الحرة:
2025-08-02@19:37:42 GMT

استنزاف نفسي.. رد حزب الله يرهق اللبنانيين

تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT

استنزاف نفسي.. رد حزب الله يرهق اللبنانيين

يشعر اللبنانيون بضغط نفسي متزايد نتيجة حالة الترقب المستمرة التي يعيشونها على خلفية تهديدات حزب الله المتكررة بالرد على اغتيال إسرائيل للقيادي في الحزب، فؤاد شكر. وباتت هذه الحالة من الانتظار تسيطر على تفاصيل حياة اللبنانيين اليومية، مما أدى إلى تفاقم التوتر والقلق في صفوفهم.

وفي ظل هذه الأجواء المتوترة، تتصدر الأخبار على مدار الساعة تقارير بشأن تمسك حزب الله بتنفيذ رد ميداني "مؤلم ورادع"، وسط توقعات بتنفيذ وشيك لوعيده.

هذه التوقعات المتزايدة تترافق مع دعوات من دول عدة لرعاياها بمغادرة لبنان، إلى جانب تعديل شركات الطيران الوطنية والعربية والأجنبية لجدولة رحلاتها الجوية، وتعليق بعضها الرحلات إلى مطار بيروت الدولي.

وتزايدت المخاوف بين المواطنين مع تواتر الأنباء عن استعدادات الحكومة لمواجهة احتمال اندلاع حرب وشيكة. وتضمنت هذه الاستعدادات تأمين مراكز إيواء، ووضع خطة طوارئ صحية شاملة ورفع جاهزية الطواقم الطبية تحسباً لأي طارئ، وتقدير مدة توفر الإمدادات الغذائية والوقود.

يُذكر أن إسرائيل اغتالت شكر بعد اتهامها حزب الله، المدعوم من إيران، بالمسؤولية عن هجوم مجدل شمس الذي أدى إلى مقتل 12 فتى وفتاة وإصابة آخرين. وقد أعلن الجيش الإسرائيلي أن صاروخاً إيراني الصنع، يحمل رأساً حربياً يزن 50 كيلوغراماً أطلقه حزب الله، كان سبباً في وقوع هذه المجزرة.

"موت بطيء"

تعيش سناء، مثل غيرها من اللبنانيين، حالة من التوتر والترقب المستمرين منذ أن أعلن حزب الله نيته الرد على اغتيال شكر، وتقول: "بالفعل، تعبت نفسياً. الترقب أمر مرهق جداً، ومتابعة الأخبار لحظة بلحظة مدمرة. أنام وأستيقظ وأنا أترقب رد حزب الله، وأتساءل إن كان سيجر لبنان، وربما المنطقة بأكملها، إلى حرب كبرى."

وما يزيد الطين بلة، بحسب ما تقوله سناء لموقع "الحرة"، أن "هناك مواقع إخبارية وناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي يتداولون كل يوم أن الرد قد يحدث في غضون ساعات. أصبحت أستيقظ عدة مرات خلال الليل لألقي نظرة على المجموعات الإخبارية عبر واتساب، وأتابع موقع إكس بحثاً عن المزيد من الأخبار، فيما التلفاز لا ينطفئ أبداً، إذ أبقيه على المحطات الإخبارية."

تشعر سناء وكأنها في حالة موت بطيء بسبب هذا الانتظار المرير، وتشدد: "انتظار المجهول الكارثي أمر صعب جداً. رغم أنني لا أسكن في معاقل حزب الله، لكن كما نعلم، الحزب متغلغل في مناطق عدة، وبالتالي لا أدري إذا كان لديه مكاتب أو مراكز بالقرب من منزلي، فيما وضعي المادي لا يسمح لي بالانتقال إلى جبل لبنان، كما فعل العديد من سكان الجنوب اللبناني والضاحية الجنوبية لبيروت."

وبعد تهديد حزب الله بالرد على مقتل شكر، سارعت سناء إلى شراء المؤونة ظناً منها أنه سينفذ وعيده سريعاً، لكن وفق ما تقوله "أطل أمين عام حزب الله حسن نصر الله ليعلن أنه (غير مستعجل)، مؤكداً أن هذا التأخير جزء من الحرب النفسية ضد الإسرائيليين، من دون أن يعلم أنه يدمرنا نفسياً، فنحن نترقب حرباً مدمرة في وقت تعجز فيه حكومتنا عن تأمين الحد الأدنى من حقوق مواطنيها، كالاستشفاء والكهرباء."

وفي ظل الأزمة الاقتصادية التي تعصف بلبنان منذ عام 2019، يخشى اللبنانيون من عدم قدرة الحكومة اللبنانية على تأمين متطلبات الصمود لمواجهة الحرب المحتملة.

وتشرح سناء: "في الوقت الذي تداولت فيه أخبار عن تجهيز الإسرائيليين لمولدات كهرباء للملاجئ، نحن كلبنانيين نعاني من انقطاع دائم للكهرباء حتى دون وجود حرب. الاستشفاء أصبح حكراً على الميسورين مادياً بسبب ارتفاع الفواتير، وهجرة الأطباء الأكفاء، أما الأدوية فباتت لمن استطاع إليها سبيلا، وبعضها مفقود من الصيدليات، والرواتب لا تكاد تكفي لتغطية الاحتياجات الأساسية".

وكانت الحكومة اللبنانية أعلنت في 31 أكتوبر، خطتها المستندة إلى عدة افتراضات مبينة على مقارنة معيارية لما حدث في حرب يوليو 2006، منها تهجير قسري لمليون لبناني لمدة تصل إلى 45 يوما، والحاجة إلى مراكز إيواء جماعية تستوعب 20 في المئة من النازحين، أي نحو 200 ألف شخص، والضغط على القطاع الصحي وتأمين المستلزمات الإنسانية للنازحين في مراكز الإيواء، إضافة إلى حصار بحري وجوي.

وتهدف الخطة إلى تلبية احتياجات 3 فئات من اللبنانيين: النازحون في مراكز الإيواء، النازحون في شقق ومنازل خاصة، والمجتمع المضيف.

بين حصارين

يشعر سليم بثقل الخوف من اندلاع حرب جديدة قد تترك تداعيات كارثية على حياته وحياة عائلته، مع تصاعد التوترات في لبنان، وتكرار تهديدات حزب الله بالرد على مقتل شكر.

سليم، وهو أب لطفلين صغيرين، يتحدث بحرقة عن هذه الفترة العصيبة، ويقول لموقع "الحرة" "فكرة أن الحرب قد تندلع في أي لحظة تجعلني غير قادر على النوم أو التفكير في شيء آخر. عندما أرى طفليّ يلعبان في المنزل، لا يسعني إلا التفكير في كيفية حمايتهما إذا تدهورت الأوضاع."

وتزداد مخاوف سليم حدة عندما يرى طفليه مرعوبين نتيجة خرق الطيران الإسرائيلي لحاجز الصوت فوق بيروت والضاحية الجنوبية حيث يقيم، ويقول "بدأنا نسمع جدار الصوت بعد تهديدات حزب الله بالرد، وعندما يحدث هذا، أرى الرعب في عيونهما. يركضان نحوي ويسألانني إن كنا في خطر. هذا الصوت المرعب، الذي لم يعتادا عليه من قبل، أصبح جزءاً من حياتنا اليومية."

ويعبّر سليم عن عجزه في تفسير هذا الواقع المرير لطفليه، ويضيف "ماذا يمكنني أن أقول لهما؟ كيف أشرح لطفل في الخامسة وآخر في السادسة ماهية هذه الأصوات؟ في كل مرة يحدث ذلك، أجد نفسي مضطراً للتخفيف من الأمر، لكنني غالباً ما أفشل في ذلك."

إلى جانب المخاوف النفسية، يعاني سليم من ضغوط مادية تجعل من الصعب عليه اتخاذ تدابير احترازية، ويقول "العديد من معارفي انتقلوا إلى مناطق أكثر أماناً، أو حتى غادروا البلاد. لكنني لا أملك الإمكانيات المالية لذلك. أشعر بأنني محاصر بين الخوف من الحرب وعدم القدرة على حماية أسرتي بشكل كامل."

وشهد معدل الفقر في لبنان ارتفاعاً بأكثر من ثلاثة أضعاف خلال العقد الماضي (بين عامي 2012 و2022)، ليصل إلى 44% من مجموع السكان، وذلك وفقاً إلى تقرير البنك الدولي الذي صدر في مايو الماضي بعنوان "تقييم وضع الفقر والإنصاف في لبنان 2024: التغلب على أزمة طال أمدها".

وفي ختام حديثه، يعبر سليم عن شعور عميق بالعجز واليأس، لكنه يحاول التمسك ببصيص من الأمل، قائلاً "أحاول أن أتفاءل رغم أني أعلم أن الخوف سيبقى رفيقنا ما دام الوضع في لبنان على ما هو عليه."

وتتبادل إسرائيل وجماعة حزب الله، المصنفة ارهابية، القصف بشكل شبه يومي عبر الحدود منذ الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر على إسرائيل، الذي أدى إلى اندلاع الحرب في قطاع غزة، ومع اغتيال شكر تعززت المخاوف من توسّع رقعة الحرب إلى لبنان والمنطقة.

استنزاف نفسي

وتصف منال، الحالة النفسية المتدهورة التي تعيشها منذ اغتيال شكر، بالقول "الأسبوع الأول بعد مقتله كان صعباً جداً. كنا نعيش حالة طوارئ، نترقب الرد في أي لحظة، وكأن الحرب ستندلع لا محالة. جمّدت جميع نشاطاتي، ومعظم أقاربي ومعارفي غادروا لبنان."

في الأسبوع الثاني، بدأت منال تشعر بتراجع طفيف في الخوف، خصوصاً بعد تداول الأخبار بشأن وساطات دولية تهدف إلى تجنب رد حزب الله على اغتيال شكر وكذلك رد إيران على مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران. لكنها لا تزال تشعر بالقلق العميق، وتقول "في قرارة نفسي أعتقد أن الرد حتمي، كما أشار نصر الله. والهاجس الأكبر أن تستبق إسرائيل هذا الرد وتوجه ضربة إلى لبنان، كما طالب بعض المسؤولين الإسرائيليين."

يذكر أنه عقب اغتيال شكر، أكدت وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة ستواصل المساعي الدبلوماسية لتجنب تصعيد الصراع بين إسرائيل وحزب الله في أعقاب الضربة.

وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية، فيدانت باتيل، في إفادة صحفية "نواصل العمل نحو التوصل لحل دبلوماسي يسمح للمدنيين الإسرائيليين واللبنانيين بالعودة إلى ديارهم والعيش في سلام وأمن. نريد بالتأكيد تجنب أي نوع من التصعيد".

منال تصف الوضع بأنه "مرحلة استنزاف نفسي"، إذ تحاول عبثاً استئناف حياتها الطبيعية، وتشرح "حتى عندما أخرج من المنزل، أبقى في حالة حذر دائم، خصوصاً مع الخرق شبه اليومي للطيران الإسرائيلي لحاجز الصوت فوق بيروت حيث أسكن".

لكن ما زاد من شعورها بالقلق هي المفاجآت غير المتوقعة "بينما نحن نترقب بدء الحرب المحتملة وأن تنهمر الصواريخ علينا من السماء عقب رد حزب الله على اغتيال شكر، صدمنا بأن الضربة أتت من تحتنا ليل أمس الاثنين مع وقوع هزة أرضية في حماة شعر بها سكان بيروت بقوة".

وتشدد "نعيش كل يوم بيومه، ونحمد الله مع كل يوم يمر دون رد أو حرب. ولا زلت أعتبر أن هناك أملاً بأن تمر هذه المرحلة بسلام، وللأسف، كلبنانيين اعتدنا على مواجهة الأزمات والكوارث بشكل دائم".

وتصف مديرة جمعية "مفتاح الحياة"، الأخصائية النفسية والاجتماعية، لانا قصقص، الوضع النفسي للبنانيين بأنهم "يعيشون في حالة قلق جماعي وتأهب دائم، تمنعهم من العيش بسلام وإكمال حياتهم بشكل طبيعي".

وتوضح قصقص في تصريحات لموقع "الحرة" أن هذا التوتر النفسي يعود إلى "عدم اليقين بشأن مستقبل البلاد، مما يخلق حالة مستمرة من عدم الاستقرار النفسي".

وتشدد على أن "الضغوط النفسية المتزايدة أسهمت في تصاعد مشاعر الغضب لدى المواطنين، مما يساهم في ارتفاع عدد الإشكالات اليومية"، مشيرة إلى أن العديد من اللبنانيين يعانون من "اضطرابات النوم والكوابيس، وسيطرة الأفكار السلبية والمظلمة على حياتهم".

وتؤكد الأخصائية النفسية أن حالة القلق الجماعية تؤدي إلى ظهور أعراض جسدية لدى البعض، مثل "الآلام الجسدية والشعور بالإرهاق نتيجة الضغط العصبي المستمر"، محذرة من أن "استمرار هذه الحالة لفترة طويلة قد يؤدي إلى استنزاف قدرة الشخص على الصمود نفسياً وجسدياً، وبالتالي يعمق الأزمة النفسية التي يواجهها الشعب اللبناني".

 

 

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: رد حزب الله اغتیال شکر على اغتیال فی لبنان الرد على

إقرأ أيضاً:

ليست بديلا صحيا عن التدخين.. السجائر الالكترونية قاتل صامت في صفوف اللبنانيين

كتبت راجانا حمية في "الاخبار": تغزو منتجات التبغ الإلكترونية (التبغ المسخّن والمنكّه) الأسواق اللبنانية، استيراداً وتهريباً، مع تحوّل عدد من المدخنين من السجائر العادية إلى الإلكترونية باعتبارها أقل ضرراً. في الشق «الشرعي»، استورد لبنان العام الماضي، عبر «إدارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية» (الريجي)، نحو 79 ألفاً و636 صندوقاً من التبغ المسخن، يحتوي كل منها على 500 علبة. تأتي هذه المنتجات من رومانيا وتوزّع للإستهلاك حصرياً وتتضمّن ثلاثة أنواعٍ أساسية هي FIIT, HEETS, TEREA، تندرج كلها تحت مسمى الـIQOS (سجائر التبغ المسخّن). وبحسب إحصاءات إدارة الجمارك اللبنانية، وصلت كمية التبغ المسخّن المستوردة العام 2023 إلى 4407 أطنان بقيمة إجمالية بلغت نحو 52 مليون دولار.
وفي ما يتعلق بمنتجات التبغ السائلة (vaping)، استوردت المؤسسة العام الماضي 71 ألفاً و111 صندوقاً لا تغطي كمية الإستهلاك الفعلية في السوق اللبناني، بسبب غلبة التهريب في هذا «القطاع». وبحسب رئاسة قسم التبغ «المشكلة أننا في بلدٍ بحدودٍ مكشوفة ومفتوحة ولا نعرف ماذا يدخل وماذا يخرج من تلك البضاعة، ولذلك ليس هناك رقم دقيق عن كمية الإستهلاك»، بحسب رئيس القسم حسين سبيتي، لافتاً إلى أن رفع أسعار السجائر يأتي بنتائج عكسية، فبدلاً من تشجيع «الدخان الوطني» وما ينتج في «الريجي» من علامات تجارية أجنبية، انعكست فوضى التسعير فتحاً لأبواب التهريب «ولذلك يجب ألا تتخطى الأسعار تلك المعمول بها في دول الجوار وأن نبقى أرخص من المحيط كي لا تكبر لائحة التهريب».
وإذا كانت السيجارة العادية لا تزال الأولى في السوق (توزّع «الريجي» منها ما يزيد على 100 ألف صندوق أي نصف مليون علبة شهرياً)، إلا أن استهلاك التبغ المسخّن وأجهزة السوائل المنكهة يزداد عاماً بعد آخر، مع الرواج الذي تشهده وتطوّر أشكالها والإضافات عليها. وقد أسهمت هذه المنتجات في خلق فئة جديدة من غير المدخنين الذين التحقوا أو سيلتحقون بالمدخنين عاجلاً أم آجلاً، إذ أن هذه السجائر «تعلّقهم» بنكهاتها وتبغها، ما يجعل عبورهم إلى السيجارة العادية أكثر سهولة وسلاسة. وهذا ما تريده «فيليب موريس»، الشركة المصنّعة للجزء الأكبر من الإصدارات الجديدة، وغيرها من الشركات التي تروّج لمنتجاتها باعتبارها «الخيار الآمن» لمن يريد الإقلاع عن التدخين، إلا أن ما تقوم به هو تسويق منتجها الالكتروني وتوسيع شريحة مستخدمي سيجارتها التقليدية في الوقت نفسه. وقد ذهبت في الترويج لمنتجاتها على أنها ليست تبغاً، فسمّت التبغ المسخن iqos اختصاراً لـ Quit Ordinary Smoking (أقلعت عن التدخين العادي)، وخرجت بمنتجات أنيقة الشكل وصغيرة وبنكهةٍ ورائحة مرغوبة، صارت في نهاية المطاف «تراند» في متناول الجميع. وبسبب إضافة السكّر إلى النكهات المستخدمة، وصلت هذه المنتجات أيضاً إلى الأطفال والمراهقين، ما دفع بمنظمة الصحة العالمية إلى حظر 10 نكهات في البداية، قبل أن تحظر جميع أنواع السجائر الإلكترونية المنكهة في العالم باعتبارها مماثلة للسجائر العادية، انطلاقاً من تأثيرها على من تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاماً «ممن تم تجنيدهم ودفعهم في سن مبكرة إلى استخدام السجائر الإلكترونية، وما يعني ذلك من إدمان مبكر على النيكوتين». ولا يفرّق الباحثون بين السيجارة العادية وتلك الإلكترونية إذ كلاهما يحملان المواد نفسها، وإن كانت دعاية شركات الإنتاج قد أوهمت المدخّنين أن «آيكوس» و«فايب» بديلان عن «الدخّان». وبينت الدراسات في هذا الإطار أن هذا البديل «ليس أكثر من وهم»، وفق المديرة التنفيذية للأكاديمية البيئية في الجامعة الأميركية النائبة نجاة صليبا. فالنيكوتين والمواد الكيميائية التي تشكّل عاملاً «جاذباً» للسرطان موجودة في السجائر الإلكترونية أيضاً. أضف إلى ذلك أن الـiqos «تبغ أولاً وآخراً»، لكنه يختلف عن السجائر العادية في «ميزة» واحدة، وهو أنه يسخّن التبغ ولا يحرقه، أو بتعبير أدق «يحرقه على درجة حرارة أخفّ. ففيما تحرق السيجارة العادية التبغ على 900 درجة، يحرقه الآيكوس على 300 أو 350 درجة». مع ذلك، لا ينعكس هذا الفارق في الدرجات اختلافات نوعية، فجلّ ما يفعله التخفيف من الأضرار الجانبية التي يمكن أن تسببها المواد الكيميائية المختلفة والتي تتخطى الـ7 آلاف مادة، في حين أن مادة النيكوتين تبقى كما هي.
أما «الفايب»، فشيء آخر تماماً، والمخاطر الذي ترافق هذا المنتج أعلى بكثير مما هي في «آيكوس» وفي السيجارة العادية. فهنا، بإمكان المدخّن أن يتحكم بكمية وقوة مادة النيكوتين التي يريدها، وكذلك سرعة ومدة استنشاقها «يعني فيكي تدوخي من one shot»، تقول صليبا، مضيفة أنه «إذا ما أطال فترة السحب من البطارية، فهو بذلك يتلقى مادة النيكوتين أكثر بثلاث أو أربع مرات من السيجارة العادية في سحبة واحدة». أما أخطر ما في هذا الإبتكار هو تنوع نكهات السوائل التي يدخل السكّر عاملاً أساسياً فيها. فعدا عن كونه يجذب شريحة كبيرة من المدخنين لم يكن النيكوتين يستهويهم يوماً، فإنه يزيد في الوقت عينه من «خطر الإصابة بالسرطان»، بحسب راشيل الحاج، إحدى الباحثات ومعدّة دراسة «الانبعاثات السامة الناتجة عن إضافة السكرالوز في سوائل السيجارة الإلكترونية». وتعلّق الحاج بالقول إن النكهات تضاعف كمية السموم التي يتلقاها المدخّن 3 مرات أكثر مما هي في السيجارة العادية. وهي انبعاثات ناتجة عن إضافة «السكرالوز» كمحلٍّ إلى السائل المستخدم في الجهاز الإلكتروني، والذي ينشّط مادة سمّية يطلق عليها «كلوروبروبانول» تصنّف وفق الدراسات كمادة مسرطنة للإنسان بشكل عام. وتشير الحاج في دراستها إلى أن «الحد الأقصى المسموح به للإستهلاك اليومي من هذه المادة هو بمقدار 2 ميكروغرام- كيلوغرام من وزن الجسم». ونظراً إلى التقدير التقريبي لاستخدام السيجارة الإلكترونية بـ 150 «نفخة» في اليوم، «سيتعرّض مستخدم وزنه 70 كيلوغراماً من 0 إلى 18 مرة أكثر من المستوى المسموح به يومياً، اعتماداً على ظروف التشغيل ومع مراعاة الفرق بين طرق الإستنشاق والإبتلاع». أضف إلى ذلك أن «الكشف عن هذه المواد المسرطنة المحتملة في رذاذ السوائل ذات النكهات الحلوة يزيد من خطر الكربونيل المسرطن المنبعث من تحلل السائل الأساسي».
وخلصت دراسة أخرى للجامعة الأميركية في بيروت عن النكهات المضافة في «الفايب»، إلى أن هذه النكهات بقدر ما تزيد من جاذبية المنتج بين الشباب، تزيد من خطر الإصابة بالسرطان. وأشارت الى أنه رغم ادّعاء الشركات المصنّعة للسجائر الالكترونية بأن النكهات التي تضيفها «هي إضافات آمنة لأنها تستخدم عادة في الأطعمة، إلا أن هذه الحجة مضللة لأن المضافات الغذائية مخصّصة للابتلاع وليس الاستنشاق، ويمكن أن تتحول كيميائياً عند تسخينها في السيجارة الإلكترونية». ومثالاً على ذلك، فإن «مركّبات السَكَاريد التي تستخدم لإضفاء نكهة حلوة، تتحلل إلى مركبات الفيوران السامة». والأسوأ من ذلك أن مستويات مادة الفيوران في كل نفخة سيجارة إلكترونية مماثلة لتلك الموجودة في نفخة السيجارة التقليدية! مواضيع ذات صلة هل تشن إيران حرباً إلكترونية بديلة؟ Lebanon 24 هل تشن إيران حرباً إلكترونية بديلة؟ 02/08/2025 06:00:33 02/08/2025 06:00:33 Lebanon 24 Lebanon 24 الدفاع المدني: المستجيبون الأوائل ليسوا بديلاً بل ركيزة داعمة Lebanon 24 الدفاع المدني: المستجيبون الأوائل ليسوا بديلاً بل ركيزة داعمة 02/08/2025 06:00:33 02/08/2025 06:00:33 Lebanon 24 Lebanon 24 ترامب يخرج عن صمته: ماسك فقد عقله ولست مهتماً بالحديث معه Lebanon 24 ترامب يخرج عن صمته: ماسك فقد عقله ولست مهتماً بالحديث معه 02/08/2025 06:00:33 02/08/2025 06:00:33 Lebanon 24 Lebanon 24 معاريف عن زعيم حزب الديمقراطيين يائير لابيد: بن غفير وزير فاشل ونتنياهو صامت ويعتمد عليه Lebanon 24 معاريف عن زعيم حزب الديمقراطيين يائير لابيد: بن غفير وزير فاشل ونتنياهو صامت ويعتمد عليه 02/08/2025 06:00:33 02/08/2025 06:00:33 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً إتصالات للتوصل الى مخرج لـ"حصرية السلاح بيد الدولة" قبل جلسة الثلاثاء الحكومية Lebanon 24 إتصالات للتوصل الى مخرج لـ"حصرية السلاح بيد الدولة" قبل جلسة الثلاثاء الحكومية 05:08 | 2025-08-02 02/08/2025 05:08:00 Lebanon 24 Lebanon 24 بلبلة بشأن إنهاء مهمة برّاك واحتمال زيارة أورتاغوس للبنان Lebanon 24 بلبلة بشأن إنهاء مهمة برّاك واحتمال زيارة أورتاغوس للبنان 05:10 | 2025-08-02 02/08/2025 05:10:00 Lebanon 24 Lebanon 24 "حزب الله"يصارح عون بهواجسه والتحدي في وضع جدول زمني لسحب السلاح وإقراره Lebanon 24 "حزب الله"يصارح عون بهواجسه والتحدي في وضع جدول زمني لسحب السلاح وإقراره 05:22 | 2025-08-02 02/08/2025 05:22:51 Lebanon 24 Lebanon 24 البيطار يقترب من القرار الاتهامي بقضية تفجير المرفأ Lebanon 24 البيطار يقترب من القرار الاتهامي بقضية تفجير المرفأ 05:37 | 2025-08-02 02/08/2025 05:37:12 Lebanon 24 Lebanon 24 الاستعدادات للانتخابات النيابيّة "المفصليّة" بدأت و" المستقبل" يطلق تحضيراته Lebanon 24 الاستعدادات للانتخابات النيابيّة "المفصليّة" بدأت و" المستقبل" يطلق تحضيراته 05:36 | 2025-08-02 02/08/2025 05:36:54 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة سيارات إطفاء تحرّكت.. ماذا تشهد الضاحية؟ (فيديو) Lebanon 24 سيارات إطفاء تحرّكت.. ماذا تشهد الضاحية؟ (فيديو) 13:56 | 2025-08-01 01/08/2025 01:56:11 Lebanon 24 Lebanon 24 نادين الراسي: لهذا السبب لم أٌقدّم التعازي بوفاة زياد الرحباني Lebanon 24 نادين الراسي: لهذا السبب لم أٌقدّم التعازي بوفاة زياد الرحباني 16:35 | 2025-08-01 01/08/2025 04:35:00 Lebanon 24 Lebanon 24 استعدوا لأقسى موجة لاهبة ستضرب لبنان قريبا.. هذا ما كشفه الأب خنيصر Lebanon 24 استعدوا لأقسى موجة لاهبة ستضرب لبنان قريبا.. هذا ما كشفه الأب خنيصر 11:41 | 2025-08-01 01/08/2025 11:41:48 Lebanon 24 Lebanon 24 ممثل لبنانيّ: "فيه ناس ما بتعرف اني ابن ابراهيم مرعشلي" Lebanon 24 ممثل لبنانيّ: "فيه ناس ما بتعرف اني ابن ابراهيم مرعشلي" 17:27 | 2025-08-01 01/08/2025 05:27:37 Lebanon 24 Lebanon 24 خبر جديد عن الـ100 دولار القديمة.. ما هو؟ Lebanon 24 خبر جديد عن الـ100 دولار القديمة.. ما هو؟ 22:21 | 2025-08-01 01/08/2025 10:21:07 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 05:08 | 2025-08-02 إتصالات للتوصل الى مخرج لـ"حصرية السلاح بيد الدولة" قبل جلسة الثلاثاء الحكومية 05:10 | 2025-08-02 بلبلة بشأن إنهاء مهمة برّاك واحتمال زيارة أورتاغوس للبنان 05:22 | 2025-08-02 "حزب الله"يصارح عون بهواجسه والتحدي في وضع جدول زمني لسحب السلاح وإقراره 05:37 | 2025-08-02 البيطار يقترب من القرار الاتهامي بقضية تفجير المرفأ 05:36 | 2025-08-02 الاستعدادات للانتخابات النيابيّة "المفصليّة" بدأت و" المستقبل" يطلق تحضيراته 05:50 | 2025-08-02 " حزب الله" والانكشاف الأخير أمام الداخل والخارج فيديو انحنى ليواسيها.. هذا ما قالته السيدة فيروز للسفير المصري (فيديو) Lebanon 24 انحنى ليواسيها.. هذا ما قالته السيدة فيروز للسفير المصري (فيديو) 09:31 | 2025-07-30 02/08/2025 06:00:33 Lebanon 24 Lebanon 24 ستنافس سامسونغ وآبل.. هذه مواصفات ساعة غوغل المنتظرة (فيديو) Lebanon 24 ستنافس سامسونغ وآبل.. هذه مواصفات ساعة غوغل المنتظرة (فيديو) 08:32 | 2025-07-30 02/08/2025 06:00:33 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنانيون يشربون البلاستيك.. هذا ما تحتويه مياهنا! Lebanon 24 لبنانيون يشربون البلاستيك.. هذا ما تحتويه مياهنا! 19:35 | 2025-07-29 02/08/2025 06:00:33 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • في بداية كل شهر.. هذا ما يحصل مع فئة كبيرة من اللبنانيين
  • ليست بديلا صحيا عن التدخين.. السجائر الالكترونية قاتل صامت في صفوف اللبنانيين
  • حاصباني: الجيش هو الضامن لأمن كل اللبنانيين ومن يتصدى لكل عدوٍ
  • انفجارات غامضة تُربك حفل محمد رمضان وتثير شبهة محاولة اغتيال
  • قتيل وإصابات في حفل محمد رمضان بمصر.. والمطرب يزعم تعرضه لمحاولة اغتيال
  • بعد وفاة شاب وإصابة 6 بحفلة محمد رمضان يزعم: كانت محاولة اغتيال
  • الحرب احتمال قائم.. مفاوضات سلاح المقاومة في لبنان مستمرة
  • «اللائحة السوداء» أبرزها.. حزب الله يُهدّد اللبنانيين بعدد من العقوبات بسبب سلاحه
  • بري عشية عيد الجيش: هو الرهان ومحط آمال اللبنانيين في الأمن والدفاع عن الارض
  • الشرق الأوسط فوق رقعة النار.. هل تقترب الحرب الكبرى؟