ملتقى مالي للشعر العربي يحتفي بلغة الضاد
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وفي إطار مبادرة الملتقيات الشعرية في إفريقيا؛ شهدت جمهورية مالي، انطلاق النسخة الثالثة من ملتقى الشعر العربي الذي نظمته إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة في الشارقة بالتعاون مع جمعية البيان الأدبية، وذلك بمشاركة أكثر من 20 شاعر وشاعرة.
أقيم الملتقى في قصر الثقافة في العاصمة باماكو، بحضور البروفيسور لسانا درامي مدير جامعة إفريقيا الفرنسية العربية في مالي، ود. عبد الصمد أحمد ميغا، رئيس جمعية البيان، إلى جانب اساتذة جامعات ومعاهد، وطلاب ومحبي الشعر العربي ومتذوقيه.
وألقى المنسق العام للملتقى عبد القادر إدريس ميغا كلمة عبّر خلالها عن سعادته بتنظيم هذا الملتقى الذي يعد علامة فارقة في مالي، وتقدّم بباقات الشكرِ والتقدير والعرفان لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على جهود سموّه المتواصلة في خدمة اللغة العربية والشعر العربي.
ورحّب عبد الصمد أحمد ميغا رئيس الجمعية بالحضور، وأعرب عما يكنه من مشاعر الفرح لإقامة هذا الملتقى الشعري، فيما تقدم الدكتور لسانا درامي معبّراً عن إعجابه الكبير لما أنجزته الجمعية في ميادين الثقافة واللغة والأدب، مشيداً بجهود دائرة الثقافة في الشارقة لانجاح هذا الملتقى الشعري المميز.
واستهل القراءات الشاعر الثائر الرستماني سعيد عثمان بقصيدة شعرية شنّف بها آذان الحضور، وقد أبهر الحضور بإلقائه المتميز، يقول فيها:
ويا مَن مضَوا قبلي ويا مَن تأخَّروا
إذا لم تروا شِعري فلمْ تَتذَوَّقوا
متى برز الكُهّانُ سِحرِيَ لاقِفٌ
متى استَبَقُوا إني الحِصانُ المُوَفَّقُ
نسختُ الفتى المحكِيَّ كالليلِ والضّحى
بسَطتُّ جناحي طائرًا يتألِّق
فلا ترفعوا أصواتَكم فوق صوتِه
ولا تُبطئُوا إن قال قُوموا وصفِّقُوا.
حواء سيسي شاعرة ذات إحساس رائع، وصوت شاعرات مالي، ألقت قصيدة بعنوان “اعتادت التحمّل” وأخرى بعنوان “ريحانة النفوس”، تحاول البحث عن ذاتها في سماوات القصيدة والبيان، وفي حروفها تسكن المعاني السامية، تقول:
الشّعرُ يَنْطِقُ فِي مَعْناكَ مُنْبهِرَا
وليس يَبلغُ -مهما يَجهَدُ- القَدَرَا
تَفِيضُ فِيكَ صباباتي متجددة
وَدَرُّ رُوحي غدَا في الْعشقِ مُنهمِرَا
مَاذَا سَأكتبُ والأقلامُ عَاجِزةٌ
عَنْ وَصْفِهِ، وَالنُّهَى فِي الْحضْرةِ انتَشرَا.
وصعد على المنصة، آدم محمد توغورا ليعزف على أوتار القصيدة، وحمل الجمهور معه من غيب الهموم إلى الحب ودهشة الكلمة الممتلئة بالجمال، وألقى نصاً مميزا بعنوان “مباراة غرامية” يقول فيها:
مَلَاعِبُ حُبِّنَا فَرَحٌ وَسَعْدُ
فَإِنِّي لِلتَّبَارِي مُسْتَعِدُّ
لَقَدْ مَرَّنْتُ نَفْسِي مُذْ صِبَاهَا
زَمَانَ يَضُمُّهَا فِي الْكَوْنِ مَهْدُ
وَلِي فِرَقٌ مِنَ الْإِخْلَاصِ أَقْوَى
صَبَاحَ مَسَاءَ فِي التَّنْشِيطِ تَعْدُو
وجاء الشاعر الشاب سيدو دامبلى بقصيدة فخمة تحت عنوان “رسالة عاشق ولهان” يقول فيها:
لَمَّا رَأيْتُكِ ذَابَ الْقَلْبُ لَمْ يُطِقِ
سُبْحَانَ مَنْ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقِ
يَا أَوَّلَ الْحُبِّ إنِّي الْيَوْمَ مُعْتَرِفٌ
مُذْ أَنْ شَمَمْتُ أَرِيجَ الدُّلِّ لَمْ أَفِقِ.
وألقى الشاعر الشاب داود توكارا، الذي يلامس حرفه قلب الإنسان، نصاً بعنوان “ما لا يقوله أحد” وآخر بعنوان “تباريح الشوق” وفيه يقول:
آنَ الأوانُ لديَّ أنْ أَتَغَيّرَا
فالقلبُ مِنْ قمعِ العذابِ تفجّرَا
وليَ السّيولُ متى تجيشُ جوانحِي
ما بالعيونِ إذِ استحالتْ أنْهُرًا.
وصدح الشاعر عمرو عبد اللطيف ساغو، بنص جميل تحت عنوان “يا حرف الضاد” يقول فيه:
وقد كتبتُ دواويني معتقةً
مذ العقودِ لدى نادي الثقافاتِ
وما فخرتُ بحورُ الشعر تفخر بي
والكل يعرفُ ألفاتي وياءاتي.
وشهد ختام الملتقى تكريم الشعراء المشاركين، بالإضافة إلى قامات ثقافية في الأدب العربي في مالي بشهادات تقديرية تثميناً لجهودكهم المبذولة في سبيل الرقي بالأدب العربي في مالي.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
مصر.. تصاعد الخلاف بين محمد الباز وابنة الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تصاعد الخلاف بين الكاتب الصحفي المصري محمد الباز، ونوارة ابنة الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم، بعد قيام الأخيرة بتقدم شكوى إلى نقابة الصحفيين وأُخرى للمجلس الأعلى للإعلام، تتهم فيها الباز بتكرار التطاول على والدها ومحاميها، ليقرر المجلس إحالة الشكوى إلى لجنة الشكاوى برئاسة الإعلامي عصام الأمير وكيل المجلس، لإعمال شؤونها.
وبدأ الخلاف بتقدم أسرة الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم، ببلاغ تتهم فيه الكاتب الصحفي محمد الباز، والذي يشغل منصب رئيس مجلس إدارة وتحرير جريدة الدستور، بـ"سب وقذف" نجم في مقطعي فيديو ببرنامجه "البساط أحمدي" نشرهما عبر صفحته على فيس بوك في يناير/ كانون الثاني 2023.
ووصفت أسرة الراحل مقطعي الفيديو بأنهما تضمنا "ألفاظًا يعف اللسان عن ذكرها، تمثل خوضا في شرف نجم، وتشكيكًا في ولائه للوطن"، مما أساء لسيرته، ولسمعة عائلته، وفق ما نشرته ابنته نوارة عبر صفحتها على فيسبوك.
وبعدها صدر حكم من حكمة الجنح الاقتصادية، مطلع هذا الأسبوع، بحبس محمد الباز شهرًا، وإلزامه بدفع تعويض مدني قدره 10 آلاف جنيه (201.33 دولار)، قبل أن تتنازل ابنة نجم عن الشق الجنائي في الحكم بحبس الباز استجابةً لدعوة نقيب الصحفيين خالد البلشي، بوقوفه ضد الحبس في قضايا النشر.
غير أن الكاتب الصحفي محمد الباز، أكد استئنافه ضد حكم الحبس، وأن تنازل ابنة نجم عن الشق الجنائي يخصها، موضحًا أنه لم يطلب من النقيب خالد البلشي، التدخل لتتنازل نوارة، ولكنه تواصل معه لمعرفة موقف النقابة من حكم سالب للحرية.
ودافع الباز، في تعليقه عبر صفحته على فيسبوك، عن نفسه قائلًا :"لم أخض في عرض أحمد فؤاد نجم، ولم أتعرض لحياته الشخصية كما فعل هو نفسه في أحاديثه وحواراته، ولكنني تحدثت عنه كشاعر أقدر موهبته الطاغية، لكن أرفض مواقفه وطريقة تعبيره عنها"، حسب قوله، مشيرًا إلى أنه حذف الفيديو: "بعدما تضررت ابنة الشاعر وأعلنت ذلك على صفحتها، تقديرًا لمشاعرها، فلا ذنب لها فيما جنته يد أبيها، ووثقت ذلك على صفحتي"، بحسب قوله.
وقال الباز إن كل ما قاله بحق الشاعر الراحل، هو أنه: "كتب قصيدة عصماء في مدح خالد الإسلامبولي، قاتل السادات، وأثنى على رفاقه في عملية الاغتيال"، واعتبرت أن "من يدافع عن إرهابي فهو إرهابي مثله"، كما أنه انتقد قصائد فؤاد نجم التي مدح فيها بشار الأسد، وأثنى فيها على القذافي، متهما إياه بالازدواجية، معتبرًا أنه "يقدم نفسه على أنه يحارب الاستبداد بينما يمدح المستبدين"، على حد تعبيره.
وكرر الكاتب الصحفي محمد الباز، نفس الحديث خلال مداخلة هاتفية في برنامج "على مسؤوليتي" مع الإعلامي أحمد موسي، مؤكدًا أن الحديث عن الشاعر أحمد فؤاد نجم، جاء ردًا على سؤال لأحد المتابعين عن رأيه في نجم، مضيفًا أنه تحدث بصراحة عن مواقف الشاعر وأدائه العام، دون التطرق إلى حياته الشخصية أو الخوض في عرضه، متهمًا محامي نوارة بقيادة حملة ضده، فيما أعلن أحمد موسى، مقدم البرنامج، دعمه للباز في القضية.
وبعد المداخلة بساعات تقدم محامي ابنة الشاعر أحمد فؤاد نجم، مالك عدلي، بشكوى إلى نقابة الصحفيين، وأُخرى إلى المجلس الأعلي للإعلام، ضد كل من الإعلامي أحمد موسي مقدم برنامج "على مسؤوليتي" عبر قناة صدى البلد، وضد محمد الباز، لاستغلال مساحة إعلامية لتكرار التطاول على نجم، ومحاولة التأثير في الرأي العام عبر ترديد شائعات لا أساس لها حول القضية المحكوم على الباز فيها بأن كل ما فعله هو نقد شعر الشاعر الراحل، وإحدى قصائده.
واعتبر عدلي "حديث الباز بأنه تعدي عليه بصفتيه محامي نوارة، بالادعاء بأنه يقود حملة تحريضية ضده تنتهك حقه في التعبير، وهو ما يشكل جريمة تعدي على محامي بالقول بسبب تأدية عمله، وبالمخالفة للقوانين المنظمة للصحافة والإعلام وبدون إتاحة حق الرد أو التصحيح سواء لنوارة، أو من يمثلها"، كما أعلن نيته التقدم بشكوى لنقيب المحامين حول واقعة التعدي عليه بالقول عبر قناة إعلامية بسبب تأدية عمله، مطالبًا النقابة بالتدخل لدى كافة الجهات المسؤولة تسييس قضية جنائية، وادعاء أنها ضمن مخطط ضد الدولة، وفق شكوى نشرها على حسابه.
ورد مالك عدلي، على مطالبة محمد الباز، بسحب وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى الذي مُنح للشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم عام 2013، وإعادة النظر في تكريمه "لأنه لا يجب تكريم أو منح هذا الوسام لشخص مدح القتلة" على حد تعبير الباز؛ بأن الوسام منح بموجب قرار رئيس الجمهورية الأسبق المستشار عدلي منصور، متسائلًا: هل يتهم الباز رئاسة الجمهورية بمنح واحدا من أعلى أوسمتها لـ"إرهابي"على حد وصف المذكور؟.