بطالة المهندسين سببًا رئيسيًا لإقبالهم على السفر للخارج.. والنقيب: هذا أمر إيجابي
تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT
ما دام كانت أزمة انتشار معاهد الهندسة العُليا سببًا رئيسيًا في زيادة أعداد الخريجين، ما يدفع السوق إلى لفظ الآلاف منهم سنويًا، لعدم حاجته لهم، وسط غياب من وزارة التعليم العالي عن ملف ضبط الأعداد، ما يزيد بطالة المهندسين بشكل كبير سنويًا، والأمر يتطلّب مناقشات واسعة بين وزارة التعليم العالي، ونقابة المهندسين؛ في محاولة لتحديد احتياجات السوق السنوية، وضبط أعداد الخريجين.
إحصائيات سابقة لنقابة المهندسين، كشفت أن مصر بها نحو 60 معهد عالي للهندسة، كما أن هناك 45 ألف طالب ينضمون للكليات والمعاهد الهندسية كل عام، بينما لا يتعدى عدد فرص العمل المتاحة 12 ألفًا فقط.
كما تمثّل ضعف جودة التعليم الهندسي في مصر، أزمة من ضمن المشكلات التي تواجه هذا الملف، بالإضافة إلى عدم ملاءمة مهارات الخريجين لاحتياجات سوق العمل؛ حيث لا تُلبي المهارات التي يكتسبها الطلاب خلال دراستهم، احتياجات سوق العمل، مما يُؤثّر على قدرتهم في الحصول على فرص عمل مناسبة.
تؤدي البطالة بشكل عام إلى نقص الإنتاجية، وانخفاض الناتج المحلي الإجمال، وتسير بنا إلى تفاقم مشكلة الفقر، ومشكلات أخرى مثل الجريمة، والأزمات النفسية، والشعور بالإحباط واليأس.
فتحت "الفجر" ملف بطالة المهندسين، وهو السبب الذي دفعهم للسفر خارج البلاد بأعداد كبيرة جدًا، مع تفنيد للأزمة، ووضع حلول قابلة للتنفيذ.
طائرة - أرشيفيةطارق النبراوي: سفر المهندسين للخارج أمر إيجابي
قال طارق النبراوي نقيب المهندسين، إن توفير فرص عمل خارج مصر، هو أمر من مصلحتنا؛ وذلك لأنها عادةً ما تكون مصدرًا للإيراد والعُملة الصعبة، واصفًا ذلك بـ "الأمر الإيجابي".
وأضاف في تصريحات لـ "الفجر"، أن عمل المهندسين خارج مصر هو أمر إيجابي، وتعمل النقابة دائمًا على تشجيعهم للقيام بذلك، وهناك نماذج مُشرّفة لمصر تعمل في الخارج في مجال الهندسة، في الولايات المتحدة الأمريكية، وأوروبا، وكندا، وحتى في الدول العربية، وحققن إنجازات كبيرة.
وأكد "النبراوي" أن سفر المهندسين للخارج شهد تعثرًا خلال السنوات السابقة؛ نظرًا لأن بعض الخريجين أصبحوا دون المستوى المطلوب عالميًا، ويتخرّج عدد كبير غير مؤهّل سنويًا، لذلك تعمل النقابة على الاهتمام بجودة التعليم الهندسي، والارتقاء بمستواه، ليتخرّج مهندس ذو مستوى مرتفع، يكون مؤهّل للعمل داخل مصر وخارجها.
وتابع: "النقابة تعمل مع المؤسسات المعنية، من بينها الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، لحل هذه المشكلة؛ من أجل رفع جودة مستوى خريجي التعليم الهندسي، إذ تشهد هذه الفترة تعاونًا كبيرًا وتنسيقًا للجهود، بين النقابة والهيئة في هذا الملف".
وفي هذا الشأن، لفت النبراوي إلى اتخاذ نقابة المهندسين قرارات تتعلّق بتطبيق معايير الجودة على المعاهد الهندسية، ووضعت ضوابط لقيد خريجي تلك المعاهد، لضمان جودة التعليم الهندسي؛ بهدف القضاء على صفوف البطالة بينهم، فضلًا عن كونه هدفًا قوميًا لتخريج مهندسين قادرين على المنافسة في سوق العمل، في الداخل والخارج، وتحقيق تطلعات الدولة المصرية في مواكبة التطوّر العصري، وتنفيذ خطط مصر التنموية.
طارق النبراوي نقيب المهندسينمقترحات لتحسين أوضاع المهندسين في مصر
ووضع "النبراوي" عددًا من المقترحات، لتحسين أوضاع المهندسين في مصر:
تقليل أعداد المقبولين في كليات الهندسة، وقبول عدد يتناسب مع احتياجات سوق العمل.تحسين جودة التعليم الهندسي، وتوفير الموارد البشرية والمالية اللازمة، وتطوير المناهج الدراسية لتُلبّي احتياجات سوق العمل.ربط التعليم بسوق العمل، وإتاحة فرص التدريب للطلاب في الشركات والمؤسسات المختلفة.تشجيع الاستثمارات في القطاع الخاص، وذلك خلق فرص عمل جديدة للمهندسين.دعم ريادة الأعمال، وتوفير التمويل والدعم اللازم للمهندسين، الراغبين في إنشاء مشاريعهم الخاصة.أما لتوفير فرص عمل كافية للمهندسين في مصر من خلال:
تشجيع الاستثمارات الأجنبية في مصر.دعم المشروعات القومية الكبرى.إنشاء مجمعات صناعية وتكنولوجية.خفض تكاليف المعيشة في مصر، من خلال اتخاذ إجراءات لضبط أسعار السلع والخدمات الأساسية، وزيادة الحد الأدنى للأجور.توفير الدعم السكني والمعيشي للمهندسين.توفير برامج تدريبية وتأهيلية للمهندسين المصريين، وذلك لزيادة مهاراتهم وقدراتهم وجعلهم أكثر تنافسية في سوق العمل.تشجيع المهندسين المصريين على إنشاء شركاتهم الخاصة، وذلك من خلال توفير الدعم المالي والإداري والتكنولوجي.تعزيز التعاون بين مصر والدول العربية في مجال الهندسة، وذلك من خلال عقد المؤتمرات والندوات والتبادل الطلابي.مهندسين - أرشيفيةعضو مجلس النقابة: الأوضاع الاقتصادية تدفع المهندسين للسفر برواتب متدنية
ومن جانبه قال المهندس محمود العربي عضو المجلس الأعلى لنقابة المهندسين، إن هذا الموضوع شائك؛ فهناك بطالة بين صفوف المهندسين، لأن أعداد الخريجين تفوق احتياجات السوق؛ حيث تم افتتاح معاهد خاصة تخرّج آلاف الطلاب سنويًا، بأعداد تزيد عن حاجة سوق العمل، والدولة لا توضح احتياجاتها من أعداد المهندسين سنويًا، لتلتزم بها الجامعات والمعاهد.
وأضاف في تصريحات لـ "الفجر"، أن انشاء المعاهد الخاصة زاد بشكل غير مسبوق خلال الـ15 سنة الماضية، مما أدى إلى تضخّم وزيادة أعداد الخريجين، وهو ما يدفع الدولة والنقابة لإيجاد حلول حقيقية، قبل تفاقهم أزمة بطالة المهندسين أكثر من ذلك.
وأكد "العربي" أن الحل هو دراسة لاحتياجات السوق من المهندسين، وعدم السماح لأي جامعة أو معهد خاص للعمل، إلا أن يكون حاصلًا على الجودة، وتحت رقابة شديدة للغاية.
وعن تأهيل المهندسين لسوق العمل، كشف "العربي" أن هذه مشكلة تواجههم عند السفر للخارج؛ وذلك نظرًا لأن بعض الدول العربية أصبحت مثل الكويت لا تقبل إلا تشغيل خريجي الجامعات الحكومية، بسبب جودة التعليم في الجامعات الخاصة، وبعض من المعاهد فقط، هي التي تراعي جودة التعليم والمعايير.
وعن الحلول الحقيقية للأزمة، لفت "العربي" إلى ضرورة دراسة الدولة لحجم المشروعات، وحجم استيعاب أعداد المهندسين، لعدم تفشي البطالة بينهم بهذا الشكل، بالإضافة إلى تنظيم لدور ولمهنة الهندسة في مصر، مع ضرورة وجود تنظيم للمهنة، بحيث لا يعمل أحد غير المهندس في تخصصه، مثل هندسة الإنشاءات أو التشطيبات، نجد أي شخص مقاول يمكن أن يؤسس شركة مقاولات، والقائمين عليها من غير المهندسين، فهذا يجعل جودة العمل غير جيدة، بينما في الخارج لا يمكن حدوث ذلك، وفقط يعمل صاحب التخصص في تخصصه.
وتابع: "المهندسين أصحاب الخبرات الطويلة في سوق العمل، يحصلون على رواتب متدنية، هناك دول عربية تقوم بعمل تصنيف للمهندسين، مثلًا مهندس مبتدئ، أو ممارس، أو مهندس مشارك، أو استشاري، كما أن هناك مهندسين يتم توظيفهم دون عقود عمل، بل هناك يعملون باليومية، فأصبحنا كالعمالة".
وشدد "العربي" على أن الوضع الاقتصادي هو ما يدفع المهندسين للسفر إلى الخارج، وهو الأمر الذي يجعلهم يقبلون على السفر بأي رواتب، حتى لو كانت متدنية.
محمود العربي عضو مجلس نقابة المهندسينالمصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: نقيب المهندسين طارق النبراوي جودة التعلیم الهندسی احتیاجات سوق العمل أعداد الخریجین فرص عمل من خلال سنوی ا فی مصر
إقرأ أيضاً:
لجنة حريات الصحفيين تطالب بالإفراج عن 22 زميلًا محبوسًا بمناسبة عيد الأضحى.. والنقيب يطالب الجهات المختصة بإنهاء هذا الملف المؤلم
طالبت لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، برئاسة إيمان عوف بالإفراج والعفو عن أكثر من 22 زميلًا محبوسًا وصدرت بحقهم أحكام، وذلك بمناسبة عيد الأضحى المبارك.
وأوضحت اللجنة أن نقيب الصحفيين خالد البلشي تقدم بطلبٍ للنائب العام والجهات المختصة للإفراج والعفو عن 20 صحفيًّا محبوسًا احتياطيًّا، و2 من الصحفيين صدرت بحقهم أحكام بمناسبة عيد الأضحى المبارك.
وأكَّد نقيب الصحفيين في طلبه أن بين الزملاء المحبوسين احتياطيًّا 15 صحفيًّا تجاوزت فترات حبسهم المدة القانونية للحبس الاحتياطي، مطالبًا بالإفراج عنهم بضمان النقابة، وإنهاء هذا الملف المؤلم.
وكان الطلب الذي قُدِّم منذ 5 أيام قد شمل الزميل أحمد سراج قبل صدور قرار الإفراج عنه.
معاناة إنسانية وتأثير على الأسروقالت إيمان عوف، مقررة لجنة الحريات بنقابة الصحفيين: "إنه تزامنًا مع عيد الأضحى المبارك، الذي يحمل عادةً مشاعر الفرح والبهجة، تتجلى معاناة 22 أسرةً مصريةً تتأثر بغياب ذويها من الصحفيين المحتجزين. يتلاشى حضور هؤلاء الصحفيين تدريجيًّا من ذاكرة أطفالهم، الذين نشأوا في ظل غياب آبائهم. هذه الأجيال الجديدة لا تملك سوى ذكريات باهتة، أو صورًا صامتة لا تعوِّض الدعم الأبوي".
وأوضحت أن البعض قد نسي ملامح آبائهم تمامًا، بينما يستفسر آخرون يوميًّا: "متى يعود أبي؟" دون أن يتلقوا إجابةً تنهي حالة الانتظار. إنها حالة إنسانية تتجاوز نطاق الاحتجاز، وتؤثر على براءة طفولةٍ حُرِمت من التجربة الأبوية الكاملة.
انتهاك لمبادئ العدالةوشدَّدت عوف على أن استمرار احتجاز عددٍ من الصحفيين لمدد زمنية طويلة، سواء في غياب محاكمات عادلة، أو بعد انقضاء المدد القانونية للحبس الاحتياطي، يعد انتهاكًا واضحًا لمبادئ العدالة وحقوق الإنسان الأساسية. هذا الوضع لا يقتصر تأثيره على الصحفيين أنفسهم، بل يمتد ليشكل عقابًا جماعيًّا يمس استقرار عائلاتهم ويؤثر على مستقبل أطفالهم. هذه الممارسات تتعارض مع معايير العدالة والإنصاف الواجب تطبيقها في دولة القانون.
دعوة للإفراج وإعادة التقييموأضافت: "نأمل أن يكون هذا العيد بمثابة نقطة تحول تتيح إنهاء مرحلة الألم والمعاناة، التي تكبدتها هذه الأسر. وعليه ندعو الجهات المعنية إلى اتخاذ هذه الخطوة، التي من شأنها إعادة الاستقرار إلى هذه العائلات، والإفراج الفوري عن جميع الصحفيين المحبوسين، وإنهاء حالات الحبس المطول، ووقف دوامة الحبس التي تطال الصحفيين".
وتدعو اللجنة إلى إعادة تقييم شاملة للتعامل مع قطاع الصحافة والإعلام، بحيث يتمتع الصحفيون بحرية التعبير والنقد البنّاء، ويُكفَل لهم المناخ الآمن لممارسة مهنتهم دون خشية الملاحقة أو الاحتجاز. وهي خطوات ضرورية نحو بناء مصر قوية ومزدهرة، ينعم فيها كل مواطن بالحرية والكرامة.