الدوري الفرنسي.. أزمة هداف مونديال قطر تلقي بظلالها على انطلاق الموسم الجديد
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
تلقي الأزمة بين كيليان مبابي وناديه باريس سان جرمان بظلالها على كرة القدم الفرنسية، قبل انطلاق الموسم الجديد في الدوري المحلي، نهاية الأسبوع الحالي.
وطغت الأزمة على عناوين الصحف طوال الصيف بعدما رفض هداف مونديال قطر تمديد عقده الذي ينتهي في يونيو 2024 وبالتالي يستطيع الانتقال إلى أي ناد في "صفقة حرة".
لا يريد سان جرمان التفريط بمبابي من دون مقابل، فقرر مواجهة المهاجم الفائز بجائزة أفضل لاعب في فرنسا أربع مرات تواليا وهداف الدوري الفرنسي في خمسة مواسم تواليا، وخيره بين تجديد عقده أو الرحيل، علما أن وجهته المفضلة تبقى ريال مدريد الإسباني.
وقرر سان جرمان في إطار الضغوطات، عدم استدعاء مبابي إلى جولته الآسيوية، وقبل أيام عدم السماح له بالتدريب مع الفريق الأول استعدادا للموسم المقبل.
ويريد سان جرمان بيعه الآن كي يحصل على مبلغ ضخم، بعدما تعاقد معه مقابل 180 مليون يورو من موناكو عام 2017.
وفي تصريحات الشهر الماضي، قال رئيس النادي المملوك من قطر، ناصر الخليفي، "لا يمكننا السماح لأفضل لاعب في العالم بالمغادرة مجانا، هذا مستحيل".
ولا يبدو الوضع مثاليا لمدرب باريس سان جرمان الجديد الإسباني، لويس إنريكي، المعين خلفا للفرنسي، كريستوف غالتييه.
وبغض النظر عما يحدث مع مبابي، فإن باريس سان جرمان بات يملك نظرة جديدة بعدما حصد اللقب في الموسم الماضي بصعوبة وفشل في فرض نفسه قاريا.
فقد رحل النجم الأرجنتيني، ليونيل ميسي، وحذا حذوه المدافع الإسباني المخضرم، سيرخيو راموس.
وكان الفريق في حاجة إلى تعزيز خطه الهجومي حتى لو بقي مبابي، وقد تعاقد مع المهاجم البرتغالي الشاب، غونسالو راموش، من بنفيكا على سبيل الإعارة لموسم واحد مع إمكانية الشراء الدائم.
وعزز الفريق صفوفه في جميع الخطوط، فانضم المدافعان السلوفاكي، ميلان شكرينيار، ولوكا هرنانديز، ولاعبا الوسط، البرتغالي مانويل، والإيطالي شير ندور، والمهاجمان الإسباني ماركو اسنسيو، والكوري الجنوبي، كانغ-اين لي.
وقال هرنانديز لصحيفة "ليكيب" الرياضية اليومية "كان بإمكاني البقاء في بايرن ميونيخ، لكن الاهتمام الذي أبداه باريس سان جرمان بي وطموحهم والمشروع الذي يحاولون تنفيذه للمستقبل أقنعني بالمجيء".
ويستهل باريس سان جرمان الدوري كمرشح قوي للفوز باللقب العاشر في 12 عاما، لكن منافسيه المحليين قد يستشعرون فرصتهم إذا انتقل مبابي.
تقليص عدد الفرقطرأ تغيير بارز على الموسم الجديد تمثل بتقليص عدد الأندية من 20 إلى 18، بعد عقدين من مشاركة 20 فريقا في دوري الدرجة الأولى، وذلك من أجل مساعدة الأندية الفرنسية على أن تصبح أكثر قدرة على المنافسة في أوروبا من خلال تقليل عدد مباريات الدوري.
رغم ذلك ومغادرة ميسي وربما يحذو حذوه مبابي، يأمل الدوري الفرنسي في أن يسمح استدراج العروض للحصول على حقوق بث المباريات بجني أموال أكثر بكثير مما يفعل حاليا خاصة بالنسبة للحقوق الدولية.
يريد المسؤولون التنفيذيون في الدوري أن تكون منافساتهم قادرة على مجاراة تلك الموجودة في إنكلترا وإسبانيا وألمانيا وإيطاليا من حيث الانتشار الدولي، لكن الاتجاه المتزايد لامتلاك نواد متعددة يهدد بتحويل العديد من الأندية الفرنسية إلى "فرق ثانوية".
وتم شراء نادي ستراسبورغ من قبل شركة "بلوكو" وهو كونسورتيوم تقوده الولايات المتحدة ويملك أيضا نادي تشلسي الإنكليزي.
وفي هذا الصدد، قال رئيس ستراسبورغ، مارك كيلر "على الرغم من عدم وجود ضرورة مالية ملحة للقيام بذلك، كنا ندرك أننا قد حققنا أقصى ما في وسعنا مع نموذجنا الحالي".
ونفى كيلر أن يصبح ستراسبورغ، بطل فرنسا عام 1979، مجرد فريق ثانوي في الوقت الذي استعان بلاعب وسط منتخب فرنسا الفائز بكأس العالم عام 1998، باتريك فييرا، للإشراف على تدريبه.
في المقابل، بات لوريان مملوكا بنسبة 40 بالمئة من قبل بيل فولي، المالك الأميركي لنادي بورنموث في الدوري الإنكليزي الممتاز.
وتصدر فريق مقاطعة بريتاني عناوين الصحف من خلال التعاقد مع، بنجامان مندي، بعد تبرئته في إنكلترا من الجرائم الجنسية.
مرسيليا الطموحيحيط الغموض بنادي ليون في أول موسم كامل له منذ أن اشتراه رجل الأعمال الأميركي، جون تكستور، الذي يملك أيضا نادي بوتافوغو البرازيلي وحصة كبيرة في كريستال بالاس اللندني.
ومع ذلك، فإن فشله في إقناع الجهة الرقابية المالية لكرة القدم الفرنسية بسلامة خطط الإنفاق الخاصة به أدى إلى فرض سقف على فاتورة أجور النادي، فلم يتمكن بشكل كبير من تعزيز الفريق الذي أنهى الموسم السابع في الموسم الماضي وبالتالي عدم المشاركة على الصعيد القاري.
وخسر لنس وصيف البطل الموسم الماضي قائد الفريق العاجي، سيكو فوفانا، الذي انتقل للعب إلى جانب النجم البرتغالي، كريستيانو رونالدو، في صفوف النصر السعودي، وجهود هدافه البلجيكي، لويس اوبيندا، المنتقل إلى لايبزيغ الألماني ليفتقد عنصرين مؤثرين، لا سيما أنه سيخوض دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.
ويبدو مرسيليا، الذي يتولى الإشراف عليه حاليا مدرب فالنسيا السابق، مارسيلينو، الأكثر قدرة على منافسة باريس سان جرمان بعد التعاقدات الطموحة التي أجراها.
يمكن أن يكون المهاجم الغابوني، بيار إيميريك أوباميانغ، ورقة رابحة إذا استعاد مستواه الذي أهله ليكون أحد أخطر الهدافين في صفوف بوروسيا دورتموند الألماني وأرسنال الإنكليزي.
ويسعى ناديا رين وليل إلى المنافسة على المراكز الأولى مرة جديدة، بينما يأمل الجاران نيس المملوك من مجموعة "إينيوس" وموناكو أن يساعدهما مدربهما الجديدان على تحسين الصورة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: باریس سان جرمان
إقرأ أيضاً:
نبتة ورد النيل.. لص المياه الذي يهدد البيئة والزراعة في مصر
القاهرة – على امتداد البصر، يطفو نبات ورد النيل، المعروف شعبيا في مصر بلقب "لص النيل"، بكثافة لافتة في إحدى القنوات المتفرعة عن ترعة بحر مويس، التي تعد أهم المجاري المائية الرئيسية في محافظة الشرقية بمصر.
يعكس مشهد هذا النبات الغازي، الذي ينمو ويتكاثر بسرعة أزمة بيئية مزمنة تعود جذورها إلى ما يقرب من قرنين من الزمان، حين جاء إلى مصر لأول مرة، كنبات زينة قبل أن يتحول إلى خطر بيئي محدق.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4التحديات المناخية تعزز فرص الزراعة العموديةlist 2 of 4الزراعة الذكية.. حينما تتحالف الطبيعة والتقنيةlist 3 of 4الحرارة والجفاف يقلصان الإنتاج الزراعي عالمياlist 4 of 4إنتاج السودان من الذهب يفوق 37 طنا في النصف الأولend of listويعد هذا النبات دخيلا في مصر إذ إن موطنه الأصلي أميركا الجنوبي، كما يوجد غالبا في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية حول العالم، خاصة في أحواض الأنهار والبحيرات والمستنقعات. ومنها انتشر إلى مناطق أخرى، بما في ذلك حوض نهر النيل ومصر.
وبات ورد النيل من أخطر التحديات التي تواجه الزراعة والموارد المائية في مصر، إذ تستهلك النبتة الواحدة نحو لتر من الماء يوميا، مما يؤدي في المحصلة إلى هدر ما يقارب 3 مليارات متر مكعب من المياه سنويا، وفق بعض التقديرات.
وتتزايد خطورة نبتة ورد النيل في ظل تفاقم أزمة الشح المائي، والتأثيرات المحتملة لسد النهضة الإثيوبي، ما يجعله تهديدا مباشرا للأمن المائي للبلاد.
ويُعتبر بحر مويس، الذي تستوطنه نبتة ورد النيل، ترعة كبيرة تُعد فرعا من فروع الرياح التوفيقي، المتشعب من نهر النيل. تم إنشاؤه كجزء من جهود محمد علي باشا في القرن 19 لتطوير شبكة الري والصرف في مصر، بهدف تحسين الزراعة وزيادة إنتاجية الأراضي في الشرقية.
ينبع بحر مويس من فم القنطرة بالقليوبية ويمتد عبر محافظة الشرقية حتى يتحول إلى جدول صغير في منطقة أولاد صقر بالمحافظة، متفرعا إلى قنوات فرعية. ويُعد مصدرا رئيسيا لري مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في عدة مراكز، إلى جانب مساهمته في توفير مياه الشرب ببعض المناطق.
يواجه الفلاحون في المنطقة صعوبة بالغة في التخلص من ورد النيل، بسبب قدرته السريعة على التكاثر، حتى بعد إزالته، إذ تعود الحياة إليه من جديد خلال أسبوعين فقط، بفعل بقاء بذوره في قاع الترع.
إعلانوساهم غياب الفيضانات، وارتفاع التلوث وبطء حركة المياه في تفاقم انتشاره، حتى بات يغزو نصف مساحة الترعة في أقل من شهر، مهددا مياه الري في ظل أزمة الشح المائي.
يتسبب ورد النيل في خسائر مائية واقتصادية وبيئية كبيرة لمصر، إذ يستهلك نحو 3 مليارات متر مكعب سنويا من حصة مياه النيل المقدرة بنحو 55.5 مليار متر مكعب ويعيق حركة المياه في الترع، مما يعطل الري المستدام ويفاقم الأزمة المائية بفضل انتشاره السريع في بيئة المياه الراكدة، ويهدد التنوع البيولوجي.
ولا تقتصر أضرار ورد النيل على المياه، بل تمتد إلى الإضرار بالثروة السمكية نتيجة استهلاكه الأكسجين الذائب، فضلا عن تحوله إلى مأوى لقواقع البلهارسيا والثعابين، ما يهدد صحة السكان.
ويهدد انتشار نبات ورد النيل أرزاق أكثر من مليون مزارع ونحو 200 ألف صياد، إذ تكفي عقلة واحدة فقط لتغطية فدان كامل من المسطح المائي خلال شهر، ما يفاقم أزمة المياه ويؤثر سلبا على النشاطين الزراعي والسمكي في عدد كبير من المحافظات.
كما تتحمل الدولة أعباء مالية ضخمة لإزالته عبر التدخلات المستمرة سواء اليدوية منها أو البيولوجية أو الكيميائية، إضافة إلى الطرق الميكانيكية لضمان عدم تلوث البيئة ما يرهق موازنة وزارة الموارد المائية والري ويحد من كفاءة إدارة الموارد.
وبدلا من اعتبار ورد النيل مجرد "عدو بيئي"، تبنت وزارة الموارد المائية والري رؤية جديدة لتحويله إلى مورد اقتصادي، عبر إنشاء مدارس فنية لتكنولوجيا الري، والتوسع في إنتاج مشغولات يدوية من النبات.
كما تُجرى بعض الدراسات لتحويل هذا النبات -الذي يتميز بكثرته- إلى سماد طبيعي، بهدف التخلص منه أولا، وتحقيق عوائد اقتصادية ومواطن شغل ثانيا، مما يخفف العبء الملقى على خزانة الدولة.
كما أطلقت الوزارة مبادرة "تنمية مستدامة من قلب النيل" لتمكين المرأة اقتصاديا واجتماعيا، من خلال تدريبها على استغلال النباتات المائية، في صناعة مشغولات يدوية بما يدعم المجتمع المدني وأهداف التنمية المستدامة.