لقاءات الدوحة...الـ 1701 كفيل بحلّ أزمة لبنان
تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT
المفاوضات الجارية في الدوحة، التي ستشهد جولة جديدة، يمكن وصفها بما يتردّد في قرانا عن عرس لم تكتمل ظروفه، إذ أن أهل العروسين متفقون على كل التفاصيل، ولكن يبقى أمر واحد غير محسوم، وهو أن العروسين لم يقولا بعد لبعضهما البعض "النعم" الأبدية، حتى أنهما لم يقرّرا بعد إذا كان فعلًا يريدان أن يسيرا معًا في المشروع الزواجي بعيدًا عن تأثير ما يمارسه الأهل من ضغط نفسي عليهما، بحجة أنهم متفقون في ما بينهم على أن يكون مصير ابنيهما مشتركًا منذ أن كان في سن المراهقة.
فما يحصل في الدوحة هو أن كلًا من الولايات المتحدة الأميركية ومصر وقطر تريد ان يتم "العرس الغزاوي" في أسرع وقت، ولكن من دون أن تحظى هذه الإرادة بموافقة حتى ولو مبدئية بين طرفي النزاع، أي إسرائيل من جهة، وحركة "حماس" من جهة ثانية، اللتين اتفقتا من دون سابق تنسيق على التشكيك في نتائج الجولة الأولى من المفاوضات، ولكن من دون أن يعني ذلك أن مناخ المفاوضات وما واكبه وسيواكبه من ضغوط ديبلوماسية كبيرة لم يُحدث نقلة نوعية، ولو نسبية، أقّله على صعيد تأخير "الانفجار الكبير" لذي يمكن أن ينتج عن ردّ كل من ايران و"حزب الله" على اغتيال إسرائيل كل من إسماعيل هنية في طهران وفؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وبدا واضحًا من خلال البيان الأميركي - المصري - القطري المشترك مدى حاجة المجتمع الدولي إلى الوصول سريعًا إلى نتيجة إيجابية بالنسبة إلى مسار الحرب القائمة في غزة منذ أكثر من عشرة أشهر، إذ "لم يعد هناك وقت نضيعه ولا أعذار يمكن أن تقبل من أي طرف تبرر مزيداً من التأخير، لقد حان الوقت لإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وبدء وقف إطلاق النار، وتنفيذ هذا الاتفاق. الآن أصبح الطريق ممهداً لتحقيق هذه النتيجة، وإنقاذ الأرواح، وتقديم الإغاثة لشعب غزة، وتهدئة التوترات الإقليمية".
إلاّ أن تصريح الرئيس الأميركي جو بايدن كان أكثر واقعية عن نتائج مفاوضات الدوحة، التي أجريت يومي الخميس والجمعة الماضيين، فشكّل اختصاراً دقيقاً لخلاصات هذه الجولة بما يضع حداً لسيل الاجتهادات التي أثيرت عقبها إذ قال "لم نتوصل بعد الى اتفاق لوقف إطلاق النار، ولكننا أقرب الى تحقيق ذلك". لكن مسارعة كل من "حماس" وإسرائيل الى التشكيك والتفخيخ بالبيان الثلاثي المشترك لم يحجب حجم الضغوط الضخمة التي تمارسها الدول الثلاث ولا سيما منها الولايات المتحدة لإحداث اختراق حقيقي. وما هو واضح أن الجولة الأخيرة قد حققت شيئاً مهماً للغاية لكنه لا يزال قيد الاكتمال بدليل الإعلان عن جولة مفاوضات جديدة قبل نهاية الأسبوع المقبل في القاهرة، خصوصًا أن ما شهده قطاع غزة على مدى عشرة أشهر من تدمير ممنهج، وما نتج عنه من خسائر بشرية ومادية هائلة لا يمكن محوها في جلسة مفاوضات وأحدة. وقد يحتاج الأمر إلى المزيد من الوقت لكي تكتمل عناصر التسوية المرتقبة.
فالحراك الديبلوماسي الحاصل في لبنان لم يخرج عن الهدف المنشود له الا وهو العمل على إرساء التهدئة وابقاء لبنان بمنأى عن أي تصعيد وسحب فتيل التفجير، وهذا الحراك قد يتكثف في كل الاتجاهات، خصوصًا أن ما يحمله الموفدون العرب والأجانب معهم في لقاءاتهم المتكررة وع رئيس الحكومة ليس إلا تأكيدًا على أهمية تجنيب البلد الحرب وأهمية الالتزام بالقرار ١٧٠١. وهذا الحراك، كما تراه مصادر ديبلوماسية، يختلف عن غيره لأنه ينطوي على تصميم أكبر لدرء الخطر عن لبنان لأكثر من سبب ولاسيما ما يتصل باعتبارات الدول الكبرى، التي تبذل جهودًا مضاعفة لمنع التصعيد على الجبهة الجنوبية، لعلمها المسبق أن أي تطور دراماتيكي بعدما دخلت معادلة الانفاق، التي أعلن عنها "حزب الله"، كمادة جديدة في الميدان العسكري، لن تقتصر مفاعيله على لبنان وحده. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
بدء جولات قرش الحوت في قطر.. كل ما تحتاج معرفته لخوض التجربة
الدوحة- تخيل أن تستيقظ قبل الفجر، وتجد نفسك على متن قارب فاخر يشق طريقه في عرض البحر، في وقت ترسم الشمس أول خيوطها على صفحة مياه الخليج العربي. والمغامرة الحقيقية لم تبدأ بعد، ففي مكان ما، بعيدا عن ضوضاء الحياة اليومية، وتحديدا قبالة السواحل الشمالية لدولة قطر، ينتظرك مشهد ساحر يكاد لا يُصدق حيث المئات من أسماك قرش الحوت العملاقة تتهادى في الماء وتمنحك فرصة لرؤية العالم من منظور مختلف.
وهذا ليس خيالا، بل هو واقع يتكرر كل عام بين يونيو/حزيران وسبتمبر/أيلول من كل عام، إذ تتحول المياه القطرية إلى مسرح طبيعي مذهل، يشهد واحدًا من أكبر تجمعات قرش الحوت في العالم، إذ يفوق عدد هذه الكائنات المجتمعة في مكان واحد 300 قرش، ويمكن لسياح الداخل والخارج خوض هذه التجربة عن طريق برنامج "موسم قرش الحوت في قطر" إذ تتيح السلطات المختصة بالسياحة في الدولة لعشاق المغامرات والتجارب البيئية الفريدة أن يقتربوا من هذه الكائنات الرقيقة ذات الحجم الهائل.
ففي المياه الشمالية لقطر، وقرب حقل الشمال البحري تنبض الحياة في موسم صيفي أطلق عليه اسم "موسم قرش الحوت في قطر" الذي يعود هذا العام بعد توقف 12 شهرا فقط بهدف الإعداد والترتيب لهذه الرحلات بصورة أحسن.
إعلانوفى إطار التزامها بالحرص على استدامة البيئة كركيزة لرؤيتها السياحية، أعلنت هيئة قطر للسياحة مساء أمس الجمعة إطلاق هذه الرحلات الاستكشافية، التي تنظم 3 مرات أسبوعيًا على متن قوارب فاخرة تستوعب حتى 40 زائرا في الرحلة الواحدة.
8 ساعاتوتستغرق جولة قرش الحوت 8 ساعات من السادسة صباحا حتى الثانية ظهرا، وتتكلف 710 ريالات (195 دولارا) للفرد، وبخصم 50% للأطفال تحت عمر 12 عاما، ويتم خلال الجولة توفير وجبتي الإفطار والغذاء وتوفير خدمة الإنترنت على متن القارب، كما يمكن توفير خدمة النقل للذهاب والعودة إلى القارب، وذلك وفق تصريحات -للجزيرة نت- أدلى بها جاسم المحمود مدير العلاقات العامة والاتصال في "زوروا قطر" (Visit Qatar).
ويضاف إلى سعر الرحلة البحرية تكلفة النقل من الدوحة وإلى ميناء الرويس في أقصى شمال الدولة ثم رحلة العودة إلى العاصمة الدوحة، وتبدأ كلفة النقل من 33.8 دولارا للفرد.
ويتم نقل المشاركين في الرحلة من أحد شواطئ الخليج الغربي للدوحة على متن حافلة إلى ميناء الرويس في أقصى شمال قطر، في رحلة تمتد لساعة ونصف الساعة، وتكون الانطلاقة من الدوحة الرابعة ونصف صباحا على أن تعود إلى الميناء الساعة 4 مساء.
واللافت في هذه الجولات -وفقا للمحمود- أنها لا تتطلب الغوص في الماء، بل يكفي أن يصعد الزائر على سطح القارب، ويدع الطبيعة تقوم بسحرها، كما يتولى المرشدون المتخصصون رواية قصة هذه الكائنات الفريدة من نمط هجرتها، إلى خصائصها البيولوجية، إلى الدور البيئي الذي تقوم به في ضمان توازن النظم البحرية، وذلك من خلال محاضرة تفاعلية عن قرش الحوت.
ويضيف المحمود أن الطموح لا يتوقف إلى هذا الحد، بل يتم العمل على التقييم الدقيق لهذا الموسم، تمهيدا لاحتمال السماح بالسباحة بالقرب من قرش الحوت خلال المواسم القادمة، خاصة أن هذه الكائنات ليست شرسة ولا تُشكل خطرا على البشر.
إعلانوتأتي هذه الرحلات في حلتها الجديدة، والتي تتضمن تعاونا أكبر مع عدد من الشركاء في القطاعين العام والخاص، تشمل شركة قطر للطاقة، ووزارتي البلدية والبيئة، وشركة مواني قطر، والخطوط القطرية، والإدارة العامة لأمن السواحل والحدود، وهو ما يُسهم بتشغيل هذه الجولات السياحية بشكل فعال، ويرفع مستوى الخدمات والتجربة المقدمة للزوار.
إقبال كبيرويمكن للمقيمين والزوار الاستفادة من هذه الرحلات كما يمكن لركاب التوقف المؤقت (الترانزيت) العابرين من مطار حمد الدولي المشاركة فيها أيضا من خلال الحجز عبر الموقع الرسمي لهذه الجولات.
ويفيد عمر الجابر رئيس قطاع تنمية السياحة بقطر للسياحة -في تصريح للجزيرة نت- أن جولات قرش الحوت "تمثل فرصة استثنائية للمسافرين الذين تتجاوز فترات توقفهم في الدوحة عددا معينا من الساعات، إذ يمكنهم استغلالها في خوض مغامرة بحرية لا تُنسى، تعيد تعريف مفهوم التوقف المؤقت وتحوله إلى تجربة فريدة تُثري رحلتهم، بدلا من أن تكون مجرد انتظار في صالات المطار".
ويضيف الجابر أن الخطوط القطرية، من خلال موقعها الإلكتروني المخصصة لعروض العطلات، تتيح للزوار الدوليين إمكانية دمج هذه الرحلة البحرية ضمن باقات "التوقف المؤقت" وذلك عبر تنسيق كامل مع "اكتشف قطر" -الجهة المنظمة للرحلات- بما يراعي المدة المتاحة للمسافر ويضمن ملاءمتها لتوقيتات الطيران، كما توفر الخدمة إمكانية النقل من وإلى المطار، مما يجعل التجربة سلسة ومتكاملة تبدأ من لحظة الوصول إلى الدوحة وحتى العودة للمطار بعد قضاء يوم ساحر في قلب البحر.
ويلاحظ القائمون على هذه الرحلات إقبالا كبيرا على جولات قرش الحوت، حيث تم بالفعل حجز رحلات يونيو/حزيران ويوليو/تموز بالكامل، مما دفع القائمين على التنظيم دراسة زيادة عدد الرحلات الأسبوعية، وفقا لتصريحات مدير العلاقات العامة والاتصال في "زوروا قطر".
ومنذ انطلاق هذه التجربة البحرية الفريدة عام 2022، استقطبت أكثر من 1200 زائر، وسجل في بعض الرحلات ظهور أكثر من 600 قرش حوت في آن واحد، وهو رقم يصعب تحقيقه في أي مكان آخر على وجه الأرض.
إعلان أسماك أليفةورغم ضخامتها إذ يصل طول بعضها إلى 20 قدما (6 أمتار) فإن قرش الحوت تتميز بأنها أليفة ولا تملك أنيابا ولا تثير الرعب، وتقترب من سطح الماء لتتغذى على العوالق وبيض السلاحف، وتسبح في نظام بيئي متكامل، آمن تحرسه الدولة وتحميه بدقة عالية.
View this post on InstagramA post shared by Azzam Al Mannai (@azzamalmannai)
وتُعد قطر واحدة من الوجهات القليلة عالميا التي تتوفر على برنامج متخصص لحماية ودراسة أسماك قرش الحوت، مما يعكس التزامها الراسخ بالحفاظ على البيئة البحرية وترسيخ مكانتها كوجهة عالمية رائدة في السياحة المستدامة.
وحول أسباب تجمع هذه الكائنات بأعداد كبيرة في تلك المنطقة البحرية القطرية، يوضح المحمود أنها نتيجة سببين هما: دفء المياه في الشمال ووفرة بيض السلاحف، مما يجعل المنطقة نقطة جذب طبيعية لهذه الكائنات المحبوبة، ويضيف المسؤول القطري أن عودة هذه الرحلات البحرية تأتي ضمن خطة لإثراء تجربة "زوار قطر صيفا" عبر استغلال المقومات الطبيعية التي تحيط بقطر من 3 جهات بحرية.
وتأتي هذه الرحلات الاستكشافية الفريدة ضمن إطار أوسع لإستراتيجية قطر الجديدة الهادفة إلى ترسيخ مكانتها كوجهة عالمية للسياحة البيئية المستدامة، وهي إستراتيجية تتجاوز المفهوم التقليدي للسياحة الترفيهية لتقدم منتجا يرتكز على احترام البيئة والتنوع الحيوي، ويعكس التزام الدوحة العميق بالحفاظ على كنوزها الطبيعية، وفق تصريحات رئيس قطاع تنمية السياحة بهيئة قطر للسياحة.