صحيفة البلاد:
2025-12-14@04:35:14 GMT

غازي القصيبي في ذكراه 2-2

تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT

غازي القصيبي في ذكراه 2-2

..وفي المقابلة الصحفية التي أجراها معه الدكتور محمد جابر الأنصاري، ونشرت بعدد مجلةالعربي الكويتية الغراء الصادر في شهر سبتمبر 1991م، سأله الدكتورالأنصاري : قلت في كتاب “سيرة شعرية”:( إن سنوات الدراسة في القاهرة، كانت أخصب  فترات حياتي الشعرية على الإطلاق).

لعلك  قصدت أنها كانت من “أمتع” تلك  الفترات، للتغيير الكبير الذي مثّلته الحياة  الجامعية في مدينة زاهرة كالقاهرة – حينئذ – ومع أصدقاء شعر متفاعلين كالصديق  عبد الرحمن رفيع؟.

ولكن هل أردت القول إن تفاعلك فيما بعد مع الحياة الجامعية (والثقافية) في الولايات  المتحدة لدراسة الماجستير، وفي بريطانيا  لدراسة الدكتوراه، لم تمثل فترات خصوبة  مماثلة – لا أقصد كما وإنما كيفا؟. لماذا احتكرت القاهرة خصوبتك الشعرية أو  استأثرت بمعظمها؟. وهذا السؤال يقودني إلى ملاحظة، أزعم أنها واردة بالنسبة لتكوينك  الثقافي العام، وهي أنك كشاعر ظللت عربياً  خالصاً ذوقاً وتكويناً، ولم يجذبك الشعر العربي الحديث (ولهذا لم تتفاعل كثيراً مع مدرسة  حاوي والسياب والبياتي… إلخ). أما كجامعي ومثقف وناثر (كاتب نثر)، فقد  تأثرت بالمدارس والأفكار الحديثة، أعني أنك  عندما تنظم الشعر، فأنت صوت عربي خالص،  وكأنك عاشق أو فارس، أما عندما تكتب  النثر، فأنت إنسان معاصر “جنتلمان”، أنت  صاحب عبارات مثل: “في رأي المتواضع”  و “المزيد من رأي المتواضع”، وأظنك توافقني  أنه لا يوجد شاعر وعربي على مثل هذا  التواضع! ما قولك؟. فأجابه الدكتورالقصيبي قائلاً: – كان المقصود الخصب الكمي. كنت في تلك السنين أكتب، أحياناً، قصيدة كل يوم،  وأكتب، أحياناً، أكثر من قصيدة في اليوم الواحد. لم يكن أسبوع يمضي دون قصيدة.

وهذا الإنتاج كما يعرفه كل الشعراء، باستثناء  ضحايا الإسهال الشعري، غزير جداً. إذا قارنا هذا المعدل بمعدل الكتابة خلال العقدين الأخيرين من حياتي، قصيدة واحدة كل ثلاثة  شهور أو أربعة، وجدنا الفارق الشاسع، غير  أنني لا أستطيع سحب الخصب على ما يتجاوز  المعيار العددي الخالص.

أما النقطة الثانية من سؤالك، فأرى أنك مصيب  فيها كل الإصابة. لقد ظلت مشاربي الشعرية  عربية خالصة، رغم تنوع مشاربي النثرية (والفكرية). لا أستطيع مثلاً، أن أحصي عدد  الكتب التي قرأتها باللغة الإنجليزية، ولكنني  أستطيع، دون صعوبة تذكر، أن أحصي  الدواوين. نادر حقاً هو ذلك الشعر الأجنبي الذي استهواني واجتذبني، سواء بصفته الأصلية  أو مترجماً إلى العربية. أتصور أن السبب هو أن الشعر يختلف اختلافاً  كبيراً عن النثر في قابليته للترجمة، والسفر بين  الحضارات. الشعر ملتصق بلغته التصاقاً وثيقاً،  بحيث يؤدي انتزاعه منها إلى تمزق الكثير من روعته.  ومن هنا حرصت في كل شعر ترجمته من العربية إلى الإنجليزية، سواء كان لي أو  للآخرين، أن يكون “قابلاً للترجمة”، بمعنى أن  ينتقل من لغة إلى لغة دون أن يفقد كل مقوماته  كشعر يختلف عن النثر. إن المقولة التي تذهب إلى أن “كل ترجمة خيانة للأصل”، لا تنطبق على  شيء قدر انطباقها على الشعر، إذا لم تصدقني،  فحاول أن تترجم هذا البيت إلى الإنجليزية، أو  الفرنسية، أو الألمانية.

نصيبك في حياتك من حبيب
نصيبك في منامك من خيال
.. ثم إنني مشدود إلى الموسيقى الشعرية العربية،  إلى وضوحها ورنينها، وطنينها إن شئت. ومشدود إلى الصور المتراكمة في القصيدة العربية،  التي تجعل منها لوحة زيتية بألف لون ولون. مشدود إلى ذلك الغنى اللفظي الذي يفتح أمامك مناجم شاسعة من الكلمات الحلوة. مشدود إلى ما التصق بالذاكرة اللاواعية العربية الجماعية من شغف بالغيوم والمطر، ومتابعة لحديث العيون،  وخوف من تلصص الشيب في المفرق، أين أجد  هذا كله خارج الشعر العربي؟!. تبقى ملاحظتك عن التواضع، ويقتضي  التواضع ألا أعلق عليها!.

وحول كتابة سيرته الذاتية، قال الدكتور غازي القصيبي : تبقى السيرة الذاتية، وكتابتها حلم يراودني منذ  فترة طويلة. وهناك عقبتان، واحدة تتعلق  بالمبدأ، والأخرى تتعلق بالتفاصيل. من حيث  المبدأ: مادام لا يمكنني أن أقول كل ما أريد  قوله، لأسباب لا تخفى على فطنة أحد، هل يجوز  لي أن أكتفي بما يمكنني قوله؟، ثم يبقى الشكل  الفني الملائم: هلى تجيء السيرة الذاتية بالطريقة  التقليدية المألوفة، وهي طريقة تقتل القارئ من  الملل ما لم تكن أحداث “السيرة” خارقة ومثيرة؟،  أم أن هناك أسلوباً آخر؟ أراني أميل تدريجياً إلى أن الشكل الأمثل هو الرواية حيث تمتزج الوقائع بالخيال، ويتاح قدر أكبر من الحرية.
ما أفكر فيه  أن تكون لكل مرحلة روايتها: الطالب، الأستاذ، الموظف.. إلخ، هذا مشروع في  الأعماق لا يزال يعتمل، ولم يختمر.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: عبدالعزيز التميمي

إقرأ أيضاً:

احتفالا بعيد مطروح القومى..مسابقة في الشعر الشعبى عن معركة وادى ماجد

نظمت لجنة التراث بمحافظة مطروح مسابقة في الشعر الشعبى تحت عنوان: (وادى ماجد صفحة مشرقة في تاريخنا المعاصر)  وذلك بمكتبة مصر العامة .

ياتى ذلك تحت رعاية اللواء خالد شعيب محافظ مطروح وفي إطار فعاليات لجنة التراث الثقافي والطبيعي بمطروح احتفالا بالذكرى العاشرة بعد المائة لمعركة وادي ماجد،  التي تتخذها محافظة مطروح  عيدا قوميا فى شهر ديسمبر من كل عام، 

حيث شارك في المسابقة عدد من الشعراء بمطروح ، وضمت لجنة التحكيم الشاعر جبريل موسى بو جديدة رئيس نادى الأدب المركزي بمطروح، .

وأسفرت  المسابقة عن فوز كل من: 

المركز الأول : الشاعر العبس حمزة 

المركز الثاني : نصر يحيى عبد ربه 

المركز الثالث : محمد رجب الجبيهي

المركز الرابع:  صالح الجراري

المركز الخامس:  عبد العال العوامي

المركز السادس : عبد العال فرج

المركز السابع: غنيوة عند الرحيم

هذا وسوف يتم تكريم الفائزين في الإحتفالية الكبرى للعيد القومي للمحافظة، بجوائز مالية وشهادات تقدير. بمكتبة مصر العامة  يوم الثلاثاء 16 ديسمبر 2025. 

كما تواصل لجنة التراث فعالياتها  على مدار  ديسمبر الجارى برعاية  المحافظ  وبدعم من  نواب المحافظة كالتالى :بإقامة مهرجان الفروسية يوم الخميس  18 ديسمبر وأمسية بنادي الأدب  بمدينة براني يوم  22 ديسمبر إحتفالية بجامعة مطروح يوم 29 ديسمبر  .

من ناحيةاخرى وفى وقت سابق.تفقد الدكتور إسلام رجب نائب محافظ مطروح اليوم أعمال تطوير سوق مطروح العمومي بمدينة مرسى مطروح والتي تتم بالجهود الذاتية تمهيدا لإعادة تشغيله، يرافقه  المهندس محمد العشري مدير مديرية الطرق، وناصر النجار نائب رئيس المدينة ، والعميد طارق عرفان مدير المواقف الموحدة والمهندس عمر حافظ ممثل شركة مياة الشرب ، و المهندسة نجلاء حافظ مدير وحدة متابعة المشروعات بالمحافظة.

وخلال الجولة، تفقد نائب المحافظ أعمال تركيب الانترلوك  بمنطقة محيط السوق ، ومتابعة تأهيل الصرف العمومي داخل وخارج السوق وتنظيم المداخل والمخارج وأماكن تسكين الباعة داخل السوق بما يسمح بتنظيم الحركة داخل السوق.

وعلى هامش الجولة تفقد نائب المحافظ موقف سيارات الأجرة للضبعة ورأس الحكمة ومتابعة انتظام حركة السيارات بالموقف ووجه بضرورة الالتزام بالتواجد داخل الموقف حفاظا على الشكل الحضاري.

وأكد نائب المحافظ أن أعمال التطوير تأتي ضمن خطة شاملة لإعادة تنظيم منطقة وسط البلد، واستعادة الشكل الجمالي والحضاري لمدينة مرسى مطروح بما يتناسب مع مكانتها كمدينة سياحية تستقبل الزائرين على مدار العام، موجهاً بالالتزام بالجداول الزمنية وسرعة إنجاز الأعمال.

طباعة شارك مطروح محافظة مطروح اخبار المحافظات احبار محافظة مطروح العيد القومى

مقالات مشابهة

  • زيت جوز الهند: فوائد مذهلة للجسم والشعر والبشرة
  • غداً .. بيت الشعر العربي ينظم أمسية شعرية لشعراء وفناني فلسطين
  • المطربة أنغام البحيري: أستطيع الغناء بكل الألوان الموسيقية
  • أسباب ظهور الشيب المبكر .. وطرق العلاج والوقاية
  • نشرة المرأة والمنوعات | أجهزة منزلية تهدد صحة الرئة .. مشروبات تساعد على نمو الشعر
  • بدون أدوية.. مشروبات تساعد على نمو الشعر
  • "بين القاهرة وفلسطين".. أمسية ببيت الشعر العربي الأحد
  • 25 مليار قدم مكعب | اكتشاف غازي جديد ينعش آمال الاقتصاد المصري .. وخبير يوضح
  • بالصور: ما قصة غازي الذيابي والجدل حوله؟ – سناب غازي الذيابي
  • احتفالا بعيد مطروح القومى..مسابقة في الشعر الشعبى عن معركة وادى ماجد