جريدة الرؤية العمانية:
2025-11-02@08:43:01 GMT

صُنَّاع الفرص يبنون الاقتصاد

تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT

صُنَّاع الفرص يبنون الاقتصاد

 

مرفت بنت عبدالعزيز العريمية

 

رسم لنا مؤلفو كتاب "لماذا تفشل الأمم" واقع مدينة نوجاليس الحدودية بين المكسيك والولايات المُتحدة؛ وهي مدينة مُنقسمة إلى جزأين، كل جزء ينتمي لدولة؛ فالجزء التابع للولايات المُتحدة يتمتع سكانه بدخول أفضل ومستوى تعليمي جيد وخدمات صحية وحكومية واستقرار أمني ونمط ديمقراطي أما النصف الآخر فهو النقيض تمامًا، بالرغم من أن كلاهما ينتميان إلى أصول عرقية واحدة.

وقد فسّر المؤلفان أن السبب يعود إلى السياسات الاقتصادية والتعليمية والتشريعات، في كلا البلدين. هذان النموذجان يتكرران في كل مكان وزمان نرى مجتمعات تشترك في الأرض والموارد وتختلف في المستويات المعيشية. قد نرى أسواقاً تعاني من الركود وأخرى مجاورة لها نشطة.

إذا عدنا إلى الوراء إلى القرن الماضي تحديدا كان الاقتصاد يعتمد على الصناعات التحويلية بشكل كبير وحقق وفورات مالية وخلق فرصًا للعمل والتوظيف وتم ربط المحتوى التعليمي باحتياجات السوق فكانت الثورة الصناعية في أوجها والمحور الذي يقود الاقتصاد. واليوم وبعد قرن من الزمان، فإنَّ التحولات الذي حدثت على صعيد الاقتصاد ونظرياته كثيرة، فالصناعة لم تعد وحدها محركا للاقتصاد وظهرت مجالات جديدة وتغيرت احتياجات المجتمعات والمستهلكين ومع التطور التقني اختفت وظائف وظهرت أخرى وقلَّ الاعتماد على العنصر البشري وسيقل الاعتماد أكثر مع مرور الوقت في مقابل ذلك نرى أن النظريات الاقتصادية التي كانت تصلح قبل خمسين سنة لا يمكن اعتمادها اليوم دون تطوير بما يتلاءم مع احتياجات كل مجتمع، من منطلق اختلاف الظروف والزمان والمكان والتحديات.

وهذا ما يؤكده الباحثون أن الموارد الطبيعية والموقع وحدهما لا يحققان اقتصادا نشطاً بل إن السياسات الاقتصادية والابتكار والسرعة في اقتناص الفرص، عوامل تدفع الاقتصاد إلى النمو. وحتى إن توفر ذلك لا يمكن تطبيق السياسات الاقتصادية دون وجود لصناع السوق الذين يجمعون الخيوط ببعضها ويرسمون مخططا متكاملا لإدارة السوق. هم الذين يُناط بهم أدوار خلق المنتجات والخدمات وتحديد الأسعار، على الدوام لإنعاش الحركة بالسوق وبالتالي خلق فرص العمل.

المستثمرون يبحثون عن قوة شرائية ونمط دينامكي من الأسواق التي تجذب المشروعات، فإن كان السوق يُعاني من مشكلة الباحثين عن عمل والمسرحين وضعف القوة الشرائية، فهذا الأمر كفيل بأن يجعل المستتثمر يتردد في الدخول في مغامرة مالية مهما كانت الوعود والمغريات لأنَّ مشكلة التسريح والتوظيف تعبر عن ضعف السوق أو وجود مشكلات تتطلب معالجة من الجهات المعنية بالتخطيط وإدارة الاقتصاد.

ما نعيشه اليوم نتيجة غياب صناع الفرص أو ما يطلق عليهم صناع السوق الذين يوكل عليهم خلق فرص لبناء اقتصاد متين لا ينهار أمام الصدمات وقادر على الصمود والتكيف مع كل الظروف بابتكار المزيد من الفرص الاستثمارية وبشكل مستمر.صناع الفرص هم أساس أي اقتصاد ناجح فلا يمكن الاعتماد على التسويق والترويج لمُميزات السوق أو البلد دون أن نصنع فرصاً جاهزة مبهرة تجذب المستثمر المحلي قبل الأجنبي. صُنّاع السوق لا يعملون منفردين؛ سواءً أكانوا أفرادًا أو شركات؛ بل هم جزء من منظومة متكاملة تنقل الاقتصاد إلى مستوى آخر يسبق العالم بخطوات. هؤلاء يعملون جنبا إلى جنب مع المشرعين والمؤسسات الخدمية والمالية وصناع القرار لوضع سياسات وخطط اقتصادية تحول الفرص إلى واقع ملموس.

إنَّ الأزمات تخلق الفرص والفرص تحتاج إلى كوادر وطنية ملمة بخصوصية المجتمع وإمكانياته ومكوناته. صناع اقتصاد متجدد يستطيعون اختيار مسار عمل مناسب للمجتمع وباستخدام أدوات اقتصادية تستهدف النمو الاقتصادي ورفع المستوى المعيشي حتى يٌقضى تماما على مشكلة التسريح والبطالة أو يقلل منهما. فلا يمكننا أن نعتمد على قدرة المؤسسات الحكومية في استيعاب عدد أكبر من المخرجات التعليمية أكثر عن حاجتها الفعلية، لأنَّ ذلك يعني ترهلا أكبر في المؤسسات وزيادة في سلسلة إجراءات العمل وهذا قد يأتي بنتائج عكسية على الاقتصاد في الوقت الذي ساهمت فيها التقانة في تقليل إجراءات المعاملات.

ولا يمكن أن نفرض على مؤسسات القطاع الخاص الذي يعمل على مبدأ الربح والخسارة استيعاب مزيد من الموظفين في ظل تعثر بعض مشروعاتهم نتيجة ضعف القوة الشرائية وضعف الطلب على الخدمات والمنتجات.

خلاصة القول.. إنَّ النمو الاقتصادي يتطلب عملًا تكامليًا يُديره صُنَّاع الفرص في السوق، ودونهم ستظل مشكلات التوظيف والتسريح عالقة؛ فارتفاع مستوى دخل الفرد ونمو القوة الشرائية هو ما يُحفِّز المستثمرين على الاستثمار ويُحقِّق الرخاء الاقتصادي.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

"ملتقى الفرص الواعدة" بالظاهرة يبحث تعزيز التنويع الاقتصادي

 

 

 

 

مسقط- الرؤية

ينظم فرع غرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة الظاهرة، خلال الفترة من 10 إلى 12، نوفمبر المقبل، ملتقى الفرص الواعدة بمحافظة الظاهرة، والذي سيقام بقاعة المهلب بن أبي صفرة بولاية عبري، بمشاركة أكثر من 25 مؤسسة من مؤسسات القطاع الخاص وعدد من الجهات الحكومية. ويهدف هذا الملتقى إلى تحقيق الشراكة بين الشركات الكبرى والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، من خلال الاستفادة من فرص الأعمال المتاحة لدى الشركات الكبرى، بما يُسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية للقطاع الخاص بالمحافظة.

 وقال سعادة الشيخ فيصل بن عبدالله الرواس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان، إن تنظيم ملتقى الفرص الواعدة بمحافظة الظاهرة يأتي من منطلق التوجهات الاستراتيجية للغرفة الرامية إلى تحسين بيئة الأعمال، والشراكة في تنمية المحافظات اقتصاديا، وتوسيع قاعدة التنويع الاقتصادي، موضحا أن الغرفة تولي اهتماما كبيرا بتنمية المحافظات اقتصاديا، من خلال المبادرات التي تسهم في إيجاد روابط حقيقية بين الشركات الكبرى والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، إذ يمثل الملتقى فرصة مهمة لتفعيل الشراكة بين مختلف مكونات القطاع الخاص، واستكشاف فرص الأعمال والاستثمار التي تتيحها الشركات العاملة في المحافظة.

وأضاف سعادة الشيخ أن غرفة تجارة وصناعة عمان، عبر فروعها في مختلف محافظات سلطنة عمان، تعمل على توسيع قاعدة التنويع الاقتصادي، وتشجيع ريادة الأعمال والاستثمار في القطاعات الواعدة، بما ينسجم مع أهداف رؤية "عُمان 2040" في تعزيز الاستدامة الاقتصادية.

وفي السياق، يوضح سيف بن سعيد البادي، عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان ورئيس مجلس إدارة فرع الغرفة بمحافظة الظاهرة، أن هذا الملتقى يعمل على تعزيز الشراكة الحقيقية بين الشركات الكبرى والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، مبينا أن حفل افتتاح الملتقى يتضمن تقديم عرض مرئي عن المشاريع التنموية القائمة والجاري تنفيذها في محافظة الظاهرة، وعرض آخر يستعرض فرص الأعمال المتاحة، بالإضافة الى استعراض مبادرات المؤسسات المشاركة في الملتقى.

وأشار إلى أن الملتقى يصاحبه معرض مخص للشركات الكبرى لعرض فرص الأعمال المتاحة لديها أمام المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، مؤكدا أن الملتقى يمصل نقلة نوعية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال، من حيث اكتشاف فرص الأعمال، والتواصل وبناء الشراكات، إضافة إلى الدعم التمويلي والفني، والتسويق والترويج، وتنمية المعرفة والابتكار.

مقالات مشابهة

  • الألمنيوم المعدن الرمادي الذي يقود الاقتصاد العالمي
  • "ملتقى الفرص الواعدة" بالظاهرة يبحث تعزيز التنويع الاقتصادي
  • حاتم صلاح يشكر صناع مسلسل ابن النادي بعد عرض آخر حلقاته
  • عمر كمال: “الرهان كسبان” نقلة في حياتي.. واشتغلت مع كبار صناع الأغنية
  • وزير الاستثمار: السوق المالية السعودية تتقدم بخطى لتصبح التاسعة عالميًا
  • مختص يكشف أبرز الفرص التي يمكن أن يتيحها الذكاء الاصطناعي للاقتصاد السعودي
  • «الحويج» يتابع نشاط الغرفة الاقتصادية الليبية الصينية
  • الإمارات تؤكد دعمها للجهود الخليجية المشتركة لتطوير التشريعات الاقتصادية
  • أتوبيسات مجانية لنقل أعضاء الأهلي للمشاركة في الانتخابات
  • وزير الاقتصاد والتخطيط يجتمع مع وزير الشؤون الاقتصادية الفنلندي