جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-13@17:56:46 GMT

هل تشعر بالغيرة؟

تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT

هل تشعر بالغيرة؟

 

 

مدرين المكتومية

 

نعيش وسط مجتمع يختلف فيه الناس عن بعضهم البعض، عن طريقة حياتهم وأسلوب تفكيرهم، عن التأثيرات المباشرة التي تعرضوا لها وغير المباشرة، مما ولد بداخل كل شخص منَّا الكثير والكثير من التجارب التي أوصلتنا للعديد من المشاعر المتضاربة.

وهناك أناس جعلت منهم الحياة على اختلافها أشخاصًا قادرين دائمًا على التجاوز وعلى البدء من جديد دون الالتفات للآخرين، على عكس البعض ممن كان التأثير عليهم قاسياً، أو بالأحرى التجارب التي عاشوها شوّهت كل ما هو جميل بداخلهم، فاصبحوا غير قادرين على أن يحبوا أنفسهم، ويحبوا الآخرين.

وفي اعتقادي أن كل ما نقدمه للآخر هو انعكاس لما نرى أنفسنا فيه؛ حيث تجد البعض يعيش تحت ضغط الغيرة من كل ما تملكه وما بين يديك على الرغم من أنهم قد يكونون أفضل منك بكثير لكن دواخلهم المشوهة صورت لهم أنك أفضل منهم بمراحل.

إنَّ الغيرة لا تقتصر على الأشياء المادية أو على النجاحات وإنما تتجاوزها لتصل الى أعمق من ذلك، الغيرة في حب الناس لك، الغيرة من قربك من الآخرين، الغيرة من قبولك، الغيرة من نشاطك، الغيرة من فرصك، والغيرة أيضا من كل شيء أنت لا ترى أنه مهم أو يذكر.

هذه الغيرة لا تنحصر فقط فيمن هم ليسوا من دائرة معارفك، وإنما قد تجد الغيرة من زملاء العمل، ومن إخوتك وربما أصدقائك القريبين، وربما بين امرأة وامرأة، ويمكن أن تكون أيضا بين رجل ورجل، وقد تجاوز الأمر وأصبح أيضا بين رجل وامرأة! نحن للأسف نخلق في هذه الحياة بطاقات مختلفة، ولذلك فكل منَّا له تفاصيله وحياته التي لا تشبه غيره، وهذه الغيرة سلوك قد يكون غير مقصود وربما تحسس من بعض الأشياء والتفاصيل التي تتولد لدى الشخص، ولكنها مع الوقت تصبح سيئة لأنها تتمكن منه وتجعل منه شخصاً غير قادر على أن يكون عاديا وتتضح كل ما فيه من ردود أفعاله ومن طريقة تعامله مع ما يحدث مع غيره.

قد تكون الغيرة شيئًا عاديًا، وربما صحياً في بعض الأحيان، عندما تكون نوعًا من أنواع التنافس الحميد، لكنها قد تصل لمرحلة مؤذية تجعل الإنسان يحمل في داخله مشاعر سيئة وتجعل مشاعره هي من تتحكم به، وبالتالي تجده غير سعيد حتى وإن امتلك الكرة الأرضية بأكملها، وحتى وإن كان دائما في الأماكن والمراتب العليا، غير أنه يشعر بالنقص أو بافتقاره لشيء معين يجعله يشعر برغبة شديدة في أن يكون مكان شخص آخر أو أن يعيش حياة شخص آخر قد يخيل له أنها حياة متكاملة ولا تشوبها شوائب.

الحقيقة التي لا خلاف ولا جدال عليها هي أننا في هذه الحياة نسعى لأن نكون في مكان مُعين، ومرحلة رائعة، وتحيط بنا الأشياء الجميلة والأشخاص الرائعين لكننا ننسى دائماً أن هناك رب في السماء هو المسؤول عن دورة حياتنا وعن ما نحن فيه وعليه وله حكمته بذلك، والأهم من هذا كله أن يدرك كل منَّا أن الغيرة لا تقود إلا للتعب النفسي لأنك حين تغار من غيرك وتحرق أعصابك بكونك تريد أن تكون هو، فهو في المقابل يعيش بسلام تام ومؤمن إيماناً تاماً بأن الحياة ستعطيه وفق ما يرى نفسه عليه.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ترامب: الإيرانيون يتواصلون معنا.. وقد تكون لهم فرصة أخرى لإبرام اتفاق

رجال إطفاء بالقرب من مبنى متضرر في أعقاب الغارات الإسرائيلية على طهران. 13 يونيو 2025 - REUTERS

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، إن المفاوضات مع الإيرانيين بشأن إبرام اتفاق نووي "يمكن أن تستمر"، مشيراً إلى أن مسؤولين إيرانيين "يتواصلون معه.. وقد تكون لهم فرصة لإبرام اتفاق"، وذلك بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران.

وبشأن ما إذا كان يعتقد أن المفاوضات مع طهران بشأن برنامجها النووي يمكن أن تستمر، ذكر ترمب في تصريح لشبكة NBC News، أن الإيرانيين "فوتوا فرصة عقد اتفاق، والآن، قد تكون لديهم فرصة أخرى، وسنرى".

وأضاف: "إنهم يتصلون بي للتحدث" في إشارة إلى إيران. وعندما طُلب منه تحديد هوية المتصلين، قال: "نفس الأشخاص الذين عملنا معهم في المرة الأخيرة.. الكثير منهم ماتوا الآن".

ووفقاً لـNBC News، بدا ترمب "راضياً" عن الطريقة التي نفّذت بها إسرائيل الضربات على إيران، قائلاً: "كان لديهم أفضل المعدات في العالم، وهي معدات أميركية".

وشنت إسرائيل سلسلة من الضربات على أنحاء إيران، الجمعة، وقالت إنها استهدفت منشآت نووية ومصانع صواريخ وقتلت عدداً كبيراً من القادة العسكريين فيما قد تكون عملية مطولة لمنع طهران من صنع سلاح نووي.

وقال ترمب، إن إيران هي من تسببت في الهجوم برفضها المهلة الأميركية في المحادثات الرامية إلى كبح برنامجها النووي.

"لست قلقاً من اندلاع حرب إقليمية"

كما قال ترمب في تصريحات لوكالة "رويترز"، إن إدارته "كانت تعرف كل شيء عن الهجوم الإسرائيلي على إيران، وحاولت إنقاذها من الإذلال والموت".

وأضاف أن "إيران تعرضت لضربة مدمرة، وليس من الواضح ما إذا كانت لا تزال تمتلك برنامجاً نووياً"، معتبراً أن "هدف إسرائيل النهائي هو ضمان عدم امتلاك إيران سلاحاً نووياً".

وعبر ترمب عن عدم قلقه من "اندلاع حرب إقليمية" نتيجة للهجوم الإسرائيلي على إيران، مضيفاً أن واشنطن "لا تزال تعتزم عقد اجتماع" مع طهران، الأحد، لكنه أشار إلى أنه "غير متأكد مما إذا كان سيعقد الآن". ولكنه أضاف: "لم يفت الأوان بعد بالنسبة لإيران لإبرام اتفاق".

وفي مقابلة منفصلة مع ABC NEWS، قال ترمب: "أعتقد أنه (الهجوم) ممتاز. منحناهم فرصة ولم يغتنموها. تلقوا ضربة قاسية، قاسية جداً. تعرضوا لضربات قوية للغاية. وهناك الكثير في المستقبل. الكثير جداً".

وأضاف في منشور على منصة "تروث سوشيال": "قبل شهرين، منحت إيران إنذاراً نهائياً مدته 60 يوماً لإبرام اتفاق كان عليهم أن يفعلوا ذلك! اليوم هو اليوم 61... والآن، لديهم، ربما، فرصة ثانية!".

وتوعدت إيران برد قاس على الهجوم الليلي الذي أودى بحياة قائدي القوات المسلحة والحرس الثوري. وقالت إسرائيل إن نحو 100 طائرة مسيرة أطلقتها طهران صوب إسرائيل رداً على الهجمات، لكن مصدراً إيرانياً نفى ذلك.

وفي رسالة بثها التلفزيون، حث الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الإيرانيين على الوقوف إلى جانب قادتهم، وقال إن رداً قوياً "سيجعل إسرائيل تندم على عملها الأحمق".

وأبلغت إيران مجلس الأمن الدولي، المقرر أن يعقد اجتماعاً، الجمعة، بناء على طلب من طهران، في رسالة أنها سترد بحزم وبشكل متناسب على أفعال إسرائيل "غير القانونية" و"الجبانة".

ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وهو الأطول بقاء في السلطة، الضربات بأنها "خطوة حاسمة" لحماية إسرائيل من تهديد وجودها في المستقبل.

وقال مكتبه إنه سيتحدث مع ترمب في وقت لاحق الجمعة. وكتب الرئيس الأميركي في منشور على منصته: "منحت إيران فرصة تلو الأخرى لإبرام اتفاق".

وأضاف: "شهدنا بالفعل موتاً ودماراً هائلين، لكن لا يزال الوقت متاحاً لوقف هذا القتال بالنظر إلى وجود خطة للهجمات القادمة بالفعل والتي ستكون أكثر وحشية، على إيران إبرام اتفاق قبل أن يضيع كل شيء".

مقالات مشابهة

  • ترامب: الإيرانيون يتواصلون معنا.. وقد تكون لهم فرصة أخرى لإبرام اتفاق
  • ترامب: الضربات على إيران ناجحة وقد تكون أكثر وحشية
  • حلم أشرف يودّع جمهوره بالحلقة 13 .. هل تكون نهاية الموسم أم نهاية المسلسل؟
  • الضربة الخاطفة: هل كشفت إسرائيل ضعف الداخل الإيراني؟
  • عدنان الروسان .. هل تكون نهاية ايران كنهاية حزب الله
  • الكرملين: روسيا تشعر بالقلق وتدين التصعيد الحاد بين إسرائيل وإيران
  • حراك أبناء سوق الجمعة: الجمعة لن تكون مجرد مظاهرة بل صفعة في وجه الفساد
  • مدرب إنجلترا: والدتي تشعر بالاشمئزاز من بعض تصرفات بيلينغهام
  • دراسة مفاجئة.. الأسماك تشعر بالألم كالإنسان!
  • أن تكون عصريًا من أجل التريند: لماذا هذا الهوس؟