عربي21:
2025-06-01@13:26:36 GMT

الظلام لنا وحدنا

تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT

"كنت أظن أن الذي يحبّني سيحبّني حتى وأنا غارقٌ في ظلامي، حتى وأنا ممتلئٌ بالندوب النفسية، حتى وأنا عاجزٌ عن حب نفسي.. سيحبّني رغما من هذا ولكن لا!.. لا أحد يخاطر، كلهم يريدوننا بنسختنا السعيدة.. الظلام لنا وحدنا" (أحمد خالد توفيق)

لفت انتباهي أن هذه العبارة مقتبسة كثيرا مع بعض التحريف لتبدو أكثر خصوصية بمقتبسها، ولا يذكر اسم قائلها، وهذا الأمر إن أُخذ بشكل أكاديمي فهو سرقة لحقوق فكرية، وربما تنظر للناقل نظرتك إلى السارق، بيد أننا اليوم في واقع معاناة ترك بصمته بقوة على الناس ولما يسلم منه أحد وفق ظني، إلا أناس أصلا هم كانوا أو أصبحوا يعيشون على الهامش هاربين من الأيام التي تتوالى، وكل يأمل في يوم أو عهد أو حكم آخر أفضل من سابقه بيد أنه لا يرى إلا الأسوأ وإن كان من أهل العهد الجديد، لأن الإنسان إن ظُلم من غيره فهو مظلوم، بيد أنه إن ظلم من نفسه فهو شيطان فقد المروءة، درى أم لم يدر، والظلم في وصفه قليل؛ هذه العبارة سؤال أكثر من كونها تقريرا، وحيرة تحتاج جوابا ولهذا نجدها منقولة معبرة عن حيرة من تألم في أحد روافدها ليعاني الغرق في نهرها مع الاختلاط بالروافد عند تفاقم الأمور.



الإنسان إن ظُلم من غيره فهو مظلوم، بيد أنه إن ظلم من نفسه فهو شيطان فقد المروءة
الحب ليس زرعا بلا بذور

الحب نوع من فاعلية الفؤاد المتماهية مع المنظومة العقلية وإن كان حبا عاطفيا وحسب، فهو يتفاعل مع الغريزة ويسخّر المنظومة العقلية للاستجابة للغرائز، وهذا لا يعني النوع معبرا عن الجنس بل حب السلطة وهي من غريزة حب السيادة، وحب المال من غريزة حب التملك، فترى هياما فائضا عالي الموج بين جنسين، ثم يهدأ وتتلبد الغيوم بلا رياح ولا حراك وتعصف بعد ذلك لتلقي كل شخص في طرف من جزيرة الوهم الذي ظنوه حبا، فيأتيه هذا التساؤل ليتوقف عنده وكأنه حقيقة الجواب.

وقد يهتم الناس بذي المال طمعا في كرمه، ولكن تفسيره هو أن هذه المحبة لشخصه دون أن يسأل نفسه ما هو المميز فيه ليحبه الناس لذاته، ولو أنه سأل نفسه هذا السؤال فهو مميز فعلا، عند تخلي الناس عنه سيذهب إلى هذا المنطق بمعناه وإن اختلف منطوقه ليقنع نفسه بأنه مظلوم وأن الناس يتخلون عنه وقت ظلام حاله.

الله تعالى وصف الحب بين الزوجين بالمودة والرحمة، فهناك عنصر الود ثم الحياة والتفاهم والاختلاف وصيغ مواجهة الاختلاف وتعوّد البعض على الآخر، وإن غضب أحدهما فهو لا يفجر أو يفقد الحنان، أو تكون هنالك رغبة في الانتقام، ويبقى أمام الواجب تلك القاعدة للصواب ولكن شاذها لا يقل عن ملازمها عندما تُهمش القيم، أو تتدنى الإنسانية، وإلا فهي رحمة، فالمودة تسقى مع الزمن ليكون هنالك التفاهم والواجب والمسؤولية تجاه الرفيق.

صراعات
الحب لا يزول وإنما يتحول شكله، كنت حسنا فكان تشجيعك ظاهرا، تحولت إلى طريق السوء كان دعمك بمحاولة إيقافك، وبذات المنهج يفسر وعلى نحو ما فصلنا الغنى والفقر والقوة والضعف في مسيرة الحياة
الحياة دار امتحان فالراحة هدف لا يحظى به أحد لكن الأمل من يدفع للعمل، فالكل مشغول في استحصال الاستقرار النفسي والعاطفي والتوازن العقلي والبدن يجهد والفكر يعمل، فإما هو محصن بالقيم قائم بها وإما هو مستعمر من الغرائز يخدمها والطريقان بممرات متعددة وسرع متباينة. والإنسان يمكن عند أي منعطف وفي أي وقت أن يتحول من طريق إلى طريق ليكمل مسيرة العمر نحو نهايته وينزل لتستمر الحياة تحمل أو لا تحمل منه في الذاكرة، فإن تصادف أن يكون دعمك ضمن الطريق فستدعم وتحمل، أما إن شكلت ظاهرة سلبية فستترك وتهجر، فالناس يريدون أن يتقدموا. والإنسان عليه أن يدرك أن المصائب والملمات من الحياة، لكل ما في الأمر أن يضع نفسه في حجمها الصحيح في المرحلة، عندها سيجد أنه ليس مهملا وليس يعيش الظلام وهو ليس وحده، أما التخلي فهو وارد وحادث لكن صنع نظام للمجتمع كدولة ونظام اجتماعي للعلاقات سيحيط بالسلبيات ويرفعها بالتكافل.

ما الذي يمكن استنباطه؟

الحب لا يزول وإنما يتحول شكله، كنت حسنا فكان تشجيعك ظاهرا، تحولت إلى طريق السوء كان دعمك بمحاولة إيقافك، وبذات المنهج يفسر وعلى نحو ما فصلنا الغنى والفقر والقوة والضعف في مسيرة الحياة.

الحقيقة أن من يحسن إدارة هذا -وأغلبنا لا يحسنها- فهو سيعيش الحياة بمرها وحلوها وليس من ظلام، مرة هو يقوم بالواجب ومرة هو من يحظى بالواجب، فالعبارة التي في العنوان هي وصفية ومعبرة عن فشل المجتمع بالامتحان.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات الحب الحياة الانسان الظلم الحياة الحب مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

كالاس: “الحب القاسي” لترامب أفضل من عدم وجوده

بروكسل – رحبت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس بـ”الحب القاسي” من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بعد أن دفع الدول الأوروبية إلى تعزيز إنفاقها الدفاعي.

ودعت إلى تمتين العلاقات أكثر بين الحلفاء للتصدي للقوة الاقتصادية الصينية.

ووفق وكالة “فرانس برس” جاءت تصريحات كالاس، خلال منتدى شانغريلا الدفاعي في سنغافورة وفي سياق ردها على خطاب وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، الذي وصف إصرار ترامب على زيادة الإنفاق العسكري بأنه “حب قاس”.

وقالت كالاس ممازحة عندما سئلت في وقت لاحق عن خطاب هيغسيث “ومع ذلك، إنه حب، لذا فهو أفضل من اللاحب”، مؤكدة أن العلاقة بين بروكسل وواشنطن لم تنقطع يوما، قائلة إنها تحدثت إلى هيغسيث الجمعة.

وتابعت: “سمعتم خطابه (في إشارة إلى الرئيس ترامب)، كان في الواقع إيجابيا جدا بشأن أوروبا، لذا يوجد هناك بالتأكيد بعض الحب”.

ويضغط ترامب باستمرار على دول حلف شمال الأطلسي لزيادة إنفاقها الدفاعي ليصل إلى نسبة 5% من الناتج المحلي الإجمالي، محذرا من أن واشنطن “لن تتسامح بعد الآن مع الطفيليين”.

وقالت كالاس “هناك بلدان مختلفة في أوروبا، وبعضنا أدرك منذ وقت طويل أننا بحاجة إلى الاستثمار في الدفاع”.

وأشارت إلى إعادة تصور النموذج الاوروبي باعتباره “مشروع سلام مدعوما بدفاع قوي”، مضيفة “ما أريد التأكيد عليه هو أن أمن أوروبا وأمن المحيط الهادئ مترابطان إلى حد كبير”.

كما قالت “كانت هناك بعض الرسائل القوية جدا في خطاب وزير الدفاع الأمريكي بشأن الصين”، مضيفة “أعتقد مرة أخرى أنه إذا كنت قلقا بشأن الصين، فيجب أن تقلق بشأن روسيا”.

وخالفت كالاس الرأي القائل بأن “واشنطن تركز على منطقة المحيطين الهندي والهادئ، بينما تركز أوروبا على منطقتها الخاصة”.

وذكرت أنه لا يمكن مواجهة الهيمنة الاقتصادية للصين إلا بالتعاون مع “شركاء مشابهين في التفكير، مثل: الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا واليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة”.

المصدر: “فرانس برس”

مقالات مشابهة

  • كالاس: “الحب القاسي” لترامب أفضل من عدم وجوده
  • مسؤولة أوروبية: الحب القاسي لترامب أفضل من عدمه
  • «كلام فارغ».. أحدث أغاني أصالة مع تامر عاشور
  • من الظلام إلى النور… السوريون مُتفائلون بتوقيع اتفاقيات الطاقة ويُعلّقون الآمال على سرعة التنفيذ
  • هند صبري.. «صحفية»
  • برج الميزان حظك اليوم السبت 31 مايو 2025.. تُتاح لك فرصة عمل
  • المنتخب العراقي يلاعب نفسه تحضيراً لكوريا الجنوبية
  • «كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون»
  • ضربات موجعة في الظلام: روسيا تستهدف قاعدة جوية أوكرانية في أوديسا وتُعطل خطوط التناوب
  • مَا الحبُّ غيرَ مُحصَّبٍ وجِيادِ