أنقرة تلتقي مع مسؤولي "إنستغرام".. هل تقرر رفع الحظر عن المنصة؟
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
عقد وزير النقل والبنية التحتية التركي عبد القادر أورا أوغلو، الاثنين، لقاء مع ممثلي منصة "إنستغرام" المملوكة لشركة "ميتا" من أجل مناقشة مطالب الحكومة التركية بعد حجبها الوصول إلى التطبيق الشهير، إلا أن المحادثات لم تفض إلى قرار رفع الحظر، على عكس التوقعات.
وقال الوزير التركي في حديثه مع الصحفيين، بعد اجتماع مجلس الوزراء الذي عقد في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، "لم نحصل على النتيجة التي أردناها، ونحن نتابعها ونناقشها بنشاط.
وفي وقت سابق الاثنين، قال أورال أوغلو في تدوينة عبر حسابه في منصة "إكس" (تويتر سابقا) قبل الاجتماع: "عقدنا الأسبوع الماضي اجتماع مع مسؤولي منصة التواصل الاجتماعي إنستغرام، التي حظرنا الوصول إليها بسبب السياسات المطبقة في نطاق الجرائم التي يمكن تطبيق بعض تدابير الحماية عليها".
وأضاف أنهم في اللقاء السابق "نقلوا حساسياتهم فيما يتعلق بالامتثال لقوانين الجمهورية التركية"، وأوضح أنه سيجري مع ممثلي المنصة اجتماع آخر اليوم".
وأعرب الوزير التركي عن أمله في تنفيذ المنصة لما هو ضروري لتلبية المطالب التركية، مرجحا وقوع "تطورات إيجابية".
وكانت وسائل إعلام تركية أشارت إلى أن الاجتماع بين وزير النقل التركي وممثلي منصة "إنستغرام" جرى بشكل إيجابي، ورجحت رفع الحظر على المنصة بعد مناقشة القضية خلال اجتماع مجلس الوزراء مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مساء اليوم.
وقال الصحفي التركي طه كارا غوز في تدوينة عبر حسابه في منصة "إكس"، في معرض حديثه عن كواليس اللقاء بين الجانبين، إنه "من الممكن إعادة الوصول إلى منصة إنستغرام بشكل تدريجي".
في السياق ذاته، قال الصحفي محمد وفا عبر حسابه في "إكس": "دعونا نقدم لكم بعض الأخبار الجيدة، انتهت المحادثات مع منصة إنستغرام، ويقال إن الأمر سار على ما يرام، ويجري إعادة المنصة".
وقبل أيام، أثارت منصتا "إنستغرام" و"فيسبوك" المملوكتان لشركة "ميتا"، جدلا وانتقادات واسعة عقب حذفها منشورات متعلقة بنعي رئيس الوزراء الفلسطيني المنتخب إسماعيل هنية، الذي استشهد بغارة إسرائيلية استهدفت مكان إقامته خلال زيارة كان يجريها إلى العاصمة الإيرانية طهران، الأسبوع الماضي.
والجمعة، تفاجأ الأتراك بتوقف منصة "إنستغرام" قبل أن يتم الإعلان رسميا عن حظر الوصول إلى التطبيق الشهير، دون إبداء أي أسباب، الأمر الذي فتح الباب أمام التكهنات التي ربطت القرار التركي بسياسة الرقابة التي تفرضها "ميتا" على المنشورات المتعلقة بفلسطين.
وفي حين ذهبت وسائل إعلام إلى أن القرار جاء ردا على حذف "ميتا" لمنشورات متعلقة بهنية، لفت وزير النقل والبنية التحتية التركي عبد القادر أورا أوغلو، في وقت لاحق، إلى أن الحظر جاء بعد "تجاهل إنستغرام التحذيرات الرسمية بشأن عدد محدود من الجرائم التي يمكن تطبيق بعض تدابير الحماية عليها، وتم فرض حظر الوصول لأنه لم يكن هناك استجابة".
وفي وقت سابق الاثنين، علق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على حجب منصة "إنستغرام"، مشيرا إلى أن "منصات التواصل الاجتماعي تتجاهل بشكل متعمد الامتثال للقواعد في تركيا، بينما تبدي الاهتمام لها بأمريكا وأوروبا".
كما انتقد أردوغان في كلمة له خلال ندوة حول حقوق الإنسان نظمها حزب العدالة والتنمية بالعاصمة التركية أنقرة، مواقع التواصل الاجتماعي بسبب القيود المفروضة على المحتوى المتعلق بفلسطين، وذلك في وقت يدخل فيه الحجب المفروض على منصة "إنستغرام" في تركيا يومه الرابع.
وقال الرئيس التركي "نواجه فاشية رقمية لا تتسامح حتى مع صور الشهداء الفلسطينيين، وتحظرها على الفور، وتسوق ذلك على أنها حرية".
ولم يتحدث أردوغان عن موعد محدد لرفع الحظر، إلا أنه أوضح أن "القضية ستحل تلقائيا حال الاستجابة لمطالب تركيا المحقة واحترام حساسياتها"، حسب تعبيره.
المصدر: الموقع بوست
إقرأ أيضاً:
باحث إسرائيلي: تركيا تملأ فراغ إيران وتعيد تشكيل تحالفات الشرق الأوسط
حذر الباحث والكاتب الإسرائيلي أفرايم إنبار من تصاعد نفوذ تركيا في الشرق الأوسط على حساب إيران، معتبراً أن المرحلة الحالية تشهد "تحولاً استراتيجياً كبيراً" في موازين القوى الإقليمية.
وفي تحليل مطوّل نشرته صحيفة جيروزاليم بوست، أشار إنبار، وهو رئيس معهد القدس للاستراتيجية والأمن، إلى أن "الفوضى التي تعصف بالشرق الأوسط منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، وانهيار الدولة السورية لاحقًا، ساهمت في إضعاف المعسكر الإيراني"، ممهداً الطريق أمام أنقرة للتمدد السياسي والعسكري في المنطقة.
وبحسب المقال فإن الحرب الإسرائيلية متعددة الجبهات، خاصة تلك التي تركزت في غزة وجنوب لبنان، أضعفت الأذرع الإقليمية لإيران، وأضعفت "موقع طهران الاستراتيجي" كقوة إقليمية.
ويذهب الكاتب إلى أبعد من ذلك، حين يقول إن نظام بشار الأسد "سقط فعليًا"، وإن قوى إسلامية مدعومة من تركيا باتت تُحكم قبضتها على دمشق، ما يعكس تراجع النفوذ الإيراني في سوريا لصالح أنقرة.
وفي هذا السياق، يرى إنبار أن قرار الولايات المتحدة بالانسحاب التدريجي من شمال سوريا منح تركيا أفضلية استراتيجية، خاصة مع "طمأنة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لأنقرة"، وهو ما جعلها تتحرك بثقة أكبر لتوسيع نفوذها في مناطق النزاع، مستندة إلى خطابها العثماني القديم – كما يقول.
ولفت الكاتب إلى أن خطاب أردوغان عام 2011، والذي تحدث فيه عن "نهضة تمتد إلى سراييفو وبيروت ودمشق ورام الله والقدس"، يجسد الرؤية العثمانية الجديدة التي تسعى تركيا لإحيائها، عبر أدوات سياسية وعسكرية واقتصادية.
ووفقاً للمقال، فإن عقيدة "الوطن الأزرق" (Mavi Vatan) التركية، التي تقوم على تعزيز السيطرة البحرية في شرق المتوسط وبحر إيجه، تأتي ضمن هذا التصور الاستراتيجي، وتُترجم ميدانياً عبر صفقات التسليح البحري وتوسيع الأسطول التركي لحماية مصالح أنقرة في الطاقة والغاز شرق المتوسط.
وأشار إنبار إلى أن "السخاء المالي القطري" كان أحد العوامل الأساسية في دعم صعود تركيا الإقليمي، من خلال الاستثمارات المباشرة والدعم المالي أثناء الأزمات الاقتصادية، مما سمح لأنقرة بتجاوز الضغوط المالية واستمرار مغامراتها الخارجية.
ولم يُخفِ الكاتب موقفه الرافض للدور القطري، قائلاً إن الدوحة باتت "أحد أكبر ممولي الإسلام السياسي في العالم"، منتقدًا ما وصفه بـ"تجاهل الغرب لدورها في تمويل الإرهاب ودعم حركات مثل حماس وداعش".
ويختتم إنبار مقاله بتحذير من مرحلة جديدة يراها "أكثر خطورة"، معتبراً أن "إضعاف إيران الشيعية لا يعني بالضرورة الاستقرار، بل قد يؤدي إلى بروز تحالف سني راديكالي"، داعياً الدول الديمقراطية إلى "إدراك هذا التهديد ومواجهته".