بعد انتظار طويل.. الوالي اليعقوبي يقود ثورة حقيقية بـالصخيرات ستغير معالم المدينة رأسا على عقب
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
أخبارنا المغربية - عبدالاله بوسحابة
تعيش مدينة الصخيرات منذ أيام على وقع ثورة حقيقية يقودها "محمد اليعقوبي"، والي الرباط وعامل إقليم الصخيرات-تمارة بالنيابة، ضد كل مظاهر العشوائية والترامي على الملك العام التي شكلت لسنوات محط احتجاج الساكنة.
حملة تحرير الملك العام التي تباشرها السلطات المحلية تحت إشراف باشا الصخيرات بمعية قياد الملحقات الإدارية ورجال الدرك الملكي، استهدفت جل الأحياء السكنية التي ترامى بها عدد كبير من أصحاب المحلات التجارية والمقاهي والمطاعم.
هذه العملية التي طال انتظارها، خلفت حالة من الارتياح الكبير بين ساكنة المدينة التي أشادت عاليا بالمجهودات الجبارة التي يبذلها رجال "اليعقوبي"، سيما بعد أن استعادت الصخيرات حالتها الطبيعية، باسترجاع كل المساحات العامة التي تم الاستيلاء عليها بشكل سلبي شوه جمالية المدينة.
وارتباطا بالموضوع، تعيش الصخيرات على وقع ورش كبير سيغير معالم المدينة رأسا على عقب، يهم تهيئة وتثنية الشارع الرئيسي (شارع الحسن الثاني)، والذي ينتظر أن تنتهي أشغاله نهاية شهر شتنبر المقبل، حسب مصادر مطلعة، على أن يتم خلال هذا المشروع إحداث مساحات خضراء ومواقف للسيارات على طول الطريق الرئيسي، بما يتلائم ومطالب الساكنة التي تتطلع إلى مرافق عمومية ذات جودة عالية أسوة بجيرانها في كل من تمارة وبوزنيقة.
وفي ذات السياق، تواصل السلطات المحلية حملتها الكبرى المتعلقة بالقضاء على دور الصفيح والمساكن العشوائية، حيث ينتظر قريبا أن يتم إعلان الصخيرات مدينة بدون صفيح، بعد ترحيل كل الأسر المعنية بالقرار إلى شقق تم تخصيصها لهذا الغرض.
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
في انتظار الدور!
ليس متوقعاً من العرب والمسلمين أن يكون لهم موقف من هذه الاستباحة الأمريكية للمسلمين والعرب عندما يقرر الرئيس الأمريكي استهداف إيران أو اليمن وبكل أريحية، دفاعاً عن الكيان الصهيوني، فقد كشفت حرب الإبادة الصهيونية بحق الفلسطينيين في غزة عن شللهم عن فعل شيء تجاه العدو والخطر المشترك فكيف عندما يعني الأمر الجمهورية الإسلامية إيران التي اجتهد اللوبي الصهيوني منذ عقود على توجيه بوصلة العداء تجاهها.؟!
ولأن تحرّك اليمن المثير لقلق أمريكا والمنظومة الصهيونية ينطلق من ثوابت يمليها الدين الإسلامي والقيم الإنسانية والأخلاقية، كان من الطبيعي أن يأتي موقفه منسجماً مع هذا الأساس ومؤكداً على أن المعركة واحدة، معركة كل المسلمين ضد من يسعى لفرض معادلة الاستباحة ونهب خيرات العرب والمسلمين.
ولم يعد الأمر بحاجة لكثير من التأمل والاجتهاد لقراءة واقع الأمة والتنبؤ بمستقبلها، فقد ظهرت بهذا القدر من اللامبالاة تجاه ما تعيشه المنطقة، حيث انكفأت الكثير من الأنظمة على ذاتها وصار اقصى أمانيها إلا يَرد ذكرها في أي موقف يمكن أن يُثير حساسية العدو بوجهيه الإسرائيلي والأمريكي.
هذا الحال لا شك أنه يؤسس لمستقبل أكثر انهياراً للمنظومة القيمية في نفوس الأجيال، فحين يتم إقناع الشباب اليوم بأن الحكمة أنما تقتضي درء الشر، بالنأي بالذات، والابتعاد عن مثيرات الخطر حتى وأن كان الخطر يعني جزءاً منا أو يمسّ بمقدساتنا، وهي منهحية التدجين التي أصبحت واحدة من أهم مظاهر الاستهداف للأمة ومستقبلها، وغداً ستصبح الغيرة على الدين والقومية ضرباً من الجهل والتخلف.
يأتي هذا التصور من شواهد حيّة لا يمكن لأي «مخبول» إنكارها فكيف بالعاقل؟ فحتى عقود قليلة مضت لم يكن واقع القضية الفلسطينية في نفوس العرب المسلمين على ما هو عليه اليوم.. اشتغال العداء على طمسها من مشاعرهم ومن ثقافتهم وتواطؤ الأنظمة بناء على رؤيتهم للحكمة قادت إلى كثير من المتغير لجهة إنهاء حضور القضية في روح ووجدان الأمة.. لم تعد القنوات العربية والإسلامية تذيع تلك الأناشيد الحماسية، وتراجع ذكر فلسطين والمقدسات فيها من المناهج الدراسية، وغاب أي ذكر عن عدوانية الصهاينة.
وبناء على هذا التفاعل مع المؤامرة وظهور آثارها بهذا الوضوح، يصير من الطبيعي أن يكون القادم أنكى، ما لم يجرِ استنهاض الأمة، فالأمر يبدو كارثياً والتفريط يعود بالوبال الحتمي على الأمة، وإلا بماذا يمكن تفسير استمرار حالة الفوضى والحروب وإسقاط الأنظمة وإنهاء عهد الرؤساء بالقتل في المنطقة العربية والإسلامية؟، ولماذا يبقى المستعمر القديم الجديد هو مرجعيتنا لحل مشاكلنا البينية، رغم أنه من يصنعها؟ التفسير الوحيد والمنطقي أن كل ما يحدث هو نتائج طبيعي لواقع تفاعل سلبي، يتم التعاطي فيه مع قضايا الأقطار بصورة منفردة وجزئية.
في الفترة الرئاسية السابقة لدونالد ترامب اقترح تشكيل «ناتو» شرق أو سطي، أطلق عليه «حلف شمال الأطلسي العربي». المشروع الذي فشل فشلاً ذريعاً قبل أن يُولد كشف بالفعل عن طامة إذ كان أهم وأبرز أسباب فشله، علاقات دول المنطقة، فالمشاحنات والترصد للبعض وأحيانا التجسس على بعض هو سيد هذه العلاقات. قبل ذلك بعقود كنا نسمع عن التفاقية الدفاع العربي المشترك، لكنه ظل اتفاقاً على الورقة ولم يرى النور. لذلك لا غرابة أن تتساقط أنظمتنا تحت إشراف الأجنبي دون أن يكون لنا صوت، ونحن الأولى بحل قضايانا.
بهذا الشكل من العلاقات، وهو الشكل الذي وضع المستعمرون تفاصيله، لن يكون غريباً أن كل نظام عربي وإسلامي بذاته بات على قناعة بأنه لو وصلت إليه المؤامرة وحاصرته فإنه لن يجد موقفاً عربياً وإسلامياً يدافع عنه. لذلك ينحسر أمل أن يجتمعوا على كلمة سواء.