دمار هائل في رفح تكشفه الأقمار الصناعية مع تواصل اجتياح الاحتلال
تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT
نشر موقع "بيلينغكات" تقريرا مدعما بصور الأقمار الصناعية يظهر مدى الدمار الذي لحق بمدينة رفح، ولجوء سكانها الذين أجبرهم الاحتلال على النزوح منها، إلى البحث عن تحديثات هذه الصور، للاطمئنان على منازلهم، في ظل استمرار الاجتياح الإسرائيلي للمدينة للشهر الرابع على التوالي.
ويقول أحد سكان حي تل السلطان الواقع غرب رفح عبر موقع "إكس": "من فضلكم، هل يمكنكم مساعدتي في الحصول على صورة حديثة لمنطقتي السكنية في تل السلطان للتحقق من وجود منازلنا؟".
وأشار التقرير إلى أن مثل هذه الطلبات أصبحت منتشرة لدى العديد من الباحثين في المصادر المفتوحة، والذين يوثقوا اجتياح الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة منذ أكثر من 10 أشهر.
في هذه المناسبة، كانت القضية الأوسع نطاقا، كان موقع بلينغكات يراقبه بالفعل منذ عدة أسابيع.
بقي 224 مبنى فقط قائما في تل السلطان
في أيار/ مايو من هذا العام، غزت القوات الإسرائيلية مدينة رفح من أجل فرض سيطرتها على الحدود بين غزة ومصر - وهي شريط من الأرض يبلغ طوله ثمانية أميال ويشار إليه باسم "ممر فيلادلفيا". وأظهرت الصور الأخيرة التي قدمتها Planet Labs PBC قدرا كبيرا من الدمار ليس فقط على طول الممر ولكن في الأحياء التي تبعد كيلومترين عن الحدود مثل منطقة شرق تل السلطان.
وباستخدام بيانات البناء من OpenStreetMap، وجد موقع بلينغكات أنه من بين حوالي 670 مبنى في الحي الشرقي من تل السلطان، بقي 224 مبنى فقط قائما.
وبناء على الصور التاريخية من Google Earth، من الممكن أن نرى أن المنطقة السكنية إلى حد كبير تم بناؤها منذ أكثر من عقد من الزمان. ولكن تم هدم معظم المباني بين 18 تموز/ يوليو و4 آب/ أغسطس 2024، بعد وصول الجيش الإسرائيلي. وكان المنزل الذي حدده الفرد الذي تواصل عبر X أحد تلك التي تم هدمها.
وفي أيار/ مايو، حدد الرئيس الأمريكي جو بايدن "خطا أحمر" لإسرائيل خلال مقابلة مع شبكة CNN. إذا دخلت القوات الإسرائيلية إلى المراكز السكانية في رفح، مثل تل السلطان، فإن إدارته ستبدأ في الحد من الأسلحة التي ستزودها الولايات المتحدة لإسرائيل. وعندما سُئل عن الخط الأحمر بعد أيام، أوضح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن الرئيس أشار على وجه التحديد إلى "عملية عسكرية كبرى" في رفح.
لم يتغير موقف إدارة بايدن منذ ذلك الحين. سأل موقع بلينغكات وزارة الخارجية الأمريكية عما إذا كان الجيش الإسرائيلي قد تجاوز أي خطوط حمراء لكنه لم يتلق إجابة بحلول وقت النشر.
ومع ذلك، تُظهر صور الأقمار الصناعية الإضافية من Planet Labs كيف تغيرت المناظر الطبيعية لأجزاء أخرى من رفح وجنوب غزة، إلى جانب تل السلطان فقط، بشكل كبير منذ أيار/ مايو.
تضرر مساحات شاسعة
أعلن الجيش الإسرائيلي أنه يتمتع "بالسيطرة العملياتية" على ممر فيلادلفيا في أواخر أيار/ مايو. وتُظهر صور الأقمار الصناعية الأخيرة أنهم يحافظون على وجود عسكري على طول الممر.
وتُظهِر صور Planet Labs أن مساحات شاسعة من رفح تضررت أو دُمرت منذ بدأت القوات الإسرائيلية عمليتها البرية في المدينة. وقد علَّق موقع بلينغكات على صور قبل وبعد قسم من رفح يمتد من معبر الحدود مع مصر إلى الساحل.
وباستخدام أداة تتبع الأضرار التي طورها المساهم في بلينغكات أولي بالينغر، تقدر بلينغكات أن ما يقرب من 8500 مبنى تضررت أو دُمرت في هذه المنطقة وحدها من جنوب غزة منذ بداية الحرب في تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي وحتى تموز/ يوليو من هذا العام. ومن المرجح أن يكون الرقم أعلى، نظرا للدمار الذي ظهر في صور آب/ أغسطس الأحدث من Planet Labs.
وتُظهِر البيانات الصادرة عن مجموعة رسم خرائط الأضرار اللامركزية، التي تستخدم بيانات رادار سنتينل-1 لتحديد الأضرار في جميع أنحاء قطاع غزة، أن ما يقرب من 44% من جميع المباني في محافظة رفح في جنوب غزة قد تضررت أو دمرت.
وتشير تقارير المراسل العسكري لصحيفة تايمز أوف إسرائيل إلى أن الجيش الإسرائيلي يخطط لتوسيع ممر فيلادلفيا بعمق يصل إلى 800 متر في جنوب غزة، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى تدمير المزيد من المنازل ومعظم مدينة رفح.
قال الجيش الإسرائيلي لموقع بلينجكات: "تنبع خطة توسيع طريق فيلادلفيا من الحاجة إلى تحسين البنية التحتية لسفر المركبات والمركبات المدرعة. [...] الهدف من توسيع الطريق هو تقليل عدد هذه الحوادث وتوفير وصول أكثر أمانا للسائقين إلى المنطقة. سيعمل هذا الإجراء على تحسين القدرات العملياتية للجيش الإسرائيلي وحماية أرواح الجنود والمدنيين على حد سواء".
تُظهِر صور الأقمار الصناعية أن الجيش الإسرائيلي هدم كتلا كاملة من المدينة على طول هذا الطريق، بما في ذلك مخيم البرازيل للاجئين وحي السلام. وهذا شيء حدث في أجزاء أخرى من قطاع غزة في الماضي.
تقع القرية السويدية على الساحل بجوار الحدود مع مصر. وقد أهملت هذه القرية الصغيرة التي يبلغ عدد سكانها نحو 1300 نسمة إلى حد كبير قبل الحرب، وواجهت العديد من المشاكل التي تتراوح بين الافتقار إلى الخدمات الأساسية وتآكل السواحل.
تجمع قوات الاحتلال
تُظهِر صور الأقمار الصناعية من Planet Labs أنه بين 5 حزيران/ يونيو و7 حزيران/ يونيو، هُدِم معظم القرية من قبل الجيش الإسرائيلي. وتُظهِر صور أحدث من 22 أغسطس ما يبدو أنه منطقة تجمع من الحصى تم بناؤها حديثا وطريق يربط بين الساحل بناه الجيش الإسرائيلي.
هناك مناطق في ممر فيلادلفيا استخدمها الجيش الإسرائيلي كمناطق تجمع لقواته أثناء العملية في رفح. في تموز/ يوليو، أظهر مقطع فيديو نشره الجناح العسكري لحماس، كتائب القسام، مقاتلين يستهدفون مركبات تابعة للجيش الإسرائيلي تقع في مجموعة من المباني بالقرب من تل زعرب، وهو تل يقع على طول الحدود بين غزة ومصر.
تُظهر صور الأقمار الصناعية من Planet Labs أن المباني المستخدمة كنقطة انطلاق تم هدمها بين 6 و17 تموز/ يوليو. وبناء على ما هو مرئي في مقطع فيديو مصور من الجو من حماس، فمن المرجح أن مقطع الفيديو الخاص بهم تم تصويره في حزيران/ يونيو وليس تموز/يوليو.
يمكن تحديد موقع مقطع فيديو آخر لحماس يظهر هجوما بعبوة ناسفة ضد مركبة تابعة للجيش الإسرائيلي على بعد كيلومتر واحد تقريبا من منطقة الانطلاق هذه إلى 31.3087185، 34.2365347. الحفرة الكبيرة التي شوهدت في مقطع فيديو حماس مرئية في صور Planet Labs من 23 حزيران/ يونيو.
ومع ذلك، يُظهر التحليل أن المناطق الواقعة على طول ممر فيلادلفيا ليست وحدها التي تشهد أضرارا جسيمة. وتُظهِر الصور الأخيرة الدمار في مختلف أنحاء محافظة رفح في المناطق الواقعة خارج المنطقة العازلة التي يبلغ عرضها 800 متر - بما في ذلك تل السلطان.
أظهر مقطع فيديو عُثر عليه على موقع إنستغرام وشاركه يونس طيراوي، وهو باحث فلسطيني في مجال المصادر المفتوحة، جنود الجيش الإسرائيلي وهم يهدمون جزءا من منشأة بئر مياه في منطقة بالقرب من الجزء الشرقي من تل السلطان. وبينما يبدو أن خزان المياه الكبير لا يزال قائما، تُظهر أحدث صور الأقمار الصناعية أن المباني الأصغر في المنشأة دُمرت أثناء الهدم.
ليست المرة الأولى
وأخبرت القوات الإسرائيلية موقع بلينغكات أن ظروف الفيديو والهدم قيد المراجعة وأنها "تعمل على معالجة الحوادث الاستثنائية التي تنحرف عن الأوامر والقيم المتوقعة من جنود الجيش الإسرائيلي".
هذه ليست المرة الأولى التي تنفذ فيها إسرائيل عمليات هدم جماعية في رفح. قبل عشرين عاما، قبل الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، وثقت هيومن رايتس ووتش عمليات هدم واسعة النطاق من قبل الجيش الإسرائيلي في رفح على طول الحدود. في تقريرها، قالت هيومن رايتس ووتش إن ثلثي المنازل الفلسطينية التي هُدمت في قطاع غزة في السنوات الأربع السابقة كانت في رفح، حيث فقد 16000 شخص منازلهم.
بحث فريد أبراهامز، وهو حاليا أستاذ مساعد في كلية بارد في برلين، وكتب تقرير عام 2004. وقال لموقع بلينغكات، معلقا على عمليات التدمير الأخيرة في رفح: "يعود التدمير غير القانوني في غزة إلى سنوات عديدة، لذا فإن السياسة لها جذور. والمفتاح بموجب القانون الدولي هو ما إذا كان تدمير مبنى يجلب ميزة عسكرية محددة. "لقد أظهرنا مرارا وتكرارا أن التدمير المنهجي على مساحة كبيرة فشل في تلبية هذا الاختبار".
طلبت بلينغكات من الجيش الإسرائيلي أدلة تربط المباني المهدمة في وحول ممر فيلادلفيا بـ "أغراض إرهابية". رد الجيش الإسرائيلي ببيان صحفي يعرض نفقا بارتفاع ثلاثة أمتار تم العثور عليه في المنطقة. في بيان صحفي أحدث، قالوا، "دمر الجنود ما يقرب من 50 مسارا لأنفاق حماس تحت الأرض" بين 8 آب/ أغسطس و 15 آب/ أغسطس.
قالت نادية هاردمان، باحثة حقوق اللاجئين والمهاجرين في هيومن رايتس ووتش، لموقع بلينغكات، إن الجيش الإسرائيلي لا ينبغي أن يتخذ إجراءات تجعل العودة مستحيلة.
وقالت: "فر معظم سكان غزة - مرات عديدة - بناء على أوامر إسرائيلية، بحثا عن الأمان. لكن لا يوجد مكان آمن للذهاب إليه ولا توجد طريقة آمنة للوصول إلى هناك. يحظر القانون الإنساني الدولي النزوح القسري للمدنيين إلا مؤقتا عندما يكون ذلك ضروريا لأمنهم أو لأسباب عسكرية ملحة".
وأضافت: "إننا نشهد أدلة متزايدة على أن السلطات الإسرائيلية ربما ترتكب جريمة حرب تتمثل في التهجير القسري من خلال تحويل الأحياء إلى أنقاض وتدمير أو إتلاف غالبية المنازل والبنية التحتية الأساسية في غزة، مما يجعل أجزاء كبيرة من القطاع غير صالحة للعيش لسنوات قادمة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الدمار رفح الاحتلال الاجتياح الاحتلال هدم المنازل اجتياح دمار رفح صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ر صور الأقمار الصناعیة القوات الإسرائیلیة الجیش الإسرائیلی ممر فیلادلفیا مقطع فیدیو تل السلطان قطاع غزة على طول فی رفح
إقرأ أيضاً:
دعمًا للجهود الرامية لحماية الكائنات المهددة بالانقراض.. محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تُطلق برنامج التتبع المباشر لحركة السلاحف عبر الأقمار الصناعية
دعمًا للجهود الرامية إلى تطوير استراتيجيات موحدة وعابرة للحدود لحماية الكائنات المهددة بالانقراض على مستوى العالم، أطلقت محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية برنامج التتبع المباشر لحركة السلاحف صقرية المنقار والسلاحف الخضراء عبر الأقمار الصناعية، وذلك في أول عملية موثقة لتركيب جهاز تتبع لسلحفاة خضراء حاملة للبيض في مرحلة ما قبل التعشيش في البحر الأحمر.
وتُسهم البيانات المستقاة من هذا التتبع، الذي يُمثل إنجازًا مهمًا في مجال الحفاظ على البيئة البحرية لردم الفجوة المعرفية التي تُعاني منها المنطقة.
ونجح الفريق بقيادة كبير علماء البيئة البحرية في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية الدكتور أحمد محمد، وكبير المتخصصين في السلاحف البحرية لدى شركة المنارة للتطوير التابعة لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية الدكتور هيكتور باريوس-غاريدو، في الإمساك بثلاث سلاحف صقرية المنقار، وسبع سلاحف خضراء مهددة بالانقراض وفقًا لبيانات الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، ونجحوا في تثبيت أجهزة التتبع عليها.
وتنقل هذه الأجهزة بيانات الحركة في الوقت الفعلي لتحديد مناطق البحث عن الغذاء وممرات الهجرة، والأهم من ذلك مواقع أعشاش السلحفاة الخضراء الحاملة للبيض؛ وذلك لضمان تقديم أفضل مستويات الحماية والإدارة.
ويؤكد هذا البرنامج التزام المحمية طويل الأمد بالحفاظ على البيئة البحرية، ويشكل امتدادًا لبرنامجها الخاص بمراقبة مواقع تعشيش السلاحف وحمايتها؛ الذي دخل حيّز التنفيذ منذ عام 2023.
وتتولى محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية مسؤولية حماية 4,000كم مربع من مياه البحر الأحمر، أي ما يُعادل 1.8% من المياه الإقليمية للمملكة، وتُشرف على أطول خط ساحلي تديره هيئة حماية بيئية واحدة في المملكة، بطول 170 كم، والذي يربط بين مشروعي نيوم والبحر الأحمر الدولية؛ ليُشكّل ممرًا بطول 800 كم من الساحل المحمي للبحر الأحمر.
وتُعد المنطقة موئلًا لخمسة أنواع من السلاحف السبعة حول العالم، وموطنًا لتكاثر السلاحف الخضراء والسلاحف صقرية المنقار، وترصد فرق مفتشي البيئة التابعة للمحمية نشاط السلاحف على البر وفي البحر لحماية مواقع التعشيش الضرورية للعودة إلى موطنها، وهي الغريزة البيولوجية التي تدفع السلاحف للعودة إلى نفس الشواطئ التي وُلدت فيها.
وقال الرئيس التنفيذي لمحمية الأمير محمد بن سلمان الملكية أندرو زالوميس: “تُواجه السلاحف صقرية المنقار مخاطر عالية للانقراض خلال فترة قصيرة, ومع بقاء أقل من 200 أنثى في سن التكاثر في البحر الأحمر، تعتمد نجاة هذا النوع من السلاحف على سد الفجوات المعرفية بما يوفر أدوات فعالة للحفاظ عليها”.
وأضاف: “تمتد رحلة السلاحف صقرية المنقار، التي تفقس على شواطئ المحمية، عبر 438,000 كم مربع من مياه البحر المفتوحة والمُحاطة بثماني دول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قبل أن تعود بعد حوالي ثلاثة عقود إلى نفس الشواطئ الرملية لوضع بيوضها، كما يلعب البرنامج الجديد لتركيب الأجهزة على السلاحف وتتبع حركتها عبر الأقمار الصناعية دورًا محوريًا في توفير البيانات الفورية الضرورية لتحديد مناطق التجمع والتغذية والتكاثر في البحر الأحمر، وتدعم هذه البيانات الجهود الوطنية والإقليمية للحفاظ على البيئة من أجل تطوير خطة موحدة ومتكاملة لإدارة جهود الحفاظ على السلاحف عبر جميع مفاصل المنظومة”.
اقرأ أيضاًالمنوعاتعلماء الآثار يعثرون على حطام سفينة قديمة قبالة الإسكندرية
وتدعم المساعي المتواصلة لمحمية الأمير محمد بن سلمان الملكية للحفاظ على السلاحف التزامات المملكة العربية السعودية بموجب اتفاقية حفظ أنواع الحيوانات البرية المهاجرة برعاية برنامج الأمم المتحدة للبيئة، ومذكرة التفاهم بشأن الحفاظ على السلاحف البحرية وموائلها الطبيعية في المحيط الهندي وجنوب شرق آسيا، وذلك من خلال تعزيز حماية الموائل والتعاون الإقليمي من خلال تبادل المعارف والعلوم في البحر الأحمر.
من جانبه، قال كبير علماء البيئة البحرية في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية الدكتور أحمد محمد: “صُممت هذه الأجهزة المتطورة وخفيفة الوزن لتعمل لمدة لا تقل عن 12 شهرًا، حيث توفر بيانات مستمرة تسمح بتقديم تحليل مفصل للأنماط الموسمية وموائل النمو، فضلًا عن تقديم تحليلات قيّمة للأبحاث الخاصة بالسلاحف البحرية في المنطقة وحول العالم، وإلى جانب ذلك، تكشف أجهزة استشعار الأعماق أماكن الأعشاب البحرية، والتي تُعد من أهم مناطق التغذية للسلاحف الخضراء ومناطق تصريف الكربون الأزرق”.
ولا تزال السلاحف الخضراء في المنطقة من الأنواع المعرضة للخطر والمعتمِدة على جهود الحفاظ على البيئة، بالرغم من إعادة تصنيفها عالميًا من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، وتندرج جميع أنواع السلاحف البحرية الخمسة المستوطنة في البحر الأحمر ضمن اتفاقية حفظ أنواع الحيوانات البرية المهاجرة والتي انضمت إليها المملكة في عام 1979م، وتبقى السلاحف عرضة لخطر الوقوع في شباك الصيد وتدهور الموائل والصيد الجائر غير القانوني، وفي حين لا تُسجّل مثل هذه التهديدات ضمن المياه المحمية التابعة لمحمية الأمير محمد بن سلمان الملكية، تبرز أهمية إستراتيجيات الإدارة الشاملة للمنظومة والعابرة للحدود السياسية، ولذا تُواصل المحمية مشاركة البيانات مع المجتمع العلمي والجهات الناشطة في الحفاظ على البيئة، إلى جانب تعزيز الشراكة مع المؤسسة العامة للمحافظة على الشُعب المرجانية والسلاحف البحرية في البحر الأحمر “شمس” لتطوير الإستراتيجيات الوطنية والإقليمية للحفاظ على البيئة.
يُذكر أن المحمية واحدة من ثماني محميات ملكية في المملكة العربية السعودية، وتمتد على مساحة 24,500 كم²، من الحرات البركانية إلى أعماق البحر الأحمر غربًا؛ لتربط بين نيوم ومشروع البحر الأحمر والعلا، وتُعد موطنًا لمشروع وادي الديسة التابع لصندوق الاستثمارات العامة وأمالا التابعة لشركة البحر الأحمر العالمية.
وتضم المحمية 15 نظامًا بيئيًا مختلفًا، وتغطي 1% من المساحة البرية للمملكة، و1.8% من مساحتها البحرية، إلا أنها تُشكّل موطنًا لأكثر من 50% من الأنواع البيئية في المملكة؛ مما يجعلها واحدة من أغنى المناطق الطبيعية في الشرق الأوسط بالتنوع الحيوي.
وتخضع المحمية لإشراف مجلس المحميات الملكية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله-، وهي جزءٌ من برامج المملكة للاستدامة البيئية، مثل مبادرتي السعودية الخضراء، والشرق الأوسط الأخضر.