كسلا أكثر الولايات تضررا.. وباء الكوليرا يجتاح السودان
تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT
أعلن وزير الصحة السوداني، السبت، تفشي وباء الكوليرا فيما تهطل منذ أسابيع أمطار غزيرة على السودان الذي تمزقه الحرب منذ أكثر من ستة عشر شهرا.
وقال الوزير هيثم إبراهيم في فيديو نشرته وزارته "نعلن أن هناك وباء الكوليرا في السودان (...) نتيجة للأوضاع البيئية والماء غير الصالح للشرب في عدد من المواقع".
وأوضح أن القرار اتخذ "بحضور كل المعنيين على المستوى الاتحادي ووزارة الصحة في ولاية كسلا ووكالات الأمم المتحدة وعدد من الخبراء" بعد "عزل المايكروب خلال الفحص المعملي (.
ولفت إبراهيم إلى إن ولايتي كسلا والقضارف بشرق السودان هما الأكثر تضررا من الوباء، من دون أن يحدد عدد الحالات التي تم رصدها.
يشهد السودان منذ عدة أسابيع أمطارا غزيرة أدت إلى نزوح آلاف الأشخاص وظهور عدد من الأمراض مع زيادة حالات الإسهال خصوصا بين الأطفال.
في ولاية كسلا، المتضررة بشكل خاص، دعت السلطات المجتمع الدولي إلى تقديم مساعدات "عاجلة" و"فورية".
و الكوليرا هي عدوى إسهالية حادة تنتج من تناول طعام أو ماء ملوث ببكتيريا ضمة الكوليرا.
ويتسبب المرض بالإسهال والجفاف الشديد الذي قد يؤدي إلى الوفاة خلال ساعات.
في الفترة من مطلع العام إلى 28 يوليو 2024، تم الإبلاغ عن 307433 حالة إصابة بالكوليرا و2326 حالة وفاة في 26 دولة، وفق منظمة الصحة العالمية.
وفي السودان، تدور منذ أبريل 2023 حرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات وباء الكوليرا ولاية كسلا السودان الكوليرا السودان كوليرا الكوليرا مرض الكوليرا لقاح الكوليرا تفشي الكوليرا وباء الكوليرا ولاية كسلا السودان الكوليرا أخبار السودان
إقرأ أيضاً:
الكوليرا والتمرد في السودان
لم يكن ينقص السودان بعد أزماته وخراب دياره بتمرد الدعم السريع شيء كي تتحول البلاد إلى حالة نكبة وتستدعى الدول والمنظمات لإنقاذ هذا الشعب الذي تحول إلى ملايين في مخيمات اللجوء والنزوح وذاق مرارة فقد الأهل والسكن والحلة والعيش في أمان.
كل هذا الخراب كان يكفي السودان، وكان كافيًا كي يتحرك ضمير الإنسانية لإنقاذ شعب من الفناء، ولكن الطبيعة أبت إلا أن تضيف إليه مصيبة أكبر، وهي آفة الكوليرا التي طاردت من تبقى صامدًا في وجه المدفع والدانة، وسحقت قلوب ونفوس من عادوا من مخيمات اللجوء والنزوح إلى ديارهم في الخرطوم يبتغون بيتًا آمنًا، وبارقة أمل على أن الحياة تستمر، فإذا بالكوليرا تنقض عليهم لتنهش أجسادهم وتتفشى بسرعة مذهلة حتى قاربت الألف مصاب يوميًا، والخمسين قتيلا في اليوم الواحد.. الماء النظيف غير موجود، لأن الدعم السريع دمر محطات المياه، والصرف الصحي يختلط بما تبقى من مياه، والبعوض ينتشر في شوارع المدينة التي كانت عامرة، فالناس يهربون من الكوليرا بأطفالهم بالضبط كما يهربون من دانات ومسيرات الدعم السريع، إنهم أرادوا لهذا الوطن أن يكون طاردًا لأهله وأرادوا أن يعم اليأس في النفوس، وأن تتحول سلة غذاء العالم إلى بؤر وبائية تقتل حلم الأطفال وتغتال فتوة الشباب، وكالعادة تصرخ المنظمات الدولية تطالب بسرعة التدخل لإنقاذ الضحايا.
والغريب أن يتحول الموظفون الدوليون إلى كتاب تعبير إنشائي حول الحالة الصحية المتدهورة التي تتطلب سرعة التدخل، وكأنهم جماعات رصد مهمتها عد القتلى والمصابين وليس سرعة تقديم الدواء والعلاج وحشد الخبراء والمختصين، إنه بالفعل زمن الكوليرا التي ضربت الضمير الإنساني في عالمنا العربي والإفريقي أولا وانتقلت بسرعة الصاروخ إلى كل العالم ثانيًا.
السودان الذي دمرت فيه المشافي الصحية ومحطات الكهرباء ومحطات المياه والصرف، والشوراع والعربات، يقف وحيدًا كي يواجه الوباء الذي يتسلل مع كل قطرة ماء يمكن أن تشربها، وقد اختلطت بمياه صرف أو أخرى ملوثة، وفي الوقت ذاته ينشط المتمردون دون أي اعتبار لأي أخلاق سودانية بمسيراتهم لنسف ما تبقى من محطات مياه ومستشفيات يمكنها إنقاذ المرضى من الهلاك بالكوليرا.
لايمكن لأي مراقب حر أن يبرر هذه الجريمة التي تتكاتف مع جريمة المجتمع الدولي أو ممثلي الاستعمار الجديد الذين يغذون استمرار الحرب والقتل والدمار، وكأنهم ينتوون حقا إبادة هذا الشعب واستبداله بآخر، ولكن مع كل تلك المآسي يحقق الجيش السوداني انتصارات نوعية تمنح الصادقين في السودان الأمل في هزيمة الكوليرا والتمرد واليأس والمؤامرة والعودة لبناء حلم الوطن سلة الغذاء العربية بروح جديدة وإصرار على الحياة وفي اعتقادي أن الشعب السوداني يستطيع.