تحذيرات في المغرب من ظاهرة “الموظفين الأشباح”
تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT
كشف تقرير لمؤسسة مغربية رسمية عن اختلالات خطيرة في إدارة الموارد البشرية ببلدية العاصمة الرباط، مما دفع حزب معارض إلى مطالبة النيابة العامة بفتح تحقيق فيما وصفه بـ”التسيب”، وإهدار المال العام.
وكشف تقرير “للمجلس الجهوي للحسابات لجهة الرباط” (هيئة رقابية) أن إدارة الموارد البشرية ببلدية المدينة شهدت اختلالات منها صرف أجور موظفين متقاعدين وآخرين متوفيين.
وأشار التقرير إلى أن الإدارة السابقة شهدت استفادة 77 موظفا من رواتب دون إدراجهم في لائحة الموظفين الرسمية في البلدية.
كما نبه التقرير إلى استفحال ظاهرة التغيّب عن العمل، والعدد الكبير من الرخص الطبية المقدمة خلال الفترة الممتدة من 2018 إلى 2022، إذ بلغ عددها حوالي 1540 رخصة طبية، دون أن يسبق لإدارة البلدية أن لجأت إلى الفحص المضاد أو عرضت موظفين على اللجنة الطبية.
وفي أول تعليق سياسي على التقرير، قال بيان لفريق فيدرالية اليسار الديمقراطي بمجلس مدينة الرباط إن ما جاء في التقرير يؤكد ما كان الحزب يثيره بشأن حالة التسيب وسوء تسيير موارد البلدية البشرية و المادية، وظاهرة “الموظفين الأشباح التي استفحلت بقوة خلال السنوات الماضية”.
وقال الحزب في بيان إن التقرير يؤكد أن نسبة حضور موظفي البلدية لا تتجاوز 36%، مما يعني غياب ثلثي الموظفين تقريبا عن مقرات عملهم، وحصول بعض رؤساء الأقسام على سيارات للخدمة، رغم تلقيهم تعويضا ماليا عن التنقل ضمن أجورهم.
وطالب الحزب النيابة العامة بفتح تحقيق في الاختلالات التي كشف عنها التقرير ومتابعة كل المسؤولين عن هذا التسيب وهدر المال العام.
يذكر أن المغرب يعاني من استفحال الفساد في عدد من القطاعات الحكومية، وفق تقارير دولية ومحلية.
وتراجعت المملكة بواقع 24 مرتبة خلال خمس سنوات في التصنيف السنوي الذي تصدره منظمة الشفافية الدولية بشأن مؤشر الفساد، وحلت في المرتبة 97 من أصل 180 دولة العام الماضي.
وأوضحت المنظمة في بداية العام الجاري أن “29 من أعضاء البرلمان، أي 5 في المئة من عدد أعضاء الغرفتين” ملاحقون في قضايا فساد خلال الأعوام الأخيرة، معتبرة ذلك “مؤشرا جد مقلق”.
الحرة
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
فوضى في محاكمة شون “ديدي” كومبس بعد اتهامات بالتلاعب بهيئة المحلفين
خاص
شهدت محاكمة نجم الهيب هوب الأمريكي الشهير شون “ديدي” كومبس تطورات درامية مثيرة خلال أسبوعها الخامس، بعد أن أثار الادعاء العام الأمريكي جدلاً واسعًا بطلبه استبعاد أحد أعضاء هيئة المحلفين بدعوى “عدم الشفافية” أثناء عملية الاختيار.
وجاءت هذه الخطوة بعد جلسة مغلقة جمعت القاضي الفيدرالي أرون سوبرامانيام بمساعدة المدعي العام مورين كومي، التي أعربت عن قلقها حيال المحلف رقم 6، وهو رجل يبلغ من العمر 41 عامًا من منطقة برونكس ويعمل في منشأة إصلاحية، ومعروف بحبه لموسيقى الهيب هوب من تسعينات القرن الماضي.
كومي زعمت أن هذا المحلف لم يفصح عن معلومات أساسية خلال الاستبيانات الأولية، ما أثار الشكوك حول حياديته.
لكن فريق الدفاع، بقيادة المحامي مارك أجنيفيلو، رفض الاتهامات واعتبر الطلب محاولة “مبطنة لاستبعاد محلف من أصول إفريقية”، ملمحًا إلى احتمال وجود دوافع عنصرية خلف هذا التحرك.
المحاكمة، التي انطلقت في مايو الماضي، تُعد من أكثر القضايا الجنائية إثارة للجدل في الولايات المتحدة حاليًا.
ويواجه كومبس اتهامات ثقيلة تشمل الاتجار بالبشر، التآمر للابتزاز، وتسهيل الدعارة عبر حدود الولايات. وبحسب لائحة الاتهام، يقال إن كومبس نظم “حفلات فوضوية” امتدت لأيام وشهدت انتهاكات جنسية وتعاطي مخدرات، فيما نفى الفنان العالمي جميع التهم الموجهة إليه.
جلسات المحكمة شهدت شهادات صادمة، أبرزها من المغنية كاساندرا “كاسي” فينتورا، شريكة كومبس السابقة، التي تحدثت عن تعرضها للعنف الجسدي والنفسي خلال علاقتهما الممتدة لأكثر من عقد.
كما أدلت شاهدة مجهولة تُعرف بـ “جين” بشهادة قالت فيها إنها تعرضت لضغوط للمشاركة في علاقات جنسية “بأوامر مباشرة” من كومبس داخل غرف فنادق فاخرة.
وعُرضت أمام هيئة المحكمة أدلة مادية مثيرة للجدل، من بينها صور لأسلحة نارية وكميات غير معتادة من زيوت الأطفال داخل منزل المتهم، ما أثار تساؤلات كثيرة حول طبيعة حياته الخاصة.
الجلسة المغلقة التي عُقدت الأربعاء لم تُعلن تفاصيلها بالكامل للرأي العام، إلا أن النقاش حول المحلف استمر حتى يوم الخميس، حينما تأجلت الجلسات لمدة ساعتين بسبب مشاورات داخل غرفة القاضي.
ولم يصدر القاضي قرارًا نهائيًا حول مصير المحلف، لكنه طالب الدفاع بتقديم رد مكتوب، محذرًا من أن أي إخلال بمصداقية هيئة المحلفين قد يؤدي إلى بطلان المحاكمة بالكامل.
المحامية نيكول برينيكي، المتخصصة في الشؤون الجنائية، علّقت على الموقف لشبكة Fox News، معتبرة أن “أي شبهة تحيّز في هيئة المحلفين كفيلة بإعادة المحاكمة من الصفر”، ما يُلقي بظلال من الشك على مصير واحدة من أكثر المحاكمات إثارة في المشهد الأمريكي مؤخرًا.