أحدها يستخدمه العراقيون.. أفضل زيوت الطعام للطهي وتحذير من تحولها لسامة
تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT
بغداد اليوم- متابعة
تعتبر زيوت الطعام بمختلف أنواعها مادة رئيسة في العديد من الوجبات الغذائية بمختلف أصقاع العالم، حيث تستخدم في القلي أو التحميص أو مع الكثير من أنواع السلطات، إلا أن بعضها يملك أضرارا عند استخدامه في عمليات الطهي، كما نقلت صحيفة "تلغراف" البريطانية عن خبراء صحة.
فعند تسخين الزيت إلى درجة حرارة عالية (عادة حوالي 180 درجة مئوية)، فإنه يتحلل في عملية تعرف بالأكسدة، حيث تتفاعل جزيئات الدهون مع الأكسجين في الهواء لتكوين مواد تسمى الألدهيدات والإيبوكسيدات، وهما من منتجات أكسدة الدهون (LOPs)، وكلاهما سام ويمكن نقله إلى الطعام.
وفي هذا الصدد، يقول الخبير الكيميائي، مارتن غروتفيلد، الذي درس زيوت الطهي لمدة 30 عامًا: "تم ربط منتجات أكسدة الدهون بمجموعة من المخاوف الصحية، بما في ذلك السرطان وأمراض القلب والعيوب الخلقية وارتفاع ضغط الدم والالتهابات".
وأشار إلى أنه كلما ارتفعت درجة حرارة الزيت، كلما زاد إنتاج هذه المواد الكيميائية، خاصة عند "نقطة الدخان"، أي اللحظة التي يبدأ فيها الزيت في الاحتراق والتبخر.
فوائد صحية كثيرة لزيت الزيتون
يتمتع زيت الزيتون بالعديد من الفوائد الصحية، بما في ذلك تقليل خطر الإصابة بالخرف، أو ضعف صحة القلب أو حتى الحماية من الوفاة المبكرة.
ووفقا لخبراء، فإن الكثير من الناس لا يدركون أن هناك مستويات غير آمنة من السموم تتولد أيضًا تحت نقطة الدخان، حيث يتم قياس خطر حدوث ذلك من خلال مؤشر قابلية الأكسدة (PSI).
فكلما ارتفع مؤشر قابلية الأكسدة، زاد تحلله بسهولة، حيث تتأكسد بعض الزيوت وتفسد في درجة حرارة الغرفة، ولهذا السبب من المهم الانتباه إلى تاريخ انتهاء الصلاحية على الزجاجة.
ما هي أفضل الزيوت للطهي؟
يعتقد البعض أن زيت الزيتون البكر الممتاز، هو الأفضل للطهي، نظرا لغناه بالعناصر الغذائية المفيدة، مثل الدهون الأحادية غير المشبعة الصحية (MUFAs) ومجموعة من المركبات النباتية المفيدة.
لكن غروتفيلد يقول إن ذلك النوع من الزيت "لم يتعرض للحرارة المفرطة (عصر على البارد)، وبالتالي يحتفظ بالمركبات الصحية مثل مضادات الأكسدة والستيرولات، التي من المعروف أنها تقلل من الكوليسترول"، لافتا إلى أنه عند استخدامه في القلي بدرجة مرتفعة، يفقد الكثير من فوائده.
وتوافق أخصائية التغذية في مؤسسة القلب البريطانية، تريسي باركر، على ما سلف، مضيفة: "من الأفضل تناول الزيوت البكر الممتاز بحالتها الطبيعية، للحفاظ على نكهتها ورائحتها".
أما زيت الزيتون العادي، فيتم إنتاجه بحرارة أكبر من زيت الزيتون البكر الممتاز، لذلك يخسر بعض مركباته الصحية.
وزيت الزيتون هو خليط من زيت الزيتون المكرر (المعالج بالمواد الكيميائية لإطالة العمر الافتراضي وإزالة النكهات والروائح غير المرغوب فيها) وزيت الزيتون البكر، الذي يضاف إلى المزيج لإعطاء اللون والنكهة.
زيت الزيتون
يحتوي على مادة موجودة بزيت الزيتون.. عقار قد يساعد في علاج سرطان دماغ قاتل
يعتبر الورم الأرومي الدبقي الشكل الأكثر شيوعًا لأورام المخ، وبحسب العديد من الأطباء فإن ذلك السرطان يعد عدوانيا للغاية، حيث يموت معظم المصابين به خلال عام واحد من التشخيص.
وقال غروتفيلد: "تمت إزالة كميات كبيرة من جزيئات مضادات الأكسدة والستيرول الصحية من زيت الزيتون المكرر..لكنه يتحمل الحرارة بشكل أفضل من الزيوت غير المكررة، وله نقطة دخان أعلى".
ونصح باستخدام زيت الزيتون المكرر - المسمى عمومًا بـ(زيت الزيتون) - للقلي، لأنه أقل عرضة للتحلل من زيت الزيتون البكر الممتاز.
ولا تحتوي هذه الزيوت على نفس مستوى المركبات المفيدة مثل زيت الزيتون البكر الممتاز، لكنها لا تزال مصدرًا للأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة، المفيدة للقلب.
زيت عباد الشمس
ثمة اعتقاد سائد بأن ذلك الزيت صحي، لأنه يحتوي على نسبة منخفضة من الدهون المشبعة وغني بالدهون غير المشبعة الصحية (PUFAs)، التي يمكن أن تساعد في خفض الكوليسترول "الضار"، بالإضافة إلى منح فيتامين هـ"E".
وحسب خبراء، فإن ذلك الاعتقاد صحيح، إذا كان زيت عباد الشمس بنفس درجة حرارة الغرفة، وليس عند تعرضه لحرارة القلي.
وفي هذا الصدد، أكد غروتفيلد أن زيت عباد الشمس يتمتع بنقطة دخان عالية، لكن أيضًا مؤشر الأكسدة فيه مرتفع، لذلك يتحلل بسهولة.
وتابع: "لا أوصي بأي زيت غني بالدهون غير المشبعة للقلي السطحي". وهنا تجدر الإشارة إلى أن القلي السطحي (البسيط) يستخدم فيه كميات قليلة من الزيت تكفي فقط لطهي الطعام، دون أن يتم غمر المواد الغذائية في الزيت.
وأضاف غروتفيلد: "القلي السطحي يولد مركبات سامة أكثر من القلي العميق، لأن مساحة سطح الزيت الأكبر تتعرض للأوكسجين في الهواء".
وشدد خبراء على أن هذا النوع من الزيت مقبول بشكل عام للقلي العميق إذا كانت درجة الحرارة منخفضة قدر الإمكان، وذلك مع عدم استخدام نفس الكمية مرة ثانية، حتى لا تتراكم المركبات السامة.
ويعد زيت عباد الشمس أشهر الزيوت وأكثرها استخدامها في دول عربية وبينها العراق.
زيت الفول السوداني
أما زيت الفول السوداني، فهو غني بالأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة، لكنه يحتوي أيضًا على الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة.
وأوضح غروتفيلد: "من الجيد استخدام نفس الكمية للقلي العميق مرة أو مرتين، لكن يجب استخدامه مرة واحدة فقط في حالة القلي السطحي ضمن درجات حرارة منخفضة، مع عدم إعادة استخدامه".
من جانبه، أوضح خبير التغذية سام رايس، أن زيت الفول السوداني يحتوي على مستويات عالية جدًا من دهون أوميغا 6، التي تساعد على خفض مستويات الدهون الثلاثية الضارة، ورفع مستويات الكوليسترول الجيدة، وبالتالي الوقاية من خطر الإصابة بأمراض القلب.
لكن ارتفاع نسبة أوميغا 6 في الجسم يمكن أن يسبب زيادة الوزن، كما قد يؤدي إلى أن يتحول حمض اللينولينيك الأكثر شيوعاً من أحماض أوميغا 6 إلى حمض دهني آخر يسمى حمض الأراكيدونيك، وذلك الحمض يمكن أن يساهم في تعزيز الالتهاب وتجلط الدم وانقباض الدم من الأوعية الدموية، حسب موقع "الطبي" الصحي.
زيت جوز الهند
يحتوي زيت جوز الهند على نسبة عالية للغاية من الدهون المشبعة (أكثر بكثير من الزبدة)، ويمكن استخدامه في جميع أنواع القلي، باعتباره "مقاوما للأكسدة تقريبًا"، حسب غروتفيلد.
لكن يمكن للدهون المشبعة أن ترفع مستويات الكوليسترول في الدم، مما يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، لذا يُنصح بتناولها بكميات صغيرة.
ويتم عصر زيت جوز الهند البكر الخام على البارد من لحم جوز الهند العضوي ويحتوي على مستويات أعلى من مضادات الأكسدة ومركبات نباتية صحية أخرى. ومع ذلك، يقول غروتفيلد إن النسخة المكررة أفضل للطهي في درجات حرارة عالية لأن نقطة دخانه (احتراقه) أعلى بكثير من غير المكرر.
أما زيت السمسم، فهو غني بالأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة المتعددة، مما يعني أنه عرضة للأكسدة، لذلك لا ينصح به للقلي السطحي، لكنه جيد للقلي العميق في حال استخدامه لمرة واحدة.
وهناك أيضا ما يعرف بـ"الزيوت النباتية" المصنوعة من مزيح من الزيوت المكررة المختلفة، مثل بذور اللفت وعباد الشمس والذرة وفول الصويا.
وتعتمد الفوائد الصحية لتلك الزيوت على كيفية معالجتها، لكنها بشكل عام، تحتوي على نسبة عالية من الأحماض الدهنية غير المشبعة، لذلك فهي غير مستقرة عند تسخينها وعرضة للأكسدة.
ولا ينبغي استخدام تلك الزيوت للقلي السطحي، إلا أنها مناسبة للقلي العميق إذا لم تستخدم أكثر من مرة.
المصدر: وكالات
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: زیت الزیتون البکر الممتاز الأحادیة غیر المشبعة من زیت الزیتون زیت عباد الشمس درجة حرارة إلى أن
إقرأ أيضاً:
عبسان الكبيرة بلدة فلسطينية تزرع الزيتون وتحصد الرصاص
قرية فلسطينية تقع إلى الشرق من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، ويربط بعض المؤرخين سكانها بـ"قبيلة عبس"، التي كانت منتشرة في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام، وبلغ عدد سكانها عام 2023 حوالي 31.5 ألف نسمة، وتشتهر بزراعة الفواكه والخضروات.
عُرف أهل عبسان الكبيرة بدورهم البطولي في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، خاصة أثناء حرب طوفان الأقصى التي اندلعت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ففيها ولد واستشهد القائد في كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أسامة طبش، الذي قتل في قصف جوي.
وتعرضت عبسان في جميع الحروب التي شنتها إسرائيل على القطاع لعمليات تدمير واسعة، من خلال القصف الجوي والمدفعي، فضلا عن التوغلات البرية.
الموقع والمناختقع عبسان الكبيرة إلى الجنوب الشرقي من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وتبعد عنها 4 كيلومترات، وترتفع 75 مترا عن سطح البحر، وتحدها من الغرب بلدة بني سهيلة، ومن الشرق بلدة خزاعة، ومن الشمال بلدة عبسان الصغيرة، بينما تحدها من الجنوب بلدة الفخاري.
وتتميز بمناخ صحراوي متوسطي، وتعد -كبلدات مدينة خان يونس- نافذة غربية لصحراء النقب، مما يجعلها عرضة لمؤثرات الصحراء في كثير من الأحيان، إذ تهب عليها رياح شرقية وجنوبية شرقية باردة جافة في الشتاء، إضافة إلى الرياح الشمالية الشرقية الجافة صيفا.
حسب تقديرات جهاز الإحصاء المركزي، بلغ عدد سكان بلدة عبسان الكبيرة سنة 2023 نحو 31.5 ألف نسمة، وفي تعداد عام 1967 كانوا حوالي 3730 نسمة، وتناقص العدد عام 1945 إلى نحو 2230 نسمة.
إعلانويغلب على سكان عبسان الكبيرة الطابع العشائري، إذ تتوزع على أحيائها المختلفة عدد من العشائر.
وتشكل عشيرة قديح إحدى أكبر عشائر البلدة، كما تقيم فيها عشائر طبش والشواف وأبو دقة وطعيمة وأبو دراز وأبو عامر وحمد ومطلق وأبو صبحة وأبو طير وغيرها.
أصل التسميةيرجح الباحثون أن سبب التسمية يعود لارتباط سكان المنطقة ببني عبس من قبيلة لخم التي سكنت إلى الشرق من مدينة خان يونس قبل الإسلام، لذلك سميت بعبسان، وهو الاسم الذي بقيت تعرف به إلى أن توسعت أراضيها في القرن الـ20، ثم فصلت إلى قريتين: عبسان الكبيرة وعبسان الجديدة (تسمى أيضا الصغيرة).
تاريخ من البطولاتفي عهد الخلافة العثمانية ظهر اسم عبسان في سجلات الضرائب لأول مرة عام 1596 على أنها موجودة في ناحية غزة الإدارية في لواء غزة.
وبحسب هذه السجلات كانت تعيش في البلدة 28 أسرة جميعها مسلمة، ودفعت ضرائب على المحاصيل الزراعية وأشجار الفاكهة والإيرادات العرضية والماعز وخلايا النحل.
خضعت البلدة للانتداب البريطاني، فكانت لها أدوار بطولية في التصدي له، ثم خضعت لسيطرة قوات الاحتلال الإسرائيلي، فما كان من سكان البلدة إلا أن تصدوا له بجسارة.
فقد جرت فيها العديد من المعارك البطولية والاشتباكات، واستشهد على أراضيها اللواء أحمد حسن أبو حميد في اشتباك مسلح مع القوات الإسرائيلية في الثامن من مارس/آذار 2002.
وعلى أراضي عبسان الكبيرة تمكنت وحدة مراقبة تابعة لكتائب القسام في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2018 من إفشال عملية تسلل نفذتها قوات كوماندوز من وحدة "سييرت متكال" الإسرائيلية بهدف زرع أجهزة تنصت على شبكة اتصالات المقاومة في منطقة خان يونس بقطاع غزة.
وبلدة عبسان الكبرى هي أيضا مسقط رأس القيادي في كتائب القسام أسامة طبش، وفيها استشهد يوم 20 مارس/آذار 2025، كما شهدت البلدة اشتباكات عنيفة بين قوات الاحتلال والمقاومة الفلسطينية في معركة طوفان الأقصى التي اندلعت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
إعلانوتعمدت إسرائيل أثناء عدوانها على قطاع غزة بعد عملية طوفان الأقصى تدمير منازل القرية وارتكاب مجازر بحق سكانها، فقد قصف طائرات حربية مدرسة العودة في التاسع من يوليو/تموز 2024، مما أدى إلى استشهاد 29 فلسطينيا على الأقل وجرح آخرين.
ونفذت القوات الإسرائيلية كذلك في الأول من ديسمبر/كانون الأول 2023، توغلا بريا في البلدة، وأجبرت سكانها على النزوح إلى مدينة رفح، واعتقلت عددا منهم وقتلت العشرات، وبعد 4 أشهر من القتال أعلنت الاحتلال سحب قواته من البلدة بشكل كامل.
وفي 19 مارس/آذار 2025، وجه الجيش الإسرائيلي بلاغات إلى سكان البلدة، يطالبهم بإخلائها والتوجه إلى أماكن النزوح غرب مدينة خان يونس، كما نفذت طائراته عمليات قصف أدت إلى استشهاد العديد من سكان عبسان.
تبلغ مساحة أراضي بلدة عبسان الكبيرة نحو 16 ألف دونم (الدونم يعادل ألف متر مربع)، منها 92 للزراعة والأراضي الصالحة للري، و15 ألفا للحبوب، في حين قدرت مساحة البناء بـ69 دونما.
وتعد عبسان الكبيرة مصدرا مهما للإنتاج الزراعي والحيواني، كما أنها مقصد لتجار الجملة من مختلف مدن قطاع غزة لشراء الخضروات، وتشتهر بسوق الأحد الذي يعرض فيه سكان البلدة محاصيلهم الزراعية، فضلا عن الطيور والحيوانات.
وتشتهر البلدة بالزراعة الحديثة، التي تعتمد على الري من المياه المستخرجة من 17 بئرا موجودة فيها، وبلغت مساحة الأراضي الزراعية المروية 1500 دونم، وقد درت هذه المحاصيل دخلا مرتفعا على المزارعين.
وتصدّر منتجات البلدة إلى الأسواق الإسرائيلية بالدرجة الأولى وأسواق الضفة الغربية بالدرجة الثانية، كما يعتمد القطاع الزراعي في البلدة على الدفيئات الزراعية لزراعة محاصيل كالطماطم والخيار والزهور.
وبلغت مساحة هذه الدفيئات ألف دونم، كما يزرع سكان البلدة أشجار الحمضيات والزيتون، التي يتعمد الاحتلال اقتلاعها في كل مناسبة.
إعلانوتقتصر الصناعات في البلدة على الصناعات الخفيفة كالأبواب والشبابيك والأثاث المكتبي والمنزلي، وفيها مصانع للطوب الأسمنتي المستخدم في البناء، إضافة إلى معامل للرخام.