أوضحت دار الإفتاء المصرية عن سؤال ما حدود التعامل بين الرجل والمرأة؟ وما حكم العلاقة بين الأولاد والبنات سواء كانت صداقة أو غير ذلك؟ وما ضوابط الاختلاط، حتى لا نَفْتِن ولا نُفْتَن؟

أجابت الدار في فتوى تحمل رقم “8393” قائلة:  الشريعة الإسلامية سلكت طريقًا وسطًا في تحديد تعامل المرأة مع الرجال الأجانب، فلم تمنعه منعًا باتًّا بحيث تصير معه المرأة بمعزلٍ عن الناس، ولم تفتح لها الباب على مصراعيه في تعاملها معهم، بل أباحت الشريعة الإسلامية  معامبة المرأة للرجال الأجانب ب ضوابط تحفظ معها القيم والأخلاق الإسلامية، ف الاختلاط بين الجنسين في المدارس والجامعات ومقرات العمل وغيرها من المحافل والمناسبات العامة جائز ولا مانع منه شرعًا ما دام في حدود الالتزام بالآداب العامة والأحكام الشرعية والأخلاق.

وعلى ذلك دلَّت السنة النبوية الشريفة؛ من ذلك: ما رواه الشيخان عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: "لَمَّا عَرَّسَ أَبُو أُسَيْدٍ السَّاعِدِيُّ دَعَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم وَأَصْحَابَهُ، فَمَا صَنَعَ لَهُمْ طَعَامًا وَلَا قَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ إِلَّا امْرَأَتُهُ أُمُّ أُسَيْدٍ"، وترجم له البخاري بقوله: (باب قيام المرأة على الرجال في العرس وخدمتهم بالنفس).

قال العلامة ابن بطال في "شرحه على البخاري" (6/ 53، ط. الرشد): [وفيه: أن الحجاب (أي: انفصال النساء عن الرجال في المكان والتعامل المباشر) ليس بفرضٍ على نساء المؤمنين، وإنما هو خاصٌّ لأزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ كذلك ذكره الله في كتابه بقوله: ﴿وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ﴾ [الأحزاب: 53]] اهـ.

وجاء في "الصحيحين" أيضًا عن أبي هريرة رضي الله عنه  في قصة أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنه في إطعامه الضيف: "أنهما جعلا يُرِيانِه أنهما يأكلان، فباتا طاويَين".

وفي رواية ابن أبي الدنيا في (قِرى الضيف) من حديث أنس رضي الله عنه: "أن الرجل قال لزوجته: أثردي هذا القرص وآدِمِيه بسمنٍ ثم قَرِّبيه، وأمري الخادم يطفئ السراج، وجعلت تَتَلَمَّظُ هي وهو حتى رأى الضيفُ أنهما يأكلان". وظاهره أنهم اجتمعوا على طبقٍ واحد، وقد قال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «قَدْ عَجِبَ اللهُ مِنْ صَنِيعِكُمَا بِضَيْفِكُمَا اللَّيْلَةَ»، ونزل فيهما قولُه تعالى: ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾ [الحشر: 9].

وأما ضوابط الاختلاط فهي: الالتزام بحفظ حرمات الله تعالى في البصر والسمع والمشاعر، والابتعاد عن الخلوة الشرعية التي لا تجوز إلا بين المحارم؛ لقول الله تعالى: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ﴾ [النور: 30]. وقال تعالى: ﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾ [النور: 31].

ومما سبق يُعلم الجواب عما جاء بالسؤال.

والله سبحانه وتعالى أعلم.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: حدود التعامل بين الرجل والمرأة الاختلاط الإفتاء الشريعة الإسلامية دار الإفتاء المصرية رضی الله عنه

إقرأ أيضاً:

نساء الجنة.. مشاركة المؤمنات في نعيم أزواجهن في الآخرة

تتساءل كثير من النساء عن مصيرهن في يوم القيامة، وهل يشاركن أزواجهن المؤمنين في الهبات والنعيم الذي يقدمه الله في الآخرة، وتجيب دار الإفتاء المصرية عن هذا السؤال بتأكيد أن القرآن الكريم قد بين بوضوح مكانة المؤمنات في الجنة وحقهن في التمتع بنعيم الله إلى جانب أزواجهن المؤمنين.

آيات صريحة تبين الشراكة في النعيم


قال الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ ۝ هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ﴾ [يس: 55-56].

وتؤكد آية أخرى هذا المعنى: ﴿ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ﴾ [الزخرف: 70]. ويشير الإمام الطبري في تفسيره إلى أن معنى، "تُحْبَرُونَ" هنا يدل على السرور والكرامة التي ينالها الزوجان المؤمنان، حيث يشارك كل منهما الآخر نعيم الجنة وفرحها.

المؤمنات شريكات في نعيم الأزواج
تؤكد دار الإفتاء أن هذه الآيات تدل بوضوح على أن الزوجات المؤمنات القانتات يشاركن أزواجهن المؤمنين في التمتع بالجنة، ويشمل ذلك جميع أشكال النعيم والفرح والكرامة التي وهبها الله لأوليائه، بحيث تكون المرأة شريكة في النعيم لا منفصلة عنه.


من خلال ما ورد في القرآن الكريم وتفسير العلماء، يتضح أن المرأة الصالحة في الآخرة لها الحق الكامل في مشاركة زوجها المؤمن في النعيم والجلال الذي يقدمه الله في الجنة، ما يعكس عدل الله ورحمته ومكافأته للمؤمنين والمؤمنات على حد سواء.

 

"تولى الإفتاء 10 سنوات".. سيرة الدكتور محمد سيد طنطاوي الإفتاء تؤكِّد: «البشعة» ممارسة محرَّمة ومُنافية لمقاصد الشريعة في صيانة الكرامة الإنسانية كيف تظهر المرأة أمام زوج أختها.. الإفتاء توضح حكم رهن الأسهم للحصول على قرض.. الإفتاء توضح نصاب وشروط زكاة المال بالعملة المصرية… ماذا تقول دار الإفتاء؟ إدارة التوفيق والمصالحات.. الإفتاء 130 عامًا من خدمة المجتمع وحل النزاعات الإفتاء: إدارة الأبحاث الشرعية تضم باحثين لتأصيل الأبحاث شرعيًّا وفقهيًّا تولى منصب "الإفتاء والأوقاف والأزهر".. سيرة الشيخ جاد الحق علي جاد الحق

مقالات مشابهة

  • مسؤولية الرجل عن صلاة أهل بيته من زوجة وأولاد.. الإفتاء توضح
  • مظاهر كون الشتاء غنيمة المؤمن.. الإفتاء توضح
  • دار الإفتاء تشرح معنى الصلاة على النبي ﷺ وحكمها وفضلها
  • الخلوة بين الرجل والمرأة الأجنبية.. ما المقصود بها؟
  • هل يجوز للمرأة أن تصلى فى المكتب أمام الرجال؟..الإفتاء تجيب
  • أذكار الصباح اليوم كما وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم
  • نساء الجنة.. مشاركة المؤمنات في نعيم أزواجهن في الآخرة
  • الإفتاء توضح معنى إسباغ الوضوء وحكم استعمال الماء الدافئ في الشتاء
  • هل مريض غازات البطن من أصحاب الأعذار؟.. الإفتاء توضح مدى صحة الوضوء
  • كيف تظهر المرأة أمام زوج أختها.. الإفتاء توضح