البنك المركزي يكشف أسباب التراجع التاريخي للتضخم | أول معدل سالب منذ عام
تاريخ النشر: 31st, July 2025 GMT
في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجهها الأسر المصرية، تأتي مؤشرات التضخم الأخيرة لتمنح بعضًا من الطمأنينة، ولو مؤقتة، للمواطنين الذين يرزحون تحت وطأة أسعار السلع والخدمات.
كشف البنك المركزي المصري عن تراجع ملحوظ في معدل التضخم الأساسي خلال يونيو 2025، في تطور يُنظر إليه على أنه ثمرة لضبط الأسواق والغذاء الموسمي، رغم استمرار الضغوط في بعض القطاعات.
أفاد البنك المركزي في تقريره الشهري بأن معدل التضخم الأساسي السنوي انخفض إلى 11.4% في يونيو 2025، مقارنة بـ 12.9% في مايو.
ويُعزى هذا التراجع إلى تسجيل المعدل الشهري للتضخم الأساسي قيمة سالبة بلغت -0.2%، وهو أول تراجع شهري بهذا الشكل منذ يوليو 2024، بعدما سجل في مايو 1.6% وفي يونيو من العام الماضي 1.3%.
الغذاء يقود موجة التراجعكان لانخفاض أسعار السلع الغذائية الأساسية الدور الأبرز في كبح التضخم، إذ أسهمت وحدها بمقدار -0.49 نقطة مئوية في المعدل الشهري.
وتصدرت الدواجن قائمة السلع المتراجعة بنسبة انخفاض بلغت 9.1%، لتسهم وحدها بـ -0.51 نقطة مئوية، وهو ما يتماشى مع النمط الموسمي المعتاد.
كما سجلت أسعار الفواكه والخضروات الطازجة انخفاضات ملحوظة بنسبة 2.3% و1.3% على التوالي، وساهمتا معًا بـ -0.11 نقطة مئوية في معدل التضخم العام.
في المقابل، شهدت منتجات الألبان ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.6%، وأسهمت بـ +0.03 نقطة مئوية، فيما زادت أسعار اللحوم الحمراء والأسماك بما يعادل 0.08 نقطة مئوية.
ولم تشهد أسعار البيض والزيوت والدهون أي تغير ملحوظ، مما ساعد في استقرار مؤشر التضخم الغذائي نسبيًا.
تحسن مؤشرات التضخم العام في الحضر والريفالتراجع لم يقتصر على التضخم الأساسي فقط، بل شمل أيضًا معدل التضخم العام في الحضر، الذي انخفض إلى 14.9% في يونيو، بعد أن بلغ 16.8% في مايو، كما سجل المعدل انخفاضًا شهريًا بنسبة -0.1%، مقارنة بـ 1.6% في يونيو 2024، و1.9% في مايو الماضي.
وفي الريف المصري، تراجع معدل التضخم العام إلى 13.9% مقابل 16.2% في مايو، بينما بلغ معدل التضخم العام لجمهورية مصر بالكامل 14.4% مقارنة بـ 16.5% في الشهر السابق.
ضغوط من الغاز والخدمات رغم التراجع الغذائيرغم الانخفاض العام، شهدت بعض السلع والخدمات ارتفاعات محدودة أدت إلى مقاومة التراجع الكامل، حيث سجلت السلع والخدمات المحددة إداريًا ارتفاعًا بنسبة 0.6%، نتيجة زيادة أسعار الغاز الطبيعي المنزلي بنسبة 33%، لتسهم بمقدار +0.12 نقطة مئوية في التضخم الشهري.
كذلك، ارتفعت أسعار الخدمات بنسبة 0.5%، بسبب زيادة الإنفاق على المطاعم والمقاهي والإيجارات، مسجلة مساهمة قدرها +0.14 نقطة مئوية.
أما السلع الاستهلاكية فشهدت زيادة بنسبة 0.6%، مدفوعة بارتفاع زيوت المحركات بنسبة 5.7%، إلى جانب زيادات طفيفة في الملابس والأحذية، ما أدى لمساهمة إجمالية قدرها +0.09 نقطة مئوية.
في ظل التحديات الاقتصادية المحلية والدولية التي تواجهها مصر، يُعدّ هذا التراجع في التضخم بمثابة بصيص من الأمل للمواطنين والأسواق على حد سواء، فعلى الرغم من استمرار الضغوط في بعض القطاعات، فإن تباطؤ وتيرة ارتفاع الأسعار يمثل خطوة في الاتجاه الصحيح نحو استقرار اقتصادي أكبر.
يبقى الأمل أن يستمر هذا التوجه في الأشهر المقبلة، مدفوعًا بإصلاحات حقيقية ودعم إنتاجي، ليشعر المواطن بتأثير مباشر في قدرته الشرائية وجودة حياته اليومية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التضخم اللحوم الأسماك الزيوت البيض
إقرأ أيضاً:
المركزي التركي يخفض الفائدة 150 نقطة أساس إلى 38 بالمئة
تركيا – خفض البنك المركزي التركي، الخميس، سعر الفائدة بمقدار 150 نقطة أساس من 39.5 بالمئة إلى 38 بالمئة على عمليات إعادة الشراء “الريبو” لأجل أسبوع.
جاء ذلك بناء على قرار اتخذته لجنة السياسة النقدية للبنك خلال اجتماع عقدته برئاسة محافظ البنك المركزي يشار فاتح قره هان.
وقررت اللجنة خفض سعر فائدة الإقراض لليلة واحدة من 42.5 بالمئة إلى 40 بالمئة، وسعر فائدة الاقتراض لليلة واحدة من 38 بالمئة إلى 36.5 بالمئة.
وذكر بيان المركزي التركي أن الاتجاه العام للتضخم شهد انخفاضا طفيفا في أكتوبر/ تشرين الأول ونوفمبر/ تشرين الثاني 2025، بعد ارتفاعه في سبتمبر/ أيلول الماضي.
وأضاف أن المؤشرات الرئيسية للربع الأخير من 2025، تشير إلى أن ظروف الطلب لا تزال تدعم عملية خفض التضخم.
وشدّدت اللجنة في البيان على أن السياسة النقدية المتشددة ستستمر حتى تحقيق استقرار الأسعار، وأنها ستعمل على تعزيز خفض التضخم.
وأضاف البيان أن اللجنة ستحدد الخطوات المتعلقة بسعر الفائدة بما ينسجم مع الأهداف المرحلية، آخِذة في الاعتبار معدلات التضخم الفعلية واتجاهها الأساسي وبما يضمن درجة التشديد التي تتطلبها عملية خفض التضخم.
وسجل معدل التضخم في تركيا 0.87 بالمئة على أساس شهري في نوفمبر المنصرم، ليتراجع المؤشر السنوي إلى 31.07 بالمئة وهو أدنى مستوى له منذ 4 سنوات.
الأناضول