سودانايل:
2025-05-16@20:33:42 GMT

حقيقة الجنجويد

تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT

د. شهاب طه

في الإرث التاريخي للحضارة الإنسانية تم تعريف الإنسان الناضح العاقل الرشيد على أنه هو الذي لا يغالط في الحقيقة الثابتة وأن يُقر بها ثم بعد ذلك يجوز لكل جاهل وعاجز و راجز أن يشوه تلك الحقيقة كما يحلو له، ولكن أن يرفض الحقيقة نفسها، وهي بينة كالشمس، فذلك هو العته والإنحطاط الأخلاقي الذي ليس بعده أي إنحطاط يسهل وصفه .

. والحقيقة المطلقة التي أقصدها ويجب الإيمان بها هي أن مليشيا الجنجويد هي صنيعة كيزانية إسلاموية وظيفتها إنجاز تلك الحرب الكارثية التي نعيش ويلاتها الآن .. والحقيقة الساطعة والتي لا غبار عليها هي أن مليشيا الجنجويد، ومن المنظور السياسي-العسكري، هي المليشيا الوحيدة في العالم أجمع التي إنطلقت من مرحلة النشأة الغبية لمرحلة الإنحطاطات الكليّة دون المرور بأي من مراحل النصج والقيّم الأخلاقية، وبذلك تؤكد أنها منتج متأسلم، متلثم، إرهابي تكفيري كيزاني بحت .. فتلك المليشيا، فإن لم تُشعل تلك الحرب وُتنجز هذا الدمار يكون هناك خللاً فادحاً قد حدث في فكرة تكوينها وخللاً أشد فداحةً قد حدث في منهجية المتأسلمين أنفسهم

وبذلك تكون الكارثة الأشد نكاءاً وفداحةً وتفاهةً أن تجد هناك من يعتقد أن هؤلاء الجنجويد الأوباش هم حماة الديموقراطية وبمقدورهم هدم وإعادة بناء دولة ٥٦ السودانية على أسس مدنية متحضرة، وهم في أصلهم بعيدين كل البعد عن الحضارة والتحضر لأن الأنسان السوداني المتحضر، وبطبعه السمح المسالم المتميز والعالي الرقي، قد أثبت للعالم أجمع أنه ملهم الثورات السلمية في ٢١ أكتوبر ١٩٦٤ و ٦ أبريل ١٩٨٥ و ١٩ ديسمبر ٢٠١٨ وحاشاه أن يفكر في التغيير بالسلاح وأن يقبل أن يكون مطية للمتأسلمين ليروضوه ويعجنوه ويشكلوه ويوظفوه تحت مسمى الدعم السريع ليكون أداة بطش وإفناء للزرقة في دارفور وإبدالهم بعرب الشتات ومن ثم حماية نظام حكمهم من الشعب ومن الجيش نفسه الذي جبل على الإنحياز للشعب

ولذا نجد أن الجهل والغباء لا ينفضحان إلا لحظة مصادمة الحقيقة وللأسف تلك المصادمة عندنا لا تتم في ساحة العراك السياسي النبيل بل فقط في ساحة الحرب الدموية الشعواء الرعناء، وقد حدث .. فهذا الدمار الشامل الكامل الذي نحن فيه هو الهدف وأصل فكرة النشأة الإسلاموية التكفيرية القائمة على الفهم العاجز والتفسير الخاطيء للآية ٥٤ في سورة المائدة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} .. صه أيها المغيبون الغاشمين المهللين لمليشيا الجنجويد العاشمين في خير منها وهم كالذي يعشم في جني اللحوم الطيبة من ورك بعوضة أنثى الأنوفليس وهي مفلس وهو أشدّ إفلاساً

stmtaha@msn.com
٢٢ آغسطس ٢٠٢٤  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

المعلومات المتداولة حول اغتصاب 40 طفلا بوهران.. وزير العدل يكشف الحقيقة

قدّم وزير العدل، حافظ الاختام، لطفي بوجمعة  توضيحات حول المعلومات المتداولة مؤخرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي المتعلقة باغتصاب. “40 طفلا بولاية وهران” من طرف شخص. وتوقيف موظف بوزارة بحوزته كمية من المخدرات وهواتف نقالة.

وأوضح في هذا الإطار أن الخبر الأول يتعلق بشخص هو حاليا “محل تحقيق قضائي” و أن القضية “تتعلق بضحية اغتصاب واحدة إلى حد الآن”. و بخصوص الخبر الثاني. أفاد الوزير أن الموظف (سائق) كان بحوزته “79 غراما” من المخدرات. وهاتفين نقالين و كان متواجدا في سيارته الخاصة عكس ما تم تداوله.

مقالات مشابهة

  • هل هي “حمى الذهب والمعادن الثمينة” التي تحرك النزاع في السودان.. أم محاربة التطرف الإسلامي؟
  • عُمان التي أسكتت طبول الحرب
  • الجنجويد العاملين فيها محايدين ديل اخطر علينا من الجنجويد الواضحين
  • هذه الحرب مختلفة عن كل الحروبات التي عرفها السودان والسودانيون
  • محافظ الدقهلية لـ الصحفيين أنتم مرآة ولسان حال المواطنين تنقلون الحقيقة المجردة التي تشكل وجدان الرأي العام
  • والي الخرطوم: الولاية ستكون خالية من مليشيا الجنجويد خلال أيام
  • الحرب التي أجهزت على السلام كله
  • القوة المشتركة: رسالتنا واضحة إلى مليشيا الجنجويد وقادتها المضللين
  • المعلومات المتداولة حول اغتصاب 40 طفلا بوهران.. وزير العدل يكشف الحقيقة
  • وزير الخارجية أسعد الشيباني: نشارك هذا الإنجاز شعبنا السوري الذي ضحّى لأجل إعادة سوريا إلى مكانتها التي تستحق، والآن بدأ العمل نحو سوريا العظيمة، والحمد لله رب العالمين. (تغريدة عبر X)