سؤال عن شروط الكتابة المغايرة .. كيف يكون الإبداع مؤثراً ومدهشاً؟
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
هزاع أبوالريش (أبوظبي)
كيف يكون إبداعك جديداً ومدهشاً؟.. سؤال ومدخل إلى الكتابة المغايرة التي تثير اهتمام ودهشة القارئ، وتحفز رغبته على القراءة، كما أنه سؤال يبحث عن التأثيرات الجمالية والفكرية التي يتركها النص على قارئه، إذ إن كل نص حقيقي وعميق وأصيل هو بالضرورة إضافة معرفية تعزز الوعي.
يقول الشاعر سيف الحارثي: الإبداع عادة لا يعتبر إضافة حقيقية ونوعية إلا إذا جاء بالشيء الجديد والنادر، وغير المكرر، والذي يعد إضافة للمتلقي، سواء كان قارئاً أو مشاهداً أو مستمعاً، وتتعدد مصادر الإبداع، ومنها حالة الدهشة التي تثير التساؤلات الداخلية، وتحفز دوافع المتلقي، وتحرك وجدانه، بل وتدع المبدع نفسه يقدم عملاً فكرياً يترك أثراً على الآخرين.
ويتابع الحارثي: المبدع سواء كان شاعراً أو كاتباً أو رساماً وفناناً تشكيلياً بحاجة دائمة إلى ما يحرك دوافعه ويجعله يكون موجوداً في هذا النطاق المرهف، وهذا الحيز المشع بالطاقة المحفزة على الإبداع؛ والدهشة إن غابت فلن نجد إبداعاً حقيقياً يلفت الآخرين، ويجذبهم ويلهمهم.
براعة لغوية
من جانبه، يقول الكاتب ياسر سعيد الفليتي: تبقى إثارة الدهشة لدى القارئ جزءاً رئيساً من الأسباب التي تجعل النص الأدبي، سواء كان شعراً أم قصة أم رواية، يبدو عملاً متميزاً عن سواه، وهي كذلك ما تجعل المتلقي ينحاز إلى نص دون الآخر؛ لأنها نقطة الارتكاز التي يعتمد عليها العمل ليكون لافتاً ومبهراً ومتميزاً في الوقت نفسه. ويضيف الفليتي: في الرواية، هناك من الكتاب من لديهم القدرة على إثارة الانتباه والدهشة، بل واستفزاز القارئ ليواصل القراءة حتى النهاية، وحين تسأل القارئ عن السبب يشير إلى أسلوب الكتاب والراوية، أو براعة الكاتب في ابتكار لغة فنية عالية المستوى، أو ربما يحدثك عن طريقة معالجة الكاتب للأحداث وبناء الشخصيات، أو الحبكة السردية التي قام بإنشائها ذاك الحوار الذي يعلق في ذهن القارئ، وكذلك في المسرح، والأمر نفسه ينطبق على الفنون التشكيلية، فكل إبداع يبدو قائماً على إعجاب ودهشة ما تؤثر على الآخرين، وتجعلهم يتعلقون بهذا الإبداع الذي يترك بصمة فكرية وجمالية لديهم، أو طابعاً ملهماً في حياتهم.
انطباع أول
تقول الكاتبة مريم الحمادي: الدهشة هي أول ما يجب أن يقابل به المبدع قارئه، أو مشاهده، وهي أول ما ينطبع في ذهن الآخر من الوهلة الأولى. فالدهشة هي من تشكل الصورة الأولى والانطباع الأول عن العمل الفني ومبدعه.
وتضيف: الدهشة تصنع مسارات المبدع، وتجعل عمله الأدبي عملاً مبهراً وغير مكرر وذا بصمة تميزه عن غيره من المبدعين، فالإبداع كثير، ولكن يختلف معيار الدهشة من شخصٍ لآخر، وهذا ما يجعل العمل متفرداً، وله حضوره وجمهوره ووقعه في نفوس الآخرين ويلامس أفئدتهم، ويسكن في ذاكرتهم، ويكون مرجعاً ملهماً للأفكار، ومن هنا تكون الإضافة الحقيقية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الكتابة الثقافة الرواية المسرح الفن التشكيلي
إقرأ أيضاً:
وزير الثقافة يزور الكاتب الكبير صنع الله إبراهيم بعد خضوعه لجراحة أمس ويطمئن محبيه على حالته الصحية
قام الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، بزيارة الأديب الكبير صنع الله إبراهيم للاطمئنان على حالته الصحية، وذلك عقب العملية الجراحية التي أجراها بالأمس بمعهد ناصر لتركيب مفصل صناعي.
وأكد وزير الثقافة أن حالة الكاتب الكبير مستقرة، مطمئنًا محبيه وقرّاءه على صحته، مشيرًا إلى أنه زاره مرة أخرى اليوم بعد الجراحة، ووجده في حالة أفضل بكثير مقارنة بزيارته الأولى له قبل عشرة أيام.
وقال الدكتور هنو: “نسأل الله أن يتم شفاؤه على خير، وأن يعود بكامل عافيته ليواصل عطائه الثقافي والفكري الذي أثْرى به الساحة الأدبية لعقود”.
وأضاف أنه سيواصل متابعة حالة الأديب الكبير بالتنسيق مع أسرته الكريمة، والدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، والفريق الطبي بمعهد ناصر، لضمان توفير كافة سبل الرعاية اللازمة .