انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً… هم ونحن! /-طارق الهاشمي
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
أغسطس 14, 2024آخر تحديث: أغسطس 14, 2024
طارق الهاشمي*
جون كيربي (منسق الأمن القومي الأمريكي) صرح قبل أيام: «نقلنا مقدرات كبيرة للمنطقة وسندافع عن إسرائيل في حال تعرضت للهجوم».
جاء هذا التصريح، بعد تصريحات مشابهة صدرت عن الرئيس جو بايدن ووزير دفاعه أوستن …
مضمون التصريح واضح لا لبس فيه، إن الولايات المتحدة سوف تقف إلى جانب إسرائيل في كل وقت ومهما فعلت !! ومن دون هذا الموقف، ما كانت دولة الاحتلال لتجرؤ على قتل حتى الذي تتفاوض معه!! وأقصد القائد الشهيد إسماعيل هنية… أو يتفاقم غلوها وإسرافها في القتل حتى تبلغ قائمة الضحايا قتل 40 ألف إنسان بريء و100 ألف جريح ومصاب ناهيك عن ضحايا ما زالت جثثهم تحت الأنقاض لا يعرف عددهم.
الموقف ليس بجديد، بل تكرر منذ انطلاقة العدوان على غزة رداً على صولة طوفان الأقصى، ليؤكد للعالم أجمع أن الولايات المتحدة ليست وسيطة بل هي شريكة، بالقوة العسكرية، بالتسليح والتجهيز، بالجهد الاستخباراتي، العملياتي، وسلاسل الإمداد اللوجستي… ناهيك عن الدعم المالي وتوفير الغطاء السياسي لعربدتها وبلطجتها غير المحدودة… الولايات المتحدة اختارت أن تكون ظهيرا للمجرمين.
نتن ياهو بخبثه ومكره يتلاعب بالولايات المتحدة، مستفيداً من موقفها الضبابي، ولا يستجيب لرغباتها حتى لو جرى تنسيق المواقف والتوافق عليها مبكرا!!
وهذا ما جرى في مشروع المراحل الثلاث لوقف إطلاق النار، وحتى اللحظة الولايات المتحدة يبدو أنها غير جادة في لجم عربدته وبلطجيته، وتكتفي بخطاب مرتبك مغشوش يحتمل أكثر من تفسير، فيه من التمنيات أكثر من الحزم ! بينما عنصر الضغط الرئيسي المتاح بيدها (لو أرادت) هي المساعدات العسكرية، التي لم ينقطع تدفقها لجيش الاحتلال لحظة واحدة… حتى لو تعارض مع قوانينها ذات الصلة، ما يعني أن الولايات المتحدة لا تتمنى على إسرائيل وقف العدوان، وما حقيقة تصريحاتها سوى شكل من أشكال العلاقات العامة يحتاجها البيت الأبيض لتهدئة خواطر الغاضبين، المتعاطفين مع غزة في محنتها من أبناء الشعب الأمريكي والعالم.
الولايات المتحدة تدرك يقيناً أن المحتل الإسرائيلي تجاوز حدود الظلم إلى الإبادة!! ومع ذلك هي لا تمنعه وهي على ذلك قادرة…. والمساعدات العسكرية، والقنابل الذكية والغبية … أداة فعّالة، لكنها تبقى بحاجة إلى رئيس فعّال وقرار شجاع ! في سابقة هي الأبلغ انحيازاً في العلاقات التي تراكمت بين الطرفين على مدى ما يزيد على سبعين عاماً…
هذه هي الولايات المتحدة الأمريكية التي لا يضارع طغيانها بشر !!….توظف قوتها للترخيص لإرهابي ظالم بالمزيد من القتل والدمار لأناس أبرياء … في غزة والضفة بدل أن تأخذ على يديه وتمنعه من ظلمه …!! وهي تتحمل المسؤولية الأخلاقية والسياسية كونها ما زالت تتربع على قمة النظام العالمي، لا يعني لها شيئا قتل وإصابة 140 ألف إنسان مدني بريء … وتدمير وتجويع وتهجير لم تشهده البشرية منذ عقود.
بل لا تعني لها شيئا الإبادة الجماعية !! ولا قرار محكمة العدل الدولية ولا إدانة محكمة الجنايات الدولية.
تذكرت الحديث الشريف قوله عليه الصلاة والسلام: (انْصُرْ أخاكَ ظالِماً أوْ مَظْلُوماً. فقالَ رَجُلٌ: يا رَسولَ اللَّهِ، أنْصُرُهُ إذا كانَ مَظْلُوماً، أفَرَأَيْتَ إذا كانَ ظالِماً، كيفَ أنْصُرُهُ؟ قالَ: تَحْجُزُهُ -أوْ تَمْنَعُهُ- مِنَ الظُّلْمِ؛ فإنَّ ذلكَ نَصْرُهُ).
يا الله …. كم هي جليلة أخلاقنا وقيمنا، بل كم هو عظيم ديننا…
وهل من يضارعنا فيه أحد؟
صحيح أن الحديث الشريف يعبر عن قضية أخلاقية قيمية تعنى بالتعاملات الإنسانية… لكن الحديث يصلح كضابط للسلوك في العلاقات الدولية، يحد من العدوان ويمنع الفوضى.
الحاصل، البون بيننا وبينهم شاسع عميق بل حتى في صغار الأمور …هو كبير.
*طارق الهاشمي
سياسي عراقي ونائب رئيس الجمهورية سابقا
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
حرائق الغابات في كندا تمتد لـ 174 موقعا.. والخطر يهدد الولايات المتحدة
دفعت عشرات حرائق الغابات المشتعلة في كندا، السلطات المحلية إلى إعلان حالة الطوارئ، وأجبرت آلاف الأشخاص على الإخلاء، ومن المتوقع أيضا انتشار الدخان ووصوله إلى الولايات المتحدة اليوم الجمعة.
حرائق الغابات في كندابلغ عدد حرائق الغابات في كندا 174 حريقًا، منها 94 حريقًا تُعتبر "خارجة عن السيطرة"، أي حرائق قيد المراقبة والتقييم، ولكن لم يتم إخمادها فورًا، وفقًا للمركز الكندي المشترك بين الوكالات لحرائق الغابات.
و بحسب ما أوردته شبكة “إيه بي سي نيوز ” الأمريكية، سينتقل بعض دخان هذه الحرائق مع رياح تتجه جنوبًا في الأيام المقبلة، حاملةً إياه إلى الولايات المتحدة.
حرائق الغابات تهدد أمريكاتصدر تنبيهات بشأن جودة الهواء في شمال مينيسوتا، وشبه جزيرة ميشيجان، ومعظم ولاية ويسكونسن، حيث يُعتبر الدخان خطيرًا على الفئات الحساسة.
وحتى يوم الجمعة، تشمل المناطق الكندية التي تشهد أكبر عدد من الحرائق كولومبيا البريطانية (61 حريقًا) وألبرتا (51 حريقًا) كما أن البلاد الآن في أعلى مستوى من التأهب الوطني، مما يعني أنها طلبت مساعدة دولية لإخماد النيران، ويتم الاستعانة بالمعدات والأفراد من جميع الولايات القضائية في كندا.