قال الأستاذ الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، إن الأزهر الشريف حريص على تطوير منظومة التعليم، والمشاركة في المسابقات والفعاليات التي تسهم بقدر كبير في تطوير الفكر لدى أبنائه الطلاب، وخاصة مسابقة تحدي القراءة العربي التي نسعد دائما داخل مؤسسة الأزهر الشريف بالمشاركة فيها؛ لتأهيل أبنائنا ليكونوا إيجابيين في صياغة مستقبل أمتنا وأوطاننا، موجهًا عميق الشكر لمن كان سببًا في هذا اللقاء الذي يأتي ختامًا لفعاليات كثيرة مستمرة، تصون أهدافنا المعرفية والمجتمعية والوجدانية.

جامعة الأزهر تسير قافلة تنموية لمنطقة النهضة لتوقيع الكشف الطبي على المواطنين تعاون بين جامعتي الأزهر ولوباتشيفسكي الروسية في مختلف المجالات العلمية

وأضاف وكيل الأزهر خلال كلمته في الحفل الختامي لتكريم الفائزين في مشروع تحدي القراءة العربي، أنه وفي الوقت الذي نأسى فيه لما حل بالأمة من استهداف الصهاينة لبلاد آمنة مسالمة، لم تطلب إلا الحق الطبيعي في حياة مستقرة، وشعب له الحق في أن يتنفس الحرية، فإننا على يقين من النصر، وذلك وعد غير مكذوب، مشددًا على أن حركة العقول بالقراءة والتثقيف، وحركة القلوب بالأحاسيس والمشاعر من أدوات النصر لا ريب؛ فالقراءة الواعية لطبيعة الآلة الصهيونية الماكرة، وأهدافها الخبيثة أول طريق النصر، وما يفعل أعداء الأمة مع أمة حفظت هويتها، وصانت تاريخها، ورعت شخصيتها؟ وما يفعل الأعداء مع أمة واعية بالعدو والصديق، والمحارب والمسالم؟.

وبين وكيل الأزهر أن ديننا يأمر بالعلم والمثاقفة، وأن أول ما نزل من وحي السماء كان أمرا بالقراءة، وأتصور أن حياة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بكل تفاصيلها كانت ترجمة لهذا الأمر الأول،  مضيفًا أن من تأمل كلمات القرآن وجد أن مادة العلم وما اشتق منها وردت في القرآن سبع مائة وتسعة وسبعين مرة فضلا عن مفردات النظر والتأمل والتدبر والتذكر والاعتبار.

وأكد أن القراءة مهمة وضرورية لصيانة الهوية، ففي الوقت الذي يجب أن نسعى فيه لتطوير التعليم في وطننا العربي والإسلامي، ببذل المزيد من الجهد، فإن من الواجب أيضًا أن نكون على يقظة تامة لمحاولات تطبيع أمراض مجتمعية وسلوكيات وانحرافات غير مقبولة -لا دينيا ولا أخلاقيا- من خلال الدروس العلمية أو الدورات التثقيفية التي تمرر أحيانا باسم الانفتاح على الآخر والتطوير؛ مشددا أنه لا بد أن يحمل التعليم والتثقيف في وطننا العربي مقومات نهوض أمتنا وطموحاتها ووحدتها، وأن تستهدف المناهج التعليمية بناء وتخريج شباب قادر على التمسك بقيم الدين والأخلاق، وأن تكون القراءة سبيل ذلك ومعينة عليه.

ولفت وكيل الأزهر أن الأزهر الشريف مدرك عظم أمانة المعرفة التي بابها القراءة،  وفتح أبوابه لأبناء أمته، وخرج أجيالا عملت على إظهار حقيقة الإسلام ودوره البناء في حفظ وتقدم البشرية، فهم مصقولين بكفاية علمية وعملية ومهنية تؤكد الصلة بين الدين والحياة، وتربط بين العقيدة والسلوك، وتؤهلهم للمشاركة في كل أسباب النشاط والإنتاج والريادة والقدوة الطيبة، والمشاركة في الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وتمد العالم الإسلامي والوطن العربي بالمختصين وأصحاب الرأي فيما يتصل بالشريعة الإسلامية والثقافة الدينية والعربية ولغة القرآن الكريم.

مشروع تحدي القراءة العربي بالأزهر الشريف

وأضاف الدكتور الضويني أن حفل اليوم نتيجة جهود كبيرة قامت بها عن حب اللجنة التنفيذية لمشروع تحدي القراءة العربي بالأزهر الشريف واللجان التنسيقية بالمناطق الأزهرية، ويمكن باختصار عقد مقارنة إحصائية بين الأعداد المشاركة في الموسم الأول للمشروع الذين بلغ عددهم على موقع التحدي 500 ألف طالب وطالبة، وها هو العدد يتضاعف بالموسم الثامن، حيث تجاوز عدد المشاركين هذا الموسم مليوني طالب وطالبة، كما بلغت أعداد المعاهد المشاركة هذا العام 9601 معهدًا أزهريًا من مختلف المراحل التعليمية بالتعليم قبل الجامعي، وهي المعاهد التي تم تصعيد الطلاب منها؛ للمنافسة على المراكز العشر الأوائل على مستوى الجمهورية التي ستعلن نتائجها اليوم بإذن الله تعالى.

واختتم وكيل الأزهر أنه وبمقارنة سريعة يظهر لنا ما بذل من جهود مشتركة بين فرق العمل المشاركة في إنجازه، موجهًا الشكر للجنة التنفيذية بقطاع المعاهد الأزهرية، واللجان التنسيقية بالمناطق الأزهرية الذين تحملوا عبء متابعة هذا الملف المهم وحققوا فيه ما نفخر به جميعًا.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وكيل الأزهر الأزهر القراءة محمد الضويني تطوير منظومة التعليم تحدی القراءة العربی الأزهر الشریف وکیل الأزهر

إقرأ أيضاً:

وكيل الأزهر يفتتح أسبوع الدعوة الإسلامية بجامعة بنها بندوة بعنوان: «لماذا الإيمان أولًا؟»

افتتح الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، اليوم الأحد، فعاليات أسبوع الدعوة الإسلامية بجامعة بنها، تحت عنوان: «لماذا الإيمان أولًا؟»، وذلك في إطار برنامج «الأسابيع الدعوية» بالجامعات المصرية، الذي ينفذه مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر في الجامعات الحكومية والخاصة على مستوى الجمهورية، بحضور كلٍّ من أ.د/ محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، و أ.د/ ناصر الجيزاوي، رئيس جامعة بنها، ود. الدكتور حسن يحيى، الأمين المساعد للجنة العليا لشؤون الدعوة.

وكيل الأزهر يعتمد حركة ترقية 31288 من شاغلي وظائف هيئة التعليم بالأزهر

في بداية كلمته، قدم وكيل الأزهر التهنئة إلى مصر؛ قيادةً وشعبًا بمناسبة ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة، مؤكدًا أن هذه الذكرى ستظل رمزًا للفداء والعزيمة والإرادة الوطنية الصلبة، ومصدرَ إلهامٍ للأجيال المتعاقبة، داعيًا شباب الجامعات إلى استلهام الدروس والعِبَر من هذا الحدث العظيم، والاقتداء بجيل أكتوبر في روح الانتماء والتضحية والعمل الجاد من أجل رفعة الوطن وصون كرامته.

الإيمان هو الأساس الذي يقوم عليه بناء الإنسان والمجتمع

وأوضح وكيل الأزهر أن الإيمان هو الأساس الذي يقوم عليه بناء الإنسان والمجتمع، ومنه تنبثق القيم، وتستقيم السلوكيات، وتُبنى الحضارات، مضيفا أن الإيمان ليس مجرد عقيدة تُحفَظ، بل هو طاقةُ حياةٍ تُنير الطريق، وتدفع الإنسان نحو العمل والإصلاح والبذل، كما أنه ليس مجرد اعتقادٍ قلبي، بل هو سلوكٌ عمليٌّ يظهر في أفعال الإنسان وأخلاقه ومعاملاته، فالمؤمن الحق هو الذي يترجم إيمانه إلى عملٍ وإصلاحٍ وبناء، ويسعى إلى الخير لنفسه ولوطنه ولمجتمعه، مجسِّدًا بذلك صورة المسلم الإيجابي الذي يعمّر الحياة بقيمه.

وتابع فضيلته، أن الإيمان الحقيقي يُورِّث في صاحبه الطمأنينة والثقة والاتزان النفسي، لأنه يستمد قوته من اتصال القلب بالله، فيواجه الأزمات بثبات، ويتعامل مع الابتلاءات بحكمةٍ وصبر، ويرى في كل موقفٍ فرصةً للتقرب إلى الله، لا مجالًا للضعف أو الانكسار، مبينا أن من ثمار الإيمان أنه يصنع مجتمعاتٍ متماسكةً قائمةً على المحبة والتكافل والعدل، لأن المؤمن لا يعيش لنفسه وحدها، بل يشعر بمسؤوليته تجاه الآخرين، فينصر المظلوم، ويغيث المحتاج، ويحرص على سلامة مجتمعه واستقراره، مؤكدًا أن الإيمان هو الضمان الحقيقي لتماسك الأوطان ورقيّها.

ودعا وكيل الأزهر الشباب إلى أن يجعلوا إيمانهم زادًا في مواجهة ضغوط الحياة، وأن يستمدوا منه القوة والطمأنينة والثبات، موضحًا أن المؤمن الحق لا تهزّه الأزمات، لأنه متصل بخالقه، مطمئنٌّ بقدره، يرى في كل ابتلاءٍ فرصةً للارتقاء لا موضعًا للانكسار، كما وجه عدة رسائل مباشرة لشباب الجامعة قائلاً: «كونوا دعاةً للخير بأخلاقكم، واصنعوا من إيمانكم طاقةً تبني لا تهدم، وتذكّروا أن الإيمان هو سرّ التوازن في زمنٍ مضطربٍ بالمتغيرات، فبه يصفو القلب، ويستقيم العمل».

وتتواصل فعاليات أسبوع الدعوة الإسلامية بجامعة بنها بعددٍ من الندوات النوعية التي تتناول موضوعات: «الإيمان والهوية»، و«تحديات الإيمان في العصر الرقمي»، و«الإيمان والحياة»، و«الإيمان وتحقيق الأهداف»، وذلك بمشاركة نخبةٍ من علماء الأزهر الشريف وأساتذة الجامعة، ويأتي تنفيذ هذه الأسابيع الدعوية في إطار حرص الأزهر الشريف على مدّ جسور التواصل مع شباب الجامعات، وتحصينهم من الأفكار المنحرفة، وتعميق وعيهم بالقيم الدينية والوطنية، بما يسهم في بناء جيلٍ واعٍ مستنيرٍ يحمل رسالة الوسطية والاعتدال.

 

مقالات مشابهة

  • وكيل الأزهر يلتقي رئيس جامعة بنها ويفتتح الأسبوع الثاني عشر للدعوة الإسلامية
  • وكيل الأزهر: الانفتاح على الشباب وتحصينهم من الأفكار المنحرفة ضرورة
  • رئيس جامعة بنها ووكيل الأزهر الشريف يفتتحان ندوة الإيمان أولا
  • وكيل الأزهر يفتتح أسبوع الدعوة الإسلامية بجامعة بنها بندوة بعنوان: «لماذا الإيمان أولًا؟»
  • وكيل الأزهر يفتتح أسبوع الدعوة الإسلامية بجامعة بنها بندوة بعنوان: «لماذا الإيمان أولًا؟»
  • رئيس جامعة بنها يستقبل وكيل الأزهر قبل افتتاح فعاليَّات الأسبوع الثاني عشر للدعوة الإسلاميَّة
  • انطلاق البرنامج التدريبي القراءة التأسيسية القرآنية بمعاهد الأزهر الشريف
  • هيئة الدواء : الشراكة مهمة وضرورية لدعم مستقبل الصناعة الدوائية
  • حكم تعزية أهل الميت في الشرع الشريف
  • السكة الحديد تنظم ندوة توعوية في الاسكندرية بالتعاون مع الأزهر الشريف والهيئة العامة للاستعلامات