يمانيون – متابعات
نشرت مؤسسة “ACLED” تقريرًا جديدًا يتناول ست استراتيجيات رئيسية لحرب الطائرات بدون طيار التي ينفذها الجيش اليمني في اليمن وخارج حدوده. هذا التقرير، الذي أعده الباحثان لوكا نيفولا وفالنتين داوثويل، يكشف عن مدى تأثير ما أسماه الباحثان “الابتكار اليمني في تغيير ميزان القوى الإقليمي”.

ابتكار يمني يغير المعادلة العسكرية

في 19 يوليو 2024، تمكنت طائرة بدون طيار تابعة لليمن من التحليق لمسافة تزيد عن 2600 كيلومتر من اليمن إلى تل أبيب، حيث أسفرت عن مقتل مواطن إسرائيلي وإصابة ثمانية آخرين.

هذا الهجوم الذي يعتبر الأكثر رمزية حتى الآن، يظهر مدى تطور تكنولوجيا الطائرات بدون طيار التي تستخدمها اليمن، وقدرتها على اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية.

دراسة حالة للتكنولوجيا المتطورة

تشير بيانات “ACLED” إلى أن تكنولوجيا الطائرات بدون طيار أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الحروب الحديثة، حيث زاد عدد الدول التي تمتلك طائرات بدون طيار مسلحة من 3 دول فقط في عام 2010 إلى أكثر من 40 دولة في عام 2024. وفي الصراع اليمني، كان لليمينيين دور بارز في استخدام هذه التكنولوجيا بشكل مبدع، حيث تمكنوا من إجبار السعودية والإمارات على قبول وقف إطلاق النار في أبريل 2022، وفرض حصار جزئي على حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر منذ نوفمبر 2023.

ست استراتيجيات يمنية رئيسية

1. دعم الهجمات البرية المحلية:
استخدم اليمنيون الطائرات بدون طيار في حملات عسكرية رئيسية مثل تلك التي استهدفت الساحل الغربي ومأرب، حيث لعبت دورًا حاسمًا في إضعاف قدرات العدو وإجبارهم على التراجع.

2. هجمات عبر الحدود على البنية التحتية الحيوية:
استهدفت الطائرات بدون طيار اليمنية المطارات المدنية ومرافق النفط في السعودية والإمارات، مما أدى إلى إحداث تأثيرات اقتصادية كبيرة وإجبار الدولتين على قبول وقف إطلاق النار.

3. تطوير طائرات متعددة الاستخدامات:
أدخل اليمنيون طائرات بدون طيار متعددة الاستخدامات في عام 2021، مما زاد من فعاليتهم في الهجمات على الخطوط الأمامية وجعلهم أكثر كفاءة من حيث التكلفة.

4. هجمات مشتركة بالطائرات والصواريخ:
دمج اليمنيون تكنولوجيا الطائرات بدون طيار مع الصواريخ لتحقيق تأثير أكبر، مثل الهجوم على قاعدة العند الجوية في 2019 الذي أسفر عن مقتل عدد من المسؤولين العسكريين البارزين.

5. هجمات اقتصادية لاستهداف عائدات النفط:
استخدم اليمنيون الطائرات بدون طيار لشن هجمات على منشآت النفط اليمنية، مما أجبر الحرس الثوري الإيراني على وقف صادرات النفط وخسارة مالية تقدر بأكثر من مليار دولار.

6. هجمات بحرية لفرض الحصار:
في ظل الصراع بين إسرائيل وغزة، ركز اليمنيون على البحر الأحمر بهدف تعطيل التجارة العالمية وفرض حصار على إسرائيل، مما أدى إلى توسيع نطاق أهدافهم.

ابتكار مستمر

يشير التقرير إلى أن نجاح اليمنيين في استخدام تكنولوجيا الطائرات بدون طيار يعتمد على الابتكار المستمر واستغلال نقاط ضعف العدو بطرق إبداعية. ويؤكد أن الحوثيين قد استطاعوا، من خلال استراتيجياتهم المبتكرة، تغيير ميزان القوى الإقليمي وتحقيق انتصارات رمزية مهمة.

هذه التطورات تظهر أن اليمنيين ليسوا فقط قوة عسكرية تقليدية، بل قوة تعتمد على التكنولوجيا الحديثة والابتكار لتحدي خصومها والتأثير على الصراعات الإقليمية بطرق جديدة وفعالة.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

ندوة حول استراتيجيات المرونة الرقمية في مواجهة مخاطر الأمن السيبراني

ناقشت ندوة "مخاطر الأمن السيبراني واستراتيجيات المرونة الرقمية" أبرز التحديات التي تواجه المؤسسات في ظل تزايد الهجمات السيبرانية، واستعرضت سبل تعزيز قدرات المؤسسات على التصدي لهذه الهجمات وضمان الاستمرارية في بيئة رقمية آمنة. كما سلطت الضوء على أهمية التأمين في مجال الأمن السيبراني ودوره في حماية المؤسسات من المخاطر الرقمية المتزايدة.

وهدفت الندوة إلى رفع الوعي بمخاطر الهجمات السيبرانية وتداعياتها على بيئة الأعمال، مع التأكيد على أهمية التأمين في هذا المجال، كما تركزت الجلسات على تمكين المشاركين من التعرف على أفضل الممارسات العالمية لحماية البيانات المؤسسية وتعزيز الثقافة الأمنية الرقمية داخل بيئة العمل، كما شكلت الندوة منصة مفتوحة للتواصل مع الخبراء والمتخصصين لتبادل الحلول والاستشارات في مجال الأمن السيبراني.

وقال المهندس إبراهيم بن عبدالله الحوسني عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان ورئيس لجنة الاقتصاد الرقمي وذكاء الاصطناعي: تمثل هذه الندوة منصة مهمة لتعزيز الوعي المؤسسي بمخاطر الأمن السيبراني، خاصة في ظل ما نشهده من تطور متسارع في الهجمات الرقمية وأساليب الاختراق، وإن تبادل الخبرات مع المختصين في قطاع الأمن السيبراني يمكّن المؤسسات من الاستفادة من أفضل الممارسات العالمية في حماية البيانات وبناء بيئة عمل رقمية آمنة ومستدامة.

مشيرا إلى أن التأمين السيبراني بات يشكل إحدى الأدوات الحيوية في منظومة الحماية الرقمية، إذ يوفر غطاء ماليا وتقنيا يساعد المؤسسات على التعامل مع تداعيات الحوادث السيبرانية، وتقليل الأضرار الناتجة عنها.

وأضاف: "تؤمن غرفة تجارة وصناعة عمان بأن الأمن السيبراني لم يعد مجرد خيار تقني، بل أصبح ضرورة استراتيجية لجميع قطاعات الأعمال، خاصة مع تسارع التحول الرقمي، لذلك تكتسب هذه اللقاءات أهمية كبيرة، حيث تجمع بين ممثلي القطاع الخاص وخبراء الأمن السيبراني، ما يفتح آفاقا أوسع لتبادل الحلول وتقديم الاستشارات، وبناء شراكات تسهم في إنشاء منظومة حماية سيبرانية متكاملة على مستوى المؤسسات، كما تسهم مثل هذه الفعاليات في تمكين المؤسسات من صياغة استراتيجيات مرونة رقمية فعّالة تضمن استمرارية الأعمال وتقليل مخاطر التهديدات السيبرانية."

وأكد راجيف أرورا، الرئيس التنفيذي لشركة هاودن لوسطاء التأمين، خلال كلمته الترحيبية في ندوة "مخاطر الأمن السيبراني واستراتيجيات المرونة الرقمية"، على أهمية التأمين السيبراني كأداة استراتيجية لحماية المؤسسات في ظل تصاعد وتنوع التهديدات الرقمية. وسلّط أرورا الضوء على التحديات المتزايدة التي تواجه الشركات، وأشار إلى الحاجة الملحة لتبني حلول تأمينية مبتكرة تواكب تطورات المشهد الرقمي.

شهدت الندوة عرضاً مرئيًا تخصصياً قدمه توماس، المدير الإقليمي ورئيس قسم الأمن السيبراني في شركة هاودن، تناول خلاله أبرز المستجدات في مشهد التهديدات السيبرانية، والتطورات التقنية التي تؤثر على نماذج الدفاع المؤسسية. كما قدمت جين، المديرة الإقليمية ورئيسة قسم المطالبات بالشركة، عرضا مشتركا مع مكتب المحاماة "كينيدي"، بعنوان: "المطالبات قيد التنفيذ: دراسات حالة واقعية"، استعرض العرض حالتين فعليتين من قطاعي المال والتصنيع، وتناول الجوانب القانونية ذات الصلة بقانون حماية البيانات الشخصية، ما أضفى بعدا قانونيا مهما على النقاش.

كما شهدت الندوة جلسة نقاشية شارك فيها نخبة من المختصين في مجال الأمن السيبراني من القطاعين الحكومي والخاص، شارك فيها كل من سوشيتا هاريوات مديرة التوزيع الإقليمي لخطوط التأمين المالي في هاودن، وعبدالله المعمري مدير تقنية المعلومات في شركة صحار ألمنيوم، وفيفيك بانيا من مكتب أمن المعلومات في شركة ليفا، وسونغ بونغ رئيس خدمات الحماية في بنك مسقط، وشريفة النعمانية مديرة الشراكات الاستراتيجية وقائدة النمو في هاودن.

ناقشت الجلسة التحديات السيبرانية التي تواجه مختلف القطاعات، وأكد المشاركون على أهمية تقييم المخاطر بشكل دوري، واعتماد سياسات مرونة رقمية فعالة، إضافة إلى تشجيع التعاون بين القطاعين العام والخاص لمواجهة التهديدات السيبرانية المتزايدة وتعزيز الحماية الرقمية في المؤسسات.

جاءت الندوة بتنظيم من غرفة تجارة وصناعة عمان بالتعاون مع شركة هاودن لوسطاء التأمين بمشاركة عدد من الخبراء والمتخصصين في مجال الأمن السيبراني، وأصحاب وصاحبات الأعمال.

مقالات مشابهة

  • كوت ديفوار تستعد لاحتضان منشأة أميركية لتشغيل المسيّرات
  • إيكونوميست: انسحاب حاملة الطائرات الأمريكية "ترومان" من البحر الأحمر.. ما المشاكل والاخفاقات التي واجهتها؟ (ترجمة خاصة)
  • موقع أمريكي: التهديد الذي يشكّله “اليمنيون” على عمق إسرائيل حقيقي
  • التاكسي الطائر.. السعودية تبدأ تنفيذ أول تطبيق لنقل البضائع والركاب عبر ''تاكسي جوي'' بدون طيار
  • ندوة حول استراتيجيات المرونة الرقمية في مواجهة مخاطر الأمن السيبراني
  • المغرب ينضم لتحالف دولي لحظر الطائرات بدون طيار في المنتزهات الطبيعية
  • سماء اليمن تُسقط هيبة الطائرات الأمريكية: “أم كيو 9” تفقد سيادتها أمام الدفاعات الجوية اليمنية
  • طائرة تقل 200 راكب تحلق بدون طيار لمدة 10 دقائق
  • الكشف عن عدد المقاتلات التي فقدتها الحاملة (ترومان)
  • روسيا تشن أكبر هجوم بطائرات بدون طيار في الحرب قبل مكالمة بوتين وترامب