المسلة:
2025-12-11@12:15:00 GMT

نتنياهو بين الرياح والنار أمام سحر الصبر الفارسي

تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT

نتنياهو بين الرياح والنار أمام سحر الصبر الفارسي

9 أغسطس، 2024

بغداد/المسلة:  في أعماق ليل الشرق الأوسط، حيث الصمت يحمل في طياته نذر العواصف، تنزلق أفاعي نتنياهو بحذر بين الأعشاب العالية، فيما يحلق الصقر الايراني في سماء الانتظار.
نتنياهو ينتظر بعيون جائعة، الحرب الشاملة، آملا في الانقضاض على إيران. لكن المارد الإيراني الذي عرف كل دروب الحياة والموت، وكل ألعاب الصيد والخداع، من ألف عام وعام، لن ينخدع به.

نتنياهو يظن أن العالم بأسره حلبةٌ له، يخطط لرمي النرد الأخير، وأن تبتسم له آلهة الشر، فيشعل نار حرب شاملة، عسى أن يضمن بقاءه على عرش هزته الرياح، لكنه يغفل أن في عالم السياسة، ليس كل من يبتسم في الصباح يصل حيًا إلى المساء.
نتنياهو يرقص، ولكنها ليست رقصته، وليست حلبته، لأن إيران قررت هي من تختار التوقيت.

إيران، التي ارتدت عباءة الحكمة منذ زمن طويل، تعرف أن الحكيم لا يعض إلا عندما يحين الوقت، ولا يضرب إلا حيث الألم يكون مدويًا. إنها تعلم أن الرد ليس مجرد فعل، بل هو فن، فن تتقنه منذ زمن الإمبراطوريات القديمة.
“العين بالعين والسن بالسن” ، نعم، ولكن متى وأين؟ هذا هو السؤال.

إيران لا تتعجل، تعرف أن الصبر هو السلاح الذي يقلب الموازين. في ليلة كهذه، قد تغفو الأفعى تحت قمر خافت، ولكنها تظل تراقب، عينها على كل حركة وكل صوت. في صمتها، تخيف خصومها أكثر مما تفعلها الكلمات، وكما قالت حكمة الشرق: “الصمت في كثير من الأحيان أكثر بلاغة من الكلام”.

الانتظار الذي يوجع نتنياهو هو بحد ذاته قتل بطيء، يقضم روحه يوما بعد يوم فيما إيران تعرف أن الصبر هو مفتاح الفخاخ التي لا ينجو منها أحد.

تركيا بتقطيع خاشقجي على أراضيها، بريطانيا بتسميم معارض روسي في عقر دارها، وحتى الإمبراطوريات القديمة، كلهم واجهوا لحظات مشابهة، واختاروا الحكمة على الاندفاع.
نتنياهو يحلم بأن يكون محاربًا، ولكن أفعى الحكمة تعلم أن الحرب ليست دائمًا بالسيوف والسهام، بل بالفكر والانتظار. إن الحكيم من يضرب حيث لا يتوقع العدو، ومن يعرف أن أفضل ضربة قد تكون التي لم تُوجه بعد.

الرقصة مستمرة، لكن من يحدد نهاية الرقصة ليس النسر الذي يحلق عاليًا، بل الأسود التي تنتظر بصبر، تختار لحظتها بعناية. إنها لعبة قديمة، لعبة خاضتها الأمم منذ بداية الزمن، حيث الفائز هو من يعرف كيف يستغل قوة صمته وعمق حكمته.

وإيران، صاحبة الحضارة التي علمت العالم كيف تكون الحكمة، نأمل ألاّ تنجر إلى رقصة ليست من صنعها. بل تترك نتنياهو يرقص وحده، حتى ينهار من شدة الدوران.

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

الزيدية.. صناعة فارسية: كتاب جديد يعيد قراءة التراث والصراع العربي–الفارسي

 

أعلن الباحث في التاريخ الإسلامي الشيخ حمود الخرام عن إصدار كتابه الجديد بعنوان "الزيدية.. صناعة فارسية"، وهو دراسة تاريخية تحليلية تتناول مسار الصراع العربي–الفارسي عبر مراحل ممتدة من ما قبل البعثة النبوية وحتى العصر الحديث، مع تقديم قراءات ومقاربات فكرية وتاريخية من وجهة نظر المؤلف.

 

ويقدّم الكتاب، الواقع في عدة فصول، إطلالة على نماذج من التاريخ العربي القديم، متوقفًا عند محطات برز فيها نفوذ العرب وملوكهم ودورهم في تشكيل أقدم الكيانات والإمبراطوريات في المنطقة. كما يتناول الكتاب، وفق ما ورد في مقدمته، قراءة تاريخية للعلاقة بين العرب والفرس، مستعرضًا روايات يرى المؤلف أنها تُظهر جذور الخلاف التاريخي ومحطاته المختلفة.

 

ويعرض الشيخ الخرام في مؤلفه جملة من الأدلة والوثائق والمصادر التاريخية التي يقول إنها تستند إلى كتب تراثية متنوعة، بما في ذلك مصادر فارسية وأخرى زيدية، معتبرًا أنها تدعم ما توصل إليه من استنتاجات حول نشأة بعض التيارات الدينية، ومن بينها الزيدية، حسب الطرح الذي يقدمه الكتاب.

 

كما يتضمن الكتاب وثائق وصورًا لمخطوطات يذكر المؤلف أنها مأخوذة من كتب أئمة المذهب الزيدي، ويؤكد أنها تُستخدم كمرجع رئيسي في بناء محتوى العمل، مشددًا على أن الكتاب اعتمد بدرجة كبيرة على المصادر الزيدية ذاتها.

 

ويهدف الكتاب، وفق تصريحات المؤلف، إلى فتح نقاش فكري وبحثي حول أحداث تاريخية مفصلية، والدعوة إلى قراءة التراث والموروث الديني والسياسي بمنهج تحليلي، من أجل فهم المراحل التي مرّت بها المنطقة عبر التاريخ.

 

الكتاب متاح الآن للباحثين والمهتمين بالشأن الفكري والتاريخي، ضمن سلسلة من الأعمال البحثية التي يعتزم الشيخ حمود الخرام إصدارها مستقبلاً.

مقالات مشابهة

  • الحكمة يعلن عن امتلاكه مرشحاً لرئاسة الوزراء.. زهد القوى بالمنصب يرتب أوراق الترشح نحو توافق سريع
  • أمير الشرقية ونائبه يعزيان العتيبي في وفاة والده
  • الصورة الأكثر تداولا في إيران.. “نتنياهو” يقف في طابور أمام مخبز في طهران!
  • الشعب يحاصر السلطة: كفى تواطؤاً… أين خبّأتُم نور زهير وأموال القرن؟
  • تعرف على أبرز الشخصيات التي واجهت التحريض الإسرائيلي خلال 2025؟
  • إيران تحتج على اختيار مباراتها أمام مصر لدعم المثليين في كأس العالم
  • عاجل | مركز الأرصاد يحذر منها.. ماذا تعرف عن "الرياح الهابطة"؟
  • لابيد ساخرا من نتنياهو: اكتشفوا الذي تجاهل جميع التحذيرات في 7 أكتوبر
  • الزيدية.. صناعة فارسية: كتاب جديد يعيد قراءة التراث والصراع العربي–الفارسي
  • «حاملة الطائرات التي لا تغرق: إسرائيل، لماذا تخشى السعودية أكثر مما تخشى إيران؟»