كشفت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة عن اقتنائها لكتاب ألماني نادر يتضمن (28) لوحة عالمية عن الخيول العربية صدر قبل (178) عاما، وبالتحديد في العام 1846 في عهد ملك ورتمبرج ولهلم الأول (1781- 1864م) في بلدة وايل بألمانيا، مع وجود طبعة ثانية من الكتاب صدرت بألمانيا في شهر سبتمبر 1985 باللغات الألمانية والإنجليزية والعربية، وهي طبعة قدم لها كارل دوق ورتمبرج عام 1985م ويحمل الكتاب عنوان: ( المبارزة ) ويحوي بين دفتيه وصفًا لأفضل الجياد العربية وأجملها من مزرعة تربية الخيل التي أسسها آنذاك ولهلم الأول، ولا يشمل الكتاب وصفًا دقيقًا لأصالة الجواد العربي وجماله فقط، وإنما يظهر أيضًا العلاقات الوثيقة بين الشرق وورتمبرج الألمانية في ذلك الوقت .

وهو كتاب مصور يوثق بلوحات فنية رائعة مباراة الصداقة بين الشرق والغرب، من خلال الخيول العربية الأصيلة التابعة للمزرعة الملكية لتربية الخيل في بلدة وايل الألمانية ، والإسطبلات الملكية الخاصة بملك ورتمبرج ولهلم الأول. وقد نظم ولهلم الأول ( مبارزة) للخيول عام 1846 حيث كانت مزرعة تربية الخيل في بلدة وايل الألمانية والإسطبلات الملكية تحتوي على أكثر من (100) جواد عربي أصيل ، وقد شاركت في تلك المباراة ( المبارزة) الأحصنة المشهورة وجياد الملك الشخصية.

ولع شرقي:

إن مما شجع ولهلم الأول في أيام ولايته للعهد على ولعه بالشرق ليس إلا الاتجاه السائد لروح العصر في أوروبا آنذاك ، حيث اكتشف الغرب من جديد جمال الشرق وكنوزه وأصبحت تحمل في طياتها سحر ألف ليلة وليلة فكتب جوته ديوانه المعروف : ( الديوان الشرقي)، وترجم فريدريش روكرت ديوان حافظ ومقامات الحريري ورسم الفنانون آدم واسرته وفرنيه ودالا كرواه الخيول العربية وتخيلاتهم عن الشرق ، ونظم شاعر حروب التحرير الألماني فرايليجرات البيت التالي:

"إنّ العربيّ على صهوة جواده ، لقصيدة خيالية في حد ذاته"

مشاهد المبارزة:

في يوم الثلاثاء الموافق 27 أكتوبر 1846 أقيمت المبارزة في دار الخيالة الملكية الكبيرة في شارع نهر النكار، وزينت الزوايا المستطيلة لدار الخيالة بالبيارق والأعلام، وشارك في موكب العرض الذي حضره الملك ولهلم الأول وأكثر من 100 من الشخصيات البارزة، مجموعات من عازفي الأبواق وفارسان مدرعان، وحامل العلم والمارشال، وأربعة قواد مبارزة، وأربعة من حاملي الأعلام، وأربعة من حاملي الشعارات، ومجموعة من الفرسان والسيدات والأميرات والبارون ولهلم فون والكونت فون وتمبرج، ثم بدأت المبارزة بين فريقين يمثلون الفرسان الغربيين، والفرسان المسلمين ، وكل الخيول المشاركة كانت من الخيول العربية.

وجاء في تمهيد الكتاب الذي وثق لهذه المبارزة: "يشع من سطور تلك النسخة طبق الأصل للطبعة الملكية من كتاب (المبارزة) المؤرخ عام 1846 سحر ألف ليلة وليلة وروعة فروسية الغرب في ذلك الوقت، كما يظهر هذا الكتاب جمال الخيول العربية الأصيلة التي كان يمتلكها الملك ولهلم الأول ، إضافة إلى ذلك فإنه لوثيقة تاريخية حية تثبت عراقة الصداقة العربية الألمانية".

والمبارزة التي يصفها الكتاب كانت فريدة من نوعها، ليس فقط لكونها مهرجان فروسية لعب الخيال دورا رئيسيا في تنظيمه على النمط الشرقي ، وإنما لأنها أيضا تعبر عن فكرة التصالح بين الشرق الإسلامي والغرب المسيحي في إطار مباراة صداقة، والتصالح هنا – كما يشير الكتاب – هو التصالح بين عقيدتين وحضارتين وقوتين عالميتين، دام الصراع بينهما حوالى ألف عام.

لوحات زاهية:

لقد خلد هذا المهرجان الشرقي – الغربي أعلام من الفنانين المعاصرين في ذلك الوقت، فنظم الشاعر فرانس دنجلشتت قصيدة وصفية في تلك المناسبة، ووضع المؤرخ المعروف هاكلندر هذا المجلد الفاخر للأسرة المالكة تزينه (28) صورة ملونة من الحجم الكبير عن هذا الحدث.

وتعطينا لوحات الكتاب انطباعات حية عن الجو السائد خلال المبارزة : الخيول الهائجة تدق الأرض بحوافرها وصليل الأسلحة الرنانة ودروع الفرسان الفولاذية وريش الخوذ المتطاير والبرانس الفضفاضة والرايات والشعارات المرفرفة في الهواء والأبواق المدوية والطبول والمثلثات العربية الفضية، وكان الأمراء والأشراف الغربيون يرتدون بهذه المناسبة الأزياء العسكرية الغربية والشرقية الأصلية حاملين الأسلحة المناسبة لها تزينها الأحجار الكريمة والحلي العاجية والمعادن الأصيلة من ذهب وفضة.

وقد أظهرت الخيول اكتمالا وجمالا، كما تصور اللوحات، باعتبارها تمثل الأصل الأول لأشهر الخيول العربية الأصيلة خارج موطنها.

ويقول المؤرخ ورئيس الإسطبلات الملكية آنذاك فرايهر فون هوجل :" كان الملك قد اختبر الحصان العربي في حروبه ولمس قدراته وأدرك صفاته، ولهذا كان يبذل مجهودا فائقا لتنشئة عنصر من أفضل العناصر الموجودة في الشرق" .

ومن أسماء الخيول في مزرعة الملك ولهلم الأول: بيرقدار، وبغدادي، ومسعود، وقاضي وصقلاوي، وشام الذي يعود نسبه إلى منطقة المدينة المنورة، وكانت ألوان الخيول ما بين : الأشقر، والكميت، والأشهب والرمادي.

وقد تضمن الكتاب لوحات عن الخيول معظمها مصورة من قصر فريدريشسهافن وعن حدث المبارزة لعدد من الفنانين البارزين في تلك المرحلة منهم: شبيرلينج، وفيكتور آدم، وشارل فرنيه، وغيرهم.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: مكتبة الملك عبدالعزيز العامة الخيول العربية الخیول العربیة

إقرأ أيضاً:

ياسمين عبدالعزيز تكشف سر قوتها

صراحة نيوز- فتحت الفنانة ياسمين عبدالعزيز قلبها للحديث عن التحديات التي واجهتها خلال السنوات الماضية، بين أزمات صحية وشخصية، مؤكدة أن الحب الذاتي ومراجعة النفس كانا مفتاح قوتها واستقلاليتها.

وخلال استضافتها في برنامج “معكم منى الشاذلي” على قناة ON، وصفت ياسمين السنوات الثلاث الماضية بأنها “دوامة الحياة”، مشيرة إلى أنها واجهت صعوبات صحية وضغوطًا عاطفية كبيرة، دفعتها لمراجعة نفسها واتخاذ قرارات أكثر وعيًا. وقالت: “شعرت أن حياتي كلها دوامة مليئة بالتحديات، لكن مراجعة النفس والوعي بالقرارات ساعداني على تجاوز هذه المرحلة”.

وأضافت أنها تعلمت أهمية منح نفسها الحب والاهتمام الذي كانت تمنحه للآخرين، ووضعت حدودًا واضحة في حياتها الشخصية: “ليس من الضروري أن تكوني متسامحة مع أي شخص.. كلمة لا لها تأثيرها”. وأكدت أن الاهتمام بالنفس أصبح جزءًا أساسيًا من استراتيجيتها لمواجهة ضغوط الحياة والحفاظ على توازنها النفسي.

وتطرقت ياسمين أيضًا إلى شراكتها الفنية مع كريم فهمي، مؤكدة أن النجاح لم يكن مصادفة، بل نتيجة انسجام حقيقي على الشاشة، خاصة في الأعمال الرومانسية والاجتماعية التي لاقت صدى واسعًا لدى الجمهور، ما عزز مكانتهما كفريق متجانس في الوسط الفني.

كما علّقت على الجدل حول شخصية “ليل” وزواجها في مسلسلها الأخير، معتبرة أن ردود فعل الجمهور تعكس مشكلات واقعية في بعض الأسر. وأكدت قدرتها على حماية نفسها وعدم السماح لأي شخص بالتأثير في توازنها النفسي، قائلة: “أتجاوز العقبات وأواصل عملي دون أن يشعر أحد بذلك”.

واختتمت حديثها بالإشارة إلى أن التجارب الصعبة علمتها الانضباط العاطفي وإدارة التحديات الشخصية والمهنية، وتحقيق توازن مستمر بين حياتها الخاصة ومسيرتها الفنية.

مقالات مشابهة

  • الفنون الشعبية تزيّن مشاركة إمارة الباحة في مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل
  • ضبط مواطن لارتكابه مخالفة رعي في محمية الملك عبدالعزيز الملكية
  • ضوابط نزع الملكية بمشروعات الاتصالات بالقانون
  • مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور يستحدث «شوط المدارس» لتأهيل جيل جديد من الصقارين
  • منظمة الصحة تطلق مكتبة تضم 1.6 مليون كتاب رقمي في الطب التقليدي
  • ياسمين عبدالعزيز تكشف سر قوتها
  • ضبط مواطن لإشعاله النار في غير الأماكن المخصصة بمحمية الملك عبدالعزيز الملكية
  • “أمن المنشآت” تستعرض عربة المراقبة الميدانية في جناحها ضمن معرض “واحة الأمن” بمهرجان الملك عبدالعزيز للإبل 2025
  • الأمير فيصل بن سلمان يرأس الاجتماع الرابع لمجلس أمناء مكتبة الملك فهد الوطنية
  • "الأمن البيئي" يضبط مواطنًا للتخييم دون ترخيص في محمية الملك عبدالعزيز الملكية