رايتس ووتش: قيود تمييزية لبنانية تحرم أطفال لاجئي سوريا من التعليم
تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن السلطات المحلية والسياسيين في لبنان يحاولون -مع بدء العام الدراسي الجديد- فرض قيود تمييزية من شأنها أن تؤدي إلى حرمان عشرات آلاف الأطفال اللاجئين السوريين من حقهم في التعليم.
ودعت المنظمة الحقوقية الحكومة اللبنانية إلى ضمان تسجيل الأطفال في المدارس بصرف النظر عن وضعهم القانوني.
وأشارت المنظمة إلى ما كتبه رئيس حزب "القوات اللبنانية"، سمير جعجع -على منصات التواصل الاجتماعي في الثامن من يوليو/تموز الماضي- من أن على وزارة التربية والتعليم أن تشترط على جميع الطلاب تقديم أوراق ثبوتية للتسجيل في المدارس الرسمية والخاصة للعام الدراسي 2024-2025، وتشديده على أنه ينبغي للطلاب الأجانب -السوريين ضمنا- أن يكون لديهم تصاريح إقامة صالحة حتى يتمكنوا من التسجيل في المدارس.
وفي يوليو/تموز الماضي وأغسطس/آب الجاري، أصدرت بلديتان لبنانيتان على الأقل بيانات تشترط حيازة الأطفال السوريين إقامات لبنانية من أجل التسجيل في المدرسة.
ونبهت المنظمة إلى أن 20% فقط من اللاجئين السوريين لديهم وضع إقامة صالح، كما أشارت إلى أن "مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين" كانت قد علقت التسجيل الرسمي للاجئين السوريين في 2015، التزاما بقرارات الحكومة.
وأضافت أن أطفال 80% من اللاجئين السوريين في لبنان غير المسجَّلين ودون أوراق ثبوتية، عرضة لخسارة إمكانية ارتياد المدارس.
وتابعت المنظمة أنه، على مدى سنوات، تحمّل اللاجئون في لبنان خطابا معاديا ومؤذيا يحمّلهم مسؤولية الأزمات المتعاقبة على البلاد، قائلة إن معظم اللوم كان موجها نحو اللاجئين السوريين في لبنان، الذين يُقدَّر عددهم بنحو 1.5 مليون شخص.
وأدى ذلك في الماضي، بحسب المنظمة، إلى التمييز ضدهم والعنف والترحيل الجماعي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حريات اللاجئین السوریین فی لبنان
إقرأ أيضاً:
هيومن رايتس ووتش: إسرائيل تقتل الجائعين في غزة بمساعدة أمريكية
اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الجيش الإسرائيلي، بدعم مباشر من الولايات المتحدة، بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية من خلال قتل مئات الفلسطينيين الجائعين أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات الغذائية في مواقع توزيع تديرها "مؤسسة غزة الإنسانية".
ووفقاً لتقارير المنظمة، قتل ما لا يقل عن 859 فلسطينياً بين 27 مايو/أيار و31 يوليو/تموز 2025، أثناء تدافعهم للوصول إلى الغذاء في أربعة مواقع تقع ضمن مناطق عسكرية مغلقة وتدار بآلية أميركية - إسرائيلية مشتركة.
وقالت بلقيس والي، المديرة المشاركة لقسم الأزمات والنزاعات في "هيومن رايتس ووتش": "لا تكتفي القوات الإسرائيلية بتجويع الفلسطينيين، بل تطلق النار عليهم يومياً بينما يسعون يائسين لإطعام أسرهم. هذا ليس توزيع مساعدات، بل مصيدة موت ممنهجة."
وتدير آلية التوزيع هذه شركتان أميركيتان خاصتان هما: "سايف ريتش سيليوشنز" و"يو جي سيليوشنز"، بالتنسيق الكامل مع الجيش الإسرائيلي. وعلى الرغم من مزاعم هذه الشركات بأن موظفيها لا يستخدمون العنف ضد المدنيين، فإن شهوداً ـ including جنود أميركيون سابقون ومتعاقدون أمنيون ـ أكدوا استخدام الذخيرة الحية داخل مواقع التوزيع.
"ممرات الموت".. لا غذاء ولا أمان
يتعين على الفلسطينيين عبور مناطق مدمّرة ومكشوفة للوصول إلى هذه المواقع المحاطة بالأسلاك والدبابات، حيث يُطلق عليهم الرصاص من قبل الجيش الإسرائيلي أو حراس أمن خاصين. وقال أحد الشهود الفلسطينيين: "إذا توقفت عن المشي، أو سرت في غير المسار المرسوم، يطلقون النار عليك بلا تردد".
وفي إحدى الحوادث الموثقة في 8 يونيو/حزيران، أطلقت دبابة إسرائيلية النار على مركبة مدنية خارج أحد مواقع التوزيع، مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص.
تجويع ممنهج وإبادة موثقة
أكدت "هيومن رايتس ووتش" أن استخدام إسرائيل للتجويع كسلاح حرب، وحرمان المدنيين من المساعدات الأساسية، يشكّل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، بل ويدخل في إطار الإبادة الجماعية حسب معايير القانون الدولي.
وأشارت إلى أن الآلية المدعومة أميركياً، حتى في أفضل حالاتها، لا توفر سوى عُشر ما كانت توفره خطة الأمم المتحدة قبل الحصار الإسرائيلي، مؤكدة فشلها الذريع في التصدي للجوع الجماعي.
صمت دولي وتواطؤ أمريكي
رغم معرفة إدارة بايدن بالتقارير الحقوقية المتعددة، خصّصت الولايات المتحدة مؤخراً 30 مليون دولار لدعم مؤسسة غزة الإنسانية، ما اعتبرته المنظمة الحقوقية "تواطؤاً مباشراً في ارتكاب جرائم ضد المدنيين".
وطالبت "هيومن رايتس ووتش" المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة، بوقف تمويل هذا النظام القاتل، والضغط فوراً على إسرائيل لإنهاء حصارها وجرائمها، والسماح للمنظمات الدولية والإنسانية المحايدة بإيصال المساعدات بأمان.
صرخة أخيرة.. أوقفوا إبادة الفلسطينيين
قالت بلقيس والي في ختام التقرير: "لا مبرر لبقاء العالم صامتاً. على الدول استخدام نفوذها السياسي والاقتصادي والعسكري لوقف الإبادة الجماعية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني في غزة، قبل فوات الأوان."
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 207 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.