قال مصدر ديبلوماسي غربي في بيروت لـ«الأنباء الكويتية » ان جبهة الجنوب «تعتبر نقطة توتر دائمة في الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، حيث تحتفظ المقاومة اللبنانية بدور مهم في المعادلة الإقليمية، وإن استثناء هذه الجبهة من أي اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة قد يفتح الباب أمام تصعيد جديد في جنوب لبنان، خصوصا إذا ما قررت الأطراف المتصارعة استغلال الفراغ الذي يتركه غياب التفاهمات الشاملة، والذهاب إلى مواصلة تبادل العمليات العسكرية».



وأضاف المصدر: «ان عدم شمول لبنان بأي اتفاق او تفاهم على وقف النار في غزة، قد يؤدي إلى تحويل الأنظار نحو لبنان، مما يزيد من تعقيد الوضع الإقليمي، ويهدد بفتح جبهة جديدة للصراع يمكن أن تتداخل مع الديناميكيات الداخلية اللبنانية المعقدة. إضافة إلى ذلك، يمكن أن ينعكس هذا التصعيد على الداخل اللبناني من خلال تفاقم الأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية».

وردا على سؤال حول السيناريوهات المتوقعة للجبهة اللبنانية، أجاب المصدر: «هناك ثلاثة سيناريوهات لا أربعة وهي:

أولا: توسع الصراع ليشمل جنوب لبنان، اذا ما استمرت الأطراف المتصارعة في تجاهل أهمية شمول جبهة جنوب لبنان بالتفاهمات المرتقبة، فإن ذلك قد يؤدي إلى توسع الصراع ليشمل لبنان بحيث يصبح ساحة المواجهة بدلا من غزة. وهذا السيناريو قد يجر المنطقة إلى مرحلة جديدة من التصعيد العنيف، ما يتطلب تدخلات دولية عاجلة.

ثانيا: ممارسة ضغوط دولية لوقف التصعيد. ففي حال تصاعد التوترات، قد تتدخل الأطراف الدولية للضغط من أجل شمول لبنان في أي اتفاق لوقف إطلاق النار. وهذا السيناريو يعتمد على قدرة المجتمع الدولي على فرض إرادته على الأطراف المتصارعة، وإمكانية تفعيل الديبلوماسية بشكل عاجل، استنادا إلى مقترحات وورقة تفاوض حقيقية بعيدا من أفكار للنقاش.

ثالثا: تسوية شاملة تشمل لبنان وهذا السيناريو الأفضل، كونه يتمثل في الوصول إلى تسوية شاملة تضم كل الجبهات بما فيها جنوب لبنان، ما سيؤدي إلى تهدئة الأوضاع في شكل شامل ويمنح فرصة لاستقرار إقليمي أوسع. وهذا ما يعمل عليه من قبل الدول الشقيقة والصديقة للبنان».

وأكد المصدر انه «لا يمكن إغفال أهمية تطبيق القرار الدولي 1701 الصادر عن مجلس الأمن في 2006، والذي يدعو إلى وقف الأعمال العدائية بين إسرائيل ولبنان. ويهدف هذا القرار إلى تثبيت الاستقرار على الحدود الجنوبية للبنان، عبر تعزيز وجود قوات اليونيفيل ودعم الحكومة اللبنانية عبر الجيش اللبناني في بسط سلطتها على كامل أراضيها. وتطبيق القرار 1701 بكامل مندرجاته يعتبر خطوة أساسية للانتقال من حالة وقف الأعمال العدائية إلى وقف إطلاق نار دائم ومستدام، وهذا التحول ضروري لضمان عدم تفاقم الوضع الأمني في جنوب لبنان، ولمنع أي تصعيد محتمل يمكن أن يمتد إلى مناطق أخرى. ومن شأن التنفيذ الكامل لهذا القرار أن يضع الأسس لحل سياسي طويل الأمد، ويقلل من احتمالات اندلاع مواجهات جديدة على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية».

وختم المصدر: «تحمل مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة في طياتها الكثير من المخاطر، خصوصا إذا ما تم استثناء جبهة جنوب لبنان من هذه التفاهمات. لذا يتوجب على جميع الأطراف العمل بجدية من أجل تحقيق تسوية شاملة تضمن عدم امتداد الصراع إلى مناطق جديدة، ما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على الأمن والاستقرار في المنطقة بأكملها».

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: إطلاق النار جنوب لبنان وقف إطلاق

إقرأ أيضاً:

اشتعال الحرب من جديد في كردفان... هجوم دموي يعصف بالهدنة ويشعل جبهة السودان

وأعلنت كلٌّ من «الحركة الشعبية لتحرير السودان» و«قوات الدعم السريع» في بيانين منفصلين أن الهجوم وقع على تجمعات مدنية تضم نساءً وأطفالاً، ووصفتاه بانتهاك خطير لقوانين الحرب.

واتهمت «الحركة الشعبية» الجيش بتكرار استهداف المناطق الخاضعة لسيطرتها، مذكّرةً بحوادث مشابهة في هيبان، ومتوعدةً بردّ «قاسٍ» لإسقاط ما سمّته «معبد الحركة الإسلامية الإرهابية».

في المقابل، لم يصدر تعليق رسمي من الجيش، غير أن منصات مقربة منه قالت إن الغارة استهدفت «معسكراً تدريبياً» للحركة الشعبية، وأسفرت عن مقتل عشرات من عناصرها.

وعلّق القيادي الموالي للجيش مبارك أردول بإدانة استهداف المدنيين «من أي طرف»، داعياً إلى حصر القتال بعيداً عن المناطق الآهلة بالسكان.

معارك على أطراف بابنوسة وتواصلت المواجهات اليومية في مدينة بابنوسة غرب كردفان حول مقر «الفرقة 22 مشاة»، آخر موقع استراتيجي كبير للجيش في الولاية.

وقالت مصادر عسكرية إن الجيش أحبط هجوماً واسعاً لـ«الدعم السريع» مدعوم بالطائرات المسيّرة والمدفعية، في وقت تتحدّث تقارير عن حصار استمر نحو عامين، شُلّت خلاله الحركة المدنية في المناطق المحيطة.

وكانت «هدنة محلية» قد صمدت لأكثر من عام بوساطة الإدارة الأهلية، قبل أن تنهار إثر اتهامات متبادلة بخرقها، ليتصاعد القتال بعد سيطرة «الدعم السريع» على مدينة الفاشر.

هجمات متبادلة جنوب الإقليم وتشهد جنوب كردفان تصعيداً عسكرياً واسعاً، حيث نفّذت قوات «الحركة الشعبية» و«الدعم السريع» هجمات متتالية على بلدة كرتالا الزراعية، بينما يحاول الجيش استعادة بلدة هبيلا.

وتحوّل الإقليم الهادئ نسبياً منذ 2023 إلى ساحة اشتباكات مفتوحة بعد إعلان «الحركة الشعبية» التحالف مع «الدعم السريع».

تقسيم السيطرة على ولايات كردفان يتوزّع النفوذ العسكري حالياً على الشكل التالي:

غرب كردفان: «الدعم السريع» تسيطر على معظم الولاية، باستثناء مقر «الفرقة 22» في بابنوسة و«اللواء 90» في هجليج النفطية.

جنوب كردفان: الجيش يسيطر على المدن الرئيسية، أبرزها كادوقلي، بينما تسيطر «الحركة الشعبية» على كاودا ومناطق واسعة مجاورة، و«الدعم السريع» على الدبيبات.

شمال كردفان: الجيش يفرض سيطرته على الأبيض وشيكان والرهد وأم روابة، فيما تُمسك «الدعم السريع» ببارا وجبرة الشيخ وأم بادر ومناطق أخرى غرب الأبيض.

ومع غياب أي مؤشرات لتهدئة حقيقية، تبدو كردفان ذاهبة نحو مزيد من الاشتعال، وسط تحذيرات منظمات محلية ودولية من تصاعد الهجمات ضد المدنيين واتساع رقعة الحرب في السودان.

مقالات مشابهة

  • وعد بابوي بحَراك ديبلوماسي والبابا لاوون يشهد على وطن لن يموت ولن يستسلم
  • كانديس أرديل: صانعو السلام من 50 دولة موجودون لدعم الاستقرار في جنوب لبنان
  • مسؤول أوروبيّ يتحدّث عن موعد هجوم إسرائيل على إيران... وهذا ما قاله عن لبنان
  • ضلّوا طريقهم أثناء ممارستهم رياضة المشي في وادي الصليب.. وهذا ما حصل (صور)
  • منال عوض : مؤتمر COP24 بوابة لعبور دول حوض المتوسط نحو اقتصاد أزرق مستدام
  • سلامة استقبل خياري… وبحث في دور الأمم المتحدة وتطبيق القرار 1701
  • اشتعال الحرب من جديد في كردفان... هجوم دموي يعصف بالهدنة ويشعل جبهة السودان
  • تفاؤل حذر بتحرك ديبلوماسي يلجم التصعيد
  • إسرائيل توجه تحذيرا للحكومة اللبنانية عن هجمات عسكرية موسعة قادمة
  • اعتداءات إسرائيلية متواصلة وتهديدات بعدم الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار