«شكرًا للخطيب الذي يحقق أحلامنا».. رسالة مؤثرة من عبد المنعم بعد رحيله عن الأهلي
تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT
وجه محمد عبد المنعم لاعب الأهلي والمنضم حديثا لنادي نيس الفرنسي، رسالة لجماهير الأهلي بعد إتمام انتقاله بشكل رسمي للنادي الفرنسي.
وأعلن نادي نيس الفرنسي، مساء اليوم الخميس، تعاقده بشكل رسمي مع محمد عبد المنعم لمدة أربع سنوات قادما من النادي الأهلي، وذلك خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية.
ونشر محمد عبد المنعم رسالته مودعًا جماهير الأهلي عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "إنستجرام"، قائلاً "شكرًا على كل شيء.
وأضاف: "ارتدائي قميص الأهلي لأول مرة، شعرت أن هذه اللحظة التي لن تتكرر، اللحظة التي عرفت فيها أني أصبحت واحدًا من أبناء النادي، النادي الذي حلمت به منذ صغري.. كل تمريرة قدمتها كل هدف سجلته، كان ملئ بشعور أنني أقوم بعمل عظيم، الأهلي منحني أكثر مما كنت أحلم به، ومنحني شرف ارتباط اسمي بهذا النادي العظيم، الذكريات لن تنتهي.. أتذكر أول مرة دخلت فيها ملعب التتش، هذا الملعب شاهد على مجهوداتنا وعرقنا، وشهد على كل فرحة ونصر وأتذكر عندما هتفت الجماهير باسمي، اللحظة التي شعرت فيها أن قلبي سيتوقف من الفرحة، هذه الجماهير هي من صنعتني، ووقفت بجانبي في كل لحظة صعبة".
وتابع: "أشكر مجلس إدارة الأهلي، بقيادة محمود الخطيب، الذي عرف كيف يحقق أحلامنا، وكان قدوة لنا جميعا، ولم يبخل علينا بأي دعم أو نصيحة، وأشكر الجهاز الفني والطبي والإداري، كانوا دائما خلفي والسند في الأوقات الصعبة، كانوا السبب أني أخرج أفضل ما أمتلكه على أرضه الملعب.. كما أشكر جميع اللاعبين، كانوا معي على الحلوة والمرة، كما أشكركم على كل لحظة فرح عشناها، وكل بطولة حققناها، هذه اللحظات ستظل محفورة في قلبي، طوال حياتي، كما أشكر عائلتي".
واختتم: "أخيرًا أشكر كل مشجع من جماهير الأهلي العظيم، سيظل دائما في قلبي، خرجت من الأهلي كلاعب، ولكن سأظل طول عمري مشجعًا للأهلي، الأهلي الأعظم في الكون، وسأظل ابن النادي، الذي علمني أن المجد ليس له حدود، والطموح هو من يصنع الأبطال".
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الأهلي محمود الخطيب محمد عبد المنعم نيس محمد عبدالمنعم أخبار الأهلي هدف محمد عبد المنعم اهداف محمد عبد المنعم محمد عبد المنعم لاعب الاهلي رامز جاب من الاخر محمد عبد المنعم عبد المنعم ا أشکر
إقرأ أيضاً:
غسان حسن محمد.. شاعر التهويدة التي لم تُنِم. والوليد الذي لم تمنحه الحياة فرصة البكاء
بقلم : سمير السعد ..
في عالمٍ تُثقله الحروب وتغرقه الفواجع، تبرز قصيدة “تهويدة لا تُنيم” للشاعر العراقي غسان حسن محمد كصرخة شعرية تحمل وجع الوطن، وتجسِّد الإنسان العراقي في زمنٍ لم يعد فيه للتهويدات مكان، ولا للطفولة حضنٌ آمن. غسان، ابن العمارة ودجلة والقصب، هو شاعر يكتب بقلبه قبل قلمه، ويغزل قصائده من نسيج الوجع العراقي بأدقّ خيوط الإحساس وأصفى نبرة صدق.
يفتتح الشاعر قصيدته بمشهد يختزل حجم الانهيار الداخلي في صورة جسدية/معمارية رمزية:
“من ربّت على ظهرِ الجسر..،
حتى انفصمت عُراه.”
ليتحوّل الجسر، رمز العبور والحياة، إلى معبر نحو الفقد والانفصال، ولتمتدّ صورة اليُتم على النهر كلحن لا يُفضي إلى الوصول:
“ليمتدَّ اليتمُ على كامل النهرِ،
يعزفُ لحنَ اللاوصول؟!”
هنا لا يتحدث الشاعر عن اليتيم بمعناه الفردي، بل يُحوّله إلى حالة جماعية تسري في جسد المكان، حالة بلد بأكمله يُرَبّى على غياب الآباء، وانقطاع الحكايات.
تدخل الحرب بوصفها شخصية غاشمة، لا تنتظر حتى تهدأ التهويدة، بل تُباغت الزمن وتفتك بالطمأنينة:
“الحرب..،
الحرب..،
(لعلعةٌ..):
كانت أسرعَ من تهويدة الأمِّ لوليدها”
هكذا يضع الشاعر التهويدة، رمز الحنان والرعاية، في مواجهة مباشرة مع صوت الحرب، لنعرف أن النتيجة ستكون فاجعةً لا محالة. ولا عجب حين نسمع عن الوليد الذي لم تمنحه الحياة حتى فرصة البكاء:
“الوليدُ الذي لم يفتر ثغرهُ
عن ابتسام..”
فهو لم يعرف الفجيعة بعد، ولم يلعب، ولم يسمع من أبيه سوى حكاية ناقصة، تُكملها المأساة:
“لم يَعُد أباه باللُعبِ..,
لم يُكمل حكايات وطنٍ..،
على خشبتهِ تزدهرُ المأساة لا غير.!”
في هذا البيت تحديدًا، يكشف غسان عن قدرة شعرية مدهشة على تحويل النعش إلى خشبة مسرح، حيث لا تزدهر إلا المأساة، في تورية درامية تفتك بالقلب.
ثم يأتي المشهد الفاصل، المشهد الذي يُكثّف حضور الغياب:
“عادَ الأبُّ بنعشٍ.. يكّفنهُ (زهرٌ)
لم يكُن على موعدٍ مع الفناء.!”
فالموت لم يكن مُنتظرًا، بل طارئًا، كما هي الحرب دومًا. لقد كان الأب يحلم بزقزقة العصافير، وسنابل تتراقص على وقع الحب:
“كان يمني النفسَ
بأفقٕ من زقزقات.،
وسنابلَ تتهادى على وقع
أغنية حبٍّ..
تعزفها قلوبٌ ولهى!”
بهذا المشهد، يقرّب الشاعر المأساة من القلب، يجعل القارئ يرى الأب لا كمقاتل، بل كعاشق كان يحلم بأغنية، لا بزئير دبابة. حلمُ الأب كُسر، أو بالأدق: أُجهض، على خيط لم يكن فاصلاً، ولا أبيض، بين الليل والنهار:
“حُلم أُجهض على الخيط
الذي لم يكن فاصلاً..،
ولا ابيضَ..
بين ليلٍ ونهار”
لا زمن في الحرب، لا بداية ولا نهاية، ولا فاصل بين حلمٍ وحطام. فالحرب تعيش في الفراغ، وتُشبع نهمها من أجساد الأبناء دون أن ترمش:
“ذلك أن لا مواقيت لحربٍ..
تُشبعُ نهمَ المدافع بالأبناء..”
وفي النهاية، تأتي القفلة العظيمة، القفلة التي تحوّل الحرب من آلة صمّاء إلى كائنٍ لو امتلك عيناً، لبكى، ولابتسم الطفل:
“فلو كانَ للحربِ عينٌ تدمع.،
لأبتسم الوليد!”
ما أوجع هذا البيت! إنه انقلابٌ شعريّ كامل يجعل من التهويدة التي لم تُنِم أيقونةً لفجيعة كاملة، وابتسامة الوليد غاية ما يتمنّاه الشاعر، وكأنّها وحدها قادرة على إنهاء الحرب.
غسان حسن محمد الساعدي ، المولود في بغداد عام 1974، والحاصل على بكالوريوس في اللغة الإنجليزية، هو عضو فاعل في اتحاد الأدباء والكتاب في العراق. صدرت له عدة مجموعات شعرية ونقدية منها “بصمة السماء”، و”باي صيف ستلمين المطر”، و”أسفار الوجد”، إضافة إلى كتابه النقدي “الإنصات إلى الجمال”. شاعرٌ واسع الحضور، يكتب بروح مغموسة بجماليات المكان وروح الجنوب العراقي، وينتمي بصدق إلى أرضه وناسها وتاريخها الأدبي والثقافي.
شاعر شفاف، حسن المعشر، لطيف في حضوره، عميق في إحساسه، يدخل القصيدة كمن يدخل الصلاة، ويخرج منها كما يخرج الطفل من حضن أمه، بكاءً وشوقًا وحلمًا. هو ابن العمارة، وابن دجلة، وابن النخيل والبردي، يدخل القلوب دون استئذان، ويترك فيها جُرحاً نديًّا لا يُنسى.
في “تهويدة لا تُنيم”، لا يكتب الساعدي الشعر، بل يعيش فيه. يكتب لا ليواسي، بل ليوقظ. لا ليبكي، بل ليُفكّر. قصيدته هذه، كما حياته الشعرية، تُعلن أن الشعر ما يزال قادراً على فضح الحرب، وردّ الضمير إلى مكانه، لعلّ الوليد يبتسم أخيرًا.