قلق يسود حيفا الواقعة بمرمى نيران “حزب الله”.. يمكن أن يحدث ما يشبه انفجار مرفأ بيروت
تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT
#سواليف
تصل رائحة #الوقود من #خزانات قريبة إلى شقة دوفي سوني، الأمر الذي يثير غضبه منذ وقت طويل، لكن قلقه ازداد منذ إعلان “ #حزب_الله” اللبناني أن هذه المنشأة في #حيفا تقع في مرمى نيرانه.
لا يملك دوفي سوني (66 عاماً) أيّ فكرة عمّا يمكن أن يحصل إذا أصاب #صاروخ للحزب الموالي لإيران إحدى الحاويات الدائرية الشاهقة الواقعة على بعد حوالى مئة متر من المبنى الذي يسكنه.
وكما هي حال جميع سكان المدينة الساحلية، التي تقع على بعد 30 كيلومتراً فقط من الحدود اللبنانية، لم يتم إبلاغه بالمخاطر المرتبطة بالمنطقة الصناعية، ما يدفعه إلى الخشية من حدوث الأسوأ.
مقالات ذات صلةتظهر الخزانات والمبنى الذي يسكنه سوني في الصور التي التقطتها #طائرة_بدون_طيار وبثّها “ #حزب_الله”.
ومنذ بدء الحرب في غزة، في السابع من تشرين الأول/اكتوبر، يتبادل التنظيم الشيعي اللبناني إطلاق النار، بشكل شبه يومي، مع إسرائيل في إطار دعم الفلسطينيين، وفقاً لما يؤكد.
ويقول سوني، بينما يضرب على صدره بقبضة يده للإشارة إلى تصاعد نبضات قلبه: “عندما نسمع صفارات الإنذار يكون الأمر مرعباً”.
نقص معلومات
يضيف سوني، وهو موسيقي يعزف في فرقة روك: “خلال حرب الخليج، سقط صاروخ في مكان ليس بعيداً من هنا. إنّه أمر مخيف فعلاً”.
يتبع شارع كريات هاييم، حيث يسكن، لبلدية حيفا، حيث يعيش إسرائيليون يهود، وسكان من عرب 48، ولكن تفصله عن المدينة المنطقة الصناعية الأكبر في حيفا ومصفاتها، وأيضاً مستودع تخزين النفط الضخم فيها.
تقول هيلا لوفر، المستشارة السابقة للشؤون البيئية في بلدية حيفا، إنّ “السكان لا يعرفون فعلاً عدد الخزانات الممتلئة وتلك الفارغة”. وتعرب عن أسفها لنقص المعلومات، بينما تعيش هي أيضاً على مسافة ليست بعيدة من هذه الخزانات.
من جهتها، تؤكد السلطات أنّه تمّ تأمين الموقع من خلال إفراغ عدد من الخزانات، من دون إضافة مزيد من التفاصيل.
أما الناشطون الذين قادوا حملات لإبعاد المنطقة الصناعية من الأحياء السكنية، فقد فشلوا في تحقيق ذلك.
وتقول لوفر: “منذ سنوات، كنّا نحذر بشأن الوضع. ماذا سيحدث عندما يأتي اليوم الذي نتعرض فيه لهجوم من الشمال، من إيران، من كل مكان؟”.
ويؤكد الجيش الإسرائيلي لوكالة فرانس برس أنّه أمَر “كإجراء احترازي بمراقبة وفحص وتقييد نقل المواد في عدّة مصانع في الشمال” لكن من دون “وقف كامل للنشاط”.
ويضيف أنّ قيادة الجبهة الداخلية المسؤولة عن حماية المدنيين “تبقى على اتصال دائم” بجميع المنشآت، خصوصاً عبر إجراء “مراجعات يومية” للحفاظ على “صورة كاملة… عن مخزون المواد الخطرة”.
قنبلة ضخمة
لم ترد شركة تاشان العامة، المسؤولة عن موقع تخزين الوقود، على سؤال لوكالة فرانس برس بهذا الشأن.
غير أنّ مجموعة باسان، وهي شركة خاصة تدير المصفاة الأقرب إلى وسط المدينة، أكدت لفرانس برس تطبيق توجيهات الجيش من دون تقديم مزيد من التفاصيل.
من جهته، ندد موقع “ميكوميت” (Mekomit) المستقل، بثقافة “القمع والإخفاء” المنتشرة في المنطقة الصناعية. كما شبّه ما يمكن أن يحدث بالانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت في العام 2020، والذي خلّف 220 قتيلاً، و6500 جريح على الأقل، وأدى إلى تدمير أجزاء كاملة من العاصمة اللبنانية.
مستشار لدى بلدية حيفا: نحن نعلم أنّها مواد خطرة وأنّها ملوِّثة. وأنّها في حال وقوع حرب، يمكن أن تصبح قنبلة ضخمةلا يزال رجا زعتري، وهو مستشار لدى بلدية حيفا، يتذكر المعركة التي خاضتها المدينة مع الشركات الخاصة والعامة، خصوصاً من أجل نقل مخزون الأمونيا إلى صحراء النقب جنوباً.
وفي النهاية، يشير إلى أن “بلدية حيفا طالبت وأجبرت هذه الشركات على خفض الكميات، خصوصاً في المناطق القريبة من الأحياء السكنية”.
حتى هو الذي كان يعمل في هذا المجال يقرّ بأنّه لم يعرف “بالضبط ما هي المواد الموجودة هناك”.
ويقول: “نحن نعلم أنّها مواد خطرة وأنّها ملوِّثة. وأنّها في حال وقوع حرب، يمكن أن تصبح قنبلة ضخمة”.
وفي هذا الإطار، تحذّر لوفر من أنّه بعد ذلك سيُضاف خطر وقوع كارثة بيئية.
وسواء وقعت حرب أم لا، سيبقى دوفي سوني في حيفا، حيث لا يندم إلّا على شيء واحد هو إلغاء النشاطات الثقافية. ويقول متأسّفاً: “لا توجد موسيقى” في الأوقات العصيبة.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الوقود حزب الله حيفا صاروخ طائرة بدون طيار حزب الله بلدیة حیفا یمکن أن وأن ها
إقرأ أيضاً:
دراسة: نصف البشرية تحت نيران التغير المناخي
في أحدث إنذار مناخي عالمي، كشفت دراسة دولية أن قرابة نصف سكان العالم – نحو 4 مليارات إنسان – تعرضوا لما لا يقل عن 30 يومًا إضافيًا من الحرارة الشديدة بين مايو 2024 ومايو 2025، بفعل التغير المناخي الناتج عن الأنشطة البشرية، لا سيما حرق الوقود الأحفوري. اعلان
أظهرت دراسة جديدة صدرت الجمعة أن نصف سكان العالم تحملوا شهرًا إضافيًا من الحرارة الشديدة خلال العام الماضي بسبب تغير المناخ من صنع الإنسان.
وقال المؤلفون إن النتائج تؤكد كيف أن استمرار حرق الوقود الأحفوري يضر بالصحة والرفاهية في كل قارة، مع عدم الاعتراف بالآثار بشكل خاص في البلدان النامية. وقالت فريدريك أوتو، عالمة المناخ في إمبريال كوليدج لندن والمؤلفة المشاركة للتقرير: "مع كل برميل نفط يتم حرقه، وكل طن من ثاني أكسيد الكربون يتم إطلاقه، وكل جزء من درجة الاحترار، ستؤثر موجات الحر على عدد أكبر من الناس".
تم إصدار التحليل - الذي أجراه علماء في World Weather Attribution وClimate Central ومركز المناخ التابع للصليب الأحمر، قبل يوم العمل العالمي للتحرك من أجل الحرارة في 2 يونيو، والذي يسلط الضوء هذا العام على مخاطر الإجهاد الحراري وضربة الشمس، وبحسب التحليل تسبب الحر الشديد في الإصابة بالأمراض والموت وخسارة المحاصيل والضغط على أجهزة الطاقة والرعاية الصحية.
Relatedإصابة العشرات بضربة شمس في طوكيو جراء الحرارة الشديدة10 دول تتصدر القائمة... أوروبا تسجل أسرع زيادة في درجات الحرارة عالمياًشاهد: الشواطئ الرومانية تعج بالسياح مع ارتفاع درجات الحرارةولتقييم تأثير الاحتباس الحراري، حلل الباحثون الفترة من 1 مايو 2024 إلى 1 مايو 2025، وعرّفوا "أيام الحر الشديد" بأنها الأيام التي تزيد فيها درجات الحرارة عن 90 في المائة من درجات الحرارة المسجلة في موقع معين بين عامي 1991 و2020، ولتحديد تأثير الاحتباس الحراري، قام العلماء بمحاكاة مناخ خالٍ من الانبعاثات البشرية وقارنوه ببيانات درجات الحرارة الفعلية، وكانت النتائج صارخة: فقد شهد ما يقرب من أربعة مليارات شخص - أي 49 في المائة من سكان العالم - ما لا يقل عن 30 يومًا إضافيًا من الحر الشديد أكثر مما كانوا سيشهدونه لولا ذلك.
وسجلت جزيرة أروبا الكاريبية الرقم الأعلى في عدد الأيام الحارة، بـ187 يومًا من الحرارة الشديدة – أي أكثر بـ45 يومًا مما كانت لتشهده في غياب تغير المناخ.
وفي المجمل، حددت الدراسة 67 موجة حر شديدة على مستوى العالم خلال الفترة المدروسة، وجميعها حملت بصمات واضحة لتغير المناخ البشري المنشأ.
ويتزامن ذلك مع تسجيل عام 2024 كأكثر الأعوام حرارة في التاريخ، متجاوزًا أرقام عام 2023، في حين كان يناير 2025 أكثر الشهور دفئًا على الإطلاق، وتشير البيانات إلى أن متوسط درجات الحرارة العالمية في 2024 تجاوز لأول مرة 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، وهو الحد الذي وضعته اتفاقية باريس للمناخ كخط أحمر لتجنب أسوأ كوارث المناخ.
من جهتها، شهدت ألمانيا العام الماضي ما يقرب من ضعف عدد أيام الحر الشديد، مقارنةً بما كانت ستشهده لولا تغير المناخ، وفقاً للتحليل الجديد الذي نُشر اليوم الجمعة. وخلال الفترة بين مايو (أيار) 2024 ومايو (أيار) 2025 شهدت ألمانيا 50 يوماً من أيام الحر الشديد، وارتبط 24 منها ارتباطاً مباشراً بتغير المناخ الناجم عن أنشطة بشرية.
وسلّط التقرير الضوء على نقص حاد في البيانات المتعلقة بالآثار الصحية المرتبطة بالحرارة في المناطق ذات الدخل المنخفض. فعلى سبيل المثال، سجّلت أوروبا أكثر من 61,000 حالة وفاة مرتبطة بالحرارة خلال صيف عام 2022، وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة Nature Medicine. ومع ذلك، فإن الأرقام القابلة للمقارنة في أماكن أخرى من العالم تعتبر نادرة، حيث يُعزى العديد من الوفيات المرتبطة بالحرارة إلى حالات كامنة مثل أمراض القلب أو الرئة، مما يخفي الأثر الحقيقي للحرارة.
وأوصى التقرير بضرورة إنشاء أنظمة إنذار مبكر، وتعزيز الوعي المجتمعي، ووضع خطط حضرية تستجيب لأخطار الحرارة، تشمل تصميم مبانٍ أكثر ملاءمة للظروف المناخية من خلال التهوية والتظليل، إضافة إلى تعديلات سلوكية مثل تقليل الأنشطة البدنية خلال ذروة الحرارة.
لكن الباحثين شددوا على أن هذه الإجراءات، رغم أهميتها، لن تكون كافية ما لم يتم الإسراع بالتخلي عن الوقود الأحفوري، باعتباره العامل الرئيسي في تسارع وتيرة وشدة موجات الحر عالميًا.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة