زلزال روسي مرعب بقوة 8.8 يهز المحيط الهادئ ويُشعل تحذيرات "تسونامي قاتل" في عشرات الدول
تاريخ النشر: 30th, July 2025 GMT
وقالت الهيئة الجيوفيزيائية الروسية إن هذا الزلزال هو الأقوى في المنطقة منذ أكثر من 70 عامًا، وقد تسبب في أمواج بحرية عاتية تراوحت بين 3 إلى 4 أمتار ضربت سواحل الشرق الروسي. وأكدت أن الهزات الارتدادية قد تستمر لشهر على الأقل، بعضها بقوة قد تصل إلى 7.5 درجات.
تأهب دولي واستنفار عاجل استجابت اليابان، الولايات المتحدة، الفلبين، المكسيك، إندونيسيا ودول أخرى بإصدار تحذيرات عاجلة من تسونامي، حيث أُمر السكان قرب السواحل بمغادرة المناطق المنخفضة.
وفي ألاسكا، شملت التحذيرات جزر ألوشيان وممر سامالجا، فيما تم منع السفن التجارية من الاقتراب من هاواي.
الصين من جهتها نبهت إلى احتمال وصول أمواج مدّ إلى شرق البلاد، بينما أخلت الإكوادور شواطئ جزر غالاباغوس، وأصدرت البيرو إنذارًا رسميًا لمناطقها الساحلية.
فيضانات وإجلاءات وإخلاء منشآت نووية أعلنت روسيا عن فيضانات طالت مدينة سيفيرو-كوريلسك في جزر الكوريل، حيث تم إجلاء السكان كإجراء احترازي. أما في اليابان، فقد سارعت شركة «تيبكو» إلى إخلاء العاملين في محطة فوكوشيما النووية تحسبًا لأي موجة جديدة.
شلل في حركة الطيران وتعليق الرحلات تسببت التحذيرات في فوضى بقطاع الطيران، خاصة في هاواي والساحل الغربي الأميركي، حيث أُلغيت أو حُوّلت عدة رحلات، منها رحلات انطلقت من لوس أنجلوس وسان دييغو إلى هونولولو ثم عادت.
وأعلنت شركات طيران مثل "هاوايان آيرلاينز" و"ألاسكا آيرلاينز" تعليق عدد من الرحلات.
التسونامي.. جدار مائي متوحش أوضح خبراء الزلازل أن موجات تسونامي لا تشبه موجات البحر العادية؛ بل تتحرك بسرعة هائلة وتضرب اليابسة كجدار مائي مدمر. وغالبًا ما تسبقها ظاهرة انحسار مفاجئ للماء، وهي مؤشر خطير على اقتراب كارثة.
تحذير من أنماط تسونامي معقدة وحذرت د. هيلين جانيسزيوسكي من جامعة هاواي من أن سواحل هاواي قد تتعرض لموجات تسونامي متتالية ومعقدة يصعب التنبؤ بها، مما يشكل تهديدًا متكررًا وخطيرًا على المناطق الساحلية المنخفضة.
> المشهد الحالي يذكّر العالم بقوة الطبيعة الكاسحة، ويضع الدول المطلة على المحيط الهادئ في حالة طوارئ قد تمتد لأيام.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
لغز جيولوجي على عمق 1800 ميل تحت الأرض.. هياكل غامضة أسفل أفريقيا والمحيط الهادئ
كشف فريق من علماء الجيولوجيا عن بنية عميقة ومجهولة سابقا في باطن الأرض، تقع على عمق يصل إلى نحو 1800 ميل (قرابة 2900 كم)، تحت قارة أفريقيا والمحيط الهادئ، فيما وصف بأنه واحد من أكثر الاكتشافات إثارة في علوم الأرض الحديثة.
وتشير النتائج إلى وجود تراكمات هائلة من الصخور العميقة تعرف باسم مقاطعات سرعة القص المنخفضة الضخمة (LLSVPs)،
وتتميز بكونها أكثر حرارة وكثافة من الصخور المحيطة، إلى جانب اختلافها الكيميائي الكبير هذه الخصائص الغامضة حيرت العلماء لعقود، وجعلت أصلها واحدا من أبرز أسرار باطن الأرض.
نظرية جديدة تكشف الجذور القديمة للتكوينالدراسة الحديثة، التي نشرت في مجلة Nature Geoscience، تقترح أن هذه الهياكل ربما تعود لبداية التاريخ الجيولوجي للأرض، عندما كان الكوكب مغطى بمحيط عميق من الحمم البركانية وتشير النتائج التي نشرتها "ديلي جالكسي" إلى أن هذه التراكمات قد تكون بقايا من ذلك العصر البدائي.
البحث أعده يوشينوري ميازاكي من جامعة روتجرز الأمريكية وجيه دينغ من جامعة برينستون، وقدما فيه نموذجا جديدا يربط بين بنية الغلاف العميق والتفاعلات الكيميائية بين الصخور السفلية ونواة الأرض خلال مراحل تكوينها الأولى.
تفاعل نشط بين النواة والمحيط البركاني القديميقترح النموذج أن نواة الأرض لم تكن مستقرة أو خاملة أثناء تبريدها، بل كانت تطلق عناصر خفيفة مثل المغنيسيوم والأكسجين والسيليكون نحو قاعدة المحيط البركاني هذا التفاعل أدى إلى ظهور ما يسميه الباحثون محيطا بركانيا ملوثا بانفصال قاعدي (BECMO).
ونتج عن هذا الانفصال الكيميائي طبقات غير متجانسة غنية بمعادن السيليكات، أبرزها البريدجمانيت، والتي تراكمت لاحقا لتشكل الهياكل العملاقة المعروفة الآن باسم LLSVPs.
هياكل مستقرة منذ المليارات لكنها متحركةتظهر البيانات أن هذه التراكمات القارية العميقة ظلت مستقرة على مدى مليارات السنين، لكنها ليست ساكنة بالكامل، إذ تتأثر بحركة الغلاف الأرضي، ويمكن أن ترتفع نحو السطح عبر أعمدة البراكين العميقة.
محاكاة رقمية تؤكد صحة النموذج الجديدوأظهرت محاكاة حاسوبية واسعة أن النموذج الجديد قادر على إعادة إنتاج الحجم والشكل الفعلي لـ LLSVPs، كما يتوافق مع الأنماط النظيرية المعروفة في الصخور البركانية التي تُستخرج من أعماق الغلاف الأرضي.
بصمات كيميائية فريدة في صخور الجزر البركانيةالصخور البركانية في جزر المحيط تحمل علامات كيميائية مميزة، مثل نسب مرتفعة من الهيليوم-3 وشذوذات نادرة في التنجستن والسيليكون، وهي بصمات حيّرت العلماء لعقود. ويقترح نموذج BECMO أن هذه البصمات ناتجة عن عناصر تسربت من النواة منذ مليارات السنين، ثم صعدت إلى السطح عبر النشاط البركاني.
إعادة صياغة فهمنا لأعماق الأرضيؤكد الباحثون أن هذا النموذج لا يفسر فقط الجوانب الكيميائية المعقدة لباطن الأرض، بل يعيد تشكيل رؤيتنا لتطور الغلاف الأرضي والنواة، ويساعد في فهم الظروف التي جعلت كوكب الأرض بيئة قابلة للحياة.
كما أن النموذج يقدم إطار شامل يدمج البيانات الزلزالية والمحاكاة الجيوديناميكية والكيمياء الجيولوجية، ليمنح العلماء صورة أكثر تماسكًا عن أعمق مناطق كوكبنا.