مليون ميل في الساعة.. اكتشاف فلكي هاوٍ لنجم نفاث يثير الفضول
تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT
بينما كان توم بيكل، الطالب في علم الفلك من ساوثهامبتون، إنكلترا، يقضي وقت فراغه في الاستماع إلى الموسيقى أثناء مراقبته النجوم في الليل بحثا عن "كوكب تاسع"، اكتشف جسما "غير عادي" يشبه بقعة خافتة تتحرك بسرعة كبيرة أمامه على شاشة الكمبيوتر.
الجسم الغريب كان يسير بسرعة تصل إلى مليون ميل في الساعة (1.6 مليون كلم/الساعة)، وهو ما قد يكون كافيا لفصله عن جاذبية مجرة درب التبانة، وفق تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز".
هذه السرعة الكبيرة جعلت الاكتشاف مثيرا للغاية بالنسبة للعلماء، الذين رأوا في ذلك فرصة لدراسة أقدم وأسرع النجوم في المجرة، والمعروفة بالنجوم الهالة.
هذا النوع من النجوم يتحرك في مدارات غير عادية مقارنة بالنجوم التي تدور في قرص المجرة، حيث تكون مداراتها مائلة عن مستوى المجرة.
وهذا يشير إلى أنها قد تكون تشكلت قبل أن تستقر مجرة درب التبانة في هيكلها الحالي، وفق باحثين.
وقد تم اكتشاف أكثر من عشرة نجوم فائقة السرعة حتى الآن، تتحرك بسرعة تفوق 900 ألف ميل في الساعة، وهي سرعة تتجاوز ضعف سرعة الشمس، ولكن جميعها تزن ما يقارب أو أكثر من كتلة الشمس.
"A ‘Speedy Little Star’ May Be on Course to Escape Our Galaxy" by Katrina Miller via NYT https://t.co/jVzg27V3EU pic.twitter.com/884WH5vqtD
— Christy Isham (@isham_christy) August 21, 2024بالمقابل، الجسم الذي اكتشفه بيكل، والذي تمت تسميته "CWISE J1249+3621"، يزن فقط 8 بالمئة من كتلة الشمس، وهو عند الحد الفاصل بين النجم و"القزم البني" (Brown dwarf).
ما السر؟هناك نظريتان محتملتان حول كيفية وصول هذا النجم إلى هذه السرعة العالية.
الأولى تشير إلى أن الجسم قد كان يدور حول "قزم أبيض" (White dwarf)، وتسببت التأثيرات الناتجة عن انفجار نجم في بلوغه هذه السرعة.
محاكاة فنية للنظرية الأولى (من نيويورك تايمز)
الثانية تفترض أن الجسم كان جزءا من تجمع نجمي تعرض لتفاعل مع ثنائي من الثقوب السوداء، ما أدى إلى طرده من نظامه بشكل عنيف.
ويعود الفضل في اكتشاف هذا النجم لثلاثة من الهواة، من خلال مشروع يُدعى "Backyard Worlds: Planet 9"، حيث يقوم المشاركون بالبحث عن مصادر متحركة في الصور التي التقطها مرصد ناسا للأشعة تحت الحمراء واسع المجال، والذي توقفت مهمته في يوليو.
محاكاة فنية للنظرية الثانية (من نيويورك تايمز)
وبرغم السرعة العالية للجسم، والتي قد تبدو مذهلة بالنسبة لنا على الأرض، فإن الفضاء واسع جدا مما يعني أن العلماء يمكنهم دراسة هذا الجسم "دون استعجال"، على حد تعبير الصحيفة الأميركية.
والجسم قد يتحرك بسرعة مليون ميل في الساعة، لكنه يقطع 1.5 سنة ضوئية فقط في الألفية، ما يوفر وقتا كافٍ لفهم المزيد عن هذا الاكتشاف الفريد.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: میل فی الساعة
إقرأ أيضاً:
اكتشاف غير مسبوق يغيّر فهمنا لتحديد الجنس.. التغذية قد تلعب دورا حاسما!
اليابان – أظهر فريق من العلماء، لأول مرة، أن نقص الحديد أثناء الحمل قد يؤدي إلى تغيّر الجنس البيولوجي لدى الأجنة الذكور.
وكشفت الدراسة، التي أجراها فريق البحث من جامعة أوساكا اليابانية وجامعة كوينزلاند الأسترالية، أن النقص الحاد في الحديد داخل الرحم يتسبب في ظهور صفات أنثوية لدى بعض الأجنة الذكور (الحاملين للكروموسومات XY)، إضافة إلى نمو الغدد التناسلية الأنثوية لديهم.
وتعد هذه النتائج غير مسبوقة في مجال علم الأحياء، إذ تقدم أول دليل علمي لدى الثدييات على أن العوامل البيئية — وليس الجينات وحدها — يمكن أن تؤثر على تحديد الجنس، فيما يتحدى المفهوم السائد القائل بأن جنس الثدييات يتحدد منذ لحظة الإخصاب بناء على الكروموسومات: XY للذكور وXX للإناث.
وأوضح قائد الدراسة، ماكوتو تاتشيبانا، من جامعة أوساكا، أن جين SRY الموجود على الكروموسوم Y يعد مفتاح عملية التمايز الجنسي لدى الذكور، إذ يحفّز تطور الغدد التناسلية إلى خصيتين في الأسابيع الأولى من الحمل. وفي غياب هذا الجين أو تعطل عمله، تتطور هذه الغدد إلى مبايض.
لكن الدراسة كشفت أن انخفاض مستوى الحديد بنسبة 60% داخل الخلايا يسكت نشاط هذا الجين الحاسم في وقت حرج من النمو الجنيني، ما يؤدي إلى انحراف المسار الجنسي نحو التمايز الأنثوي.
وخلال التجارب على الفئران، وُلد 6 من أصل 39 فأرا ذكرا من إناث عانت من نقص حاد في الحديد، وقد طوّرت مبايض مكتملة النمو. كما وُلد فأر خنثى يمتلك مبيضا وخصية.
وفي تجارب إضافية استخدمت دواء يزيل الحديد من الجسم، ظهر التأثير نفسه: 5 من أصل 72 جنينا ذكرا طوّرت أعضاء تناسلية أنثوية.
وقال البروفيسور بيتر كوبمان، من جامعة كوينزلاند، وأحد المشاركين في الدراسة: “لم يُثبت من قبل أي تأثير غذائي على نمو الجهاز التناسلي بهذه الطريقة. هذه النتائج تسلط الضوء على دور التغذية في عملية حيوية اعتُبرت لفترة طويلة محكومة فقط بالجينات”.
ويرى العلماء أن ما حدث يعود إلى آلية الوراثة فوق الجينية (Epigenetics)، حيث تتسبب العوامل البيئية — مثل نقص الحديد — في تغييرات كيميائية تؤثر على التعبير الجيني دون تغيير الشفرة الوراثية نفسها.
وقد تبين أن نقص الحديد يعطل عمل إنزيم KDM3A، الضروري لتنشيط جين SRY. وبغياب هذا التنشيط، لا يبدأ المسار الذكري لتكوين الخصيتين.
ورغم أن الدراسة اقتصرت على الفئران، يشير العلماء إلى أن نتائجها قد تكون ذات صلة بالبشر، خصوصا أن نحو 40% من النساء الحوامل عالميا يعانين من نقص الحديد.
وأشار كوبمان إلى أن “بعض النساء قد يكنّ أكثر عرضة لتأثيرات هذا النقص، ما يستدعي دراسة إضافية لتحديد العوامل الوراثية والبيئية المشتركة”.
ويخطط العلماء لمزيد من الدراسات لفهم ما إذا كانت آليات مماثلة تحدث لدى البشر، وما الظروف التي قد تجعل نمو الجنين حساسا لمستويات الحديد في المراحل المبكرة من الحمل.
نُشرت الدراسة في مجلة Nature.
المصدر: interesting engineering