الأسبوع:
2025-05-31@18:02:02 GMT

مطلب شرعي وواجب وطني

تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT

مطلب شرعي وواجب وطني

إتقان العمل والصنعة أمر من الله ورسوله، وهو مطلب شرعي، وواجب وطني، وعمل إنساني ومسؤلية مجتمعية، ومقصد من مقاصد الشريعة الإسلامية، والكل مطالب بهِ، والكل محاسب عنه بين يدي الله، والإتقان يكون في أعمال الدين والدنيا، فلا يصح أن يكون الإنسان متقنا في أمور الدين، وليس متقنا في أمور الدنيا، فالقيام للصلاة من العبادات والسعي في الأرض والكد والتعب من العبادات أيضا، لهذا لا يعتري الإنسان العجب ولا الدهشة حين يجد بين دفتي المصحف، أمرا من الله تعالى بالانصراف من المسجد عقب قضاء صلاة الجمعة للعمل والكد والتعب: "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" [سورة الجمعة ـ الآيتان: 9 و10]

فهاتان الآيتان توضحان المنهج القويم للدين الإسلامي العظيم، وسماته الرفيعة، وصلاحيته لكل زمان ومكان، وشمولية منهجه، وتوازن أحكامه، ومخاطبته للعقل والروح والمادة، فلا يعتني بجانب ويهمِل الآخر، ولكنه يوازن بين متطلبات الروح والمادة واحتياجاتهما، فخلق نفوسا سوية، ومجتمعات متحضرة، حال الأخذ بأسبابها، فقد حض الإسلام المؤمنين على الجمع بين أَداء العبادات والطاعات، والمحافظة عليها في أوقاتها، دون غفلة أو تضييع، وبين الحرص على العمل بجد وكفاح وإتقان، دون تضييع لأحدهما.

ويكفي كل صانع شرفا أن الصناعة كانت حرفة بعض الأنبياء، فقد كان نبي الله إدريس - عليه السلام - خياطا، وكان نوح - عليه السلام - نجارا، يصنع الفلك الذي اتخذه طريقا للنجاة من الطوفان، وكان خليل الله إبراهيم - عليه السلام - بناءً، وهو الذي بنى الكعبة - البيت الحرام - وعاونه في عملية البناء ولده إسماعيل - عليه السلام -، وكان داود - عليه السلام - حدادا يصنع الدروع.

والله تعالى عظم قيمة العمل في أشد المواقف وأصعبها على الإنسان، ففي يوم قيام الساعة، الذي قال فيه سبحانه وتعالى: "يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ" [ سورة الحج: آية 2]، أمر النبي أمرا مؤكدا بالعمل وتعمير الأرض، حيث قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "إن قامتِ الساعةُ وفي يدِ أحدِكم فسيلةً، فإن استطاعَ أن لا تقومَ حتى يغرِسَها فليغرِسْها".

وإذا أتقن الإنسان العمل سمي صانعا أو محترفا، وقد وردت مادة صنع في القرآن الكريم بمشتقاتها في عشرين موضعا، حيث وردت في ستة عشر موضعا بصيغة الفعل، من ذلك قوله سبحانه: "إن الله عليم بما يصنعون" (فاطر:8) ووردت بصيغة الاسم في أربعة مواضع، منها قوله سبحانه: "صنع الله الذي أتقن كل شيء" (النمل:88). وأكثر ما وردت مادة صنع ومشتقاتها في القرآن بمعنى الفعل ـ خيرا أو شرا ـ ومنه قوله تعالى: "وحبط ما صنعوا فيها" (هود:16)، ومنه أيضاً قوله سبحانه: "ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة" (الرعد:31)، ومنه أيضا قوله سبحانه: "وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا" (الكهف:104)، وجاءت مادة (صنع) في موضع واحد بمعنى البناء والتشييد، وذلك قوله تعالى على لسان نبيه هود عليه السلام مخاطباً قومه: "وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون" (الشعراء:129).

فيا أمتنا الإسلامية، لن تقوم لنا قائمة، ولن ينصلح لنا حال، إلا بما صلح به عصر النبوة والصحابة والتابعين، الذين عملوا بكل جد وإخلاص وإتقان فى أمور دنياهم كأنهم يعيشون أبدا، وفى الوقت نفسه عملوا لآخرتهم كأنهم يموتون غدا، فيا ليتنا ننتبه جميعا، قبل أن نندم بعد فوات الأوان، وحيث لا ينفع الندم.

[email protected]

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: علیه السلام قوله سبحانه

إقرأ أيضاً:

ما حكم الأضحية وشروط صحتها؟.. الإفتاء توضح

أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال مضمونه: ما حكم الأضحية وما شروط صحتها؟.

وقالت الإفتاء عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك: إن الأضحية سنةٌ مؤكدةٌ في حق المستطيع؛ وذلك لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إذَا دَخَلَت الْعَشْرُ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ فَلا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا» أخرجه مسلم فقوله: «وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ» جعله مفوضًا إلى إرادته.

ما شروط صحة الأضحية؟

وأوضحت انه لكي تكون الأضحية صحيحة مجزئة عن صاحبها وأهل بيته لابد من تحقق الشروط الآتية:

1- أن ينوي المضحي التضحية بها إحياء للسنة، وتتحقق النية بمجرد اختياره لها أو شرائه إياها لأجل ذلك.

2- أن تكون الأضحية من الأنعام، وهي الإبل بأنواعها، و (البقرة – الجاموس)، والغنم ضأنًا كانت أو ماعزًا، ويجزئ من كل ذلك الذكور والإناث.

حكم المبادرة بشراء صكوك هدي التمتع مِن المدينة المنورة.. الإفتاء توضحبماذا انفرد الحج عن غيره من العبادات؟.. الإفتاء توضحالأضحية.. الإفتاء تكشف عن الحكمة من مشروعيتها فى عيد الأضحىهل صام النبي العشر الأوائل من ذي الحجة؟.. الإفتاء تجيب

ونوهت أن من ضحى بحيوان مأكول غير الأنعام، سواء أكان من الدواب أم الطيور لم تصح تضحيته به؛ لقوله تعالى: ﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ﴾ [الحج: 34]، ولأنه لم تنقل التضحية بغير الأنعام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولو ذبح دجاجة أو ديكًا بنية التضحية لم يجزئ.

3- سلامتها من العيوب التي من شأنها أن تنقص الشحم أو اللحم.

4- أن تبلغ السن الشرعية أو تكون وفيرة اللحم بحيث تبلغ 350كم وذلك خاص بالإبل أو البقر والجاموس.

أما الغنم فيشترط فيها السن الشرعية (الماعز سنة – الخراف 6 أشهر).

5- أن يكون مالكًا لها أو وكيلًا أو مأذونًا له في التضحية بها.

فضل الأضحية

وكشفت عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك إن فضل الأضحية يتمثل فى:

- الأضحية فرصة عظيمة لتعزيز القيم الإنسانية والاجتماعية؛ وذلك لعموم قوله تعالى: {فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ} [الحج: 29].

-الأضحية تذكرنا بأهمية قيم التواضع والرضا والشكر لله على نعمه، كما أنها تجسد قيم الطاعة والتضحية في سبيل الله.

-الأضحية وسيلة لتجديد العهد مع الله بالطاعة والانقياد له تعالى، مصداقًا لقوله تعالى: {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ} [الصفات: 103].

-تقديم الأضحية يزيد البركة ويقربك من الله تعالى، فاجعل نيتك في أدائها صادقة وخالصة.

-الأضحية شعيرة إسلامية، ورمز لطاعة الله وامتثال أوامره، فتذكر فضلها العظيم وأجرها الكبير.

طباعة شارك حكم الأضحية شروط صحة الأضحية فضل الأضحية الأضحية الإفتاء

مقالات مشابهة

  • البشير والنذير في القرآن الكريم
  • حكم الإنابة في الحج لمن تعذر عليه أداء الفريضة.. يسري جبر يجيب
  • تسيير قافلة دعوية مشتركة بين الأزهر والأوقاف والإفتاء إلى شمال سيناء
  • خطيب الجامع الأزهر: لبيك اللهم لبيك نداء يتجاوز حدود المكان والزمان
  • خطيب المسجد الحرام: يبقى الدين في الناس ما بقيت فيهم شعائره
  • حكم ترك مخلفات نحر الأضاحي في الشوارع.. الإفتاء: من السيئات
  • موضوع خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف.. «فضائلُ عشرِ ذِي الحجةِ»
  • 14 كلمة تعينك على الطاعة في العشر الأول من ذي الحجة
  • ما حكم الأضحية وشروط صحتها؟.. الإفتاء توضح
  • الأضحية.. تعرف على فضلها دينيا وإنسانيا واجتماعيا