسطيني من أهل غزة لدور أهل عُمان -حكومة وشعبًا- التي تناقلتها وسائل الإعلام والتواصل، شهادة تجعلنا نشعر -على الأقل- بالحد الأدنى من التضامن مع الأشقاء، رغم أننا نتطلع إلى أكثر من ذلك.

وندعو مؤسسات مجتمعنا المدني إلى إصدار بيان عاجل مشترك للوقوف مع الأشقاء في محنتهم الوجودية، تعزيزًا لمستوى الحد الأدنى، في ظل الواقع وإمكاناته.

لا فقدان للأمل، ولا يأس، بعدما انكشف حجم الخطط وما وراء الإبادة الوجودية لأهلنا في غزة.

إنهم يخططون لما يسمى بـ "شرق أوسط جديد"....

ونحن نؤمن أن شيئًا لن يتحرك، ولن يسكن، إلا بإذن الله تعالى ومشيئته. فكل ما يحدث في غزة بمشيئة الله وإرادته الكونية، وذلك حتى تنكشف دول الظلم وتسارع في السقوط.

ومن يقرأ تاريخ انهيار الأفراد والأنظمة والدول والإمبراطوريات الظالمة، سيتساءل الآن: متى يسقط الكيان الصهيوني ودولة الظلم الكبرى "أمريكا" وكل من يتواطأ معها؟.. إنها مسألة وقت فقط... ترقّبوها.

فمظاهر الانهيار الحتمي تظهر على السطح. فبحجم الظلم الوجودي الهائل على غزة -وهو متعدد المصادر- ستسقط السُّلط والدول التي تقف وراءه، يقينًا.

فإيماننا بالله، واطلاعنا على سننه من خلال أحداث التاريخ، يقودنا إلى القول باستحالة أن تعيش دول الظلم طويلًا بعد جرائمها الكبرى في غزة.. هذه سنة كونية تجري على الجميع، سواء أكانت دولًا، أو جماعات، مسلمة أو كافرة.

دورنا الآن الإخلاص في الدعاء باستعجال السقوط.

وقد ينبثق دورٌ ما ضمن صيرورة هذا السقوط، فهي -أي الصيرورة- لا تستأذن ولا تستشير، وإنما تحمل كل أداة: من حجر، وشجر، وبشر، لتحقيق نتائجها.. هي آتية... آتية... لا محالة، بحجم إبادة غزة، والتواطؤ فيها.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • زلزال مُدمر بقوة 6.5 درجة يضرب غرب إندونيسيا
  • هيئة شباب اليمن تستقبل وفد اتحاد الطلاب اليمنيين في الأزهر وتبحث أفق التعاون المشترك
  • وعظ الغربية تشارك وفد الأزهر والأوقاف احتفالية محاكاة الحياة النيابية والتشريعية بجامعة الأزهر
  • الأزهر: إتاحة استخراج نتائج الثانوية بالدرجات من المناطق تيسيرًا على الطلاب
  • إتاحة استخراج نتائج الثانوية الأزهرية بالدرجات من المناطق تيسيرًا على الطلاب
  • رفاعة الطهطاوي (1801-1873): مُعلّم الأمة وعميد النهضة
  • غضب مكبوت.. قنابل في داخل الشعوب
  • الأزهر يعلن ضوابط تحويل الطلاب بين المعاهد.. رابط مباشر الآن
  • سد النهضة.. إثيوبيا تستعد للاحتفال وسط اتهامات مصرية سودانية
  • تونس.. دعوات شعبية وسياسية إلى حظر «النهضة»